جدة – نصرزعلوك يتزامن مرور 13 عاما على تفجيرات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة مع انعقاد اكبر مؤتمر عربي دولي في جدة اليوم الخميس برئاسة الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية ومشاركة سامح شكري وزير الخارجية ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وجون كيري وزير الخارجية الامريكية ووزراء خارجية كل من العراق والاردن ولبنان وتركيا). السعودية التي تستضيف هذا المؤتمر الكبير تسعى لمكافحة الجماعات المسلحة الارهابية ( داعش في العراق وسوريا ) وبناء تحالف واسع بالتنسيق مع مصر يضم عشرات الدول من اجل العمل على دحر هذا التنظيم الارهابي الذي يهدد كافة الدول جمعاء في اطار الاممالمتحدة. ايضا تقوم القيادة السعودية بالتنسيق مع مصر بشكل مستمر منذ ثورة 30 يونيو وفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي برئاسة مصر والزيارة التي قام بها مؤخرا الى السعودية والمباحثات التي اجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز . كل هذه الخطوات العملية والمتصاعدة واخرها مباحثات الامير سعود الفيصل بالقاهرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ومع نظيره سامح شكري الاثنين الماضي تهدف لمواجهة هذه الجماعات الارهابية واعادة الاستقرار للمنطقة العربية بمشاركة دول مجلس التعاون والعديد من الدول في اطار الاممالمتحدة وباهتمام دولي مؤكد. ومن المؤكد ان السعودية تسعى لكل ذلك لانها تعد الهدف الاستراتيجي لكل المنظمات الإرهابية لأنها قلب العالم الإسلامي ومزاعم هذه المنظمات بإعادة إقامة دولة الخلافة الإسلامية تتطلب منهم إقامتها في قلب العالم الإسلامي وبالتالي يلجأ هؤلاء الإرهابيون إلى إثارة البلبلة من خلال تكفير العلماء واستغلال ثورات الربيع العربي في الجانب المعاكس وإثارة الفوضى لتنفيذ أجندتهم. ويؤكد متخصصون في الشؤون الأمنية أن الأمن داخل السعودية مستهدف بشكل واضح من قبل مايعرف هنا بالفئة الضالة، وكل من يتبع أو يتعاطف مع الحركات الإرهابية مثل (داعش). وتعد تجربة السعودية في التصدي للارهاب تجربة كبيرة نظرا لخبراتها التراكمية حيث عانت من هجمات ارهابية متتالية بدأت منذ الاعتداء على الحرم المكي الشريف في عام 1979 تلاها تفجيرات الرياض منذ عدة اعوام التي قام بها تنظيم القاعدة. لذلك اتخذت السعودية تدابير وإجراءات كثيرة في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله كما قامت بتحديث وتطوير الاجهزة الامنية المعنية بمكافحة الإرهاب بالاضافة الى تحصين الحدود الشمالية والجنوبية التي تمتد مساحتها لالاف الكيلومترات والقبض على العديد من الارهابيين خلال محاولاتهم تسللهم مع ضبط الاسلحة والمتفجرات بحوزتهم. وقد سبق ان دعا خادم الحرمين الشريفين مؤخرا زعماء العالم الى الاسراع في محاربة الارهاب بالقوة وبالعقل وبالسرعة محذرا من انه اذا لم تتم مكافحته فان الارهابيين سيستهدفون الوصول لاوروبا خلال شهر وستليها امريكا في الشهرالتالي.. وقدم العاهل السعودي الشهر الماضي، تبرعا ماليا بمبلغ مائة مليون دولار دعما للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب غطت أربع ركائز أساسية لاستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب إقليميا وعالميا وقال يجب توحيد جهود الدول والشعوب لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الإنسانية، فالإرهاب لا يعرف دينا ولا طائفة وليس لديه إنسانية أو عدالة إنه ينتهك كل الديانات في العالم وهذا الشر يجب القضاء عليه من خلال الجهود الدولية القوية. كما وصف مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ تنظيم داعش بالفئة الباغية الظالمة المعتدية على الدماء والاموال والاعراض داعيا الى قتالهم اذا قاتلوا المسلمين. وعلى الرغم من الحشد الأمريكي الحالي لتنفيذ عمل مشترك ضدّ تنظيم "داعش" فإنه وفقاً لمحللين لن تنجح هذه المحاولات او هذا الحشد بدون قيادة سعودية لهذا التحالف. فالسعودية تستطيع هزيمة داعش حيث اقتلعت من قبل على نحو فعال تنظيم القاعدة من داخل أراضيها كما أن لديها مصداقية دينية وشرعية.