لم يكن الصادق المهدي مبالغا حين قال ان أكبر خطأ تم في حق السودان انفصاله عن مصر بعد ان كانوا دولة واحدة. ونحن نقول ايضا ان اكبر خطأ ارتكب في حق مصر هو انفصاله عن السودان وذلك لما في ذلك من تأمين اقتصادي واجتماعي واستراتيجي وذلك بالجغرافيا والتاريخ. فالعلاقات خلال العقدين الاخيرين شهدت تذبذبا كبيرا صعودا وهبوطا وان كانت قد اخذت الطابع السياسي فإن آثارها وانعكاساتها علي الجانب الاقتصادي أشد وأنكي.. مصر بحاجة الي السودان والعكس صحيح فالاولي تمتلك الخبرة والقوة البشرية والمهارة والتكنولوجيا التي تفتقر اليها الثانية التي حباها الله بوفرة المياه والثروة الحيوانية والاراضي الشاسعة البكر التي تتعطش للمشروعات الكبري. الازمة الحقيقية هي الانفصال التآمري المتعمد رغم كل مقومات التكامل الجغرافي والتاريخي واللغوي والديني. لأن المتآمرين يدركون ان الحراك الاقتصادي التنموي الحقيقي للبلدين لن يتحقق وهما في منأي عن تكامل جاد وحقيقي.. ومن هنا نقول: تبقي الارادة السياسية هي صاحبة الكلمة العليا لاحداث التواصل النهضوي لكلا البلدين بعيدا عن الاهواء السياسية التي يتجزع مرراتها الشعبان.. فهل ستتأخر هذه الارادة في ظل النزيف الاقتصادي خاصة بعد انفصال الجنوب الذي ترجم في خسارة20 مليار برميل بترول من حصة السودان, ايضا خسارة كبري واضعاف لقدرة البلدين في التحكم الاستراتيجي لمنابع النيل.. وأعود الي الصادق المهدي التي تهتف في أذني كلماته: لولا انفصال السودان عن مصر لما انفصل الجنوب عن السودان ونقول ماذا ننتظر بعد ذلك.. الي الملف! ------------ *مجلس الاعمال المصري: نستهدف رفع التبادل التجاري الي5 مليارات دولار خلال5 سنوات *الهيئة العامة للنقل البحري: ندرس استغلال بحيرة ناصر للربط السياحي بين البلدين *خبراء زراعة: مصر بحاجة الي10 ملايين فدان للتغلب علي العجز الغذائي