انتقد خبراء اقتصاد وعلماء دين تلك النفقات الباهظة التى وصلت الي 14 مليارات دولار وفق إحصاءات المركزى والتي يتكبدها الاقتصاد الوطنى جراء الرحلات السياحية الصادرة الي الدول الجاذبة للسياحة أو الرحلات المتكررة للحج والعمرة في وقت تعانى فيه الدولة أزمة موارد في النقد الاجنبى، وطالبوا بترشيد تلك الرحلات وأن يتحمل المواطن مسئوليته أمام تلك التحديات التي يمر بها الاقتصاد ووجهوا إلي أن هناك منافذ أخرى أجدى وأنفع لتلك النفقات خاصة إذا ماتعلق الأمر بنشاطات اقتصادية من شأنها توفير فرص عمل أو إنفاقها في صورة نفقات خيرية يعاد أثرها علي المجتمع بأكمله. يطالب الدكتور شريف قاسم رئيس قسم الاقتصاد السابق بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية بإضافة رسوم إضافية إلي أسعار تذاكر الحج والعمرة ووضع إجراءات تنظم سفر المعتمرين لمرة واحدة فقط سنويا والحج كل خمسة أعوام وتتخذ إجراءات حاسمة لكل من يخالف هذه القواعد. وألزم الحجاج بعدم جلب البضائع والهدايا الثمينة معهم وفرض رسوم جمركية مرتفعة لمن يخالف هذه الإجراءات. وبالنسبة للسياحة العكسية.. يجب الضغط علي النقابات والاندية والمجتمع المدنى بأسره بعدم تنظيم أي رحلات الي الخارج للسياحة أو عقد صفقات. كما هو الحال لسفر أفواج مصرية للخارج الي تركيا وقبرص واسبانيا واليونان حتي لاتستنزف العملات الاجنبية موضحا أن تقييد حرية السفر للأفراد مخالف للدستور لكن يمكن وضع قواعد الترشيد والمعاملة بالمثل مع هذه الدول من خلال وكالات السفر. أما عمليات سفر الوفود الرسمية في الدولة فيجب أن تقتصر علي التمثيل في التجمعات الدولية الكبرى بما يعود علي مصر بالنفع والفائدة. ومن خبراء السياحة يؤكد إلهامى الزياتى رئيس اتحاد الغرف السياحية أن جملة النقد الاجنبى خاصة الريال السعودى والدولار الذى ينفق علي رحلات الحج والعمرة تفوق ال 8 مليارات دولار.ويتفق مع نداءات المسئولين بضبط وتنظيم هذه الرحلات ووضع ضوابط لتنفيذها لإنقاذ الاقتصاد وحاجته الملحة للعملات الاجنبية، أما السياحة العكسية فهو يراها أنها لاتزال مقصورة علي الأشخاص الأغنياء الذين لايقل متوسط الدخل لديهم عن 10آلاف دولار في العام وهى ضئيلة مقارنة بالنفقات التي تنفق علي رحلات الحج والعمرة لأن رحلات الطيران المنتظم انخفضت مليون كرسى سنوىا ورحلات الطيران «الشارتر» تضاءلت بشكل يجعلها تقترب من التلاشى وهذا مرجعه الانخفاض الملحوظ في النشاط السياحى. ويؤكد أن الحصيلة التي تنفق علي الحج والسياحة العكسية تفوق ال 10مليارات دولار ولابد من ترشيدها في وقت تعانى موارد البلاد نضوب مصادر النقد الاجنبى وتعانى تدبير هذه العملات لاستيراد السلع الاساسية. الترشيد .. قريبا بعد إجراء الانتخابات - يؤكد أحد رؤساء لجنة السياحة الدينية الأسبق باتحاد الغرف السياحية -رفض ذكر اسمه أن شركات السياحة وصلت أحوالها المالية الي مستوى متدن للغاية إضافة الي صدور حكم قضائي بحل اتحاد الغرف لذا فإن هناك حالة استياء شديدة بين أصحاب هذه الشركات .. لكنه يؤكد أن إجراءات التقنين لرحلات الحج والعمرة قادمة بلا محالة عقب إجراء انتخابات الغرف. أعمال البر أفضل من الحج والعمرة للمرة الثانية - أما الرأي الدينى فيجسده الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهرقائلا: إن الحاكم له السلطة في تنظيم رحلات الحج والعمرة بل ترشيدها طالما أن ذلك يتفق مع المصلحة الوطنية مثلما أكد »أبو حنيفة« أن أعمال البر أفضل من الحجة الثانية فأداء الفريضة لأول مرة واجب أما للمرة الثانية فيجوز تأجيلها طالما أن ظروف الاقتصاد الوطنى لاتسمح وبالمثل لرحلات العمرة.. فالعمرة للمرة الثانية من المندوبات والفقه الإسلامى يؤكد أن الواجبات تقدم عن »المندوبات« مخاطبا القادرين علي أداء الحج أو العمرة للمرة الثانية والثالثة أن يلجأوا إلي أعمال البر وإطعام الجائعين وكساء الفقراء وإعانة المرضى والتبرع للجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية وهذا أفضل من الحج والعمرة لمرات عديدة بعد أدائها للمرة الاولى.