انتخابات مجلس النواب، محافظ الجيزة يتابع فتح لجان دائرة إمبابة والمنيرة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب    رئيس الوزراء يوافق على نقل 1108 موظفين إلى جهات انتدابهم    وزير قطاع الأعمال يشارك في حفل سفارة دولة الإمارات بالقاهرة بمناسبة عيد الاتحاد    وزير الكهرباء: جهود تحسين كفاءة الطاقة أصبحت ضرورة وطنية وركيزة أساسية    المعرض الدولى IRC Expo 2025 يستجيب للجمهور ويقرر استقبالهم 12 ديسمبر    آخر مستجدات تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن بقيادة السيسي وترامب    سوريا: إحباط محاولة تهريب 1250 لغما إلى لبنان    بيراميدز يواجه كهرباء الإسماعيلي لمواصلة الزحف نحو صدارة الدوري    ريال مدريد ضيفًا على بلباو لتصحيح المسار في الدوري الإسباني    هالاند: فخور جدًا بدخول نادي المئة في الدوري الإنجليزي    غطاء سحابي يحجب ضوء الشمس.. و«الأرصاد» تحذر من سقوط أمطار خلال ساعات المساء    احتفاءً بأديب نوبل، القاهرة للكتاب والوطني للقراءة يطلقان مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات محفوظ    صحة القليوبية: مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" ترصد مشكلات إبصار لدى 17 ألف طالب    الإدارية العليا تواصل تلقى طعون نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    نتنياهو يستنجد ب ترامب لإنقاذه من مقصلة قضايا الفساد    رسائل ردع من «إيديكس 2025».. مصر تثبت ريادتها وتعزز قدراتها الدفاعية    هل يحرق الإخوان العالم؟    «ميدوزا»: كفاءة عالية رغم سوء الأحوال الجوية    رعاية شاملة    سعر الدولار اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025    تشكيل آرسنال المتوقع أمام برينتفورد في البريميرليج    وزير الخارجية يلتقي مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية في البوندستاج    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى فيصل دون إصابات    مركز المناخ يحذر من نوة قاسم: تقلبات جوية عنيفة وأمطار من الخميس حتى الاثنين    إصابة 7 أشخاص إثر حادث انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    نجاح جديد    ألحان السماء    من «وطن الكتاب»    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    «الشؤون النيابية» تحيي اليوم العالمي لذوي الإعاقة: قيمة مضافة للعمل الوطني    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وسط اعتراض أمريكي-إسرائيلي    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    بعد لقائهما المسلماني.. نقيبا السينمائيين والممثلين يؤكدان تعزيز التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 3-12-2025 في محافظة الأقصر    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    هيجسيث يتوعد بتصعيد الضربات ضد قوارب المخدرات ويهاجم تقارير الإعلام الأمريكي    متحدث الصحة: تحذير للمسافرين من أدوية ومستلزمات خاضعة للرقابة الدولية    تجديد حبس المتهمين باستدراج موظف وسرقته    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    زكريا أبوحرام يكتب: تنفيذ القانون هو الحل    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    الخميس.. قرعة بطولة إفريقيا لسيدات السلة في مقر الأهلي    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة الإخوان.. من الانشقاق الواقعى إلى الصراع الافتراضى!
نشر في الأهرام العربي يوم 11 - 01 - 2016

سامح عيد: الشباب سيتجه إلى طريق آخر للعنف بمستوياته المختلفة..والجيل القديم أو التاريخى يستطيع السيطرة على الكتلة الصامتة داخل الجماعة

- طارق أبو السعد: هناك أطراف بدأت تتدخل بين المتصارعين..وتفاوض منتظر بين الإخوان والدولة للتهدئة للرجوع إلى ما قبل 2011

- أحمد بان: لا أمل جديد لخروج الجماعة من هذه الأزمة.. والصراع وتيرته أسرع وسيستمر لشهور

- د.كمال الهلباوى: من ينشغل بالسياسة والسلطة لا بد أن يواجه الصراع والانشقاق

انتشرت فى الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى صفحات تحمل اسم الإخوان، منها: جماعة الإخوان، وتسريبات الإخوان، ما بين إصدار بيان واتهامات لبعضهما بعضا، وأخيرًا نشر تسجيلات لبعض قياداتهم البارزين مثل خيرت الشاطر، مما يؤكد أن الصراع انتقل بينهم فى العلن عبر الفيس بوك، كيف حدث هذا؟ وإلى أين سيصل الصراع؟ ومن سيحسم الموقف لصالحه؟ هذه التساؤلات وغيرها نناقشها مع عدد من الخبراء والمختصين فى شئون الجماعات الإسلامية، الذين يجيبون عنها ويحللون هذا الصراع فى التحقيق التالى:
يؤكد د.كمال الهلباوى أنه لا يوجد تنظيم واحد للإخوان الآن، ملخصًا ما يحدث فى أن من ينشغل بالسياسة والسلطة والحكم لا بد أن يواجه مثل هذه الأشياء، ويرى أن الصراع الجارى للجماعة فى مصر وما يحدث لها، تمامًا مثل إخوان الجزائر، وإخوان الأردن، فهناك أكثر من جماعة الآن، وسيظل الصراع بينهما على السلطة والقيادة، بين الكبار والشباب.
ويتوقع "الهلباوي" مزيدًا من الانقسام والصراع بينهما، بسبب اختلاف المنهجية والرؤية والفكر، سينتج عنه مزيد من الانشقاقات بينهم.
بينما نفى "سامح عيد" مقولة إن الجماعة انتهت، مؤكدًا أن ذلك شيء سابق لأوانه، وأن فكرة الانقسام حقيقية وموجودة على أرض الواقع، فهم كانوا يأكدون على السرية والكلام المغلق، وأن خروج أحاديثهم الآن إلى الفضاء العام، عكس ما اعتادته الجماعة، مؤكدًا حدوث شرخًا كبيرًا جدًا داخل التنظيم، وأن فى علم ودينامية الجماعات عندما تكون الشخصية المؤسسة أو القوية غائبة يحدث تنازع، لأنه تكون هناك ندية بين أعضاء التنظيم، وهذا حدث من قبل مع "حسن البنا" حول منصب المرشد حتى إن الإمام الغزالى اقتحم المركز العام وأخذ الشباب المناصرين له وذهب إلى محمد المصرى وهدده، وذهب الباقورى وأحمد كامل إلى جمال عبد الناصر وطالبوا بتنظيم وغيرها من الأشياء، نفس الموقف يحدث الآن، لكن هذه المرة ظهر من خلال الفيس بوك، كل الأمور تظهر على الساحة، كل القضايا تُكتب، مؤكدًا أن تلك الأزمة هى الأسبق فى تاريخهم، وهذا ليس معناه نهاية التنظيم.
ويعتقد "عيد" أن الجيل القديم أو التاريخى يستطيع السيطرة على الكتلة الصامتة داخل الجماعة، وأن الفريق المتحمس هو الشباب الذى سيتجه إلى طريق آخر للعنف بمستوياته المختلفة، أما الكتلة الشبابية ظلت 5 سنوات منذ بداية الثورة، وهى لم تكن فى شكل تنظيم، وأن فكرة البيعة والطاعة لم تكن بالشكل المعروف للتنظيم، أما للكتلة السائدة، وغالبًا هذه الكتلة تكون داخل الجماعات بغرض معين، لا تلتزم بالطاعة العمياء، غالبًا تكون لعدة مجموعات، وربما جزء منهم يذهب إلى العنف، وينتهى بهم الأمر إلى الإلحاد أو ينتهى بهم الأمر إلى الكفر بكل شيء، وحدث هذا فى الفترة الماضية، ربما العنف المبالغ فيه باعتراف الإخوان أنفسهم، وهناك مجموعات ذهبت إلى الإلحاد، وأعرف ناس ذهبت إلى كل شيء، فى النهاية هم جيل "مشتت"، خرج فى فترة صعبة وملتبسة، وتم تعبئتهم بكم كبير من الغضب والكراهية والحنق وفكرة حزب الشيطان، وكل الأفكار التكفيرية والمعبأة بالكراهية والغضب، وتمت تبعئتهم، ويؤكد أن هؤلاء شباب فى سن مراهقة ولديهم درجة من درجات العاطفة، وأن جزءا منهم سيذهب إلى العنف، وجزءا يكفر بكل شيء.
وعن التسريبات الخاصة بخيرت الشاطر عبر الفيسبوك، قال "عيد" إنها لا تقول شيئًا جديدًا، ومعروف أنهم يريدون الرئاسة، فهذا شيء طبيعي ومعروف، لأن الوصول للحكم فكرة كل الجماعات الإسلامية، فكل الإسلام السياسى يقول إنه لا بد أن تسود دولة الإسلام أو دولة الخلافة، كل هذا ارتباط فكرى عام، وكان مخطط لدى الإخوان أن يصلوا للحكم فى عام 2020 أو 2030، وعندما جاءت 2011 لتؤكد فكرة الحكم، ويسيطروا على البرلمان والمجالس النيابية، عندما وجدوا الفرصة سانحة، وربما أيضًا جاء إشارات واضحة من الغرب، أو إشارات من بعض الدول العربية، واغتنموا الفرصة، وبدأوا ينسقون معهم، وعندما طرح خيرت الشاطر الموضوع على مكتب الشورى رُفِضَ، وحاول فى أول مرة أن يؤثر عليهم، وأيد الطرح نحو 50 عضوًا ضد 52عضوا، وبعد هذا وصل عدد المؤيدين 54 عضوا، وظل لفترة طويلة مصرًا على أن يلتزم بوعوده للشعب المصري، وألا يدخل انتخابات الرئاسة، ولكن الرغبة المؤيدة من الغرب أو الشرق فى القفز على السلطة، هى التى خلقت لهم مشاكل كثيرة.
ونوه "عيد" إلى أنه فى الفترة السابقة كان "كله يسجل لكله"، معتقدًا أن صاحب صفحة "تسريبات الإخوان" على الفيس بوك، من الحرس القديم سواء شخص أمنى، أم من الإخوان المنشقين، وأن الفكرة ليست من القيادة التاريخية، فهذا الكلام فى مضمونه ضد القيادة التاريخية للإخوان، وفيها إنقلاب القادة التاريخيين على الدولة، وعدم اتباع الكلام السري، وأن يجمع الشارع المصري، فالفكرة كلها ضد الجماعة،
ونوه إلى أن توقيت الصراع الداخلى مع تسريب المعلومات، ربما ليزيد الانشقاق داخل التنظيم، وربما يحفز الدولة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع التنظيم، ويرى أنه من المحتمل أن تكون صفحة تسريبات الإخوان من جهة أمنية، تريد أن تقلب الرأى العام ضدهم، وخاصة مع اقتراب 25 يناير.
وستظل المعركة الفيسبوكية مستمرة، وسيظل الصراع دائرا وسيصل إلى تنظيمين للجماعة، نسبة تتجه إلى العنف، والبقية تستمر ضمن صفوف الإخوان.
"ويؤكد طارق أبو السعد" (الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية) أن الصراع الإخوانى نتيجة حتمية، ويصفه بأنه ليس صراعًا فكريًا بين تيارين، ولا صراع بين الحمائم والصقور، بل هو صراع عناصر شخصى قائم على تجنيب شخصيات معينة، وليس صحيحًا أنه صراع بين جيل الشباب وجيل الكبار، وأن المجموعتين اتخذوا العنف، وكلاهما مسئول عن ممارسات عنيفة.
ويحلل "أبو السعد" الموقف الحالى للجماعة موضحًا نقتطين: أولا: لا يصح أن نفسر الصراع على أنه بين السلمية والعنف، ثانيًا: وأن بين المجموعتين توجد مجموعة شباب هنا وهناك، وكذلك كبار فى المجموعتين، فهو ليس صراعًا بين شباب وكبار فى السن.
والتوصيف الصحيح -من وجهة نظر طارق أبو السعد - أنه صراع أفراد بينهما مصالح مشتركة، والطرفان يستخدمن وسائل غير مشروعة (جماعة الإخوان هى نفسها غير مشروعة) فيما هو متعارف بينهما، وأن المجموعة الأولى هى مجموعة "محمود عزت" التى أعلنت أن الطرف الآخر هو إرهابي، ويأخذ العنف وسيلة وطريقة، وأن المجموعة الأولى منهجها السلم، برغم أن المجموعتين مارستا العنف والتحريض على أعمال العنف، منوهًا إلى أن "خيرت الشاطر" محسوبًا على مجموعة محمد كمال.
ويلفت النظر إلى أن الاتهامات متبادلة بين الطرفين، فمجموعة "محمد كمال" اتهمت مجموعة "محمود عزت" بأنها موالية للمخابرات البريطانية، نظرًا للعلاقات الواضحة بينهما، فالطرفان يتصارعان معًا على مناصب، متسائلاً: ما المناصب؟ ويؤكد أن هناك جوانب أخرى خفية، تتمثل فى أنهما اتخذوا مواقف، حتى لو كانت تؤدى إلى إعدام، ثانيًا: شهوة التحكم فى مئات من الآلاف، والأمر الأخير أن كليهما يتصور أنه ينقذ الإسلام نفسه، وأن كل مجموعة تحسب مصادر للتمويل تأخذونها من أجل الانسياق إلى أمريكا ورؤيتها ضد الوطن (مجموعة محمد كمال)، المهم أن ذلك فى النهاية يحقق لها مكاسب كبيرة جدًا، وأن الذين انحازوا إلى أمريكا هم مشاركون الآن فى السلطة بشكل عام، فى تونس وفى اليمن، وبالتالى فإنهم سيشاركوا فى مرحلة قادمة، فمجموعة "محمد كمال" المنساقة إلى أمريكا تحاول تحقيق الفوضى والاستفادة ولو كان ذلك على حساب مجموعات شبابية، وهذه المجموعة ضد مجموعة "محمود عزت"، رأت أن الذى قدمته كاف، وأنها ترى أن الشكل الذى يستطيعون أن يعيشوا فيه، هو أنها مجموعة مظلومة ومضطهدة ومطاردة، لكن نصف اضطهاد ونصف مطاردة، مثلما كان الإخوان فى مرحلة ما قبل 25 يناير 2011 ، فكانوا موجودين فى الشارع وفى السجون، يحبسون شهراً أو شهرين، وبهذا الشكل يسمح لهم أن يكونوا ناججين ويتعايشوا .
وعن أسباب الصراع بين الطرفين يقول "أبو السعد" إن كل طرف منهما مصمم على أن يسيطر ويقود جميع الأطراف، وبالتالى سمح لنفسه -ومغفور له بينه وبين نفسه- أن يستخدم أحقر الوسائل فى تشويه الطرف الآخر، هذه هى السياسة التى اتبعوها، والسبب الثانى فى احتدام هذا الصراع أن كل طرف لا يريد أن يتحمل ما حدث. المسئولية جسيمة، فالصفوف الداخلية لشباب الإخوان لا بد أن يحمل أحد مسئوليتها، لا بد من وجود شماعة حتى يضعوا عليها أخطاءهم، هناك قتلة من سيدفع الثمن ومن يتحمل مسئوليتهم -رغم أن الرقم غير صحيح-، كل طرف من الأطراف لا يريد أن يتحمل مسئوليتهم، ويتحاكم تاريخيًا أنه كان السبب فى القتل، هذه آخر ما جعلهما يتصارعا بين بعضهما.
ويؤكد "أبو السعد" أن هناك أطرافا بدأت تتدخل بين الطرفين المتصارعين، وإذا لم ينته خلال أسبوعين سيحدث انشقاق كبير داخل الإخوان، وسيخفت هذا الصراع قبل 25 يناير، حتى تمر تلك الفترة، وربما يكبر الصراع مرة أخرى بعد ذلك.
وعن الجهة التى ستتدخل للتهدئة بين طرفى الصراع الإخوانى، يؤكد "أبو السعد" أنها من خارج مصر، فالسيد الغنوشى حاول أن يتدخل، وأيضًا أفراد من التنظيم الدولى فى أوربا، وشخصية من الموالين للإخوان من ماليزيا لها قيمة إسلامية، وأيضًا شخصية من علماء السعودية تسعى للمصالحة.
ويرى أبو السعد أنه بعد 25 يناير أن الصراع سيشتد، وأن مجموعات من الإخوان سيتم طرحها، ولا يعتقد أن يكون هناك تنظيم مواز لجماعة الإخوان، لأن الصراع بين القيادة أعلى، وليس للجذع تحت. فهم حريصون على أن يظل الكيان كما هو، حتى يأخذوا "الجمل بما حمل".
وينوه إلى أن الشباب فى القطاع الأدنى ليس طرفًا فى الصراع، بل أن الصراع بين القادة، وهناك شباب الجامعة كلهم مع التصعيد، وهم يؤيدون محمد كمال، وهذا الذى يعطيه ثقلا وقوة فى المواجهة مع محمود عزت، إذ إن العمل الثورى هو الذى يهمهم، وحتى الآن لا يمكن أن نقول إن الأمور آلت إلى "محمد كمال" ومجموعته، ومعهم شخصيات معينة ستحاول أن تهدئ الإخوان مرة أخرى.
ويتوقع "أبو السعد" فى الأسبوع الأول من فبراير المقبل أن يزداد ويشتعل الصراع بين الطرفين، وسيتضح إلى من ستؤول القيادة والزعامة، وإذا الأمور آلت إلى "محمد كمال" سيزداد الصراع اشتعالا، أما إن آلت ل"محمود عزت" فستنكمش الأمور ويهدأ الصراع.
ويؤكد "أبو السعد" أن فى الأيام المقبلة سيكون هناك تفاوض بين الإخوان والدولة إلى التهدأة والرجوع إلى مربع ما قبل ثورة يناير، ويعود الوضع إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير 2011 .
أحمد بان، مدير مركز النيل للدراسات الإستراتيجية، يقول: إن الصراع الآن لأول مرة فى ظل طفرة الاتصالات، يخرج هذه الخلافات إلى العالم بهذا الشكل، ويتحول إلى أداة من أدوات المعركة فى صراع بين الفريقين، الصراع الأشد لفريق الشباب تحديدًا فريق "محمد كمال" ومحمد منتصر، لا يوجد لديهم مال ولا اتصالات دولية، وبالتالى لابد أن ينهى المعركة فى المساحة التى لديه أدوات فيها، فليس أمامه سوى "السوشيال ميديا" لأنها الأداة الوحيدة، والسلاح الوحيد الذى يستطيع الاعتماد عليه فى ظل سيطرة المجموعة القديمة على مقدرات التنظيم وأمواله وهياكله وقواعده الوسطى، حتى الآن برغم كل ما يثار مازالت مجموعة "محمود عزت" هى المسيطرة على الجماعة، وربما مجموعة "محمد كمال" و"محمد منتصر" هى الأقوى فى نقل المعركة إلى الإعلام ووسائل الاتصال على المدى الطويل، وهذا قد يحقق على المدى المتوسط القصير صعودًا لمجموعة "محمد كمال" و"محمد منتصر"، لكن على المدى الطويل يضر هذه المجموعة، ويصب فى خدمة المجموعة القديمة لمحمود عزت، لكن الصراع بشكل عام دخل جبهة مفتوحة.
ولا يعتقد "بان" أن الجماعة ستبقى كما كانت، فهى انقسمت لأول مرة انقسامًا حقيقيًا، بما يعنى أن مجرد خلافات فى الرأى بين الأعضاء أو تنوع وتعدد فى الآراء سيتحول إلى خلاف جذري، ويتخطى المنهج، وأن هذه المجموعة القديمة تريد أن تحافظ على التنظيم، وتخشى من الانجراف بشكل كامل إلى العنف، وبالتالى ضياع التنظيم، وبالتالى لن تعود إلى الأبد، ومجموعة تريد أن تُصعِد الصراع وتعسكر الصراع مع الدولة، والوصول إلى محطة صراع مفتوح وهذا هو ما يحدث الآن.
ويرى "بان" أن هناك مجموعة ثالثة تحاول أن تصل إلى اجتهاد جديد، تصمم لائحة جديدة، تفرز قيادات جديدة بهياكل جديدة، وتعيد النظر فى رؤية المسار الذى سلكته الجماعة خلال الفترة السابقة، وأن الصراع داخل الجماعة بدأ ولن يتوقف، فأدوات حسم الصراع تقف عند اجتماع الجمعية العمومية للأعضاء، وهذا أمر لن يتم وفقًا للظروف السياسية والأمنية الحالية، ووجودهم خارج البلاد، والنقطة الثانية: من سيقوم بكتابة لائحة جديدة، وكيف سيتم عقد هذه الانتخابات إذا تقرر عقدها، ومن الذى سيشترك فيها، وفى أى مكان سيجتمعون، وتصطدم خطوات الحل بالعديد من العواقب، لذلك لا بديل عن إجراء مراجعة شاملة للأفكار والأدبيات، والظروف غير مواتية بعد لذلك، وبالتالى لا أمل جديد لخروج الجماعة من هذا الأزمة.
ويقول "بان" إن الإخوان حتى الآن يعرفون ما يحدث، وفى اعتقادهم أن هذه محاولات الأجهزة الأمنية لتعكير صفو الجماعة، ولبث الوقيعة بين القيادات وأعضائها، ولهذا كل القواعد المحسوبين على المجموعة القديمة يلتزمون بالتعليمات القديمة، والمجموعة الأخرى التى فى المجموعة الجديدة تلتزم أيضًا بخط المجموعة الجديدة، لكن حتى الآن الصراع مفتوح ووتيرته أصبحت أسرع، وسيستمر لشهور وليس سنوات مثل الأول.
إذا مرت ذكرى 25 يناير دون أن تنجح مجموعة محمد كمال ومحمد منتصر فى إحداث أى اختراق، وبالتالى هذا يؤشر إلى سيطرة المجموعة القديمة، والاختراق بمعنى أنهم يعدون قواعدهم بأنهم سينجحون فى 25 يناير وأن يخلطوا الأوراق من جديد، وأن يشعلوا ثورة من جديد، وهناك جموع ستتفاعل معهم، وبالتالى فى ظل هذه الفوضى من الممكن إعادة محمد مرسى إلى الحكم من جديد، وتنصيب حكومة ثورية، وغيرها من المهاترات التى يهذون بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.