سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنفاق قناة السويس«الأضخم» بمستوى دول أوروبا..ماكينات حفر ألمانية اشترتها مصر أصولا ثابتة لمشروعات قومية أخرى 4..هانى عازر عضو المجلس الاستشارى الرئاسى :
يكشف المهندس هانى عازر الخبير المصرى لمشروع انفاق قناة السويس ومشروعات أخرى انه سوف يتم الانتهاء من التنفيذ فى غضون 18 شهرا وهو أجل زمنى يعتبره اسرع مدة للتنفيذ لمثل عدد الانفاق الخاصة بالقناة التى قد تستغرق نحو 5 سنوات فى دولة أخرى، معتبرا المشروع فخرا بكل المقاييس للمصريين، حيث يشارك فى الحفر 5000 مهندس وعامل وفنى مصرى وسيصبح العدد 7000 خلال النصف الثانى من 2016 وفيما يليى تفاصيل الحوار: ماذا يشغلك الآن سواء فى مصر أو فى ألمانيا؟ أنا الآن قادم من مصر، كنت موجودا بها لمدة 4 أيام متنقلا بين محافظتى: الإسماعيلية، بورسعيد، أتابع مشاريع حفر أنفاق قناة السويس، وهى أنفاق هامة ومشاريع ضخمة، أجزم بأنها الأضخم على مستوى دول أوروبا وقد ينطبق ذلك أيضا على جميع دول العالم. وأؤكد أن الأنفاق مصممة وفقا لأحدث التصميمات وقد تمت مراعاة مختلف الظروف وحالات الطوارئ التى قد تتعرض لها المركبات أو الأنفاق، ما يعنى ان العالم لم يشهد مثيلا لهذه التصميمات قبل الآن. ومشروع أنفاق قناة السويس يتلخص فى حفر3 أنفاق أسفل القناة فى جنوب بورسعيد، نفقان للطرق الثالث للسكة الحديد، ونفس الوضع سيتم تنفيذه فى شمال الإسماعيلية، ويتوقع قطع المسافة فى هذه الأنفاق فى فترة لا تتجاوز ربع ساعة أو أقل، ومن الناحية الفنية يبدأ الحفر من تحت سطح القناة بنحو 40 إلى 47 مترا، والأنفاق تربط بين الضفة الشرقية والضفة الغربية أو العكس وتربط سيناء بالدلتا، أى أن المشروع يربط بين محور تنمية قناة السويس الذى سيشهد بناء مصانع وشركات ومدارس وجامعات ومدن جديدة بالنيل، و ربط الميناء الذى يتم انشاؤه الآن فى شرق التفريعة ببورسعيد - أكبر ميناء - بالأنفاق عن طريق سكك حديدية مما يتيح نقل البضائع والآلات والمعدات والمصانع والبشر من منطقة إلى اخرى بكل يسر وأمان. وفيما يتعلق بالماكينات المستخدمة فى الحفر يقول م. هانى عازر إنها 4 ماكينات ضخمة تم شراؤها من ألمانيا خصيصا لهذه المشروعات، قطر الماكينة 13 مترا أما طولها فهو 80 مترا، وحتى نتخيل حجمها فهى تماثل حجم بيت مكون من 4 أدوار، والماكينات تحفر تحت الأرض وتحت الماء. وقد تم استخدام الماكينة الاولى فى حفر نفق الإسماعيلية منذ فترة تزيد على ثلاثة أسابيع وتم البدء فى حفر المداخل، وبعد حوالى شهرين يبدأ العمل بالماكينة الثانية، وفى آخر أكتوبر يتم البدء فى حفر أنفاق بورسعيد باستخدام الماكينة الأولى ثم الماكينة الثانية. والمشروع تشرف عليه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة فنيا وتعاقديا، ويقوم بتنفيذ مشروع أنفاق الإسماعيلية تحالف شركتى كونكورد وبتروجيت، أما مشروع بورسعيد فيقوم به تحالف أوراسكوم والمقاولون العرب. والجديد فى هذه المشروعات شراء مصر لماكينات الحفر وذلك على عكس ما تم تنفيذه فى مشروع مترو الأنفاق حيث تمتلك الشركة الفرنسية الماكينات التى تقوم بفكها بعد الانتهاء من المشروع لتعيد استخدامها فى مناطق ومشروعات أخرى. الآن مصر تملك الماكينات وسوف تستخدمها فى مشروعات أخرى، أؤكد هنا ان هذه المشروعات تنفذ بأيد مصرية ونستعين مع ذلك بخبراء من دول عديدة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فما ينقصنا الآن هو الخبرة والثقة حتى ننطلق فى مشروعاتنا الطموحة. ويقول المهندس هانى عازر إنه قد تم الاشتراط قبل شراء الماكينات من ألمانيا على تدريب شبابنا من المهندسين المصريين، وبالفعل تم تدريب 40 شابا فى ألمانيا على فك وتركيب وشحن وتشغيل وصيانة الماكينات أى التعامل مع الماكينات قبل شحنها إلى مصر، وفعلا وبأيد مصرية بدأت الماكينات عملها فى نفق الإسماعيلية وبعد العيد سيتم تجميع الماكينة التى ستعمل فى نفق بورسعيد. أضيف: نحو 5000 مهندس وعامل وفنى مصرى من جميع محافظات مصر من بنى سويف والفيوم حتى أسوان بالإضافة إلى مدن القناة والإسكندرية وغيرها من المحافظات يشاركون فى الحفر، وتخصصاتهم تشمل جميع المجالات التى تتعامل فى حفر الأنفاق من كهرباء وميكانيكا ومدنى وإدارة وكذلك هناك العمال والفنيون للخرسانة والحديد والعديد من الأعمال الفنية، وقريبا سوف يزيد العدد إلى نحو 7000 شاب. وقد تم تجهيز معسكرات خاصة بها مطاعم وكافتيريا وصالات جيم وأماكن ترفيه لراحة هؤلاء الشباب بعد ساعات طويلة من العمل الشاق والمرهق تحت أشعة الشمس الحارة. وفيما يخص مسئولية دورى فتتمثل فى حل المشاكل الفنية واللوجستية ومتابعة التدريب وإعطاء الخبرة الكاملة لهؤلاء الشباب، وهناك اتصال كامل ومستمر بالتحالفات العاملة فى المشروع وبالهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبالمهندسين والمشرفين على المشروع. وقد تمت المناقشة مع جميع الأطراف فى جميع التحديات والصعوبات التى تواجه المشروع، والمشروع يبرز قيمة إتاحة فرص عمل للشباب المصرى المتحمس الذى يمتلك المقدرة والطموح ويستطيع الوقوف أمام الأجانب ويستطيع إثبات نفسه، بالإضافة إلى تنمية البنية التحتية من شبكات الطرق والمواصلات مما يسهل عملية تنمية المنطقة وربطها بالقاهرة وبالنيل. وعن أطوال الأنفاق قال ان نفق السيارات فى الإسماعيلية طوله 6 كم، ونفق السكة الحديد طوله 9 كم، هذا غير المداخل والمخارج التى يصل طولها إلى 3 كم من كل ناحية. أما طول نفق السيارات ببورسعيد فهو 4 كم وطول نفق السكة الحديد فهو 7 كم، وسوف يتم الانتهاء من التنفيذ فى غضون 18 شهرا، وهذه أسرع مدة للتنفيذ لمثل هذا العدد من الأنفاق التى قد تستغرق نحو 5 سنوات فى بلد آخر. ويؤكد م. هانى عازر أن المشروع فخر بكل المقاييس للمصريين وهو فرصة للاتصال بين الحضارات خاصة مع وجود خبراء أجانب، فهم يتعرفون على حضارتنا وعلى الشعب المصرى وينقلون هذه المعرفة إلى أسرهم وذويهم مما يقرب الشعوب بعضها ببعض. يشدد على ترويج وتسويق المشروع فى أوروبا والدول الإفريقية والعربية ودول العالم أجمع، فهناك على الأقل 3 مؤتمرات عن الأنفاق يتم عقدها سنويا يمكن الاشتراك فى هذه المؤتمرات، حيث يلقى بها المهندسون المصريون المشرفون على تنفيذ المشروعات محاضرات عن هذا المشروع الضخم وتعريف العالم بما نقوم به من مجهودات، وبالتأكيد فإن هذه المحاضرات ستتضمن كلمة عن مصر التى يقام على أرضها المشروع وعن حضارتها وعن المدن الساحلية والمصايف وهى فرصة للترويج السياحى لبلادنا وتنشيط الخدمات وشركات الطيران، ناهيك عن تبادل الخبرات حول المشروع لنفيد ونستفيد. يتوقف مثمنا دور الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة فى الإشراف على المشروع ويؤكد أهمية دورها فى إلقاء محاضرات على طلاب كليات الهندسة بالجامعات المصرية لتزويدهم بالخبرة وبث الأمل فى نفوسهم. كما يمكن الترويج لهذا المشروع على مستوى الدول العربية والإفريقية وبيان أهمية دور المهندس والعامل والفنى المصرى الذى أنجز هذا المشروع الضخم مما يوفر فرص عمل ملائمة لهؤلاء الشباب فى هذه الدول. ماذا عن المشاريع الأخرى التى تشارك فيها بخبرتك وكيف تتصور آفاق التعاون مع ألمانيا؟ المشروعات قد بدأت بالتنسيق بين الجانب المصرى وشركة سيمنس العالمية وتقريب وجهات النظر بين الطرفين مما أسفر عن الاتفاق على بناء محطات كهرباء تقليدية بقدرة 14400 م.و. بالإضافة إلى 2000 م.و. من محطات طاقة الرياح و بناء مصنع لإنتاج ريش توربينات الرياح بقدرة انتاجية تتعدى 300 م.و. سنويا. وقد تضمن المشروع الأخير برنامجا لتدريب المهندسين حيث تم الاتفاق مع شركة سيمنس الألمانية على اختيار 600 مهندس من وزارة الكهرباء وإرسالهم إلى ألمانيا للتدريب وبالفعل الشركة قد بدأت بالفعل فى اختيار الشباب. اعتقد أن مجال التدريب والتعليم الفنى المزدوج يمثل افقا للتعاون المصرى الالمانى بحيث يتضمن تدريب الفنيين المصريين ليجمعوا بين الخبرة العملية والجانب العلمى والنظرى ويتولى تدريبهم خبراء أجانب، بالإضافة إلى مشروع القطار المعلق الذى يربط مدينة 6 أكتوبر والقاهرة بمسافة نحو 300 كم، الذى تم الانتهاء من الدراسات الخاصة به، والاتفاق بشأن تمويله إلا أن المشروع متوقف عند وزير الإسكان مصطفى مدبولى، هذا بالإضافة إلى مشاريع يستطيع الإسهام فى ايجاد حلول لها مثل الصرف الصحى والسكك الحديدية وغيرها من المشروعات. على مستوى مشكلة الصرف الصحى فانه سيجتمع قريبا مع وزير الإسكان ليطلع على الموقف ويحاول إيجاد حلول من تجارب دول أخرى مثل ألمانيا و هولندا، فدوره كما يقول هو التعرف على المشكلة ليأخذها معه إلى ألمانيا وهناك لديه العديد من العلاقات والاتصالات التى تمكنه من استقدام المستثمر والخبير أو قد يستطيع الحصول على عقد بالتعاون مع دولة اخرى فى نفس المجال. ويشدد على أهمية مشاركة رجال الأعمال المصريين فى ضخ استثمارات فى المشاريع الهامة وأن يتعاونوا مع رجال الأعمال فى الخارج فالمشاركة فى تمويل هذه المشاريع الضخمة ضرورة حيث إن جهة واحدة لا تستطيع تمويل المشروع بمفردها. ضمن أفاق التعاون بين مصر وألمانيا الغرفة التجارية الألمانية بالقاهرة التى تضم نحو 1000 شركة ألمانية ومعهد جوته لتعليم اللغة ونشر الثقافية الألمانية وبرامج المنح الدراسية المختلفة وصناعة تجميع السيارات مثل سيارة بى إم دبليو، بالاضافة الى تعاون ألمانيا فى مشاريع للزراعة وحفر الآبار والصرف الصحى وخلافه من المشاريع. مصر تعانى مشاكل طرق ومواصلات وسكك حديدية مزمنة كيف تشخص اسبابها وحلولها؟ مشكلتنا هى النظام ومراعاة قواعد المرور واحترام الإشارات والحمولات المسموح بها، هى مشكلة سلوك فى المقام الأول، فالتخطيط موجود ولكن الزيادة السكانية المطردة جعلت الوضع على ما هو عليه حاليا، ونحن الآن بصدد بناء عاصمة إدارية جديدة ومدن جديدة تخفف من الضغط على العاصمة، كما يجب أن نلتزم بالنظام والقواعد المرورية المتعارف عليها فى جميع الأوقات وبدون رقابة وهذا هو أسلوب الشعوب الأخرى فى الدول المتقدمة. كما تعانى السكك الحديدية من مشاكل متراكمة منذ ما يربو على 50 أو 60 عاما، ولذلك لابد من خطة متكاملة للنهوض بالسكك الحديدية ويكون ذلك بإضافة خطوط جديدة وتطوير وصيانة الخطوط والعربات الموجودة حاليا، وتدريب العمالة والمهندسين المتخصصين والفنيين وتأهيلهم ليتولوا أعمال الصيانة إلى جوار النهوض بالصناعة لتصنيع قطع الغيار المطلوبة ولدينا فى الوقت الحالى المصانع الحربية وهى جيدة ويمكننا شراء المعدات والماكينات المتطورة والضخمة من الخارج فخطتنا لابد ان تشتمل على التدريب والصيانة والتصنيع. كيف ترى مصر وفى أى مرحلة تسير؟ مصر الآن ماضية فى الطريق السليم وقد اجتازت الكثير من المصاعب وانتهت من مرحلة التثبيت الى مرحلة التشييد والتنمية لتحفر طريقها بين الدول، فهى بصدد بناء مصر جديدة، مصر تبنى بأيدى شبابها ولا تعتمد على الآخرين ليضطلعوا بهذا الدور. نعم، هناك العديد من التحديات وأمامنا سنوات من العمل الشاق وهناك مشاكل اقتصادية واجتماعية وقد تناولها الرئيس السيسى فى أحاديثه ولكن مصر لن تستسلم والشباب يعرف أنه يجب عليه أن ينفض عنه غبار الكسل ويشمر عن ساعد الجد ليستفيد من الخبرات ويتعلم الدروس. وأن ينظر إلى المستقبل وليس إلى الوراء. أن يتعلم ويصبر ويكافح وأن يتعود أن يجرى وراء حلمه ويحققه. كذلك على المصريين أن يكونوا كتلة واحدة تحب بعضها وتكون متعاونة وهذا هو أسرع الطرق إلى النجاح.