هشام الصافورى أكد ياسر القاضى عضو مجلس الشعب المنحل، والأمين العام لاتحاد نواب مصر، أن البرلمان المقبل، سيكون برلمانا مفتتا، لأنه من الصعوبة على أى حزب أو تحالف أن يحظى بالأغلبية، وأضاف القاضى فى حواره مع «الأهرام العربي» أنه ضد عودة جماعة الإخوان، معتبرا أن الذى يدعو لذلك يريد تعريض الأمن القومى المصرى والأجيال المقبلة لخطر محدق، ويدعم مخططات خارجية لإعادة محاولة هدم النسيج المصرى، الذى هو أحد أهم الثوابت الوطنية على الإطلاق. وأوضح القاضى أن تنظيم داعش نتاج تعديل جينى للإسلام السياسى فى مطابخ المخابرات الأمريكية والغربية وتحت تدريب تركى وتمويل قطرى، وإلى تفاصيل الحوار. لماذا تم إنشاء «اتحاد نواب مصر» وما الهدف منه؟ اتحاد نواب مصر تم تدشينه فى الأساس لخلق توافق وطنى واسع ومراقبة تنفيذ خارطة الطريق بالمرحلة الانتقالية، والاتحاد يضم أكثر من 90 نائباً سابقا، ويهدف إلى مد جسور التواصل بين الشارع المصرى الذى كان يمثله هؤلاء النواب وبين السلطات المصرية وعلى رأسها مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسة، والاتحاد ينطلق من قاعدة جماهيرية عريضة كان يحظى بها تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفصائل السياسية المختلفة وتحقيق المصالحة بين القوى السياسية. كيف ترى المشهد السياسى المصرى الحالى ونحن مقدمون على الانتخابات البرلمانية؟ المشهد السياسى المصرى الحالى عبارة عن رئيس ينتهج سياسة الاضطرار المدروس لوقف الانهيار الاقتصادى والانطلاق نحو تحقيق تطلعات الشعب المصرى، وسط أحزاب لا تعرف المجتمع إلا فى موسم الانتخابات، وتحتاج إلى دروس فى الانتماء الوطنى، ونخبة سياسية إما ضعيفة أو هشة أو مستقطبة أو تم احتواؤها، ولم يدركوا حتى الآن المسموح والمحظور وطنيا. من سيحصد الأغلبية فى انتخابات مجلس النواب فى ظل تغير الخريطة الحزبية؟ من الصعوبة على أى حزب أو تحالف أن يحظى بالأغلبية فى البرلمان المقبل، فهو برلمان مفتت بلا أغلبية مريحة، وقانون الانتخابات سبب رئيسى فى ذلك، لأنه وقع فى تناقض فاضح، بعد أن أعطى للنظام الفردى 80٪ وهو ما يتعارض مع أهم أساسيات التكتلات الانتخابية، 20٪ خصصها لضمان تمثيل الفئات التى نص عليها الدستور، فهى بمثابة قائمة مشروطة. التحالفات الانتخابية تمر بمرحلة مخاض صعب الآن فى ظل تناحر وضعف الأحزاب المختلفة، هل تعتقد أنها ستنجح فى النهاية؟ التحالفات الانتخابية الموجودة على الأرض تعمل بصعوبة، فى ظل هذا القانون المقيد للأحزاب والتحالفات على السواء، وفقدان بعض الأحزاب لأدبيات التحالفات السياسية والانتخابية المعروفة فى العالم، لأن البنية الحزبية معتلة ولا تزال تعتمد على بنية سياسية منفصلة عن الواقع وتفتقر إلى الجماهيرية المطلوبة. هل يمكن أن يعود رموز الحزب الوطنى من خلال الانتحابات المقبلة؟ أعطى قانون الانتخابات البرلمانية دعما لوجستيا لمن يريد خوض الانتخابات من رموز الحزب الوطنى، ولكن الشعب بعد ثورتين أصبح يمتلك الوعى للاختيار والفرز ويعرف جيدا من أفسد سياسيا أو ماليا ويقوم بعزله شعبيا فى الانتخابات ونؤكد أن القانون والشعب أصبحا سيد الموقف عند الحديث عن أى مرشح مهما كان انتماؤه. هناك من يحسبك على الإخوان، والبعض يحسبك على حزب النور والدعوة السلفية.. فإلى أى تيار تنتمي؟ لا أنتمى لأى حزب أو تيار، وأرفض مساعدة بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية فى تجذر هذه التصنيفات فى المجتمع المصرى لإحداث حالة من التشرذم والانقسام والعصبية لوضعها على حافة الهاوية، فأنا أدعم الأجندة الوطنية المصرية أينما كانت. رأينا مبادرات عديدة للصلح وإعادة الإخوان للحياة السياسية.. فما رأيك؟ مبادرات الصلح مع الإخوان هى مبادرات جس نبض، ولم ترتق للجدية المطلوبة، ويجب أن تتم على أسس قانونية موضوعية نحو مستقبل الأجيال المقبلة، ما يتعرض له أمننا القومى من أخطار جسيمة، وأنا مع المصالحة مع أى مواطن مصرى غرر به ولم يرتكب جرما يعاقب عليه القانون، وتاب وأناب واعترف بالمسار الديمقراطى السلمى وثورة 30 يونيو وخارطة المستقبل، وبالنسبة للإخوان فلست مع عودة جماعة الإخوان، والذى يدعو لذلك يريد تعريض الأمن القومى المصرى والأجيال المقبلة لخطر محدق ويدعم مخططات خارجية لإعادة محاولة هدم النسيج المصرى الجميل، الذى هو أحد أهم الثوابت الوطنية على الإطلاق، ومخابرات الدول المعادية تعلم أن هذا النسيج إذا اختل وتفككت روابطه وتصدع بنيانه، فإن بقية الثوابت الوطنية تصبح فى مهب الريح، وأرحب بعودتهم كمواطنين دون أيديولوجية مضللة ودون تنظيم دولى ومكتب إرشاد. فى رأيك من وراء الإرهاب الحادث فى مصر الآن؟ وهل الإخوان جزء منه أم أن هناك جهات أخري؟ الإرهاب فى مصر حرب أكبر من الإخوان وقدراتهم، وإن كان الإخوان ورقة تستعمل وتقدم الغطاء السياسى والدعم اللوجيستى لمنفذى هذة العمليات المعدة من قبل مخابرات خارجية، والإرهاب المعاصر لم يعد صناعة ذاتية بل يخرج من مطابخ المخابرات المعادية، وعلى العرب تشكيل منظومة أمنية إقليمية لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية. من فى اعتقادك وراء تنظيم داعش؟ داعش نتاج تعديل جينى للإسلام السياسى فى مطابخ المخابرات الأمريكية والغربية، وتحت تدريب تركى وتمويل قطرى، ومؤكد أن من صنع "داعش" لا يريد لها أن تهزم الآن، قبل أن تحقق له جملة من الأهداف أدناها وضع منطقة الشرق الأوسط تحت تهديد الفوضى المستدامة، وابتزاز دول وشعوب المنطقة، مع تخويف شعوب الغرب من وحش "قاطع الرءوس"، وأعلاها تهيئة أقاليم غرب الفرات لتمدد الدولة التلمودية الصهيونية مستقبلا، فى فضاء تكون خلافة أبو بكر البغدادى قد حولته إلى أرض بلا شعب يرثها الصهاينة. كيف ترى الدور الأمريكى فى مصر؟ أمريكا تعمل على وضع مصر فى حالة عدم استقرار لتحسين مفاوضاتها مع الإدارة المصرية، فيما يتعلق بالشأن الداخلى والإقليمى والدولى، وإدخال مصر مرة أخرى فى حظيرة التبعية الأمريكية وتهيئة ملعب شرق أوسطى يدعم المصالح الأمريكية والصهيونية فيه. لماذا دعا اتحاد نواب مصر لتشكيل تحالف عربى ضد تركيا.. وهل ستطلبون ذلك بالنسبة لقطر أيضا؟ هذا الإجراء ضرورى وحتمى الآن، فمصير الشعوب العربية بات مشتركا، ونأمل أن تدرك الدول العربية ذلك بعد الأخطار والمخططات التى تحاك لها، وتركيا تسير وفق هذه المخططات الصهيونية، وقطر هى الوحيدة التى تعمل على تشرذم الدول العربية. قلت إن أمريكا هى أكبر مستثمر للإرهاب فى العالم.. فكيف ترى اشتراك مصر مع أمريكا فى محاربة هذا الإرهاب؟ الموافقة مشروطة بمحاربة الإرهاب فى كل الدول الإقليمية وليس داعش فقط، والسيسى محنك، وذكاؤه ودهاؤه أربكا حسابات الدول المعادية، وسيلغى قريبا قوانين الصراع التى ظلت تتلاءم مع متطلبات السياسية الأمريكية الصهيونية، والسيسى بمهاراته الاستخبارية سيفرض إعادة رسم خريطة التوازنات الإستراتيجية فى المنطقة، فالصبر وإتقان العمل حتى موعد الحصاد هما كلمتا السر ومنهج السيسى داخليا وخارجيا.