سوزى الجنيدى عقد سامح شكرى وزير الخارحية اليوم جلسة مباحثات ثنائية مع إبراهيم غندور وزير خارجية السودان أعقبها جلسة موسعة حضرها الوفدين، وعقد الوزيران مؤتمرا صحفيا مشتركا بعدها فى مقر وزارة الخارجية، وأكد شكرى أن اللجنة العليا المشتركة ستعقد فى الريع الأول من هذا العام برئاسة الرئيسين ويتم حاليا الإعداد لها بالتشاور فى سبعة قطاعات للتعاون بين البلدين وسيتابع سفيرا البلدين متابعة إتمام التشاور حولها.
وردا على سؤال حول أسباب توجه السودان بشكوى إلى مجلس الأمن مؤخرا ضد مصر بسبب حلايب وشلاتين، أوضح وزير خارحية السودان أن تلك الشكوى يتم تجديدها سنويا منذ الخمسينات نافيا وجود شكوى سودانية جديدة، وأشار الغندور أن بداية ظهور مشكلة حلايب كانت فى 9 فبراير 1958 بعد الاستفتاء وعقد الانتخابات السودانية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث دخلت قوات مصرية الى حلايب و قدم ساعتها السودان شكوى إلى مجلس الأمن، وطلب وقتها مندوب مصر فى الأممالمتحدة إيقاف التحقيق لأن مصر ستحل تلك المشكلة مع السودان و تم سحب القوات المصرية، و ظل السودان يجدد تلك الشكوى سنويا لأن عدم التجديد يعنى سحب الشكوى.
وأشار أن أى مصرى يؤمن أن حلايب مصرية وأى سودانى يؤمن أن حلايب سودانية ولا سبيل إلى الحل إلا بالاتفاق مؤكدا أن بلاده يقوم بتحديد الشكوى سنويا وأنه لا توجد شكوى جديدة ومن جانبه زكى شكرى ما ذكره نظيره السودانى مشيرا أن القضية لها زمن طويل و ان الروح والعبارات التى ذكرها وزير خارحية السودان تؤكد مرة أخرى على طبيعة العلاقات العميقة بين البلدين و أهمية الابتعاد عن موضع اثارة الرأى العام و اعطاء الانطباع الذى يودى لانتقاص من الإخوة بين البلدين.
و أضاف ان وزير الخارجية السودانى أوضح أن ما تم - شكوى مجلس الأمن- هى أمور شكلية ولا تنتقص إطلاقا من الاعتزاز بالعلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة لتنمية العلاقات و لدينا تحديات عديدة ووضوح فى الرؤى لدى القيادتين وتعلية لمصلحة البلدين والشعبين لكى يشعروا بالعوائد المباشرة ومواجهة المخاطر الدولية ورالاقليمية التى تحيط بالبلدين و تجعل هذه التحديات لها أولوياتها مضيفا أننا على أتم الاستعداد للتناول معا بالنقاش كل هذه التحديات وحول إمكانية التدخل الدولى فى ليبيا ذكر وزير خارحية السودان ان موقف بلاده واضح و هو اننا ضد التدخل الدولى مشيرا أن موقف دول الجوار الليبى مثل مصر والسودان و الجزائر و تونس والنيجر يمكن أن يكون فاعلا وكذلك الجوار العربى والافريقى، ونؤمن أن الطريق الوحيد من خلال الحوار السياسي ووضع الأجندة وتوحد المعتدلين وهم كثر بليبيا هو الطريق الوحيد.
وحول موقف مصر من الصدام السعودى الإيرانى، قال شكرى إن مصر أصدرت بيانا فى الساعات الأولى بعد الحادث الذى تعرضت له السفارة السعودية فى إيران حيث أدان البيان الحادث وأكد على عدم قبول هذا التصرف والاعتداء على الكيانات الدبلوماسية والذى ينم على توجه سياسي غبر مقبول إذا ما كان مدعوما من دولة متلقية للتمثيل.
وأشار شكرى أنه قام بزيارة السعودية واجتمع مع نظيره السعودية عادل الجبير مؤكدا أن مصر داعمة لاستقرار الخليج ورافضة لأى نوع من التدخل فى الشؤون الداخلية بدول الخليج و داعمة لتحقيق السلام و ان الامن القومى العربى لا يتجزأ عن الامن القومى المصرى و سيتم بحث ذلك فى اجتماع الجامعة العربية غدا مضيفا ان مصر تعمل على تحقيق الاستقرار فى المنطقة، وهناك تطورات بالغة الأهمية على الأمن القومى العربى و كل ذلك يحتم خلق مناخ مواتى لإنهاء الأزمات بالوسائل السلمية وهناك مسئولية على كل الدول للتوصل إلى حلول وعدم تعقيد الأمور.
وردا على سؤال حول تأثير سد النهضة على السودان ومدى مساندة السودان للموقف المصرى قال وزير خارحية السودان إبراهيم الغندور أن سد النهضة يقام على أراضى إثيوبيا و يبعد حوالى 40 كيلومترا عن أراضى السودان كما ان بحيرة السد تبعد حوالى 20 كيلو مترا عن اراضينا وهناك شركة أجنبية خبيرة تقيم السد و لديها خبرة فى إقامة اكثر من 40 سد فى أوروبا و بالتالى فان انهيار السد غير وارد ونوكد أن السودان ليس وسيطا و لا محايدا و لا منحازا بل نعمل على الحفاظ على مصالحها ، مشيرا ان الوزيرين الخارحية و الرى يعملان للحفاظ على مصالح مصر .
وأكد غندور أن مصالح السودان لن تكون على حساب مصالح مصر وهناك حقوق تاريخية فى مياه النيل نحافظ على مصالح السودان و مصالح مصر مؤكدا أن الدول الثلاث تستطيع كما استطاع الزعماء الثلاث التوافق على إعلان المبادئ ، وصحيح أن المشاورات كانت صعبة واستمرت أياما ولكن استطعنا أن نتوافق، مؤكدا أنه لن تتحقق مصلحة دولة على حساب دولة اخرى، و حول رفض إثيوبيا زيادة فتحات السد يعد دليلا على تشددها قال غندور ان زيادة الفتحات مسالة فنية بحتة و لا مجال للمزايدة و نحن سندعم الدراسات الفنية و نقف معها و هناك اجتماعا سداسيا تم عقده و طلب الاجتماع من اللجان الفتية بحث هذا الأمر و نأمل ان يضع الاعلام الامور فى نصابها الصحيح و ان يقود المسالة بشكل عاقل لأن العلاقات بين الشعبين مهمة و قيادة الرأى العام بشكل إيجابى وأن يتبع مواقف القيادتين الرشيدة..
ومن حانبه أشار شكرى إلى أهمية أن ينقل الإعلام ما يحقق مصلحة العلاقات مؤكدا ان المباحثات اليوم اتسمت بالصراحة و الشفافية مشيرا أن موضوع زيادة فتحات السد موضوع فنى يتم تناوله فى اطار علمى و هو امر غير قابل للتأويل و مشيرا انه يتم مراجعة الامر بشكل فنى لدراسة اذا ما كان الامر فى خاجة لهذه الفتحات ، و لا شك ان الجانب الاثيوبى سيقبل بها لانها تصب فى مصلحته اذا كان لها داع، وأيضا اذا لم يكن لها داع فنيا طبقا لمراجعة الاستشاريين بشكل علمى فسيصبح الامر فى غير محل ، وسيكون هناك توافق و تفهم طبقا لما يقرره الاستشاريون لتنفيذ المقترح او عدم تنفيذه.
وقال شكرى إن المباحثات تطرقت اليوم الى قضايا التعاون الثنائى و القضايا العربية و الافريقية ودعم التعاون العربى و الامن القومى العربى و العلاقات مع اثيوبيا باعتبار ان شريان النيل يربط بين الدول الثلاث مشيرا ان التواصل المصرى السودانى سيستمر للعمل على تعزيز العلاقات و تحقيق طموحات الشعبين ، و من حانبه قال وزير خارحية السودانى انه منذ تكليفه بمنصب وزير خارجية السودان منذ سبعة اشهر التقى عدة مرات مع وزير الخارجية المصرى الذى يعتبره اخ وصديق ولدينا توجيهات من الرئيسين المصرى والسودانى بالعمل على تعزيز العلاقات ووضعها فى إطارها الصحيح و اتفقنا على المضى قدما لتطوير العلاقات ، وقد بحثنا أيضا الملفات السورية والليبية واليمنية والخلاف السعودى الإيرانى ، مشيرا أن ما تمر بع العلاقات من سحابة صيف أحيانا يتم التغلب عليها بالحوار، ومطالبا الاعلام بالتعامل بإيجابية مع العلاقات لأن الناس كانت على دين ملوكها والآن هى على دين إعلامها، مؤكدا هناك توجيهات من قيادة البلدين للعمل معا لتحهيز الملعب لارتفاع بالعلاقات و التجهيز للقاء اللجنة العليا للبلدين برئاسة الرئيسين فى الربع الاول من هذا العام ، وردا على سؤال حول أهم القضايا التى يمكن ان تقوم بها مصر من وجهة نظر السودان بعد توليها مقعد مجلس الامن بجدارة قال الغندور انها فرصة لأهنئ الاشقاء فى مصر بعد الفوز المستحق بالمقعد غير الدائم لمجلس الأمن وهذا دعم لنا لأن وجود مصر وجود للسودان ووجود للأشقاء العرب والأفارقة ، و السودان أوضح هذه القضايا ومنها أولا استراتيجية وجود قوات اللامم المتحدة فى السودان ولدينا ملفات اخرى الاشقاء فى مصر يعلمونها لا نريد الدخول فى تفاصيلها.