ننشر استعدادات العام الدراسي الجديد في دمياط    تربية أسيوط تعلن عن تنظيم دورة إعداد المعلم الجامعي    وزير الكهرباء يبحث التوسع في أنظمة تخزين الطاقة وتوطين صناعة البطاريات    سعر الفضة اليوم السبت 13 سبتمبر 2025| رقم جديد للسبيكة وزن كيلو    بتخفيضات تصل إلى 30%.. محافظ المنيا يوجه بافتتاح معرض أهلاً مدارس بمركز أبوقرقاص    12 شهيدا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر السبت    ترامب لدول الناتو: مستعد لفرض عقوبات كبيرة على موسكو إذا أوقفتم شراء النفط الروسي    تحول إلى وكر إرهاب| فرنسا تتجه لحل أكبر معهد تابع للإخوان في أوروبا.. تمويلات خارجية غير معلنة وراء القرار    قصف إسرائيلي يستهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة    شوطان إضافيان في مباراة بيراميدز وأوكلاند سيتي حال التعادل    أحمد عادل عبد المنعم: لو الأهلي طلبني فرد أمن لن أرفض أبدا    مصرع شخص وإصابة 6 آخرين إثر تصادم سيارتين في الفيوم    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنشأة القناطر    شبورة كثيفة وأجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    المؤبد لسيدة وزوجها لاتهامهما بقتل ابنها.. و3 سنوات لتعاطيهما المخدرات في الإسكندرية    بيت الشعر العربي يحتفي بالمواهب الشابة في أمسية أصوات شعرية على منصات التتويج    مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي يعلن عن لجنة تحكيم دورته ال15    ملتقى جائزة الباندا الذهبية في الصين يحتفي بوزير الثقافة كضيف شرف    وزير الصحة يتلقى تقريرا يفيد بتنفيذ مرور ميداني على 37 مشروعا صحيا ب13 محافظة    «الصحة» تنظم ورشة عمل للتدريب على الفحص الميكروسكوبي للملاريا    مصر وناميبيا تبحثان دفع العلاقات الثنائية والتعاون التجاري    التاريخ ليس حواديت قبل النوم    التضامن الاجتماعي: تقديم منح ل 206 جمعيات بأكثر من 257 مليون جنيه في 6 أشهر    «بلاش تقطيع».. رسائل نارية من ميدو ل مهاجمي الخطيب    الأهلى يدعو أعضاءه للتصويت على لائحة النادى الجمعة المقبل    عمر خالد يحتل المركز السادس في نهائي كأس العالم للرماية بالصين    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام هامبورج في الدوري الألماني    اجتماع موسع لبحث الأعمال المقترح تنفيذها بالأقصر والمحافظات ذات الواجهة النيلية    محافظ البنك المركزى: الموارد المحلية من العملة الأجنبية سجلت مستوى قياسيا فى أغسطس    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع «جنة 4» بالشيخ زايد    الأنبا بقطر يرسم 117 شمامسة للخدمة في إيبارشية ديرمواس    «التعليم» تطلق مدارس تكنولوجيا تطبيقية جديدة في تخصص الدواء    ضبط 1501 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    غلق باب تسجيل الرغبات بتنسيق الدبلومات الفنية خلال ساعات    برواتب تصل ل96 ألف جنيه.. العمل: توافر 50 فرصة عمل بمهنة التمريض في الإمارات (تفاصيل)    اختيار جامعة القاهرة ضمن قائمة الأفضل عالميا في مجال الاستدامة البيئية خلال 2025    «معشتش طفولتي».. أحمد سعد: لجأت لطبيب نفسي للتخلص من شعور إرضاء الآخرين    أحمد حلمي ينفي رده على تصريحات سلوم حداد    وزير الخارجية يستقبل مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو    رئيس الوزراء يتفقد الممشى السياحى ضمن جولته لمتابعة استعدادات افتتاح المتحف المصرى    من ال BBC إلى ماسبيرو.. ياسمين القفاص: هربت من الدبلوماسية إلى الإعلام| حوار    وزير الخارجية من ماسبيرو: قضية المياه وجودية لمصر ولا يمكن التهاون في شأنها    تدمير مدرسة وإخلاء جماعى للمدنيين.. جيش الاحتلال يواصل قصفه لمخيم الشاطئ    صحة الإسكندرية تتخطى أكثر من 5 ملايين خدمة صحية خلال شهرين    الصحة: إجراء 2 مليون و863 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    وزير الصحة يتلقى تقريرًا يفيد بتنفيذ مرور ميداني على 37 مشروعًا صحيًا جاريًا ب13 محافظة    مسيرة بشوارع قرية الغنيمية بالشرقية احتفاء بتكريم من حفظة القرأن الكريم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : اهلاً بالفرح !?    إصابة 13 شخصا في انقلاب ميكروباص بشرق العوينات    الأنبا إبراهيم إسحق يختتم المؤتمر السنوي للجنة الأسقفية للشباب بالكنيسة الكاثوليكية بمصر    157 يومًا على رمضان 2026.. يبدأ 19 فبراير فلكيًّا    طقس الإسكندرية اليوم.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة والعظمى 31 درجة    ما هي أسعار كتب طلاب المدارس الرسمية للغات والمتميزة للعام الدراسي 2026؟    تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري.. الدباغ يقود الهجوم    مواعيد مباريات اليوم في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    عاجل - من البر إلى الجو.. كيف ضربت إسرائيل الجهود القطرية والمصرية والأميركية في هجوم الدوحة؟    «البحوث الإسلامية» يحذر من خطورة تراجع القيم والتشكيك فى ثوابت الدين    دعاء فجر يوم الجمعة.. لحظة تفتح أبواب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة لم تصل الواحات البحرية !!
نشر في الأهرام العربي يوم 27 - 05 - 2012

محملاً بإحساس كبير بالتقصير وفضول وطموحات أكبر، قمت بزيارة الواحات البحرية الساحرة، بدعوة كريمة من الشاعر عبده الزراع، مدير عام ثقافة الجيزة، للمشاركة فى مجموعة ندوات وعروض أدبية وفنية لأهالينا سواء فى المدينة العمالية بمناجم الحديد والصلب، أم فى الواحات الأم التى تبتعد عنها حوالى 40كم، وبعيداً عن تثمين هذا التوجه الجديد للثقافة الجماهيرية فى عهد سعد عبدالرحمن ومجموعة المثقفين الراقية التى تعاونه فى مختلف الإدارات ومنهم إضافة إلى الزراع الشاعر محمد أبوالمجد والروائى والباحث فؤاد مرسى وغيرهم، هذا التوجه الذى يعتمد على النزول إلى المواطنين البسطاء فى أماكنهم والتفاعل الحى معهم مباشرة بعيداً عن الغرف المغلقة والمكاتب المكيفة، ومهرجانات الحظيرة (إياها) فإن الزيارة أثارت قضايا جارحة عديدة، تمس المقومات الرئيسية لهذا الوطن، فإذا كان مربع مقومات الدولة المصرية فى الجمهورية الثانية هى المقومات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية والأمنية، والاجتماعية، فإن الأخيرة هى أهم أضلاع هذا المربع، بل قاعدته الأساسية لأن المقومات الاجتماعية وفى القلب منها الثروة البشرية هى التى يتوقف على كفاءتها وقدراتها العلمية والصحية والإبداعية والأخلاقية ومنظومتها القيمية، نجاح المقومات الثلاثة الأخرى لكن مع الأسف أكدت زيارتى للواحات البحرية أننا لانزال نتعامل بذات الذهنية العقيم والتى تستوفى الشكل التنموى دون المضمون، وتغرق فى الاستثمار فى الحجر على حساب الإهمال الجسيم للبشر، ففى المحطة الأولى للزيارة وهى مدينة عمال مناجم الواحات للحديد والصلب فوجئت بجدران ومساحات أراضى ومساكن أسمنتية غنية جداً مقابل خدمات لبشر هذه المساكن فقيرة جداً، ولا أتصور كياناً اقتصادياً بهذه الضخامة وهذا الثراء يترك برك المجارى تغرق مساكن العاملين، ولم يسلم منها حتى بيت الثقافة الذى لا يمكن الوصول إليه إلا عبر معابر خشبية، إلى حد أن المدينة بكاملها أصبحت مستنقعاً يمرح فيه أشرس أنواع البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، ولا أفهم حتى الآن كيف ونحن فى القرن الحادى والعشرين يشرب المواطنون مياهاً حمراء أحياناً وصفراء أحياناً أخرى، وسوداء دائماً بسبب تلوثها بالمعادن الثقيلة مثل الحديد والفوسفات والنتيجة المؤكدة هى انتشار الفشل الكلوى وغيره من الأمراض الخطيرة بسبب تلوث المياه التى يفزعك مشهدها فور أن تفتح صنابير المياه فى البيوت، أما المحزن فعلاً فهو انتشار أكوام القمامة التى تدمر مساحات خضراء ليست قليلة، فضلاً عن عدم وجود وسيلة مواصلات واحدة لنقل الآلاف من سكان المدينة إلى الواحات وعليهم الاختيار المر بين أن يلقوا حتفهم وهم يحاولون إيقاف السيارات المقبلة من القاهرة على هذا الطريق الخطر كثير المنحنيات أو يحاولون قطع المسافة سيراً فى ظلام الطريق الدامس!!
ولم يكن الوضع فى الواحات المدينة أحسن حالاً، فبالرغم من جمال المكان الساحر، وغناه بطبيعة فاتنة وكنوز أثرية نادرة، والأهم بمواطنين هم نموذج راق فى كرم الضيافة ونبل الخلق وحسن استقبال الضيوف، لكن ذلك كله لم يشفع لدى المسئولين عن الواحات فى حل مشاكلها وفى مقدمتها انتشار العمارة الأسمنتية القبيحة، والبناء العشوائى مما يهددها كمزار سياحى عالمى، كما أن صمت الأجهزة المحلية على تعديات بعض الأهالى على العيون الكبريتية والمزارات الأثرية يهدد بكارثة حقيقية لا تستطيع مصر تعويضها فضلاً عن تبوير مساحات واسعة من الأراضى الزراعية والسماح لبعض الشركات ولرجال الأعمال بالسيطرة على مساحات واسعة من أراضى الواحات دون تقنين قانونى، مما يضيع على الدولة ملايين الجنيهات، أما الأخطر فهو انتشار كابلات الكهرباء العارية وغير المطابقة لمواصفات الأمان مما يودى بحياة المواطنين ويتسبب فى الانقطاع المستمر للكهرباء إضافة إلى أزمات ما كنت أتصور أن أشاهدها فى الواحات البحرية من قبيل سوء رغيف الخبز والنقص الشديد فى السولار والبنزين وسوء حالة المستشفى الوحيد بها وغيرها من مشاكل.
إن الواحات البحرية لو كانت فى دولة مثل إسبانيا لجعلت منها مزاراً عالمياً يجذب الملايين سنوياً، لكننا اكتفينا بجعلها مزاراً لجيوش البعوض وجبال القمامة وكأن ثورة لم تقم، وأرواحاً زكية لم تبذل، من أجل أن نعيد بناء مصر، المواطن والدولة، وإلا لكلف محافظ الجيزة نفسه، وقام بزيارة ميدانية إلى الواحات البحرية التابعة له، ليتفقد على الطبيعة أحوال مواطنيها، وإن كنت أنا شخصياً أعذره، فلربما سيؤدى واجب الزيارة عقب إصلاح الطريق الخطر، وردم برك المجارى ودعم المستشفى حفاظاً على سلامته، وعلى أهالى الواحات أن يقدروا هذه التضحية الغالية من سيادته وإلا ففى جبال الواحات متسع كبير للرءوس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.