نجح مؤتمر الفيوم بعد ولادة متعثرة من رحم المعاناة والعراقيل التي كادت تحول دون انعقاد المؤتمر الذي جاء تحت عنوان (اثر البيئة علي الابداع ) وكأن العنوان اراد ان يعبر عما تعانيه الاقاليم من اهمال. في ورقتها البحثية عن «يوسف ادريس».أكدت الناقدة فريدة النقاش أن «نص البهلوان» قدم هجاء مريرا لتقلبات المثقف لا تلك التي تتم عبر القلق الروحي والفكري وانما تلك التي تحركها المصالح كبيرة كانت او صغيرة والتي تحول المثقف الي بهلوان حين تجذبه السلطة الفاسدة الي شباكها فيخسر نفسة ويعيش منقسما وتستكمل فريدة النقاش من خلال بحثها الذي قرأه احمد عبد القوي امين التجمع بالفيوم أن الجانب المضيء ليوسف ادريس الذي ألهم جيلا من الكتاب والقراء والنقاد بدء بعملة الرائع ارخص ليالي إنه سرعان ما غاص في نضال العمال والطلبة وعرف السجن قبل ضباط يوليو ثم علي ايديهم وكانت خبرة مؤلمة لكبرياء عاشق الحياة ومتعتها. وقدم د. حسين حمودة دراسة عن المكان عند نجيب محفوظ وخاصة البيت زمكانيا اي علي مستوي متصل الزمن/المكان وتناولت الدراسة الرحم تعبيرا عن المكان والحياة داخل وخارج الرخم وفي روايات السراب وافراح القبة وقلب الليل تتجلي ابعاد اخري لموضوعه البيت القديم في عالم نجيب محفوظ وفي دراسة د.محمد مصطفي علي اختار الباحث ثلاث روايات من الفيوم محورا لبحثه وهي رواية احمد قرني (اخرسلالة عائلةالبحار)في دلالة متعارضة مع القاهرة وفي رواية المواطن ويصا عبد النور لحسين عبد العليم نجد ترحال البطل بين سنهور وبندر الفيوم في حين ركزت رواية اشرف نصر من «حكايات سنورس» علي تحويلات المكان في هذا المركز عبر تعاقب عائلة رفاعي الصعيدي ولا يحضر المكان في هذة الروايات الثلاث الا كي يقدم مجموعة من التمثيلات والتصورات الرمزية في تصاحبها مع المكان من جانب وفي انعكاساتها علي الشخصيات وتحديد هوياتهم وذواتهم وكيفيات تشكلها عبر التغيرات الاجتماعية والثقافية والتاريخية وعن المكان ووعي التهميش يقول الباحث ضاربا مثالا برواية حسين عبد العليم المواطن ويصا عبد النور حيث يقدم المكاني الروائي بوصفة تعبيرا عن ايديولوجيا ونسقا فكريا يتحكم في وعي الشخصية الرئيسة في الرواية. بعد ذلك عن العالم الافتراضي وتمثيلات القوة ومفارقة التواريخ والشعور بالتعادل الداخلي وتاريخ المكان وحكاياتة وبطولة المكان والمكان واشكال الاغتراب مدللا علي ذلك باعمال ادباء الفيوم . وقدم الشاعر سيد فؤاد دراسة في أعمال القاص عويس معوض والشاعر محمد حسني اظهرت مقدرة ادباء الفيوم علي الابداع . وقدم الأديب عبده جبير رئيس المؤتمر شهادة ابداعية تبعتها شهادات عماد عبد اللطيف والقاص عويس معوض، ثم جاء بعد ذلك تكريم المخرج الكبير علي بدرخان و اسرة الاديب الراحل بمحرقة مسرح بني سويف القاص سيد معوض وبعد ذلك استمتع الحضور بالأمسية الشعرية .