صراع "الشباب" و"العواجيز" داخل الإخوان يرفع شعار "الحرب خدعة" و6 معارك تشعل الأزمة.. التسريبات والعزل والتحريض الإعلامى تحسم السيطرة على التنظيم.. وإسلاميون: توظيف سيئ للشريعة من أجل مصالحهم

"الحرب خدعة" هذا الشعار الذى رفعته الأطراف المتصارعة داخل تنظيم الإخوان من أجل حسم معاركهم ضد بعض والسيطرة على التنظيم وحسم كل طرف الصراع لذاته، وكسب المعركة الداخلية التى تصاعدت حدتها داخل التنظيم بين طرفى الصراع وهما محمود عزت، القائم بأعمال المرشد وهذه الجبهة المعروفة باسم "العواجيز"، والثانية جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، والمعروفة باسم جبهة الشباب، وفى السطور التالية نرصد أبرز 6 أساليب استخدمتها الجهات المتصارعة فى جماعة الإخوان..
"العزل"
لجأ محمود عزت، إلى أسلوب "العزل" أو تجميد لعضوية باعتباره يحتل أكبر منصب داخل جماعة الإخوان فى الوقت الحالى، للتخلص من مجموعة القيادات الجديدة، لذلك أصدر عدة قرارات بتجميد عضوية محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومحمد منتصر، المتحدث الإعلامى للجماعة.
"الانقلابات الداخلية"
استخدمت القيادة الجديدة لجماعة الإخوان، أسلوب الانقلاب حيث أعلنت أنها أجرت انتخابات داخلية أسفرت عن قيادة جديدة للجماعة كما شكلت لجنة إدارية عليا، للتحقيق فى تجاوزات كل من محمود عزت، ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة، تمهيدا لفصلهم عن التنظيم أو على الأقل الإطاحة بهم من المناصب التى يتولونها.
"الإعلام التحريضى"
استغل مكتب الإخوان فى لندن، القنوات الإعلامية التى يمتلكها فى تركيا ، وأبرزها قناة الحوار، لاستضافة المتحدث الرسمى الجديد، طلعت فهمى، للهجوم على مجموعة القيادات الجديدة، باعتبار أن مكتب لندن تابع لمجموعة محمود عزت، ويترأسه إبراهيم منير، نائب مرشد الجماعة.
المواقع الإلكترونية
كما لجأت مجموعة محمود عزت على تدشين مواقع إلكترونية جديدة لنشر البيانات المتعلقة بهم فقط، كما قامت بغلق الموقع الرسمى للجماعة "إخوان أون لاين" بعدما سيطرت عليه اللجنة الإدارية العليا التابعة لمحمد كمال.
التمرد
واستغلت المجموعة الجديدة لجماعة الإخوان، الشباب للهجوم على مجموعة محمود عزت، وإصدار بيانات بإسمهم تعلن التمرد على تعليمات عواجيز الإخوان، إلى جانب المطالبة بانتخابات داخلية جديدة تطيح بإدارة محمود عزت من الجماعة.
التسريبات
وهى اخر مرحلة وصل لها الصراع بين الإخوان حتى الآن، بعدما هددت مجموعات بنشر تسريبات لعدد من قيادات الإخوان تفضح أسلوب إدارة الجماعة، وطرق اتخاذ القرار فيها، إلى جانب فساد القيادة الحالية.
ومن جانبه أكد هشام النجار الباحث الإسلامى، أن الجهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان، كل طرف منهما يستخدم آيات وأحاديث "الشريعة" لحسم المعركة لنفسه والسيطرة على سلطة التنظيم، مشيرا إلى أن الجهات المتصارعة داخل الإخوان ترفع شعار "الحرب خدعة" كما أنهم يبررون استخدامهم السيئ للشريعة الإسلامية.
وأشار "النجار" فى تصريحات له اليوم، الجمعة، إلى أن جماعة الإخوان هذه الأسلوب يبتعد تماماً عن الشريعة الإسلامية، مضيفاً: "لكن هذه أساليب جماعة الإخوان تستخدمها مع التيارات الإسلامية، وأيضا تستخدمها فى معركتها مع الدولة المصرية".
وعن الأطراف التى تحاول السيطرة على سلطة تنظيم الجماعة، قال "النجار": "الطرفان استخدموا وسائل كثيرة منها الشحن والتحريض الإعلامى ومنها التسريبات والشائعات وتشويه الصورة ومنها حرمان الطرف الآخر من سلطاته ونزع صلاحياته ومنها وأهمها الاستقواء بالخارج والرهان على قيادات السجون والاستقواء بهم لتغليب طرف على آخر".
وأضاف "النجار": "تعتبر تلك الصراعات والانقسامات أكبر انتكاسة للإخوان فقد جعلتهم جماعة ضعيفة أمام الرأى العام وأمام حلفائها الدوليين والإقليميين، لا تقوى ولا تصمد أمام الأزمات الكبيرة، وأيضاً صورتهم كجماعة عاجزة مما زاد من ضعف تنافسهم على السلطة؛ فإذا كانوا عاجزين عن حل مشاكل جماعتهم وحسم قيادتها وإنهاء الانقسام داخل جماعة والسيطرة عليها فكيف يُؤتمنون على حكم دولة ووطن بحجم مصر، فضلاً عن أن هذا الصراع وغياب القيادة الموحدة قد يؤدى إلى انهيار شامل على النموذج الجزائرى وذهاب الجماعة إلى حالة التشظى والانشطار إلى تنظيمات وخلايا أكثر تشدداً وعنفاً.
من جانبه قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن شباب الإخوان أصبحوا ضد مجموعة محمود عزت، نظرا لأنهم يرون أن تلك المجموعة هى من دفعت الجماعة وحلفاءها إلى الأزمة الطاحنة التى يعانون منها الآن، متوقعا أن يتم نشر تسريبات فاضحة لقيادات الجماعة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن معظم المنافذ الإعلامية التابعة للإخوان فى يد مجموعة مكتب الإرشاد القديم وهو ما سيمنع القيادة الجديدة من السيطرة عليها، بعدما حاولت الهيمنة على الموقع الرسمى.