الحكم بانفصال الطائفة الإنجيلية نهائي بعد أن استنفدت الكنيسة الأسقفية كل مراحل التقاضي يؤمن بضرورة توضيح المواقف، وأيضا أهمية الحوار المستمر، لذلك أكد القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، أن الكنيسة الإنجيلية تربطها بالكنيسة الأسقفية علاقات طيبة، وأنه شخصيا يكن كل احترام وتقدير للمطران منير حنا. فهناك احترام متبادل بينهما، وهناك ترحيب به فى الاستمرار تحت مظلة الطائفة الإنجيلية. ما العلاقة التاريخية التي تربط ما بين الطائفة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية؟ بدأت العلاقة التاريخية ما بين الطائفة الإنجيلية بمصر، والكنيسة الأسقفية في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، حينما طلبت الكنيسة الأسقفية من الطائفة الإنجيلية الموافقة على تسجيل عقود الزواج التي يجريها رعاة الكنيسة، أيضا التصديق على الإعلامات الشرعية التي يحررونها. وبعد دراسة الموضوع وافق المجلس الملي الإنجيلي العام في جلسته بتاريخ 29 نوفمبر 1944، على تسجيل عقود زواج الكنيسة الإنجليكانية الوطنية، على أن يتم تحرير العقود على قسائم المجلس بشرط اعتمادها من مطران الكنيسة ووكيله. كذلك محاضر الوفاة لاستخراج الإعلامات الشرعية. وبهذا يكون المجلس قد قبل ضمنا اعتبار الكنيسة " الأسقفية" الإنجليكانية تابعة له منذ ذلك التاريخ. وفى 10 أكتوبر 1980، تقدم الراحل المطران إسحق مسعد، المطران الأسبق بطلب إلى رئيس الطائفة الإنجيلية حينذاك الراحل القس إلياس مقار، باتخاذ ما يلزم لتكون الكنيسة الأسقفية بمصر تابعة للطائفة الإنجيلية. وفى فبراير 1982، وافق المجلس الملي على اعتبار الكنيسة الأسقفية المصرية، كنيسة إنجيلية مصرية لها كل حقوق وواجبات الكنائس الإنجيلية الموجودة في مصر. وفى 17 إبريل 1981، قرر المجلس الملي الإنجيلي العام تعديل تسمية الكنائس الإنجيلية إلى أربع مجموعات، حيث تم اعتبار الكنيسة الأسقفية ضمن مجموعة الكنائس المصلحة التابعة لها، وتم إخطار وزارة الداخلية في حينها بذلك. وفى 20 مايو 1988، وبناء على ترشيح الكنيسة الأسقفية، انضم الراحل المطران غايس عبد الملك، المطران السابق للكنيسة لعضوية المجلس الإنجيلي العام ممثلا للكنيسة الأسقفية، وظل مواظبا على الحضور والمشاركة في عضوية لجان المجلس، حتى نهاية خدمته كمطران للكنيسة. وحتى يومنا هذا ما زالت الكنيسة الأسقفية في مصر ضمن الكنائس التي تقع تحت رئاسة الطائفة الإنجيلية. لماذا تطالب الكنيسة الأسقفية بالانفصال عن الطائفة الإنجيلية؟ منذ عام 2007، بدأت الكنيسة الأسقفية التفكير في الانفصال عن الطائفة الإنجيلية. وقامت برفع عدد من القضايا أمام مجلس الدولة، تطالب فيها بإلغاء قرار وزير الداخلية باعتبار الكنيسة الأسقفية أحد المذاهب التابعة لرئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر. وقد رفضت المحكمة كل هذه القضايا، والطعون على الأحكام الصادرة في ذلك، وكان آخرها الحكم الصادر في 25 يونيو الماضي، وهو حكم نهائي وبات. هل هناك اختلافات عقائدية ما بين الطائفة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية؟ نعم هناك بعض الاختلافات العقائدية ما بين المذاهب الإنجيلية التي تضمها الطائفة الإنجيلية، معظمها اختلافات في نظام العبادة، والمسميات الخاصة بالقساوسة والرعاة، لكنها في الأغلب لا تخرج عن صلب العقيدة الإنجيلية. وهذه الاختلافات لا تعوق الكنيسة كونها تقع تحت مظلة الطائفة، فنحن نؤمن بحرية العبادة وديمقراطية الإدارة داخل كل مذهب إنجيلي. لماذا قررت الكنيسة الأسقفية اللجوء إلى القضاء؟ يسأل في ذلك الكنيسة الأسقفية. هل يعتبر الحكم الصادر أخيرا حكماً نهائياً؟ نعم هو حكم نهائي وبات بعد أن استنفذت الكنيسة الأسقفية كل مراحل التقاضي. هل يعكر الحكم صفو العلاقات ما بين الطائفة والكنيسة الأسقفية مستقبلا؟ نحن تربطنا بالكنيسة الأسقفية علاقات طيبة. وأنا شخصيا أكن كل احترام وتقدير للمطران منير حنا. فهناك احترام متبادل فيما بيننا ونرحب به في الاستمرار تحت مظلة الطائفة الإنجيلية. كيف تقيمون ما حدث، وهل لو عادت الأحداث للوراء قليلا كنتم ستوافقون على الانفصال؟ الكنيسة الأسقفية كما سبق وأوضحت هي التي طالبت عام 1980، بأن تكون تحت مظلة الطائفة الإنجيلية، وقد رحبنا بطلبها، وظلت على هذه الحال أكثر من ربع قرن مضت من الزمان، ولست أفهم لماذا تطالب الآن بالانفصال. ونحن نرحب باستمرار عضويتها.