كشف فريق من الأثريين بوزارة الآثار عن أربعة مقابر أثرية منحوتة فى الصخر على أعماق متباينة بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية تعود الى عدة عصور مختلفة بداية من العصر اليوناني وحتى العصر البيزنطى(331 ق .م- 641 م )، وقال د.محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار إن الموقع الأثري المكتشف يشكل جزءا من الجبانة الشرقية لمدينة الإسكندرية قديما التي تمتد من منطقة الشاطبى حتى منطقة مصطفى كامل.. وكان أثناء قيام فريق العمل الأثرى بإجراء أعمال الجس بموقع62 تنظيم طريق الجيش- سبورتنج بجوار نفق الإبراهيمية لإصدار موافقة بناء لإحدى البنايات المعمارية السكنية كشف عن هذه المقابر وعثر بداخلها على العديد من القطع الأثرية ترجع لعصور مختلفة بدءا من العصر اليوناني وحتى العصر البيزنطي، منوها أن أقدم تلك القطع المكتشفة ربما ترجع إلى القرن الثاني ق.م. وأكد أن الكشف الأثرى يشكل أهمية كبيرة وإثراء للمعلومات التاريخية والأثرية وإضافة جديدة لخريطة المواقع الأثرية لمدينة الإسكندرية، خصوصًا أنه تم بسواعد مصرية فى ظل الإمكانات المحدودة نظرا للظروف التى تمر بها الوزارة حاليا من قلة الموارد لقلة الإقبال السياحى. ومن جانبه كشف د.محمد مصطفى مدير عام آثار الإسكندرية أن أهم المقابر المكتشفة بالموقع هى المقبرة الأولى، والتى تتكون من فناء يتوسطه اثنان من الأعمدة الدورية المنحوتة فى الصخر وبها فتحتان للدفن عثر داخلهما على أكثر من عشرة هياكل بشرية، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الأثرية فى حالة جيدة تتمثل فى المسارج و قنينات للعطور والأوانى الفخارية المختلفة والتى من أهمها إناء "الهيدرا" وهو إناء شاع فى العصرين اليوناني والروماني لوضع بقايا الرفات أو رماد الموتى بعد حرقه بداخله، منقوش عليه منظر جنائزي، كذلك نقش باللغة اليونانية يوضح اسم المتوفى، وقد تم العثور على الإناء بحالة جيدة جدا بداخل كوة منحوتة فى الصخر ومغطاة بلوح حجري علية طبقة من الملاط وبه بقايا نقش بالمداد الأحمر باللغة اليونانية تحمل اسم المتوفى. وتتميز هذه المقبرة بوجود بقايا ملاط ملون بألوان مختلفة على جدارها الصخري الشرقي والجنوبي يظهر الأنماط الفنية والزخرفة فى تلك العصور، ويلاحظ وجود أكثر من طبقة ملاط على الجدار الصخري مما يدل على استخدام المقبرة عبر العصور المختلفة، والمقبرة الثانية كشف بها عن 8 درجات سلم منحوتة فى الصخر من الشمال إلى الجنوب تؤدى إلى باب المقبرة فى اتجاه الشرق مؤكدًا عدم التمكن من دخول تلك المقبرة لوقوعها أسفل عقار مجاور للموقع الأثرى المكتشف، أما المقبرتان الثالثة والرابعة واحدة منهما فى اتجاه الشمال والأخرى فى اتجاه الجنوب وكلاهما فى مستوى أعمق من مستوى المقبرة الأولى وعثر بداخلهما على عدد كبير من العناصر الأثرية من بينها بعض المسارج والأوانى الفخارية، كاشفا عن العثور على بناء آخر فى الجزء الجنوبي من الموقع يعتقد أنه دفنة تعود للعصر الروماني المتأخر، وعثر على شاهد قبر لتلك الدفنة عليه نقش بالحروف اليونانية يشير إلى دفن أم وابنها فى ذلك المكان، مؤكدًا قيام فريق العمل بأعمال الرفع المعمارى للموقع وإعداد منظور ثلاثى الأبعاد للمقابر المكتشفة باستخدام البرامج الحديثة. وقيام مركز الدراسات السكندرية بأعمال الرفع الطبوغرافى. كما قامت إدارة الترميم بالإسكندرية بصيانه وترميم الآثار المكتشفة.