مستشار/ رضا أبوحجى ونحن نحتفل بعام هجرى جديد يهل على وطننا مصرالمصطفاه، حيث يتعانق اصطفاء الأنبياء خير البشر مع اصطفاء خير البلاد.. مصرالتى حظيت وحدها دون البلاد بدعاء سيدنا آدم عليه السلام لها بالخير والحفظ والأمن والسلام، وبزوغ النور الإدريسى الذى ملأ جنباتها ليضئ العالم كله، ومرورا بالنور الإبراهيمى، والنور اليوسفى، والنور اليعقوبى و نور الأسباط والنور الموسوى والنور الهارونى.. ونور العذراء مريم خير نساء العالمين ونور المسيح عيسى، الذى ملأ أرجاء المحروسة فى كل شبر مسته قدمه الطاهرة من تراب مصر الطيب عبر رحلته المقدسة، وختاما بالنور المحمدى الذى أشرق على أرجاء مصر حين زارها فى رحلة الإسراء والمعراج ليصلى ركعتين بطور سيناء. . عليهم جميعا الصلاة والسلام.... مصركنانة الله فى أرضه ومناط رحمته وحفظه ودار سلامه ومحبته، هذه الأمة التى ولد على يدى حضارتها فجر الضمير وسطعت من بين أنامل ابنائها شمس التنوير لتملأ أرجاء العالم كله، وكانت أول أمة عرفت الوحدة الوطنية، فأصبحت هى المسار والفلك الهادى الذى تبعته كل الأمم... الوحدة الوطنية الذى هو شعار المصريين جميعا" مسلمين ومسيحيين " والذى يجب أن يرفعوه، ويترجموه إلى واقع ملموس معا.. ضد الفقر وضد البطالة وضد الجهل وضد العنف وضد التطرف .."وهذا هو مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقى " الذى يؤمن به المصرى الحقيقى ويرتضيه ولايتردد فى أن يحشد له كل إمكاناته البشرية والمادية، لترسيخه على أرض الواقع فى كل شبر على أرض مصر.. أن أهم ثوابت هذه الأمة التى لاتقبل الجدل، بل موضع قوتها وصمودها ضد مخاطر عظيمة بقدر عظمة مصر وشعبها، هو أن وحدتها الوطنية أمر عفوى حياتى، راسخ رسوخ مسلات معابدها، شامخ شموخ أهراماتها، متدفق بتلقائية وانسيابية تدفق نيلها،فالمصريون - مسلمين ومسيحيين- حافظوا بوحدتهم معا على وحدة هذا التراب منذ أمدً بعيد، وسالت دماؤهم معا دون تفرقة على هذه الأرض الطيبة لتحمى الأرض والعرض والكرامة والشرف، و لترفع راية الشموخ والانتصار على مدى عقود وعهود طويلة زاخرة بأمجاد هذا الشعب العظيم. إذن.. فالمصرى المسلم والمسيحى أخوة بوحدة الدم وانتماء الأرض والتاريخ المشترك، تتأصل فى نفوسهم نفس العقيدة وهى الإيمان بالله الخالق الواهب العادل المحب، وينبذون الحروب ويكرهون العنف، وكما يتناولون ذات الأطعمة ويمارسون الطقوس الحياتية نفسها بلا تفرقة، فإنهم أيضا يتنفسون ذات المفاهيم السمحاء التى تنحاز إلى الوسطية والتسامح دائما وترفض الكراهية والتناحر، فالإسلام دين السلام والمسيحية دين المحبة، ولن نحيا على الأرض إلا بالمحبة والسلام.. وقد احترم الإسلام التعددية التى هى أساس مبدأ المواطنة، تماما كما أن المسيحية تحترم الآخر وترفض التعصب، وهذا هو جوهر المواطنة..لذا كانت مصروستظل – إن شاء الله - بلد الرسالات السماوية والأنبياء الكرام والصحابة الأوفياء والأولياء والقديسين الذين لهم نفس المكانة فى قلوب جميع المصريين بلا تفرقة،ولهذا لم يُخطئ المؤرخون على مر العصورعندما وصفوها بأنها واحة التسامح والتعايش بين الأديان والطوائف والمذاهب والأعراق على مدى التاريخ الإنساني..وقالوا: إن مَن لم ير مصر لم يعرف للتسامح من سبيل. إن وحدتنا الوطنية هى صمام أماننا نحن المصريين، وإن شعار" الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب " سيظل شعاراً لكل أبناء الشعب المصرى فوحدتنا هى أصل عراقتنا، وأساس قوتنا وبقائنا.. إننى أقولها بكل قوة أيها المصريون: إننا أمة فى خطر.. ولن ننجو إلا بوحدتنا معا. رئيس حزب مصر المستقبل