رب الكعبة.. وحياة رب الكعبة.. ربنا يوعدك بزيارة النبى.. الحجاز.. وإلخ إلخ إلخ. تلك أدعية تتردد فى أفواه مسلمى مصر من العامة والغلابة والفقراء إلى الله. إنها أدعية شعب مصر الحقيقى. إنها أدعية الشارع المصرى فى القاهرة فى الإسكندرية فى السويس فى وجه قبلى ووجه بحرى. إنها أمنية عمال التراحيل الذين طفشوا من مصر فى التسعينيات وسافروا إلى العراق وليبيا وعادوا فى نعوش لا يعلم سبب وفاتهم إلا المولى العزيز القدير. السعودية أو المملكة العربية السعودية بالنسبة لهم هى الحجاز والحج والعمرة فقط. تعلموا أخيرا فى منتصف القرن الماضى وفى عصر السادات الذهاب هناك للعمل بدءا من المدرس والطبيب و المهندس والصحفى وغيره، نهاية بعمال التراحيل أيضا ليشاركوا فى البناء التحتى والفوقى. أرض الحجاز لها قدسية خاصة جدا عند مسلمى مصر هى بالنسبة لهم أرض الرسول وآل البيت و أولياء الله الصالحين وقبل كل هذا أرض البيت المعمور.. البسطاء فى مصر يقدسون تلك الأرض وأنا منهم ومستعدون من أجل الحج والزيارة بذل الغالى والرخيص والموت فى سبيلها شهادة عندهم وعندى والله أعلم. ومن هذا المنطلق ومن هذا الواقع الذى لن يتغير نتعامل نحن البسطاء والفقراء إلى الله مع أرض الحجاز. لا يهمنا فى ذلك لا سفير ولا غفير، لا كبير ولا صغير، لا ناشط سياسى ولا ناشط اجتماعى ولا رئيس جمهورية مخلوع ولا رئيس جمهورية مقتول. لا يهمنا فى ذلك عمالة مصرية مهنية ولا حرفية ، فأرض الله واسعة واطلبوا العلم ولو فى الصين، وجاهدوا فى سبيل الله والرزق فبلاد الله لخلق الله. كل ما يهمنا نحن الغلابة والبسطاء والفقراء إلى الله هو عدم المساس ولا تحريم ولا منع سفرنا إلى بيت الله وزيارة رسوله الكريم ونحن مستعدون فى ذلك للتضحية بحياتنا لحماية حقنا نحن المسلمين فى مصر وغير مصر فى الحج والعمرة والزيارة. تلك رسالة غلبانة بسيطة فقيرة غنية بالله أوجهها إلى كل من يحاول سواء هنا أم هناك لاستغلالنا فى سبيل تحقيق أهداف ناشطة نشطوط نشطاطا سياسية فيس بوكية تويترية شيطانية أو تحقيق أهداف بطولية ناشطة فارغة بلهاء سواء كانت ديمقراطية أمريكية بلهاء غبية مثل عمهم سام أو تحقيق ريادة سلفية أو إخوانية. تلك رسالة غلبانة بسيطة فقيرة غنية بالله ولله أوجهها إلى السلطات هنا وهناك لكل من يحاول استغلال أى خلافات سياسية غير عقائدية للانتقام من شعب عريق بسيط فقير إلى الله، رسالة أوجهها لكل من يحاول تكوين زعامة على قفا الشعب المصرى تحت دعاوى الريادة أو النشاط السياسى أو الدينى أو الديمقراطى. رسالة أوجهها من شعب مثل الجمل صابر.. صابر.. صابر.. حمول.. سنين وسنين لكن حينما يثور لا يرى أمامه لا كبيرا ولا صغيرا. واتقوا شر الحليم إذا غضب. رسالة أوجهها من شعب لا يهمه لا ديمقراطية أمريكية ولا مهلبية غربية ولا صلف خليجى ولا رؤساء مخلوعين ولا ميتين ولا مقتولين، شعب يتمنى أن تطبق فيه وفى العرب وفى العالم الإسلامى شريعة الله على الكبير قبل الصغير، لا إن سرق فيهم الكبير تركوه وإن سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد. فهذا الناشط السياسى المصرى إذا كان فعلا وسيطا لترويج المخدرات مع تجار مخدرات مصريين وسعوديين، فلتقيموا عليه وعلى المصريين والسعوديين طبعا الحد والقانون لا تأخذكم به ولا بهم رحمة، سواء كان ناشطا سياسيا مصريا أم سعوديا أم حتى أمريكيا. وبمناسبة الأخير أريد أن أسأل سؤالا بريئا جدا جدا جدا، هل لو كان ما حدث ليس فى السعودية ولكن فى أمريكا، كان سيتجرأ النشطاء السياسيون المصريون من محاصرة السفارة الأمريكية فى مصر وحرق العلم وضربه بالحذاء ومنع السفيرة من مغادرة السفارة والتهديد والوعيد؟ وقد حدث بالفعل أن قبض الأمريكان على مصريين بتهمة الإرهاب ولم أر لا حصارا ولا حرقا للعلم وكعوب الأحذية ترفع فى وجه الأمريكان العظماء فى السفارة ولا حتى فى العمارة!!؟ ولايزال السؤال البرئ جدا جدا جدا قائما للسلطات الخليجية والسعودية بالنسبة لحملة الجنسية الأمريكية الشريفة من صناع أقراص المخدرات الطبية وغير الطبية. يا عالم العرب والإسلام فى الشرق الأوسط والغرب وبلاد الواق الواق اتقوا الله فى شعب مصر الغلبان.. اتقوا الله فى الغلابة المسلمين هنا وهناك.