مازال الجدل مشتعلا حول تجربة الفنان الكبير أشرف عبدالباقي حول مايقدمه في "تياترو مصر" ثم "مسرح مصر" والاشكاليات الخطيرة هي "حشر" اسم مصر فيما يقدم.. ربما التجربة في بدايتها قد لاقت قدراً من الاستحسان. إلا ان استمرارها علي هذا النحو من الضعف في كل عناصر العملية المسرحية من نص وتأليف واخراج وديكور واخراج فقد بدأ كل من المتفرج وعدد من المتخصصين قد استفزهم ما يقدم واعتباره يشكل خطرا علي المسرح وترسيخ مفهوم ان هذا هو المسرح المنشود في حين ان ما يقدم ليس له علاقة بفن المسرح من قريب أو بعيد. وعلي الجانب الاخر اشتعلت وتباينت الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما جعلنا نرصد هذه الظاهرة وهذه الآراء خاصة بعد مقالنا في الاسبوع الماضي.. والسؤال كيف نواجه هذه الظاهرة خاصة والمسرح - رغم الزخم - يعاني الكثير من الازمات ثم جاءت تجربة اشرف عبدالباقي لتجهز عليه تماما. يقول الدكتور كمال عبدالرازق من المنيا ودكتوراه المسرح المصري "جريمة كبري" يرتكبها اشرف عبدالباقي كل اسبوع حيث اتاح الفرصة لمجموعة رائعة من خيرة ممثلين مصر في مجال الكوميديا ليقدموا مالديهم من مواهب واستعراض خفة ظلهم.. ولكن ما يحدث ياسادة كارثة يقدرها المتخصصون والدراميون والمخرجون حيث يقوم الممثل بالاستظراف او التنكيت في أي شئ وبأي شئ حتي لو اضطر لهز المؤخرات. والرقص عمال علي بطال وبمناسبة وبدون مناسبة.. واستحضار كل مواقف "مسرح التليفزيون ونجوم ساعة لقلبك" والعواجيز مثلي يعرفون. بل ويحفظون تلك النكات والافيهات. والاخطر ان كل ذلك في اطار هش وفي موضوع بلا موضوع ومسرحية بلا مسرحية لا فكرة لا كلمة لا شخصية لا تمثيل لا ابداع لا حوار لا صراع ولا بناء فقط تهريج واستظراف وكلهم بلا استثناء يرتجلون ويخرجون ويدخلون علي المسرح وعلي النص بلا أي ضابط ولا هدف. اضاف : اما اخطر نتائج ما يسمي بتياترو مصر أولا: القضاء وبسرعة علي خيرة شباب ومواهب مصر حيث سيستهلكون في خلال سنة علي الاكثر سوف ينضب معينهم بسرعة جدا. ثانيا : نشر علي الاجيال الجديدة ثقافة درامية مسرحية فنية مغلوطة تماما والمساهمة في تجهيل المجتمع والشباب فلا أي قاعدة ولا أي مبدأ فني في هذه الاعمال ولا هذه دراما ولاذاك مسرح ولاتلك فنون بل تهريج تنكيت استظراف اشبه "بمضحك السلطان" او القرداتي. هل نضحك وخلاص وبلاش نعقدها فما رأيكم؟!! يقول الفنان التشكيلي ومهندس الديكور احمد عبدالجواد: المفترض ان نشاهد مسرحية مكتملة الاركان من نص مسرحي وديكور والالحان وملابس واضاءة نجد كل هذه الاشياء فالعمل يقوم في الاساس علي الفكرة وصياغتها حتي تكون علي مستوي الاداء وتقديمها بالصورة التي تسمح باحترام فكر المشاهد وعندما يغيب النص تنهدم كل عناصر العمل والذي نشاهده اقرب من الاسكتش وليس له علاقة بالمسرح. ويقول الفنان الممثل مجدي سعيد : ليس هذا بمسرح ولاتلك هي الكوميديا وهذا هو الاستظراف بعينه ومع احترامي للاخ اشرف لست انت من تقدم المواهب ولكنها السبوبة وهناك من هم اولي بالتقديم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية واعضاء نقابتك ولكن هؤلاء المجموعة ومعهم اعضاء ورش فنية اخري هم من يفتح لهم السوق علي ذراعيه. وقال سعد شومان مسرحي سكندري: تياترو مصر ومسرح مصر كل حاجة نلصقها بمصر. اقترح تسميتها بمسرح مسخ وتياترو مسخ.. نلاحظ اداء الممثلين تلاقيهم كل واحد فيهم فاهم ان جواه انه فنان كبير لانه واثق ان الصالة مليانه ناس تصفق علي اي حركة أو افيه تافه.. لابد من مواجهة هذه الموجه في تليفزيون الدولة باعادة فرقة التليفزيون وتكليف الفنانين المثقفين ودعوتهم لانتاج الاعمال التي ترقي بالذوق العام.. لا اقصد النكد. اعمال الفنان محمد صبحي خير دليل علي ما اقول. اصحي ياتليفزيون وفوق. القنوات الخاصة توجه السموم لنا وانتم عبارة عن مذيع وضيف وترابيزه.. الناس طفشانه منكم. وقال صبري ابوعلم مسرحي سكندري الكوميديا عمرها ما كانت استظراف او هز أو رقص والدليل علي ذلك كل الاعمال القديمة التي مازالت تعيش حتي الان. اما الهش لايعيش ابدا لان الفن الصادق سواء كوميدي او تراجيدي هو الذي يعيش فقط لا غير واتمني ان يهتم الجميع بالكوميديا لانها تصل للقلوب بسهولة جدا وان يستغل وجود الكتاب الكثير ويتم استثمارهم خير استثمار. وقال الكاتب الكبير محمود الطوخي: برافوا اشرف عبدالباقي لاكتشافك المواهب الجديدة.. ايه المانع ان يعلن عن مسابقة للنصوص الكوميدية انا متأكد ان المئات سيتقدمون بنصوصهم وبعد القراءة من لجنة من المخرج واشرف والممثلين ونقاد مثلا يتم اختيار افضل النصوص وتقديمها الفنان نادر صلاح الدين هو مؤلف ومخرج العروض كل اسبوع. الاخراج كل اسبوع ممكن انما نص قوي مظبوط كل اسبوع سامحوني صعبة واسأل مجرب. سبعين سنة عمر منهم خمسين سنة مسرح يادوبك الواحد طلع بعشرة نصوص. وقال المخرج القدير حسام الدين صلاح: لاتعنيني قضية الممثلين لاني لا اري فيهم موهبة حقيقية في فن التمثيل وابداع الممثل الكوميدي في أدائه ورد فعله تجاه الموقف لا في القائه النكات فتلك موهبة المونولوجست ولايقدم مسرح الدولة هو الاخر مسرحا كوميديا مختلفاً كثيرا مع احترامي لصديقي الطوخي وعرضه "غيبوبة" وكذلك "أنا الرئيس" أنا اتكلم عن استظراف ممثل يتخيل انه يضحك الجمهور واضحاك الجمهور ابسط الامور بينما اضحكاك وهز وجدانه بات أمرا صعبا فليحترق كل منولوجستات مصر الذي يعرفون بالممثل الكوميدي هذه الأيام ولكن ما يعنيني هي ردة فعل المتلقي الذي بات المسرح لديه فقرة منوعات خاصة بدون خمور. واضاف حسام : ما حدش بيحاسب حد ولايوجد حد بيحاسب حد اللي عاوز يبقي اراجوز هو حر واللي شايف الفن رسالة هو حر. بس احب هنا أؤكد ان "فن الاراجوز" محترم واندثر. ويقول الممثل القدير معتز السويفي ونائب مدير مسرح الغد: أري ان المشكلة اكبر من نص وفرقة.. هؤلاء الشباب المبدعون اين فرصتهم الحقيقية اين يذهب طموحهم. اغلبهم من الموظفين في مسرح الدولة سواء أجر يومي وفي انتظار التثبيت أو عقد سنوي أو مثبتين بالفعل.. فكم ممثل منهم وجد فرصته في مسرح الدولة الذي هو مسئول عنهم اين مسرح الدولة والمسئولين عن هؤلاء الشباب لتحقيق طموحهم وفنهم ولابعادهم عن هذه الاعمال التي تشبه مصاصي الدماء فهي تمتص موهبتهم وتقلل من قدراتهم وفنهم في مقابل ملاليم وللاسف هذه الملاليم لايجدونها في مسارحهم.. اذن ولابد لهؤلاء الشباب ان يتجهوا علي الفور لهذه الاغراءات الضعيفة لتحقيق جزء من خروج طاقاتهم وان كانت تضر بهم.. هل وجدوا مكانا اخر يستوعبهم لا ادافع عما يحدث كما ذكرتم ولكن هم يريدون حلا.. فهل لديكم حل علمي عملي فعلي لهم ولغيرهم أم سيتحولون الي ماهم عليه ويندثرون بعد ان يدمر مستقبل الفن الواعي المثقف. وقال الفنان عبدالوهاب اقبال: الحل محتاج ضمير ممثل مسرح الدولة كان كوميديان محترماً علي مسرحه ولم يره احد لان قوانين اذاعة العروض فضائيا لمسرح الدولة اشبه بقبور الموتي وطبيعي هروبه لاي مسرح له مكان محجوز علي أهم الفضائيات ويمثل بشروطهم ومعاييرهم.. ياتذيعوا عروض الدولة رغم انف القانون ياتتركوا الممثلين ينتشروا ويعملوا اراجوازات ولاتحاسبوهم. ويقول احمد السيد مدير مسرح ملك : صناعة المسرح له هدفان صناعة مسرح من اجل الفن وهذا اعلاء لقيم الانسانية وقد تكون كوميديا او تراجيديا وهناك صناعة المسرح من اجل التجارة وهي الهدف منها الكسب المادي وقد تكون اسكتشات او اثارة فلا عيب علي ما يحدث بل يجب طرح مسرح بديل يحمل افكاراً بديلة وليتنافس الجميع علي الجمهور. ويقول الفنان الشاب مصطفي التهامي : جريمة!!.. وطب أيه اللي مش جريمة رأيي الجمهور هو النجاح بغض النظر عن العروض اللي بعضها مبيعجبنيش ولكن دا رأيي لوحدي بس فيه ناس ثانيه يعجبهم في عروض لرواياته فيها جراندات لاتليق للمشاهدة وزيطة علي الفاضي.. تياترو مصر او مسرح مصر فيه عروض قوية والبعض ضعيف فعلا وفي أصناف تانية طلعت وكله علي الساحة. ومحدش بيجبر حد انه يتفرج عليهم لكن جريمة لاء!! وانا مع ان بجانب نوع المسرح اللي بيقدموا اشرف عبدالباقي يبقي فيه مسرح برسالة فنية اخري وليس بالبعيد عن الفكاهة يردوا لان الجمهور هو المسرح. ويقول أحمد عبدالمنعم بالمسرح الكوميدي: نختلف أو نتفق مع هذه العروض الا ان اغلب الاسر المصرية تلتف وتنتظر عرض تياترو مصر يوم الجمعة ونجح اشرف في ايصال المسرح الي كل البيوت بعدما كان لايقدم لهم الا العروض القديمة والدور علينا تقديم الاحسن. وتقول الفنانة سوسن ربيع : للاسف ما يقدمه الفنان اشرف عبدالباقي فعلا جريمة.. ما هو الهدف ما يقدمه للناس الفنان الذي له اسم وجمهور يجب عليه ان يرتقي بهم ويقدم لهم كوميديا هادفة وليس بلغة العصر "قلش رخيص" هذا بخلاف الايحاءات الجنسية التي يتلفظ بها الشباب من أجل الاضحاك والتي أخجل منها عند مشاهدتها مع اولادي.. الفن رسالة وافضل رسالة يقدمها الفن تكون من خلال الكوميديا الهادفة.. ولكن ما يقدم ليس فنا مع احترامي لهم جميعا. الفنان الكبير يوسف وهبي لم يكن كوميديانا ولكنه يضحكنا جدا في فيلم اشاعة حب من خلال المواقف المكتوبة بشكل جيد.