مصر تشارك بوفد من الهيئة العامة للمواصفات والجودة فى الاجتماع الأوروبى الخاص بالأمان فى لعب الأطفال
رفع تقرير إلى «اللجنة الكهروتقنية» لتعديل المواصفة الخاصة بالألعاب الكهربية لتتماشى مع المواصفات الأوروبية
هل فكرت يوماً ما وأنت تشترى لعبة لطفلك فى مدى الأمان الموجود بها، والخامات المصنوعة منها؟ كثير من الألعاب الموجودة فى السوق المصرى مصنوعة من خامات رديئة، وربما تكون مصنوعة من نفايات أكثر ضررا على البيئة أيضا، وكثير منها يفتقر إلى عنصر الأمان، الذى يجعلك تترك طفلك يلهو بها دون خوف عليه. فى هذا التحقيق نحاول الوصول إلى الأمان المفقود فى ألعاب أطفالنا، كما نلقى الضوء على الأضرار الجسيمة التى تصيبهم من جراء لعبة أقل ما يمكن أن نصفها به أنها "لعب الموت". شاركت مصر أخيرا من خلال وفد من الكيمائيين والمهندسين من الهيئة العامة للمواصفات والجودة والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، فى الاجتماع السنوى ال 55 للجنة الأوروبية، الخاصة بأمان لعب الأطفال الذى عقد فى هولندا، وأطلع الوفد المصرى على أحدث تعديلات المواصفات العالمية لأمان ألعاب الأطفال، وتقرير اللجنة الفنية الدولية عن المواصفات الأوروبية والأمريكية التى تم مناقشتها خلال الاجتماع لتوحيدها، واكتسب الوفد الخبرات من خلال مناقشات مع خبراء أوروبيين. كما فتح الاجتماع الباب أمام مصر للتعاون المشترك مع دول الاتحاد الأوروبى، والمقارنة بين المواصفات القياسية الأوروبية والأمريكية. وخلال الاجتماع تمت مراجعة المواصفات القياسية الأوروبية رقم 71-8 الخاصة بلعب النشاط الحركى للاستخدام المنزلى، وكذلك المواصفة القياسية الأوروبية رقم 17-1 الخاصة بالخصائص الميكانيكية والفيزيائية للألعاب، وتعديل البند الخاص بألعاب المقذوفات، والبند الخاص بالحبال والأسلاك الكهربائية والمواصفة القياسية الأوروبية رقم 17-3، الخاصة بعناصر المهاجرة والمواصفة القياسية الأوروبية رقم 17-12 الخاصة بمركبات النيتروزامينات، وتم وضع اشتراطات الأمان للعب النبال وأدوات القذف التى تم إدراجها تحت بند المقذوفات. كما وافقت اللجنة الأوروبية على المواصفة القياسية الدولية رقم 8124-8 الخاصة بتقدير عمر الطفل وتعديل الجزء الأول من المواصفة لعام 2014 لإدخال التعديلات التى تم الاتفاق عليها، ومنها البند الخاص بالحبال والمقذوفات وفرامل الدراجات وإجراء تعديل على الجزء الثالث والثامن والثانى عشر من هذه المواصفة لضمان تحقيقها احتياجات السوق الفعلية، وتتماشى مع مجال المواصفة ورفع تقرير إلى اللجنة الكهروتقنية لتعديل المواصفة الخاصة باللعب الكهربية وتعديل الدليل رقم 15371 الخاص بالتفسيرات.
بناء الشخصية وبشكل عام تسهما ألعاب الأطفال فى بناء شخصية الطفل، كما تعمل فى المقام الأول على التخلص من الطاقة الزائدة، وتساعده على زيادة الانتباه والإدراك والتخيل والتذكر والتفكير بشكل صحى، ولكن ماذا لو تحولت تلك الألعاب من وسيلة لتعليم الطفل وتفريغ طاقتة إلى مصدر للضرر، ومن وسيلة لاكتشاف العالم إلى أداة لإصابته بالمرض، فكثير من الألعاب الموجودة فى السوق المصرى، التى نقبل على شرائها لأطفالنا تفتقد إلى عنصر الأمان، فضلا عن جودة الخامات التى يتم تصنيعها منها.
مواد خطرة لقد باتت معظم ألعاب الأطفال مصدر الأذى والضرر لهم فى كثير من دول العالم، فعلى سبيل المثال أجرى معهد فحص المواد الألمانى فحوصات على 50 لعبة معروفة، ومن أكثر الألعاب رواجا فى السوق، واكتشف أن أكثر من ٪80 منها يحتوى على مواد خطرة على صحة الطفل، وهذه المواد تدخل فى صناعة البلاستيك أو تحضير الخشب والأنسجة، ويمكن أن تتسلل إلى بدن الطفل أو إلى عينيه وفمه.
معادن ثقيلة ومواد مسرطنة لكن ماذا عن الألعاب التقليدية التى نشتريها لأطفالنا؟ فى البداية تحذر الكيمائية أمل الحناوى إخصائى مواصفات كيمائية بالهيئة العامة للمواصفات والجودة، وأحد من شاركوا فى المؤتمر الأوروبى، من الأمان المفقود فى ألعاب أطفالنا، حيث إن الألعاب البلاستكية الرخيصة المصنوعة من إعادة تدوير القمامة تحتوى على معادن ثقيلة ومواد مسرطنة وتؤثر على أعصاب الطفل. وتشير الكيمائية أمل الحناوى إلى تحديث القانون رقم "7093" الخاص بالاشتراطات الأساسية لأمان لعب الأطفال، الذى ينص على أن تكون الألعاب للأطفال الذين هم أقل من 36 شهر غير قابلة للكسر حتى لا تسبب اختناق الأطفال عن طريق انسداد مجرى الهواء الداخلى بواسطة انحشار أجسام فى الفم أو الأنف، كما يجب أن تصنع اللعبة بحيث تضمن ألا تصل درجة حرارتها إلى الدرجة التى تؤدى لحروق لدى الطفل عند لمسها.
المواصفات المصرية كما يوجد نسب من المواد لا يمكن تخطيها فى أى لعبة وإلا أصبحت خطيرة، حسبما تقول الكميائية أمل الحناوى، فعلى سبيل المثال ألا يجب تزيد نسبة الباريوم على 0.25 ميكروجرام والكادميوم على 0.6 ميكروجرام والكروم على 0.3 ميكروجرام والرصاص عن 0.7 ميكرو جرام والزرنيخ على 0.1 ميكروجرام والأنتيمون 0.2 ميكروجرام والزئبق على 0.5 ميكروجرام والسيلنيوم على 0.5 ميكروجرام. وتضيف الحناوى أن كل ألعاب الأطفال المستوردة تخضع للمواصفات القياسية المصرية وهى مثل المواصفات الأوروبية تماما حتى نضمن للطفل المصرى الأمان مثل الطفل الأوروبى تماما. أما بالنسبة للألعاب الإلكترونية فقد أجمعت الدراسات والأبحاث العلمية أنها تؤثر بالسلب على صحة الأطفال، إذ يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التليفزيون التى يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب وأيضا إصابة الجهاز العضلى والعظمى للطفل، حيث يشتكى العديد من الأطفال من آلام الرقبة خصوصا الناحية اليسرى منها إذا كان الطفل يستخدم اليد اليمنى، وفى الجانب الأيمن إذا كان يعسر بعد اللعب لفترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية. كما أكدت دراسة دانماركية أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنا على ألعاب الكمبيوتر وما شابهها، وبينت الدراسة أن الطفل الذى يعتاد النمط السريع فى تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة فى الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التى تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسى سواء فى المدرسة أو فى المنزل. صرع وتشنجات كما أكدت دراسة نشرت أخيرا فى اليابان أن ارتفاع حالات البدانة فى معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر، فضلا عن أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو والتليفزيون تسبب نوعا نادرا من الصرع، وأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، كما قام الباحثون بدارسة أكثر من 2000 طالب تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و18 سنة، وتبين أن معدلات أوزان الأطفال ازدادت من 54 كيلو جراما إلى 60 كيلو جراما، كما أن هناك انخفاضا حادا فى اللياقة البدنية، فالأطفال من ذوى 10 سنوات فى عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلو متر لمدة زمنية لا تتجاوز 8.14 دقيقة، أما أطفال اليوم فيركضون المسافة نفسها ولكن فى عشر دقائق أو أكثر، كما استقبل أحد المستشفيات فى اليابان نحو 700 طفل بعد مشاهدة أحد أفلام الرسوم المتحركة، وبعد دراسة مستمرة تبين أن الأضواء قد تسبب تشنجات ونوبات صرع فعلية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية تجاه الضوء والذين يشكلون ٪1 من مجموع سكان أى دولة. البطارية القاتلة من ناحية أخرى يقول الدكتور عبد التواب السيد مدرس مساعد بكلية الطب جامعة الأزهر، إن خطورة ألعاب الأطفال تكمن أكثر فى بطارياتها التى يصدر عنها إشعاعات كهرومغناطيسية، تؤدى إلى الإصابة بالصداع المزمن والصرع والتهاب الأعصاب خصوصا المؤدية للعين، مشيرا إلى كثرة التعرض لها يزيد من سرعة ضربات القلب، وقد تؤدى أيضا إلى الإصابة بالسرطان، فهذا تأثير الألعاب على المدى الطويل. حوادث مرعبة ومن خلال عمله كطبيب أطفال، يقول الدكتور عبدالتواب، إنه قابل العديد من الحالات المرضية بسبب لعب الأطفال، بإصابات تتفاوت فى أشكالها وخطورتها، ما بين طفل ابتلع بطارية جافة صغيرة مثل حجر الساعة أو إصابة أو جرح بالعين نتيجة اللعب بالمسدسات التى يستخدم فيها الخرز، وجرح لسان الطفل أو تجويف فمه نتيجة وضعه لألعاب بها أجزء حادة من البلاستيك فى فمه أو إدخال الطفل للكرات البلاستيكية الصغيرة الموجودة فى ألعاب كثيرة أو خرز المسدس أو البلى الزجاجى فى فتحات الأنف أو إحدى الأذنين أو بلعها.
مواصفات بسيطة بينما ترى الدكتورة إيمان محمد، طبيبة أطفال، أن تحديد مدى أمان اللعبة للطفل يكون حسب سن الطفل، فمثلا الأطفال أقل من 3 سنوات يجب أن تكون ألعابهم من القطن ويكون حجمها كبيرا حتى لا يبتلعها الطفل فتسبب اختناقه، ويجب أن تكون سهلة التنظيف حتى لا تنقل الأمراض للطفل وبالنسبة للأطفال الذين هم أكبر من ثلاث سنوات، فيجب أن تهدف إلى تنشيط ذكاء الطفل وزيادة تركيزه، وأيضا أن تجعل الطفل يتحرك مثل الدراجات أو العربيات والألعاب المصنعة من البلاستيك المقوى أو المكعبات التركيب.
الجانب النفسى وتشير الدكتورة إيمان إلى خطورة الألعاب الإلكترونية التى تصدر عنها إشعاعات ضارة تؤثر على الطفل وتؤثر سلبا على درجة إبصار وتركيز الطفل والأخطر من ذلك هو الجانب النفسى للطفل فهى تدخله فى عالم افتراضى وتعزله عن الواقع فيصبح الطفل غير اجتماعى لأنه يتعامل مع أجهزة، والأجهزة لا تصنع مواقف اجتماعية ووجدانية، وتضيف دكتورة إيمان أن أكثر الألعاب التى يمارسها الأطفال، خصوصا الأولاد منهم تكون ألعابا عنيفة مثل المصارعة والحروب، حيث تجعلهم دائما فى وضع هجوم وتكسبهم العنف فى التعامل مع الآخرين، تقول دكتورة إيمان إنها استقبلت حالات كثيرة مصابة بسبب ألعاب الأطفال فقد رأت طفله فقدت يديها اثنتين فى العمليات بسبب الاستخدام السيئ وغير المراقب من الكبار لهذه الألعاب وأيضا طفل فقد عينيه بسب طلقة وجهها نحوه أخوه من أحد المسدسات واستبدل عينى بعين صناعية، كما أنها رأت العديد من الإصابات المختلفة بسبب ألعاب المفرقعات، وما شابه من تلك الألعاب التى تفتقد إلى الأمان فى التعامل معها.