احتفلت مصر بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة، وذلك بعد 60 سنة على قرار تأميم قناة السويس القديمة، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي تحديدا في 6 اغسطس 2015 بتدشين قناة السويس الجديدة في احتفال حضره قادة عرب وأجانب. وكان الرئيس السيسي،قد قام بتوقيع وثيقة حفر قناة السويس الجديدة في 5 أغسطس 2014، وتلقاها الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس لتنفيذها، وفيها ألزم الرئيس منفذي المشروع بالانتهاء منه بعد عام واحد فقط، بدلا من ثلاث سنوات. أعلنت هيئة قناة السويس أن تكلفة الحفر بالقناة الجديدة 8 مليارات دولار، 4 مليارات دولار لحفر قناة موازية للمجرى المائي الحالي لقناة السويس، والذي يبلغ طوله بعد آخر تطوير أُجري للقناة في عام 2009 نحو 192 كيلومترا، ويبلغ طول القناة الموازية 72 كيلومترا، يتم شق 35 كيلومترا منها بتقنية الحفر الجاف، بينما سيتم استكمال ما تبقى من الطول المقترح للقناة (وهو 37 كيلومترا) بتعميق مجرى القناة الحالية ووصله بالجزء المنفذ بالحفر الجاف. وتعقد الآمال على قناة السويس الجديدة لإنعاش الاقتصاد المصري، بعرض جوي وبحري قدمته على متن يخت «المحروسة» الملكي الذي شارك في افتتاح القناة قبل حوالي 150 عاما. وكان قد انطلق قرار تأميم شركة قناة السويس، من ميدان المنشية بالإسكندرية،في 26 يوليو 1956 بعد أن سحبت الولاياتالمتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي، وقدمت بريطانيا على إثر القرار احتجاجا رفضه جمال عبد الناصر على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة المصرية. فقامت هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك واستطاعت تشغيل القناة بإدارة مصرية كان على رأسها مهندس عملية التأميم محمود يونس بمرافقة زميليه عبدالحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل. وكان أول رد على قرار تأميم شركة قناة السويس، قيام كل من فرنسا وإنجلترا بتجميد الأموال المصرية في بلادهما، في وقت كان للحكومة المصرية حساب دائن بإنجلترا من ديون الحرب العالمية الثانية يقدر في تاريخ التأميم بنحو 135 مليون جنيه استرليني، فيما قامت الولاياتالمتحدة بتجميد أموال شركة القناة لديها، وكذلك تجميد أموال الحكومة المصرية حتى تتضح الأمور فيما يتعلق بمستقبل شركة قناة السويس، وكانت أموال الحكومة المصرية هناك تقدر بنحو 43 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 15 مليون جنيه مصري وقت التأميم، وبلغ مجموع الأموال المصرية التي تقرر تجميدها في إنجلترا وفرنساوالولاياتالمتحدة ما يزيد على القيمة المالية لشركة قناة السويس، كما قررت الولاياتالمتحدة وقف تقديم أي مساعدة مالية أو فنية لمصر. وضغطت كل من فرنسا وإنجلترا على سويسرا لتتعاون معها عن طريق تجميد الأموال المصرية لديها، ولكنها لم تستجب لذلك، وأذعن مدير شركة قناة السويس إلى جميع اتحادات أصحاب السفن بأن يدفعوا رسوم المرور في القناة إلى شركة قناة السويس وليس إلى الحكومة المصرية، وبلغت نسبة مجموع الرسوم التي دفعت إلى الحكومة المصرية منذ التأميم وحتى إغلاق القناة %35 تقريبا والباقي دفع لشركة قناة السويس، وقدر ذلك بأكثر من خمسة ملايين جنيه مصري، وهو المبلغ الذي تقرر خصمه من مجموع التعويض الذي دفعته الحكومة المصرية للشركة أثناء مفاوضات التعويض. قناة السويس هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193 كم وتصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وتنقسم طوليا إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضيا إلى ممرين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت.