احمد سلام ترقبت أن يُحتفي بميلاد مفكر وأديب عملاق بحجم الدكتور يوسف إدريس بمناسبة ذكري ميلاده في 19 مايو وقد ولد بقرية البيروم مركز فاقوس شرقية عام 1927 ليعيش حياة أسطورية بدأها طبيبيا ثم صحفيا ثم أديبا يعد من أهم ادباء مصر في مجال القصة القصيرة فلم أجد إهتماماً ولم اتعجب لأن"النسيان" آفة مصرية "طالما" غيب" الممات" البشر!, أعود إلي ذكري ميلاد" الأديب" يوسف إدريس "الروائي" الأشهر في تاريخ مصر الحديث و قد تنبأ بما يحدث بمصر في هذه الأيام بل وعلي طوال الدوام لأن الروائي دوما يترجم سلوكيات البشر ليبقي ماكتب تاريخا يجسد كم أن البلاء عظيم عندما تُبتلي الأمم بشخوص يركضون وراء البريق وفي فلك السلطة نأياً عن مبتغي الوطن . ...أجدني اكتب عن يوسف إدريس في ذكري مولده وفي أوراقي الكثير عنه علي نحو ينبغي التذكير به سواء في ذكري الميلاد أو الرحيل في أول أغسطس سنة 1991 ويكمن إهتمامي به كقارئ أنه كان أديبا وصحفيا وثائرا يخوض المعارك السياسية والأدبية بقوة بأس وفكر يليق بمستوي كاتب مفكر وهو ماتفقده مصر بعد غياب كل رموز زمن يوسف إدريس بالممات لسدنته العظام . يوسف إدريس كان ثاثرا بالفطرة ولأجل هذا لم يستغرب أن يسافر للجزائر ويحارب مع الثوار في حرب التحرير ويصاب في معركة الشرف لأجل إستقلال الجزائر من الإستعمار الفرنسي . يوسف إدريس ترك مهنة الطب إلي حيث الصحافة في عام 1960 محررا في جريدة الجمهورية لسان حال الثورة ولمن لايعرف فإن رخصة تلك الجريدة بإسم الزعيم جمال عبد الناصر وأول مدير لها أو رئيس لمجلس الإدارة هو الرئيس أنور السادات ويكفي أن يعرف القارئ أن جريدة الجمهورية في الخميسينات والستينيات قد كانت من أهم الصحف المصرية فمن رؤساء تحريرها الدكتور طه حسين وكامل الشناوي وموسي صبري و فتحي غانم في زمن نجوم الصحافة والأدب, ... أعود إلي الدكتور يوسف إدريس ومن الصعب الكتابة عن كل اعماله وأجدني اتوقف عند رائعته" البهلوان" في قراءة جديدة عام 2014 في توقيت تنشد فيه مصر الحصاد وبلوغ الأمل حيث مازال " البهلوان" يواصل مسيرته " متسلقا" في فلك كل حاكم وركضا من عصر إلي عصر لأجل الإرتقاء بنفسه وعلي امل أن ينل شيئاً من " العكعة" المقدسة ألا وهي السلطة......البهلوان في مصر لايكل ولايمل عن الركض تاره يتحدث في الفضائيات في صورة العارف ببواطن الأمور .....ثم "تارة" اخري جالساً أمام سدنة السلطة مصفقاً أحيانا ومنحنيا أحياناً لأجل نيل الرضا والقبول... البهلوان في مصر يقضي العُمر لاهثاً لأجل الجمع بين المال والسلطة يكفي بلوغ السلطة وسيأتي المال بلا جهد او عرق... أجدني أقرأ يوسف أدريس في رائعة من روائعه وكم وددت أن أكتب عن" رائعته" أرخص ليالي" وهي الأشهر أو عن قاع المدينة او العتب علي النظر أو جمهورية فرحات ولكن الوقت لايسمح فضلا عن عدم إرهاق القارئ... المحصلة أن يوسف إدريس جسد طبائع المصريين " بمبضع" الجراح وقلم الأديب حيث لاتخلو روائعه من ثمار الجمع بين الطب وإحتراف الروائي المتمكن القارئ المتعمق لطباع البشر... أجدني اعود إلي " بهلوان" يوسف إدريس وأجده يواصل رحلته "الأبدية "لأجل " القنص" ويبقي " العزاء" أن مصر قد تغيرت بعد ثورتيها الأخيريتين " ليقع" أكثر من "بهلوان" في جُب النسيان لا لشيئ سوي أن مصر قد " لفظت" الكذب والنفاق والتملق لتحيا علي أمل محو أثركل بهلوان....وكفي ماكان .