جاءت المؤشرات لتعلن أننا علي أبواب صيف حار وسط أزمة حادة في الوقود لتشغيل محطات توليد الطاقة, وأزمة في النقد الأجنبي تحد من قدرة الحكومة علي استيراد الغاز والسولار, وإذا أضفنا إلي حر الصيف وأزمة الكهرباء إجازات المدارس والجامعات فإن النتيجة ستكون صعبة الحل, لأن الشباب لن يجد إلا السهر في الشوارع لاتقاء حر المنازل واستهلاك الوقت الذي لم نضع أي خطة ليستفيد منه الشباب وتستفيد الدولة من طاقة ملايين الطلاب في الإنتاج أو حتي في بناء عقول وأجسام مستقبل الوطن. أعتقد أنه لابد من إعادة مشروع إغلاق المحال بحد أقصي الحادية عشرة مساء في أنحاء مصر لتوفير الطاقة في بلد يمر بأزمة طاحنة تهدد الاقتصاد القومي وعدم القدرة علي تشغيل المصانع القائمة بالفعل, ناهيك عن المصانع الجديدة تحت الإنشاء ومحاولات جذب استثمارات جديدة من أنحاء العالم لتوفير فرص عمل للمتعطلين, وسيكون توفير طاقة لهذه المصانع والمشروعات الجديدة هو التحدي الحقيقي أمام الحكومة. يجب أن نبدأ فورا في مناقشة فكرة إغلاق المحال مع اتحاد الغرف التجارية وممثلي التجار في المحافظات, لأن مصلحة الوطن فوق مصلحة أي صاحب محل, وفي نفس الوقت يتوازي مع ذلك منع الباعة الذين افترشوا شوارع وسط القاهرة وعواصم المحافظات لأنهم يهددون مصالح أصحاب المحال وليس من العدل أن تغلق المحال أبوابها بينما يفترش الأرصفة باعة لا يدفعون الضرائب أو التأمينات ومعظمهم يبيع سلعا مهربة لا تدفع حتي الجمارك وبالتالي تكون أسعارهم أقل كثيرا من المحال. وأكدت الأحداث أن الشرطة في مصر قادرة علي تحقيق الأمن إذا توافرت لديها الرغبة والإرادة.. والدليل علي ذلك الحملات الناجحة التي قامت بها في حلوان والوايلي وشارع الجلاء بالقاهرة ومناطق متعددة بالجيزة والمحافظات, ولكن المهم أيضا المساندة الشعبية لرجال الشرطة وأن نلغي من قاموس اللغة عبارة حرام عليكم سيبوهم ياكلوا عيش, لأن أكل العيش بهذه الطريقة سيكون علي حساب الانضباط وعلي حساب التجار الشرعيين الملتزمين. وفي نفس الوقت يجب أن يتضمن الاتفاق مع أصحاب المحال تخفيف الإضاءة المبهرة التي تستخدمها ليلا ومنها الإضاءة التي يستخدمها أحد محال السلاسل التجارية علي طريق الأتوستراد عند مدخل زهراء المعادي التي تكفي لتشغيل مصنع كامل أو إضاءة مئات المنازل. ولا يعني إغلاق المحال التجارية في الحادية عشرة إظلاما لمدينة القاهرة العامرة, ولكن لا مانع من استمرار العمل حتي الصباح في صيدليات محددة في كل حي ومطاعم ومقاه وكافيتريات, ولكن لا معني لاستمرار المحال التجارية حتي ساعات متأخرة, والحقيقة أن التكلفة حتي علي أصحاب المحال أنفسهم تكون أكبر من العائد. [email protected]