حوار محمد زكى أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط فى حواره لمجلة «الأهرام العربى» أن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها بل بالعكس تراجع الحل السياسيى مع استمرار العنف والمواجهات العسكرية، وأن أمريكا وحلفاءها الأوربيين تراجعوا بشكل كبير فى دعم المعارضة السورية بعد أن تأكدوا من ارتباط معظم هذه العناصر المسلحة بتنظيم القاعدة حتى إن أمريكا قامت أخيراً بإنشاء تنظيم مسلح على الأراضى الأردنية تحت مسمى «حزم» وسلحته بأسلحة مضادة للدبابات أملا فى إنشاء جبهة معارضة مسلحة قوية تقود المواجهه فى الفترة المقبلة، وعن دور مصر فى المرحلة المقبلة خصوصاً فى ظل قيادة جديدة قال د.مجاهد: من الطبيعى أن تعيد مصر صياغة موقفها تجاه الأزمة السورية والتى يجب أن تراعى عدداً من الاعتبارات، أولها أنه ليس من مصلحة مصر ولا الأمن القومى المصرى أن تصبح سورياأفغانستان جديدة، وأن تكون ميداناً لتدريب وتخريج المجموعات الإرهابية التى ستهدد الأمن فى كل دول الإقليم. كيف سترى المعالجة المصرية للأزمة السورية فى عصر الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ من الطبيعى أن تعيد مصر صياغة موقفها تجاه الأزمة السورية والتى يجب أن تراعى عدداً من الاعتبارات، أولها أنه ليس من مصلحة مصر ولا الأمن القومى المصرى أن تصبح سورياأفغانستان جديدة، وأن تكون ميداناً لتدريب وتخريج المجموعات الإرهابية، التى ستهدد الأمن فى كل دول الإقليم، ثانياً أن تجد مصر وسيلة ما لتكون وسيطاً بين طرفى النزاع دون اتخاذ مبادرات تتحمل نتائجها فى ظل الموقف غير الواضخ وغير الناضج تجاه الأزمة السورية، ثالثاً من الضرورى أن تكون الحركة المصرية على هذا المستوى بالتنسيق مع دول الخليج خصوصاً السعودية والإمارات حتى لا تكون الحركة المصرية لها تداعيات على العلاقات الإيجابية والتحالف المصرى الخليجى، فالأولوية لهذا التحالف على ما عداه، ولابد لمصر من ممارسة دور إقليمى أكثر وضوحاً، بعد فترة غياب طويلة، ولعل الأزمة السورية بتداعيتها المختلفة الأمنية والسياسية، سوف تمثل أحد التحديات التى يجب على القيادة المصرية الجديدة بقيادة المشير عبد الفتاح السيسى، التعامل معها بكل جوانبها ليؤكد أن مصر طرف إقليمي على القوة الدولية المعنية بالمنطقة أن تتحاور معها بهذا الخصوص. وكيف ترى الوضع فى سوريا الآن؟ الوضع فى سوريا الآن كما يراه الجميع تراجع الحل السياسي واستمرار العنف والمواجهات العسكرية دون وجود أفق محدد زمنياً لهذا العنف، والنظام يسيطر على المدن الرئيسة والطرق المحورية، والمعارضة تسيطر على الريف والضواحى، وهناك نوع من إختلال التوازن لصالح النظام، فبعد خروج المعارضة من حمص من خلال اتفاق سياسي كان آخرها الأسبوع الماضى، استكمل النظام سيطرته على الكتلة السكنية الرئيسية التى تمتد من دمشق عبر القلمون وتضم الزبدانى إلى حمص والساحل، بينما تسيطر المعارضة على مناطق فى ريف حلب وأدلب ودرعا، وبعض مناطق الغوطة الشرقية، من ناحية أخرى يسيطر تنظيم داعش المرتبط بالقاعدة على بعض مناطق محافظة درير الزور، وتدور معارك طاحنة بينه وبين تنظيم «النصرة « المرتبط هو الآخر بالقاعدة، وأيضا عدد من الفصائل الأخرى من بينها فصائل تنظيم «أحرار الشام « للسيطرة عل تلك المنطقة، ومن ناحية أخرى يسيطر حزب الاتحاد الكردستانى على محافظتى الحسكة والقامشلى، وله إدارة ذاتية تدير الحياة اليومية هناك، وقامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتنسيق مع الأردن بتدريب مجموعات تتموخم بلورتها فى تنظيم جديد سمى تنظيم « حزم « وقدمت له لأول مرة صواريخ « تاو « مضادة للدبابات ويتركز عملها فى المنطقة الجنوبية من سوريا، والمشهد السورى على النحو السابق يشير إلى محاولة بلورة تكتلات للتنظيمات العسكرية سواء لمواجهة داعش فى الشرق أو لمواجهة النظام فى العاصمة والإيحاء بعدم وجود تنظيمات متطرفة داخلياً تنفيذاً للإستراتيجية الغربية. وهناك قضية أخرى بدأت تشغل اهتمام الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوربيين ألا وهى انخراط جهاديين تابعيين لتلك الدول مع التنظيمات المتطرفة وتقدر مصادر أوروبية عددهم ما بين 1500 إلى 2000 جهادى، ولعل العملية الانتحارية التى قام بها أبو هريرة الأمريكى الأسبوع الماضى، وكذلك الجهادى الفرنسي الذى قام بعملية تفجير المتحف اليهودى فى بروكسل دليل واضح على مخاطر العائدين من سوريا إلى تلك الدول، و الواضح الآن أن الأزمة السورية مرشحة للاستمرار لفترة طويلة حيث يحظى النظام بدعم إيرانى غير محدود ومشاركة مجموعات عسكرية تابعة لحزب الله وتنظيمات شيعية عراقية، وكذلك مجموعات من الحرس الثورى الإيرانى، وفى ظل مساندة إيرانية روسية تحول بين اتخاذ مجلس الأمن أى قرارات يمكن أن تحاصر النظام السورى. وكيف ترى الانتخابات التى تجرى الآن وترشح الأسد مرة أخرى؟ حقق الأسد ما أكده منذ البداية حيث أوضح منذ أكثر من عامين بأنه باقى فى السلطة وسيرشح نفسه فى الانتخابات المقبلة وهو ما يجرى حالياً هناك، وإجراء الانتخابات سوف يزيد من تعقيد الأزمة السورية ويعوق أى حل سياسي، لأن بشار الأسد، يريد من خلال إعادة انتخابه أكتساب نوع من الشرعية لتصبح القضية الرئيسية ليس إقامة نظام بديل له، ولكن التفاوض معه حول نظام أو حكومة تتسع لبعض قوى المعارضة وهو ما لا يتفق مع ما سبق الاتفاق عليه فى «جنيف 1» وأيدته كل الأطراف الإقليمية والدولية.