إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    استقرار أسعار الذهب اليوم الإثنين في منتصف التعاملات.. وترقب لاجتماع الفيدرالي    رئيس الشركة القابضة لمصرللطيران يلتقي سفير إيطاليا بالقاهرة لتعزيز التعاون    رئيس الوزراء يستعرض المخطط الهيكلي والرؤية التنموية لمنطقة "غرب رأس الحكمة"    تنميه تُعزّز ريادتها في أمن المعلومات بحصولها على شهادة ISO 27001 وتجديد شهادة PCI DSS للعام الثاني على التوالي    زيلينسكي يلتقي مسؤولين في الناتو والاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70 ألفا و365 شهيدا    هانز فليك: مواجهة فرانكفورت صعبة.. وجارسيا الحارس رقم 1 لبرشلونة    السعودية وقطر تؤكدان على التعاون الاستثماري والرقمية    موعد مباراة مصر والأردن في كأس العرب والقنوات الناقلة    تحذير عاجل من الأرصاد: أمطار غزيرة وبرق ورعد على هذه المحافظات وتصل إلى القاهرة    أسماء مصابي حادث انقلاب ميكروباص على طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعي بطوخ    بعد قرار أستراليا.. الدول التي حظرت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال    دعوة إلى إضراب مفتوح في متحف اللوفر اعتبارا من 15 ديسمبر    إطلاق الإعلان التشويقي لفيلم "مسألة حياة أو موت" من بطولة سارة طيبة ويعقوب الفرحان    اليوم.. زيلينسكي يجتمع مع مسئولين أوروبيين    ب100 مليار جنيه.. نتائج أعمال إيجابية ل "بنك بيت التمويل الكويتي – مصر" بنهاية سبتمبر 2025    مصدر بالزمالك: تصريحات وزير الإسكان تسكت المشككين.. ونسعى لاستعادة الأرض    بعد تعثر صفقة دياباتي .. الأهلي يكثف مفاوضاته لضم الكولومبي بابلو الصباغ    البورصة تخسر 14 مليار جنيه في ختام تعاملات اليوم    لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي تكرم خريجي الورش التدريبية المتخصصة    ندوة بالإسكندرية تحذر من العنف في الأعمال الدرامية والثقافة الأجنبية بوسائل التواصل    محافظ بني سويف يكرم مشرف بالإسعاف لإنقاذه عامل نظافة تعرض لتوقف تنفس مفاجئ أثناء عمله    لتعزيز التعاون بين القطاع القضائي والمؤسسات الأكاديمية، مساعد وزير العدل يزور حقوق عين شمس    بسبب الصيانة، قطع مياه الشرب 12 ساعة عن بعض قرى الفيوم    «هجرة الماء» يحصد أفضل سينوغرافيا بمهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    تعليق ناري من محمد فراج على انتقادات دوره في فيلم الست    ضبط المدير المسئول عن إدارة كيان تعليمى "دون ترخيص" بالجيزة    عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم ال59 وقصف مكثف يطال غزة    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    جيرارد مارتن: أشعر بالراحة كقلب دفاع.. واللعب في كامب نو محفز    مسار يختتم استعداداته للبنك الأهلي في مواجهة مؤجلة بدوري الكرة النسائية    محافظ جنوب سيناء وسفراء قبرص واليونان يهنئون مطران دير سانت كاترين بذكرى استشهاد القديسة كاترينا    بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة فى حفظ القرآن للإناث الكبار.. فيديو وصور    الصحة: توفير ألبان الأطفال العلاجية بمراكز الأمراض الوراثية مجانا    جامعة بدر تطلق النسخة الأولى من قمة التكنولوجيا والأعمال الدولية 2025    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    قرار جديد من المحكمة بشأن المتهمين في واقعة السباح يوسف    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    أخصائي تغذية: العسل الأسود أهم فائدة من عسل النحل    محمود جهاد يقود وسط الزمالك في لقاء كهرباء الإسماعيلية    وزير الإعلام الكمبودى:مقتل وإصابة 14 مدنيا خلال الاشتباكات الحدودية مع تايلاند    وزير الزراعة يكشف موعد افتتاح «حديقة الحيوان» النهائي    رئيس الوزراء: مصر تتوسع في البرامج التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي    كامل الوزير يوجه بإنشاء محطة شحن بضائع بقوص ضمن القطار السريع لخدمة المنطقة الصناعية    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوهام التليفزيون تقود الشرق الأوسط للانفجار الكبير "الحلقة الثانية".. مستقبل ‬سوريا بين ‬صندوق ‬الانتخابات و‬صندوق ‬الذخيرة
نشر في الأهرام العربي يوم 18 - 03 - 2012

الخداع ‬الإستراتيجي ‬الذي ‬يحيط ‬بالملف ‬السوري ‬ليس ‬معصوما ‬من ‬الزلل .. ‬مثلا:‬ وقفت ‬السعودية ‬موقفا ‬مناهضا ‬علنيا ‬للثورة ‬المصرية ‬في ‬25 ‬يناير ،‬2011‬وكانت ‬ثورة ‬شعبية ‬بلا ‬قيادة ‬ضد ‬الظلم ‬الاجتماعي .. ‬سلمية ‬لم ‬يحمل ‬فيها ‬المصريون ‬أي ‬سلاح .. ‬وسقط ‬فيها ‬قتلى و‬جرحى ‬لا ‬يزال ‬القضاء ‬المصري ‬يتحقق ‬من ‬هوية ‬الجاني ‬في ‬قضيتهم، وقد ‬نأت ‬السعودية ‬بنفسها ‬عن ‬الحرب ‬الأهلية ‬التي ‬أفضت ‬لسقوط ‬النظام ‬في ‬ليبيا .. ‬بل ‬إنها ‬كانت ‬جزءا ‬من ‬خطة ‬الانتقال ‬السلس ‬للسلطة ‬في ‬اليمن .. ‬فلماذا ‬يطالب ‬وزير ‬الخارجية ‬السعودي ‬بتسليح( ‬الشعب ‬السوري)‬ اليوم ‬لإسقاط ‬النظام ‬السياسي ‬في ‬سوريا؟..‬ و‬لماذا ‬لا ‬تتبنى ‬السعودية ‬موقف ‬قطر ‬الداعي ‬لتسليح "‬المعارضة" ‬فقط ‬في ‬سوريا .. ‬و‬طبعا ‬هناك ‬فارق ‬بين ‬تسليح ‬المعارضة و‬تسليح ‬الشعب .. ‬الموقف ‬السعودي ‬هنا ؟‬
و ‬للمفاجأة- ‬هو ‬موقف ‬كاشف ‬لكثير ‬من ‬الجوانب ‬الخفية ‬في ‬الخداع ‬الذي ‬يحيط ‬بملف ‬الأزمة ‬السورية !!‬ من ‬أول ‬السطر:‬ رجال ‬المعارضة ‬جزء ‬لا ‬يتجزأ ‬من ‬الدولة ‬الحديثة ‬في ‬كل ‬أرجاء ‬العالم .. ‬هم ‬في ‬النهاية ‬رجال ‬دولة‬، و‬لا ‬يعني ‬مجرد ‬وجودهم أن ‬النظام ‬السياسي ‬الذي ‬يعملون ‬في ‬سياقه ‬نظام ‬فاسد .. ‬و‬إلا ‬فما ‬الذي ‬تقوم ‬به ‬المعارضة ‬في ‬بريطانيا ‬أو ‬فرنسا ‬أو ‬حتى ‬في ‬الكونجرس ‬الأمريكي .. ‬ لكن ‬هناك ‬شيئاً ‬غريباً و‬مثيراً ‬في ‬المعارضة ‬السورية .. ‬هذه ‬المعارضة ‬ليست ‬موحدة و‬هو ‬أمر ‬لا ‬يعيبها ‬إذ ‬ليس ‬من ‬المنطقي أن ‬تكون ‬المعارضة ‬شمولية ‬الطابع .. ‬و‬من ‬يقوم ‬بمعارضة ‬أي ‬نظام ‬سياسي ‬لابد و‬أن ‬يتقبل أن ‬يكون ‬هناك ‬من ‬يعارضه ‬من ‬داخله .. ‬لكن ‬الحقيقة ‬التي ‬لا ‬تقبل ‬الإنكار ‬أنها (‬معارضة ‬غير ‬منتخبة (.. ‬وإلى ‬أن ‬تتمكن ‬المعارضة ‬من ‬ذلك ‬علينا ‬مؤقتا أن ‬نسأل :‬هل ‬هناك ‬وسيلة ‬من ‬شأنها ‬أن ‬تجزم ‬بأن ‬هذه ‬المعارضة ‬التي ‬نراها ‬على ‬شاشات ‬التليفزيون ‬تمثل ‬كل ‬أطياف ‬المجتمع ‬السوري‬؟.. ‬ هل ‬هي ‬كل?‬ و‬أكرر ‬كل - ‬الشعب ‬السوري .. ‬هل ‬تملك ‬التفويض ‬اللازم ‬لكي ‬تتحدث ‬باسم ‬الجماهير و‬تقول » ‬الشعب ‬يريد» .. ‬إن ‬سوريا ‬اليوم ‬قوامها ‬24 ‬مليون ‬مواطن و‬فيها ‬العديد ‬من ‬الأطياف ‬الاجتماعية و‬الثقافية ‬فهل ‬المعارضة ‬التي ‬نراها ‬في ‬صندوق ‬التليفزيون ‬تمثل» ‬الرأي ‬الآخر«‬ في ‬كل ‬هذه ‬الأطياف .. ‬هل ‬الشعب ‬السوري ‬كله ‬معارضة ‬؟..‬المنطق ‬يفرض أن ‬الإجابة ‬عن ‬هذه ‬الأسئلة ‬تحتاج ‬إلى ‬صندوق ‬انتخابات ‬شفاف و‬نزيه ..‬ لكن ‬فيما ‬يبدو أن ‬لدى ‬تحالف ‬الملكيات ‬العربية و‬الغرب و‬أمريكا ‬بديل ‬ديمقراطي ‬آخر ‬لصندوق ‬الانتخابات .. ‬اسمه: ‬ صندوق ‬الذخيرة !!‬ من ‬بين ‬السطور: ‬الحقيقة ‬التي ‬لا ‬يمكن ‬الجدال ‬فيها:‬ الشعب ‬السوري ‬شعب ‬عنيد و‬صعب ‬المراس .. ‬و‬تاريخه ‬يشهد ‬بصلابته و‬ببأسه ‬الشديد ‬عند ‬الازمات .. ‬و‬الحكومة و‬المعارضة ‬في ‬سوريا ‬ليست ‬استثناء ‬من ‬هذه ‬القاعدة ‬فكلا ‬الطرفين ‬سوري ‬، ‬قوام ‬الدولة ‬في ‬سوريا ‬بالمحصلة ‬الأخيرة ‬هو ‬انعكاس ‬واضح ‬لهذه ‬السمات ‬التي ‬تميز ‬الشخصية ‬الوطنية ‬السورية .. ‬لكن ‬الشاشات ‬الفضائية ‬تريد ‬أن ‬تزيف ‬جانبا ‬مهما ‬في ‬صورة ‬الهوية ‬الوطنية ‬السورية .. ‬تمهيدا ‬للقضاء ‬عليها و‬محوها ‬من ‬ذاكرة ‬التاريخ ‬، ‬فهي ? ‬مثلا - ‬تصطنع ‬شعبا ‬وديعا ‬سلسا ‬مرنا ‬ضعيفا ‬يواجه ‬نظاما ‬صلبا ‬متعنتا ‬عنيدا ‬قمعيا .. ‬إنها ‬تنفي ‬الصلابة و‬شدة ‬البأس ‬عن ‬جانب ‬مهم ‬من ‬السوريين و‬تختص ‬به ‬النظام ‬السياسي .. ‬و ‬هي ‬تروي ‬في ‬كل ‬ساعة ‬قصة ‬فيها) ‬الطيب(‬ هو ‬المعارض ‬الذي ‬يحمل ‬السلاح ‬في ‬وجه ‬الدولة) ‬للدفاع(‬ عن ‬نفسه ..‬بمقابل (الشرير(‬ الذي ‬يدير ‬السلطة ‬من ‬خلال ) ‬الهجوم(‬ بالآليات و‬الدبابات ‬ضد ‬المدنيين ‬العزل ‬من ‬السلاح (!!).. ‬ عندما ‬يتصل ‬الأمر) ‬بالمعارضة( ‬تتم ‬الإشارة) ‬لكامل ‬الشعب (‬السوري .. ‬و ‬عندما ‬يتصل ‬الأمر ‬برد ‬فعل )‬الدولة(‬ تكون ‬كل ‬القوى ‬الصلبة ‬هي )‬كتائب ‬الأسد(.. ‬ المعادلة ‬هنا :‬إن ‬الشعب ‬كله ‬يصطف ‬في ‬وجه ‬الرئيس ‬بشار ‬الأسد ‬، ‬وبعبارة ‬أخرى : ‬هناك ‬24 ‬مليون ‬مواطن ‬بمواجهة ‬مواطن ‬واحد .. ‬و ‬بالتالي ‬لا وجود ‬لمؤيدين ‬للرئيس ‬السوري و‬لا ‬وجود ‬لإرادات ‬أخرى ‬غير ‬إرادة ‬إسقاط ‬شخص ‬الرئيس ‬السوري !!‬ السؤال ‬الذي ‬لا ‬يريد ‬أحد ‬أن ‬يطرحه :‬الإستراتيجية ‬الإعلامية ‬التي ‬تتبناها ‬القوى ‬الخارجية ‬التي ‬تريد ‬إسقاط ‬النظام ‬في ‬سوريا .. ‬تمارس ‬تزييفا ‬مروعا ‬للوعي ‬لدى ‬الرأي ‬العام ‬العالمي ‬، ‬إذ ‬إنها ‬طيلة ‬الوقت ‬تتفادى ‬حقيقتين ‬رئيسيتين : ‬الأولى أن ‬هناك ‬مؤيدين ‬للبعث و‬بالتالي ‬للنظام ‬السياسي ‬العلماني ‬في ‬دمشق .. ‬و‬الثانية :‬إن ‬هناك ‬من ‬يحمل ‬السلاح ‬على ‬الجانبين .. ‬وإن ‬قواعد ‬اللعبة ‬هي ‬الموت ..‬ وأن ‬القصة ‬ليست ‬بين ‬طيب و‬شرير ‬بل ‬بين ‬قاتل و‬مقتول ..‬و‬الأهم و‬الأخطر :‬إن ‬سوق ‬السلاح ‬ليست ‬سوقا ‬للزبون .. ‬إنها ‬السوق ‬الوحيدة ‬التي ‬يختار ‬فيها ‬البائع ‬زبونه .. ‬سلاح ‬الدولة ‬السورية ‬هو ‬خيار ‬إستراتيجي ‬لدول ‬متعددة و‬يخضع ‬لتوازنات ‬قوى ‬عظمى و‬أخرى ‬إقليمية .. ‬فما ‬هي ‬حسابات ‬بائع ‬السلاح ‬للطيبين ‬المعارضين ‬في ‬سوريا ‬؟ مصر ‬واللعبة ‬الخطرة ‬ الحقيقة ‬المرة: ‬ لقد ‬مرت ‬النظم ‬الجمهورية ‬في ‬العالم ‬العربي ‬باستثناء ‬الجزائر ‬مؤقتا ?‬بتجربة ‬إسقاط ‬الأنظمة .. ‬و‬في ‬ليبيا ‬كان ‬جليا أن ‬القوى ‬العظمى ‬الغربية ‬بالإضافة ‬لتحالف ‬الملكيات ‬العربية ‬قد ‬انحازت ‬للمعارضة ‬لنظام ‬الحكم ‬من ‬خلال ‬التسليح ..‬ و‬بلغ ‬الأمر أن ‬حلف ‬شمال ‬الأطلنطي ‬قام ‬بالانخراط ‬في ‬الصراع ‬إلى ‬جوار ‬طرف ‬بعينه ‬يمثل ‬مصالحه و‬خياراته ‬الإستراتيجية ..‬ و‬النتيجة:‬ صعود ‬الإخوان ‬المسلمين و‬الجماعات ‬السلفية ‬الوهابية ‬إلى ‬قمة ‬السلطة ‬في ‬ليبيا و‬بداية ‬التقسيم ‬بإعلان ‬إقليم ‬برقة ‬فيدرالية ‬ذات ‬حكم ‬شبه ‬ذاتي ‬بمباركة ‬أطراف ‬دولية و‬إقليمية .. ‬فهل ‬تختلف ‬حسابات ‬هذه ‬القوى ‬عن ‬حساباتها ‬في ‬سوريا ..؟‬و‬الأهم : ‬هل ‬تصب ‬هذه ‬الحسابات ‬في ‬مصلحة ‬الأمن ‬القومي ‬العربي ‬عموما .. ‬و‬الأمن ‬القومي ‬المصري ‬على ‬صفة ‬الخصوص‬؟ لقد ‬تقلص ‬النفوذ ‬الإقليمي ‬للدولة ‬المصرية ‬بشكل ‬لافت ‬للانتباه ‬منذ ‬عام.. ‬و‬لم ‬تعد ‬مصر ‬طرفا ‬في ‬الحسابات ‬الدولية و‬بالذات ‬فيما ‬يخص ‬لعبة ?‬و‬أكرر ‬هنا ‬لعبة -‬ إسقاط ‬الأنظمة ‬في ‬الجمهوريات ‬العربية ..‬ فإسقاط ‬الأنظمة ‬لا ‬يصح أن ‬يكون ‬هدفا ‬في ‬حد ‬ذاته .. ‬وهذا ‬هو ‬الدرس ‬الذي ‬ينبغي ‬أن ‬نعيه ‬جيداً ‬من ‬تداعيات ‬كل ‬ما ‬جرى ‬في ‬ليبيا و‬تونس و‬اليمن و‬حتى ‬مصر .. ‬لقد ‬رحل ‬زين ‬العابدين ‬بن ‬علي و‬مبارك و‬القذافي و‬على ‬عبد ‬الله ‬صالح .. ‬ لكن ‬الأنظمة ‬ذاتها ‬لم ‬تتغير .. ‬أي أن ‬الإنجاز ‬الوحيد ‬الذي ‬حظت ‬به ‬الجماهير ‬كان ‬مجرد ‬تغييب ‬شخص ‬رئيس ‬الجمهورية ‬في ‬كل ‬هذه ‬البلدان .. ‬أما ‬الفقر و‬البطالة و‬الظلم ‬الاجتماعي ‬والفساد و‬الرشوة و‬التعذيب و‬انتهاك ‬حقوق ‬الإنسان .. ‬فقد ‬بقي ‬على ‬حاله و‬راجعوا ‬تقارير ‬منظمة ‬العفو ‬الدولية و‬غيرها ‬من ‬المنظمات ‬التابعة ‬للأمم ‬المتحدة ‬بشأن ‬ما ‬تغير ‬في ‬سياق ‬ما ‬يسميه ‬الغرب) ‬الربيع ‬العربي (.. ‬و‬الذي ‬هو ‬في ‬جوهره ‬ربيع ‬للإسلام ‬السياسي ‬المدعوم ‬أمريكيا و‬أوروبيا و‬خليجيا !!‬ لقد ‬انتهت ‬انتفاضات ‬الجماهير ‬إلى ‬صعود ‬تيار ‬الاسلام ‬السياسي ‬الذي ‬أظهر ‬نزوعا ‬فاضحا ‬للاستيلاء ‬على ‬كل ‬أشكال ‬السلطة ‬التشريعية و‬التنفيذية و‬القضائية و‬سلطة ‬الصحافة ‬في ‬كل ‬الدول ‬التي ‬تمكنوا ‬منها .. ‬و‬هي ‬قوى ‬أظهرت ‬بكل ‬الوسائل ‬عداونها ‬للديمقراطية ‬التي ‬يفترض ‬أنها ‬أتت ‬بهم .. ‬ و‬باتوا ‬أقرب ‬لمشروع ‬هيمنة ‬يستبدل ‬كل ‬ما هو ‬قومي ‬بما ‬هو ‬طائفي .. ‬و‬القاهرة ‬في ‬خطر ‬كبير ‬من ‬هيمنة ‬هذا ‬التيار ‬دون ‬سواه ‬على ‬المنطقة و‬سيذهب ‬دورها ‬الإقليمي ‬للأبد .. ‬إذا ‬ما ‬تمكن ‬الإسلام ‬السياسي ‬من ‬إخضاع ‬دمشق .. ‬و‬المتابع ‬بدقة ‬لتطورات ‬الأوضاع ‬في ‬المنطقة ‬يجد ‬المجال ‬الحيوي ‬للدولة ‬المصرية ‬محاصرا ‬من ‬كل ‬الاتجاهات ‬باستثناء ‬البوابة ‬السورية ‬الشمالية .. ‬و ‬فقدان ‬سوريا ‬لحساب ‬القوى ‬التي ‬تريد ‬تحجيم ‬دور ‬الأمة ‬المصرية ‬قوميا و‬عربيا .. ‬يعني ‬خروج ‬مصر ‬من ‬الجغرافية ‬السياسية ‬والإستراتيجية ..‬ وبالتالي ‬من ‬التاريخ .. ‬و‬هذا ‬هو ‬التحليل ‬النهائي ‬الذي ‬لا ‬يجد ‬لهذه ‬اللحظة ‬ما ‬يفنده ‬أو ‬يقلل ‬من ‬إمكانية ‬حدوثه. ‬ إسقاط ‬الدول و‬تسليح ‬الشعوب ‬ اللعبة ‬حتى ‬هذه ‬اللحظة ‬تدور ‬في ‬فلك ‬حرب ‬المعلومات و‬استخدام ‬العمليات ‬النفسية ‬من ‬خلال ‬الإعلام .. ‬و‬هناك ‬تناقضات ‬فاضحة ‬في ‬خطاب ‬ملف ‬تغيير ‬النظام ‬في ‬سوريا، ‬‬فما ‬يمكن ‬أن ‬يتحدث ‬عنه ‬المروجون ‬لتغيير ‬الأنظمة ‬عن ‬الحرية و‬الديمقراطية ‬يصطدم ‬بالحقائق ‬المرة ‬على ‬شاشات ‬التضليل ‬التليفزيوني ..‬مثلا:‬ تطالب ‬المجموعة ‬الأوروبية و‬معها ‬قطر و‬السعودية ‬بالاعتراف ‬بالمعارضة - ‬التي ‬تعترف ‬بأنها ‬غير ‬موحدة و‬تصرف ‬النظر ‬عن ‬أنها ‬غير ‬منتخبة - ‬ممثلا ‬شرعيا ‬عن ‬كل ‬الشعب ‬السوري .. ‬و ‬هذا ‬نوع ‬من ‬الحرية و‬الديمقراطية ‬يتم ‬ترويجه ‬حاليا ‬لا ‬نظير ‬له ‬في ‬التاريخ ‬الديمقراطي ‬للشعوب ‬في ‬العالم ‬القديم ‬أو ‬الحديث .. ‬ و‬الأكثر ‬إثارة :‬إنه ‬على ‬شاشات ‬الجزيرة و‬العربية و‬البي ‬بي ‬سي و‬فرانس ‬24 و‬الدويتش ‬فيله و‬حتى ‬التليفزيون ‬المصري ‬يظهر ‬النشطاء ‬السوريون و‬لا ‬مطلب ‬لديهم ‬سوى) ‬إسقاط ‬النظام( .. ‬ حتى ‬عندما ‬يتعلق ‬الأمر ‬بإقامة ‬حوار ‬سياسي ‬للخروج ‬من ‬الأزمة .. ‬يشترطون ‬أولا ‬إسقاط ‬النظام ‬ثم ‬الحوار .. ‬و‬لا ‬أحد ‬يسألهم : ‬مع ‬من ‬ستتحاورون ‬بعد ‬إسقاط ‬النظام .. ‬أو ‬علام ‬ستتحاورون ‬؟..‬ الأصل ‬في ‬إدارة ‬صراع ‬الإرادات ? ‬و‬هو ‬جوهر ‬العملية ‬السياسية ‬في ‬أي ‬مجتمع - ‬أن ‬تكون ‬هناك ‬إرادتان ‬على ‬الأقل .. ‬لا ‬أن ‬يدار ‬الصراع ‬مع )‬لا ‬أحد(.. ‬ فإذا ‬ما ‬اتجه ‬الحديث ‬إلى ‬صندوق ‬انتخابات ‬يعيد ‬الشرعية ‬إلى ‬أصحاب ‬الشرعية و‬هم ‬المواطنون .. ‬تجد ‬النشطاء ‬السوريين ‬على ‬الشاشة ‬يرفضون ‬الاحتكام ‬لأي ‬نوع ‬من ‬الانتخابات ‬في ‬ظل ‬النظام ‬السياسي ‬الحالي ‬في ‬دمشق .. ‬حتى ‬لو ‬توافرت ‬له ‬الرقابة ‬الدولية !!‬ لا ‬تريد ‬المعارضة ‬التليفزيونية ‬السورية ‬أي ‬حوار، ‬و‬عندما ‬دعاها ‬كوفي ‬عنان ‬المبعوث ‬الأممي و‬العربي ‬إلى ‬دمشق ‬اشترطت ‬إسقاط ‬النظام ‬أولا .. ‬و‬من ‬الغريب أن ‬المناشدات ‬الدولية ‬التي ‬تطالب ‬الدولة ‬السورية ‬بالكف ‬عن ‬استخدام ‬العنف ‬تطالب ‬في ‬البيان ‬ذاته ‬في ‬كل ‬مرة ‬بتسليح ‬المعارضة .. ‬وفي ‬كل ‬بيان ‬دولي ‬يتحدث ‬عن ‬مجهودات ‬لازمة ‬لإغاثة ‬المدنيين و‬تقديم ‬مساعدات ‬إنسانية ‬أو ‬فتح ‬ممرات ‬آمنة ‬تتجاور ‬في ‬البيان ‬الواحد ‬المناشدات ‬بضرورة ‬تسليح ‬المعارضة .. ‬إن ‬مجرد ‬التأمل ‬في ‬تحليل ‬مضمون ‬كل ‬البيانات ‬العربية و‬الدولية ‬الغربية و‬حتى ‬القطرية و‬السعودية ‬الصادرة ‬خلال ‬الأشهر ‬الثلاثة ‬الماضية ‬يظهر ‬هذا ‬التلازم ‬العجيب ‬بين ‬ضرورة ‬إسقاط ‬النظام ‬في ‬سوريا ‬بالتوازي ‬مع ‬تسليح ‬الشعب ‬السوري .. ‬و‬هو ‬أمر ‬لا ‬يتوقف ‬عنده ‬المحللون برغم خطورته ..‬ ولقد ‬شهدنا ‬تداعيات ‬توافر ‬السلاح ‬في ‬أيدي ‬الليبيين ‬خلال ‬الحرب ‬الأهلية ‬الليبية ‬التي ‬انتهت ‬بقتل ‬القذافي .. ‬و‬يشهد ‬المصريون ‬كميات ‬الأسلحة ‬المهربة ‬عبر ‬الحدود ‬من ‬ليبيا ‬إلى ‬مصر .. ‬كما ‬يشهد ‬العالم ‬بأسره ‬تداعيات ‬وفرة ‬السلاح ‬في ‬أيدي ‬الليبيين ‬في ‬مرحلة ‬ما ‬بعد ‬القذافي ‬من ‬استيلاء ‬المسلحين ‬على ‬المباني ‬الحكومية ‬إلى ‬الاقتتال ‬الداخلي ‬وصولا ‬إلى ‬إعلان ‬الفيدرالية ‬في ‬برقة .. ‬فهل ‬هذا ‬هو ‬الهدف ‬النهائي ‬من ‬تلازم ‬الدعوة ‬لإسقاط ‬شخص ‬رئيس ‬الجمهورية ‬السورية ‬مع ‬تسليح ‬الشعب ‬السوري‬؟ لقد ‬أظهرت ‬تصريحات ‬سعود ‬الفيصل ‬وزير ‬الخارجية ‬السعودي ‬الأسبوع ‬الماضي ‬بضرورة) ‬تسليح ‬الشعب ‬السوري(.. ‬ حقيقة ‬حاولت ‬قطر ‬إخفاءها ‬مرارا و‬تكرارا .. ‬فالهدف ‬هو ‬تسليح ‬الشعب ‬لا ‬المعارضة ‬، و‬وزير ‬الخارجية ‬السعودي ‬كان ‬أكثر ‬دقة ‬من ‬نظيره ‬القطري ‬في ‬كل ‬المواقف ‬التي ‬تتصل ‬بالأهداف ‬النهائية و‬قد ‬كان ‬هذا ‬جليا ‬لكل ‬ذي ‬عينين ‬من ‬موقف ‬وزير ‬الخارجية ‬السعودي ‬من) ‬خلاصات(‬ ما ‬انتهى ‬إليه ‬مؤتمر ‬أصدقاء ‬سوريا ‬الذي ‬انعقد ‬في ‬تونس ‬في ‬أواخر ‬فبراير ‬الماضي .. ‬فلقد ‬كان ‬الموقف ‬السعودي ‬رافضا ‬لكل ‬ما ‬جرى ‬في ‬تونس ‬لأنه ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دقة ‬في ‬التصويب ‬تجاه ‬الهدف ‬الكبير .. ‬تسليح ‬الشعب ‬العربي ‬في ‬سوريا و‬إقصاء ‬رئيس ‬سوريا ‬عن ‬المشهد .. ‬والسعودية ‬في ‬النهاية ‬ليست ‬قوة ‬إقليمية ‬صغيرة .. ‬أو ‬دويلة ‬صغيرة ‬تريد
أن ‬تستولي ‬على ‬النفوذ ‬الإقليمي ‬لمصر و‬سوريا ‬كدولة ‬قطر .. ‬السعودية ‬استثمرت ‬مليارات ‬الدولارات ‬في ‬الملف ‬السوري .. ‬وهي ‬لا ‬ترى ‬ثمرة ‬حتى ‬الآن ..‬اللهم ‬إلا ‬من ‬الفاعلين ‬الدوليين ‬من ‬دون ‬دولة .. ‬و‬في ‬مقدمة ‬هذه ‬القوى ‬الفاعلة ‬تنظيم ‬القاعدة..‬ و‬هو ‬ما ‬نتناوله ‬بالبراهين و‬الشهادات ‬الدولية ‬الموثقة .. ‬ في ‬الحلقة ‬المقبلة .‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.