نشرت صحيفة "الجارديان " مساء أمس الخميس تحليلا سياسيا بعنوان" كيف تؤثر الأزمة العراقية على المنطقة" جاء في مقدمته أن سيطرة قوات داعش على الموصل وتكريت سبب صدمات في جميع دول المنطقة. وبحسب الجارديان فهناك مخاوف جدية من تنامي قوة القاعدة، وغيرها من المجموعات المتطرفة، فى الشرق الأوسط، وخاصة بعدما تمكنت تلك القوى من تغيير ملامح الصراع في سوريا ومن المحتمل أن تدفع تلك الأحداث الدراماتيكية عدة دول، بعضها في عداء مباشر مع دول نافذة في الشرق الأوسط، لتوحيد جهودها لمحاربة ما اصطلح على تسميته "ربيع الجهاد". وأردفت الصحيفة ان هناك مواقف لمعظم دول المنطقة من داعش؛ حيث سارعت إيران، وهي دولة متحالفة مع رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، للتعبير عن دعمها لحكومة بغداد في حربها ضد "المسلحين التكفيريين"، فيما عزز موقف طهران احتمال قيام تعاون فعلي مع الولاياتالمتحدة، والتي دعت بدورها ل" رد قوي وحاسم" على داعش، كما تعهدت بدعم المالكي في محاربة القاعدة ومن جانبه، قال الرئيس حسن روحاني إن بلاده لن تتسامح مع العنف والإرهاب في المنطقة حيث أن إيران هي الداعم الإقليمي الرئيسي للحكومة السورية. وأضافت الجادريان أن حكومة اقليم كردستان تسيطر على أكثر المناطق استقراراً وازدهاراً في العراق، ولطالما كانت في خلاف مع بغداد بشأن عائدات النفط وملكية مناطق لكن يبدو أن تهديد داعش سوف يعزز فرص التعاون الأمني مع المالكي. وربما يمهد ذلك لهجوم قوات البشمركة، وهي القوة العسكرية الأفضل تدريباً في العراق، على القاعدة. ومن شأن ذلك أن يدفع القوات الكردية للتغلغل في مناطق نينوى وكركوك المتنازع عليها، وتعزيز طموحات حكومة اقليم كردستان لإقامة سلطة فعلية في محيطها الغني بالنفط، بما فيها مناطق مجاورة للموصل. من جهتها اكدت تركيا ان بحث الأزمة الحالية،ستجعل الحكومة التركية تعقد اجتماعات في كل من أنقرة ومقر حلف الناتو في بروكسل. وقررت تركيا التحرك من أجل إنقاذ 80 تركياً احتجزتهم داعش بعد سيطرتها على الموصل، وعلى رأسهم القنصل التركي في المدينة. وكانت الحكومة التركية اتخذت من قبل قراراً بشن عمليات عسكرية عبر الحدود مع العراق، وذلك من أجل ضرب قواعد حزب البي كي كي الكردي المتواجدة شمال تركيا. وجاء في تقرير صادر عن مركز ستراتفور للاستخبارات الدولية" تتخوف تركيا من هجمات تشنها قوات داعش، وذلك خشية استغلال الحدود الطويلة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى إيران". وتضامنت تركيا مع قوات المعارضة السورية. وأضافت الصحيفة ان داعش سيطرت على أجزاء من الحدود بين العراقوسوريا، حيث تسيطر على مدينة الرقة ومناطق أخرى. وتفاخرت داعش باستعراض سيارات عسكرية من نوع هامفري أمريكية الصنع قدمت للجيش العراقي وغنمتها داعش ونقلتها إلى مدينة دير الزور السورية. وأدت انتصارات داعش في سوريا لتوسيع موارد التنظيم من العتاد والأسلحة. لكن تنامي القلق العربي والغربي من انتقال الإرهاب إلى أوروبا، قد يفيد الأسد الذي برع في تقديم نفسه كأفضل محارب للإرهاب، في حين يبدو بوضوح أنه شجعه ونماه سراً. لكن المعارضة السورية، المدعومة من الغرب، قد تقدم نفسها أيضاً كقوة معتدلة يمكن دعمها للقضاء على داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة، وبناءً سوريا الديموقراطية الحرة. وعبر الأسد عن تضامنه مع الحكومة العراقية. وفيما يتعلق بالأردن يذكر تقرير صحيفة الجارديان أن المملكة ترتبط بحدود طويلة مع العراق، وأن نظامها يبدي تخوفاً من نمو نفوذ القاعدة. كما أن أبو مصعب الزرقاوي مؤسس القاعدة في العراق ينحدر من الأردن. وبذل النظام الأردني، جهوداً حثيثة لإحباط هجمات إرهابية، وذلك منذ عام 2005 عندما فجرت القاعدة فندقاً في عمان راح ضحيته 60 شخصاً. وطالب المحلل الأردني عريب الرنتاوي برفع مستوى التنسيق مع كل من بغداد ودمشق لمواجهة خطر داعش. وبحسب الجارديان فان موقف السعودية، فيقول أنه لطالما اتهمت المملكة العربية السعودية، وغيرها من دول الخليج بتمويل التطرف، وخاصةً في سوريا. وعرف رجال دين وتجار من الكويت وقطر بتمويل داعش ومنظمات جهادية أخرى، كجبهة النصرة السورية، رغم تأكيد حكومات المنطقة بوقف التمويل، وتعهدها للتنسيق مع الولاياتالمتحدة من أجل دعم قوات المعارضة القتالية المعتدلة وغير الجهادية. وأضافت الصحيفة ان تعيين الأمير محمد بن نايف رئيساً للاستخبارات السعودية، وهو الذي قاد حملة للإجهاز على القاعدة في السعودية كما أصدرت السلطات السعودية، في بداية الشهر الحالي، قراراً بحظر سفر المواطنين السعوديين إلى العراق، وتغريم من يضبط وهو عازم على السفر غرامات كبيرة، فضلاً عن منعه من مغادرة البلاد لمدة ثلاث سنوات.