حذرت وكالة الطاقة الدولية أن إنبعاثات أكسيد الكربون المسببة لتدفئة المناخ قد سجلت رقماً قياسياً عام 2011، بزيادة بلغت نسبة 3.2% عن العام السابق. والسبب الرئيسي لهذه الزيادة الخطيرة هو إخفاق الحكومات في تنفيذ السياسات الرامية إلى منع الزيادات الكارثية لدرجات الحرارة في العالم. ويكشف التقرير الجديد، الذي صدر في أخر أيام محادثات المناخ الدولي في بون بألمانيا، أن كوكب الأرض سيواجه إرتفاع درجة الحرارة بما لا يقل عن 3.5 درجة مئوية بل ربما يزيد على ذلك، وذلك وفقا لمتتبع عمل المناخ.ويأتي ذلك ليثبت فشل الإتفاق الدولي للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون الدرجتين المئويتين. كما يبين تحليل جديد لمتتبع عمل المناخ بأن الأمر لا يقتصر على التعهدات غير الكافية، وإنما لفشل البلدان في الوفاء حتى بتلك التعهدات. ومتتبع عمل المناخ هو مشروع مشترك لمنظمة الطاقة الهولندية ومنظمة تحليل المناخ الألمانية ومعهد بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية. ويقول نيكلاس هوني، مدير سياسة الطاقة والمناخ في منظمة تحليل المناخ الألمانية، "عندما قارنا التعهدات بخفض إنبعاثات الكربون من دول مثل البرازيل والمكسيكوالولاياتالمتحدة، وجدنا أنها لم تضع سياسات للوفاء بتلك هذه التعهدات". كما قال لوكالة إنتر بريس سيرفس أنهم بحثوا في سياسات عدد من البلدان، ولكن لم تكن سياسة كافية أي منها لتلبية أهدافها والوفاء بتعهداتها. ففي حين أدخلت المكسيك إطاراً جديداً متماسكاً لتشريعات المناخ، مازال يتوجب عليها تنفيذ السياسات والتدابير الفعلية حتى تفي بتعهداتها. وفي هذه اللحظة، فالمكسيك عازمة على تحقيق 12% فقط من تعهدها بتخفيض الإنبعاثات بنسبة 30% بحلول عام 2020. وبالنسبة للبرازيل، فلديها هدف طموح ومقترح لقانون جديد للغابات، الذي يمكنه أن يعكس الإتجاه الحالي في حال اعتماده. أما الولاياتالمتحدة فتعلق آمالاً كبيرة على خفض الإنبعاثات بحلول عام 2020. ويرجع ذلك أساسا إلى الآثار المترتبة على الركود الاقتصادي والتحول من الفحم إلى الغاز الذي يسببه انخفاض أسعار الغاز. ومن جانبه قال ألدن ماير، مدير الاستراتيجية والسياسة في اتحاد العلماء المعنيين، "إن اجتماع بون يؤكد الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمة بين البلدان الرئيسية حول كيفية مواجهة تحدي تغير المناخ". وقد حضر ماير كل مفاوضات المناخ تقريباً منذ أن بدأت قبل 18 عاماً.