أحمد سعد الدين خلال السنوات القليلة الماضية احتل الساحة الفنية عدد كبير من الوجوه الجديدة، الذين يلعبون اللون الكوميدى والطريف أنهم خرجوا من عباءة واحدة وهى مركز الإبداع الفنى الذى يشرف علية المخرج خالد جلال، الذى قدم أكثر من أربعة دفعات من الوجوه الجديدة شاركوا فى معظم الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية مع كبار النجوم مثل أحمد عز وأحمد حلمى وأحمد السقا وكريم عبد العزيز، لكن فى الفترة الأخيرة كان للفنان أشرف عبدالباقى السبق فى الاستعانة بعدد كبير منهم، لإعادة تجربة المسرح الكوميدى التى جاءت بعنوان "تياترو مصر" ثم من بعده "مسرح مصر" واستطاع عبدالباقى استغلال موهبة هؤلاء الشباب وأعطاهم مساحة لإظهار موهبتهم، حتى أصبح لهم جمهور يعرفهم بالاسم وهو ما لفت نظر المنتجين للاستعانة بهؤلاء الشباب الذين حرصوا على التجديد والتواصل مع الشباب وكانت لمواقع التواصل الاجتماعي دور في زيادة شعبيتهم، لكن يبقى السؤال الأهم هل يصمد هؤلاء الشباب ويسطرون تجربة جديدة تصنع نجوميتهم وملىء الفراغ الموجود على الساحة الفنية، أم ستكون التجربة وكأنها سحابة صيف تمر فى سماء الفن، «الأهرام العربى» استطلعت رأى المهتمين بالوسط الفنى فى هؤلاء المضحكين الجدد من خلال التحقيق التالى. فى البداية تقول الناقدة ماجدة موريس إن الشباب الحالى لم يقدم حتى الآن أوراق اعتماده رغم بعض الفرص التى أتيحت لهم فى "مسرح مصر وتياترو مصر" فحتى الآن ما نراه على الشاشة هو عباره عن مجموعة اسكتشات فكاهية لجمهور متعطش للضحك لكنها لا ترقى لكلمة كوميديا، فأنواع الكوميديا الأولية غير موجودة لعدم وجود نص حقيقي فهناك عملية ارتجال كبيرة، يعتمد عليها هؤلاء فى إلقاء نكتة أو إفيه كى يضحك الجمهور ولم يظهر منهم أحد يستحق المشاهدة أو إطلاق لقب كوميديان عليه بالمعنى الحقيقي حتى الفنان الشاب على ربيع والذى برز بينهم بشكل كبير يعتمد بالأساس على الحركات الجسدية والنظرات المختلفة التى تجعل الجمهور يضحك لكنه لا يستفيد، لأن الكوميديا فى الأساس هى كوميديا الموقف وليس الحركة والملابس الغريبة، ومن وجهة نظرى لا أستطيع الحكم عليهم الآن، لكن حتى تكتمل التجربة لا بد من وجود كاتب كوميدي محترف يستطيع استغلال طاقة هؤلاء الشباب وتوظيفها بشكل جيد حتى نرى إن كان هؤلاء سوف يخرج منهم كوميديانات حقيقيون أم مجرد مضحكين لفترة وتنتهى التجربة. أما الناقد نادر عدلى فقال تجربة هؤلاء الشباب لا أستطيع أن أعتبرها تجربة مسرحية، وإنما عبارة عن اسكتشات ضاحكة تعتمد على خفة الظل التى يملكها بعضهم فى الوقوف على المسرح، وإلقاء النكتة والإفيه بشكل يعتمد على لغة الجسد وارتداء الملابس الغير مألوفة التى تضحك الجمهور فى وقت لا يوجد به أى مواد ترسم البسمة على الوجوه موجوده على الشاشة لذلك تجد أن الجمهور ينتظر حلقاتهم باستمرار لأنه متعطش للضحك، لكن فى رأيي هذه التجربة لن تستمر طويلا لأنه لا يوجد أستاذ يقود هؤلاء الشباب مثلما فعل عبدالمنعم مدبولى وفؤاد المهندس فى تجربة الستينيات فعلى سبيل المثال نجد أن مسرح التليفزيون كان يقدم أكثر من ثلاثة لأربعة وجوه جديدة فى العمل الواحد، لكنه كان يعتمد على المحترفين فى الكتابة والإخراج بالإضافة إلى بعض النجوم التى لديها خبرة فى هذا المجال وعلى ذلك رأينا الفنان عادل إمام وسعيد صالح وغيرهما يخرجون من رحم تلك التجربة لأنهم عملوا بشكل صحيح بجوار أصحاب الخبرات، لكن تجربة مسرح مصر وتياترو مصر أعتقد أنها تسد الحاجة لبعض الوقت لكن ليس لديهم الرؤية الكبرى للاستمرار خصوصا أنهم لا يعملون كفريق، وإنما كأفراد وعلى ذلك بدأ المنتجون يستقدمون بعضهم إلى الدراما والسينما، لكن كأفراد ومن هذا المنطلق أعتقد الحكم على هؤلاء الشباب سيكون بعد رمضان المقبل، حيث شارك عدد كبير منهم فى المسلسلات الدرامية وهو ما سيجعلنا نرى إن كان هؤلاء سيطورون أنفسهم أم سيبقون مكانهم ويخرجون من السباق.
شباب مبشرون لكن الفكرة لا تزال وليدة أما الناقد محمد عبد الفتاح فقال إن التجربة الحالية ما زالت وليدة لكنها مبشرة بالخير بمعنى أننا أمام شباب موهوب، جاءته الفرصة ويحاول استغلالها، بشكل جيد لكن حتى الآن لا نستطيع أن نحكم عليهم حكم نهائى، خصوصا أن معظهم يشارك فى تجربة "تياترو مصر" ولم نشاهدهم فى أعمال درامية أو سينمائية إلا قليلا وحتى نستطيع تبين الموقف علينا الانتظار عاما أو اثنين لأن النجاح الجماعى قد يتبدل عندما يكون كل ممثل بمفرده فهناك من يصلح للمسرح فقط ولا يستطيع أن ينجح بنفس الأداء فى السينما والدراما والعكس صحيح، فمثلا الفنان الشاب على ربيع لديه حضور جيد على المسرح، لكنه لم يثبت حتى الآن نفس الحضور فى الدراما أو السينما ومع ذلك أرى أن وجود هؤلاء الشباب فى الحالة الفنية يضيف زخما للعمل الذى يحتاج كل فترة لدماء جديدة بعضها يتطور والبعض الآخر يظل مكانه.