أنور الدشناوى تعكس النقوش الموجودة على الآثار المصرية، اهتمام الفراعنة بالكلاب واحترامهم لها. وتشير هذه الرسوم إلى وجود سلالات نقية، مثل السلوقي، مما يؤكد الاهتمام بوجود سلالات غير مخلوطة أو مهجنة. وقد استخدم الفراعنة الكلاب لصيد الظباء والطرائد الأخرى، وكذلك في الحراسة بل وفي الحرب. ويعتبر السلوقى الفرعوني أحد أقدم سلالات الكلاب في العالم، وقد وجدت أشباه تلك الكلاب على جدران مقبرة الفرعون أنتيفا الثاني، الذي يرجع تاريخه إلى عام 2300 ق . م. وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد حضر الفينيقيون إلى جزيرة مالطة، وأخذوا معهم الكلاب وقد استوطنوها حتى العصور الحديثة. ونظرا لمسلسل الإهمال الذى نعانى منه فى كل شىء، فقد أخذت الدول الغربية أنواعا من الكلاب المصرية ونسبتها لنفسها، وهناك أنواع كانت موجودة فى الماضى ثم انقرضت، لذا أردنا أن نلقى الضوء على فصيل من فصائل الكلاب التى انقرضت من خلال آراء بعض المختصين ويأتى على رأسها الكلب الأرمنتى نسبة إلى مدينة أرمنت التى تبعد حوالى 700 كيلو متر جنوبالقاهرة العاصمة، وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل وتبعد عن مدينة الأقصر نحو 20 كيلومترا، وهناك ينتشر هذا النوع من الكلاب التي قلما عرف عنها أحد، يقول د . حافظ زينهم حافظ طبيب بيطرى وصاحب إحدى العيادات البيطرية بالقاهرة الكلب الأرمنتى هو كلب شرس وهو كلب مصري الأصل وليس كما يعتقد البعض أن الإنجليز أو الفرنسيين أدخلوه مصر، يعتبر من الكلاب المتوسطة الحجم أو أقل من متوسطة، ولكنه يتميز بالشراسة الحادة وشجاع لأبعد الحدود، لذلك سموه في الصعيد «سبع الليل» ويتميز الكلب الأرمنتى بالطاعة الشديدة والولاء التام لصاحبه على الرغم من شراسته الزائدة تجاه الأغراب ويؤكد د. حافظ أن هذا الكلب غير مسجل عالميا وليس له سعر ولذلك لم يهتم به أحد، وإن كنت أرى أنه إذا كانت الدولة راغبة فى ذلك فعليها أن تبحث عن أصله ثم تقوم بتسجيله والمحافظة عليه، ويرى د. أيمن كمال طبيب بيطرى بحلوان أن من مميزاته أنه صعب الاستدراج أو مستحيل الاستدراج ليس كمثل باقي الأنواع الأخرى، ويستخدم هذا النوع من الكلاب للرعى والحراسة، وهى كلاب سريعة ذكية قابلة للتدريب وقليلة النباح، وتتميز بالمرونة والنشاط ويستخدمها بعض الأشخاص بصعيد مصر فى مطاردة الضوارى، ويقال إن بعض الأشخاص يقومون بجلب الأنواع النقية منها من الجبال، وذلك لأن الأنواع المنتشرة منها فى المدينة فقدت نقاءها بسبب اختلاطها بالبلدى. أما د. محمد طلعت طبيب بيطرى بسوهاج، فيىشير إلى أن هذه النوعية من الكلاب انقرضت بفضل الإهمال، ولذلك كانت تخرج حملة لتطلق النار على الكلاب الضالة فى الشوارع، فكان النصيب الأكبر من حظ هؤلاء فى القتل، وبالتالى كانت المحصلة أن أصبحت هذه النوعية مهددة بالانقراض، وعن مواصفات الكلب الأرمنتى، يرى طلعت أن هذه الكلاب تزن حوالى من20 ل25 كيلوجراما، ويبلغ طول هذه الكلاب حوالى 58 سم، ومن ميزة هذه الكلاب أنها تمتلك شعرا مجعدا وطويلا ويأتى باللون الأسود والرمادى والنحاسى أو البنى المصفر ممتزجة مع بعضها، ولذلك يجب على المسئولين عن الجينات البحث عن تلك السلالة وحفظها كى لا تضيع كما ضاعت أنواع أخرى.