سعر الذهب يرتفع 5 جنيهات اليوم الخميس 9 أكتوبر.. وعيار 21 يسجل 5420 جنيها    نيابة عن السيسي، مدبولي يترأس وفد مصر اليوم في القمة 24 للكوميسا    جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر الفلسطينيين من العودة إلى مدينة غزة    القناة 12 العبرية: حماس وافقت على الشروط وتوقيع الاتفاق اليوم والبيان الأول السبت أو الأحد    وزير الرياضة يكشف سر عدم عودة أرض الزمالك بأكتوبر (فيديو)    موعد وصول الجهاز المعاون لمدرب الأهلي الجديد    رابط تحميل مناهج المواد الدراسية للمرحلة الثانوية    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    كنت بحبه ودفنته بيدى بالمقابر.. اعترافات متهمة بقتل طفل فى قنا    طرق مختلفة ورمضان "مبتكر" كعادته، كيف احتفى نجوم الفن بتأهل مصر إلى كأس العالم (فيديو)    طريقة عمل بطاطس بيوريه بالجبن والثوم، أكلة سريعة التحضير ومغذية    هل يجب التوقف عن بعض وسائل منع الحمل بعد سن الأربعين؟ استشاري يجيب    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح بالنظام الفردي لانتخابات مجلس النواب    طب الأسنان بطنطا تتوج بكأس العباقرة في دوري المعلومات الأول    عاجل- السيسي يوفد مندوبًا لتقديم العزاء في وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    السيطرة على حريق شقة سكنية بالصف    خلص عليه بسبب الميراث.. القبض على قاتل شقيقه في الشرقية    ضبط متهم غسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات في البحيرة    عاجل- رئيس الوزراء يحضر القمة الرابعة والعشرين لتجمع الكوميسا نيابة عن الرئيس السيسي في نيروبي    "ثقافة جاردن سيتي" يشهد الملتقى الإعلامي الثقافي للطفل المصري    وزارة البترول تنفي شائعات زيادة أسعار البنزين والسولار    6 لقاءات قوية في افتتاح الجولة الثامنة من دوري المحترفين    بالصور.. نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بالإسكندرية    سعر الأسمنت اليوم الخميس 9 اكتوبر 2025 فى الشرقية    اتحاد الكرة: نشكر الرئيس السيسي على دعمه للرياضة.. ونتمنى أن يكرر حسام حسن إنجاز الجوهري    محافظ أسيوط يكرم أبطال السباحة بعد فوزهم بالمركز الأول في بطولة الصعيد لمراكز الشباب    وزارة التعليم: تقييمات أولى ثانوى عام وبكالوريا واحدة بدون اختلاف    انطلاق منافسات بطولة العالم للسباحة بالزعانف في المياه المفتوحة بالعلمين    فيفا: منتخب مصر يمتلك مقومات تكرار إنجاز المغرب فى كأس العالم 2026    الخارجية التركية: نشيد بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة للوساطة فى مفاوضات غزة    محافظ أسيوط يشهد احتفالية "قصور الثقافة" بالذكرى ال 52 لانتصارات اكتوبر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    هل يجوز منع النفقة عن الزوجة لتقصيرها في الصلاة والحجاب؟.. دار الإفتاء تجيب    في ثالث أيام «عيد العرش».. مستوطنون إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستهل مشاركتها بالنسخة الثانية من منتدى «البوابة العالمية 2025» ببروكسل بلقاء مديرة الشئون المالية والاقتصادية بالمفوضية الأوروبية    محافظ أسيوط يطلق مبادرة "تكتلات الأقمشة والمنسوجات"    بعد إنطلاق ألبومها الأول.. مي فاروق تتصدر تريند جوجل    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    سما المصري توجه رسالة ل المستشار مرتضى منصور: «ربنا يقومه بالسلامة بحق صلحه معايا»    يعرض قريبًا.. «لينك» ضغطة زر تقلب حياة موظف على المعاش    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    مصطفى أبو زهرة: هناك دول تتمنى أن تكون لديها "نصف" حسام حسن    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    ممنوع الضرب.. قرار حاسم حول حظر استخدام العصا أو الخرطوم في المدارس ومحاسبة المسؤولين    البابا تواضروس الثاني: المسيح هو الراعي الأمين الذي يقودنا إلى الطمأنينة والأبدية    8 شهداء في غزة خلال الساعات ال24 الماضية جراء الغارات الإسرائيلية    7 آلاف محضر بشأن «تراخيص عمل الأجانب» خلال 27 يومًا    سوء تفاهم قد يعكر الأجواء.. برج العقرب اليوم 9 أكتوبر    مصادر للقاهرة الإخبارية: الاتفاق يُوقف الحرب ويفرج عن المحتجزين الإسرائليين والأسري الفلسطينيين    كُتبت فيها ساعة الصفر.. حكاية «كراسة حنان» التي احتوت على خطة حرب أكتوبر    حساب فيفا يحتفى بصعود الفراعنة للمونديال: مصر البهية تُطِل على كأس العالم    منها منتجات الألبان.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى جرثومة المعدة (تفاقم الألم)    أسهل طريقة لعمل البليلة في ساعة.. شرط النقع    السيسي يُعبّر عن خوفه من الثورة والتغيير .. وناشطون: فات الأوان يا عميل    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    نقيب المحامين: الرئيس أعاد المادة 105 لزيادة ضمانات حقوق المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة الإخوان.. من الانشقاق الواقعى إلى الصراع الافتراضى!
نشر في الأهرام العربي يوم 11 - 01 - 2016

سامح عيد: الشباب سيتجه إلى طريق آخر للعنف بمستوياته المختلفة..والجيل القديم أو التاريخى يستطيع السيطرة على الكتلة الصامتة داخل الجماعة

- طارق أبو السعد: هناك أطراف بدأت تتدخل بين المتصارعين..وتفاوض منتظر بين الإخوان والدولة للتهدئة للرجوع إلى ما قبل 2011

- أحمد بان: لا أمل جديد لخروج الجماعة من هذه الأزمة.. والصراع وتيرته أسرع وسيستمر لشهور

- د.كمال الهلباوى: من ينشغل بالسياسة والسلطة لا بد أن يواجه الصراع والانشقاق

انتشرت فى الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى صفحات تحمل اسم الإخوان، منها: جماعة الإخوان، وتسريبات الإخوان، ما بين إصدار بيان واتهامات لبعضهما بعضا، وأخيرًا نشر تسجيلات لبعض قياداتهم البارزين مثل خيرت الشاطر، مما يؤكد أن الصراع انتقل بينهم فى العلن عبر الفيس بوك، كيف حدث هذا؟ وإلى أين سيصل الصراع؟ ومن سيحسم الموقف لصالحه؟ هذه التساؤلات وغيرها نناقشها مع عدد من الخبراء والمختصين فى شئون الجماعات الإسلامية، الذين يجيبون عنها ويحللون هذا الصراع فى التحقيق التالى:
يؤكد د.كمال الهلباوى أنه لا يوجد تنظيم واحد للإخوان الآن، ملخصًا ما يحدث فى أن من ينشغل بالسياسة والسلطة والحكم لا بد أن يواجه مثل هذه الأشياء، ويرى أن الصراع الجارى للجماعة فى مصر وما يحدث لها، تمامًا مثل إخوان الجزائر، وإخوان الأردن، فهناك أكثر من جماعة الآن، وسيظل الصراع بينهما على السلطة والقيادة، بين الكبار والشباب.
ويتوقع "الهلباوي" مزيدًا من الانقسام والصراع بينهما، بسبب اختلاف المنهجية والرؤية والفكر، سينتج عنه مزيد من الانشقاقات بينهم.
بينما نفى "سامح عيد" مقولة إن الجماعة انتهت، مؤكدًا أن ذلك شيء سابق لأوانه، وأن فكرة الانقسام حقيقية وموجودة على أرض الواقع، فهم كانوا يأكدون على السرية والكلام المغلق، وأن خروج أحاديثهم الآن إلى الفضاء العام، عكس ما اعتادته الجماعة، مؤكدًا حدوث شرخًا كبيرًا جدًا داخل التنظيم، وأن فى علم ودينامية الجماعات عندما تكون الشخصية المؤسسة أو القوية غائبة يحدث تنازع، لأنه تكون هناك ندية بين أعضاء التنظيم، وهذا حدث من قبل مع "حسن البنا" حول منصب المرشد حتى إن الإمام الغزالى اقتحم المركز العام وأخذ الشباب المناصرين له وذهب إلى محمد المصرى وهدده، وذهب الباقورى وأحمد كامل إلى جمال عبد الناصر وطالبوا بتنظيم وغيرها من الأشياء، نفس الموقف يحدث الآن، لكن هذه المرة ظهر من خلال الفيس بوك، كل الأمور تظهر على الساحة، كل القضايا تُكتب، مؤكدًا أن تلك الأزمة هى الأسبق فى تاريخهم، وهذا ليس معناه نهاية التنظيم.
ويعتقد "عيد" أن الجيل القديم أو التاريخى يستطيع السيطرة على الكتلة الصامتة داخل الجماعة، وأن الفريق المتحمس هو الشباب الذى سيتجه إلى طريق آخر للعنف بمستوياته المختلفة، أما الكتلة الشبابية ظلت 5 سنوات منذ بداية الثورة، وهى لم تكن فى شكل تنظيم، وأن فكرة البيعة والطاعة لم تكن بالشكل المعروف للتنظيم، أما للكتلة السائدة، وغالبًا هذه الكتلة تكون داخل الجماعات بغرض معين، لا تلتزم بالطاعة العمياء، غالبًا تكون لعدة مجموعات، وربما جزء منهم يذهب إلى العنف، وينتهى بهم الأمر إلى الإلحاد أو ينتهى بهم الأمر إلى الكفر بكل شيء، وحدث هذا فى الفترة الماضية، ربما العنف المبالغ فيه باعتراف الإخوان أنفسهم، وهناك مجموعات ذهبت إلى الإلحاد، وأعرف ناس ذهبت إلى كل شيء، فى النهاية هم جيل "مشتت"، خرج فى فترة صعبة وملتبسة، وتم تعبئتهم بكم كبير من الغضب والكراهية والحنق وفكرة حزب الشيطان، وكل الأفكار التكفيرية والمعبأة بالكراهية والغضب، وتمت تبعئتهم، ويؤكد أن هؤلاء شباب فى سن مراهقة ولديهم درجة من درجات العاطفة، وأن جزءا منهم سيذهب إلى العنف، وجزءا يكفر بكل شيء.
وعن التسريبات الخاصة بخيرت الشاطر عبر الفيسبوك، قال "عيد" إنها لا تقول شيئًا جديدًا، ومعروف أنهم يريدون الرئاسة، فهذا شيء طبيعي ومعروف، لأن الوصول للحكم فكرة كل الجماعات الإسلامية، فكل الإسلام السياسى يقول إنه لا بد أن تسود دولة الإسلام أو دولة الخلافة، كل هذا ارتباط فكرى عام، وكان مخطط لدى الإخوان أن يصلوا للحكم فى عام 2020 أو 2030، وعندما جاءت 2011 لتؤكد فكرة الحكم، ويسيطروا على البرلمان والمجالس النيابية، عندما وجدوا الفرصة سانحة، وربما أيضًا جاء إشارات واضحة من الغرب، أو إشارات من بعض الدول العربية، واغتنموا الفرصة، وبدأوا ينسقون معهم، وعندما طرح خيرت الشاطر الموضوع على مكتب الشورى رُفِضَ، وحاول فى أول مرة أن يؤثر عليهم، وأيد الطرح نحو 50 عضوًا ضد 52عضوا، وبعد هذا وصل عدد المؤيدين 54 عضوا، وظل لفترة طويلة مصرًا على أن يلتزم بوعوده للشعب المصري، وألا يدخل انتخابات الرئاسة، ولكن الرغبة المؤيدة من الغرب أو الشرق فى القفز على السلطة، هى التى خلقت لهم مشاكل كثيرة.
ونوه "عيد" إلى أنه فى الفترة السابقة كان "كله يسجل لكله"، معتقدًا أن صاحب صفحة "تسريبات الإخوان" على الفيس بوك، من الحرس القديم سواء شخص أمنى، أم من الإخوان المنشقين، وأن الفكرة ليست من القيادة التاريخية، فهذا الكلام فى مضمونه ضد القيادة التاريخية للإخوان، وفيها إنقلاب القادة التاريخيين على الدولة، وعدم اتباع الكلام السري، وأن يجمع الشارع المصري، فالفكرة كلها ضد الجماعة،
ونوه إلى أن توقيت الصراع الداخلى مع تسريب المعلومات، ربما ليزيد الانشقاق داخل التنظيم، وربما يحفز الدولة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع التنظيم، ويرى أنه من المحتمل أن تكون صفحة تسريبات الإخوان من جهة أمنية، تريد أن تقلب الرأى العام ضدهم، وخاصة مع اقتراب 25 يناير.
وستظل المعركة الفيسبوكية مستمرة، وسيظل الصراع دائرا وسيصل إلى تنظيمين للجماعة، نسبة تتجه إلى العنف، والبقية تستمر ضمن صفوف الإخوان.
"ويؤكد طارق أبو السعد" (الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية) أن الصراع الإخوانى نتيجة حتمية، ويصفه بأنه ليس صراعًا فكريًا بين تيارين، ولا صراع بين الحمائم والصقور، بل هو صراع عناصر شخصى قائم على تجنيب شخصيات معينة، وليس صحيحًا أنه صراع بين جيل الشباب وجيل الكبار، وأن المجموعتين اتخذوا العنف، وكلاهما مسئول عن ممارسات عنيفة.
ويحلل "أبو السعد" الموقف الحالى للجماعة موضحًا نقتطين: أولا: لا يصح أن نفسر الصراع على أنه بين السلمية والعنف، ثانيًا: وأن بين المجموعتين توجد مجموعة شباب هنا وهناك، وكذلك كبار فى المجموعتين، فهو ليس صراعًا بين شباب وكبار فى السن.
والتوصيف الصحيح -من وجهة نظر طارق أبو السعد - أنه صراع أفراد بينهما مصالح مشتركة، والطرفان يستخدمن وسائل غير مشروعة (جماعة الإخوان هى نفسها غير مشروعة) فيما هو متعارف بينهما، وأن المجموعة الأولى هى مجموعة "محمود عزت" التى أعلنت أن الطرف الآخر هو إرهابي، ويأخذ العنف وسيلة وطريقة، وأن المجموعة الأولى منهجها السلم، برغم أن المجموعتين مارستا العنف والتحريض على أعمال العنف، منوهًا إلى أن "خيرت الشاطر" محسوبًا على مجموعة محمد كمال.
ويلفت النظر إلى أن الاتهامات متبادلة بين الطرفين، فمجموعة "محمد كمال" اتهمت مجموعة "محمود عزت" بأنها موالية للمخابرات البريطانية، نظرًا للعلاقات الواضحة بينهما، فالطرفان يتصارعان معًا على مناصب، متسائلاً: ما المناصب؟ ويؤكد أن هناك جوانب أخرى خفية، تتمثل فى أنهما اتخذوا مواقف، حتى لو كانت تؤدى إلى إعدام، ثانيًا: شهوة التحكم فى مئات من الآلاف، والأمر الأخير أن كليهما يتصور أنه ينقذ الإسلام نفسه، وأن كل مجموعة تحسب مصادر للتمويل تأخذونها من أجل الانسياق إلى أمريكا ورؤيتها ضد الوطن (مجموعة محمد كمال)، المهم أن ذلك فى النهاية يحقق لها مكاسب كبيرة جدًا، وأن الذين انحازوا إلى أمريكا هم مشاركون الآن فى السلطة بشكل عام، فى تونس وفى اليمن، وبالتالى فإنهم سيشاركوا فى مرحلة قادمة، فمجموعة "محمد كمال" المنساقة إلى أمريكا تحاول تحقيق الفوضى والاستفادة ولو كان ذلك على حساب مجموعات شبابية، وهذه المجموعة ضد مجموعة "محمود عزت"، رأت أن الذى قدمته كاف، وأنها ترى أن الشكل الذى يستطيعون أن يعيشوا فيه، هو أنها مجموعة مظلومة ومضطهدة ومطاردة، لكن نصف اضطهاد ونصف مطاردة، مثلما كان الإخوان فى مرحلة ما قبل 25 يناير 2011 ، فكانوا موجودين فى الشارع وفى السجون، يحبسون شهراً أو شهرين، وبهذا الشكل يسمح لهم أن يكونوا ناججين ويتعايشوا .
وعن أسباب الصراع بين الطرفين يقول "أبو السعد" إن كل طرف منهما مصمم على أن يسيطر ويقود جميع الأطراف، وبالتالى سمح لنفسه -ومغفور له بينه وبين نفسه- أن يستخدم أحقر الوسائل فى تشويه الطرف الآخر، هذه هى السياسة التى اتبعوها، والسبب الثانى فى احتدام هذا الصراع أن كل طرف لا يريد أن يتحمل ما حدث. المسئولية جسيمة، فالصفوف الداخلية لشباب الإخوان لا بد أن يحمل أحد مسئوليتها، لا بد من وجود شماعة حتى يضعوا عليها أخطاءهم، هناك قتلة من سيدفع الثمن ومن يتحمل مسئوليتهم -رغم أن الرقم غير صحيح-، كل طرف من الأطراف لا يريد أن يتحمل مسئوليتهم، ويتحاكم تاريخيًا أنه كان السبب فى القتل، هذه آخر ما جعلهما يتصارعا بين بعضهما.
ويؤكد "أبو السعد" أن هناك أطرافا بدأت تتدخل بين الطرفين المتصارعين، وإذا لم ينته خلال أسبوعين سيحدث انشقاق كبير داخل الإخوان، وسيخفت هذا الصراع قبل 25 يناير، حتى تمر تلك الفترة، وربما يكبر الصراع مرة أخرى بعد ذلك.
وعن الجهة التى ستتدخل للتهدئة بين طرفى الصراع الإخوانى، يؤكد "أبو السعد" أنها من خارج مصر، فالسيد الغنوشى حاول أن يتدخل، وأيضًا أفراد من التنظيم الدولى فى أوربا، وشخصية من الموالين للإخوان من ماليزيا لها قيمة إسلامية، وأيضًا شخصية من علماء السعودية تسعى للمصالحة.
ويرى أبو السعد أنه بعد 25 يناير أن الصراع سيشتد، وأن مجموعات من الإخوان سيتم طرحها، ولا يعتقد أن يكون هناك تنظيم مواز لجماعة الإخوان، لأن الصراع بين القيادة أعلى، وليس للجذع تحت. فهم حريصون على أن يظل الكيان كما هو، حتى يأخذوا "الجمل بما حمل".
وينوه إلى أن الشباب فى القطاع الأدنى ليس طرفًا فى الصراع، بل أن الصراع بين القادة، وهناك شباب الجامعة كلهم مع التصعيد، وهم يؤيدون محمد كمال، وهذا الذى يعطيه ثقلا وقوة فى المواجهة مع محمود عزت، إذ إن العمل الثورى هو الذى يهمهم، وحتى الآن لا يمكن أن نقول إن الأمور آلت إلى "محمد كمال" ومجموعته، ومعهم شخصيات معينة ستحاول أن تهدئ الإخوان مرة أخرى.
ويتوقع "أبو السعد" فى الأسبوع الأول من فبراير المقبل أن يزداد ويشتعل الصراع بين الطرفين، وسيتضح إلى من ستؤول القيادة والزعامة، وإذا الأمور آلت إلى "محمد كمال" سيزداد الصراع اشتعالا، أما إن آلت ل"محمود عزت" فستنكمش الأمور ويهدأ الصراع.
ويؤكد "أبو السعد" أن فى الأيام المقبلة سيكون هناك تفاوض بين الإخوان والدولة إلى التهدأة والرجوع إلى مربع ما قبل ثورة يناير، ويعود الوضع إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير 2011 .
أحمد بان، مدير مركز النيل للدراسات الإستراتيجية، يقول: إن الصراع الآن لأول مرة فى ظل طفرة الاتصالات، يخرج هذه الخلافات إلى العالم بهذا الشكل، ويتحول إلى أداة من أدوات المعركة فى صراع بين الفريقين، الصراع الأشد لفريق الشباب تحديدًا فريق "محمد كمال" ومحمد منتصر، لا يوجد لديهم مال ولا اتصالات دولية، وبالتالى لابد أن ينهى المعركة فى المساحة التى لديه أدوات فيها، فليس أمامه سوى "السوشيال ميديا" لأنها الأداة الوحيدة، والسلاح الوحيد الذى يستطيع الاعتماد عليه فى ظل سيطرة المجموعة القديمة على مقدرات التنظيم وأمواله وهياكله وقواعده الوسطى، حتى الآن برغم كل ما يثار مازالت مجموعة "محمود عزت" هى المسيطرة على الجماعة، وربما مجموعة "محمد كمال" و"محمد منتصر" هى الأقوى فى نقل المعركة إلى الإعلام ووسائل الاتصال على المدى الطويل، وهذا قد يحقق على المدى المتوسط القصير صعودًا لمجموعة "محمد كمال" و"محمد منتصر"، لكن على المدى الطويل يضر هذه المجموعة، ويصب فى خدمة المجموعة القديمة لمحمود عزت، لكن الصراع بشكل عام دخل جبهة مفتوحة.
ولا يعتقد "بان" أن الجماعة ستبقى كما كانت، فهى انقسمت لأول مرة انقسامًا حقيقيًا، بما يعنى أن مجرد خلافات فى الرأى بين الأعضاء أو تنوع وتعدد فى الآراء سيتحول إلى خلاف جذري، ويتخطى المنهج، وأن هذه المجموعة القديمة تريد أن تحافظ على التنظيم، وتخشى من الانجراف بشكل كامل إلى العنف، وبالتالى ضياع التنظيم، وبالتالى لن تعود إلى الأبد، ومجموعة تريد أن تُصعِد الصراع وتعسكر الصراع مع الدولة، والوصول إلى محطة صراع مفتوح وهذا هو ما يحدث الآن.
ويرى "بان" أن هناك مجموعة ثالثة تحاول أن تصل إلى اجتهاد جديد، تصمم لائحة جديدة، تفرز قيادات جديدة بهياكل جديدة، وتعيد النظر فى رؤية المسار الذى سلكته الجماعة خلال الفترة السابقة، وأن الصراع داخل الجماعة بدأ ولن يتوقف، فأدوات حسم الصراع تقف عند اجتماع الجمعية العمومية للأعضاء، وهذا أمر لن يتم وفقًا للظروف السياسية والأمنية الحالية، ووجودهم خارج البلاد، والنقطة الثانية: من سيقوم بكتابة لائحة جديدة، وكيف سيتم عقد هذه الانتخابات إذا تقرر عقدها، ومن الذى سيشترك فيها، وفى أى مكان سيجتمعون، وتصطدم خطوات الحل بالعديد من العواقب، لذلك لا بديل عن إجراء مراجعة شاملة للأفكار والأدبيات، والظروف غير مواتية بعد لذلك، وبالتالى لا أمل جديد لخروج الجماعة من هذا الأزمة.
ويقول "بان" إن الإخوان حتى الآن يعرفون ما يحدث، وفى اعتقادهم أن هذه محاولات الأجهزة الأمنية لتعكير صفو الجماعة، ولبث الوقيعة بين القيادات وأعضائها، ولهذا كل القواعد المحسوبين على المجموعة القديمة يلتزمون بالتعليمات القديمة، والمجموعة الأخرى التى فى المجموعة الجديدة تلتزم أيضًا بخط المجموعة الجديدة، لكن حتى الآن الصراع مفتوح ووتيرته أصبحت أسرع، وسيستمر لشهور وليس سنوات مثل الأول.
إذا مرت ذكرى 25 يناير دون أن تنجح مجموعة محمد كمال ومحمد منتصر فى إحداث أى اختراق، وبالتالى هذا يؤشر إلى سيطرة المجموعة القديمة، والاختراق بمعنى أنهم يعدون قواعدهم بأنهم سينجحون فى 25 يناير وأن يخلطوا الأوراق من جديد، وأن يشعلوا ثورة من جديد، وهناك جموع ستتفاعل معهم، وبالتالى فى ظل هذه الفوضى من الممكن إعادة محمد مرسى إلى الحكم من جديد، وتنصيب حكومة ثورية، وغيرها من المهاترات التى يهذون بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.