المعتصم بالله حمدي يعيش الفنان على الحجار حالة من التوتر مع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، بسبب ألبومه الجديد الذى يحمل اسم «من الآخر»، ورفض التصريح بطرحه بالأسواق، ورغم تدخل جبهة الإبداع مع المخرج أحمد عواض فإن الموقف مازال غامضا، لكن يبدو أن الخلاف مع الحجار إجرائى وليس خلافا على المحتوى ومن خلال حواره مع «الأهرام العربي» يشرح لنا حقيقة الأزمة وكيف سيواجهها، كما نتعرف منه على مشاركته فى المسرحية العالمية «عناقيد الضياء». لماذا رفضت الرقابة التصريح بطرح ألبومك الجديد «من الآخر» فى الأسواق؟ فى الحقيقة لا أعلم ما الأسباب التى دفعت هيئة الرقابة إلى اتخاذ مثل هذا القرار، خصوصا أننى قدمت جميع التنازلات الخاصة بالأغانى، من مؤلفيها وملحنيها، وهو ما يعنى استيفائى لكل الأوراق المطلوبة، ولكنهم أخبرونى بأن كل التنازلات مرفوضة. وما موقف أحمد عواض، رئيس هيئة الرقابة من هذا التعنت ضد ألبومك؟ أحمد عواض أخبرنى قبل فترة قصيرة بأن الأمر متعلق بمدير الشئون القانونية، وحينما يقوم الأخير بالتوقيع، سيوقع عواض بالتصريح للألبوم، وهو ما لم يحدث بشكل يثير العديد من علامات الاستفهام بسبب موقف الرقابة، خصوصا أنه حينما كانت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، هى من ستتولى إنتاج الألبوم من قبل وكان عنوانه وقتها «معلش»، كانت تلك التنازلات مقنعة بالنسبة لها، وتمت إجازتها. هل هناك أغان فى الألبوم فيها تجاوزات من الناحية السياسية أو الدينية أو الاجتماعية؟ أغانى الألبوم لا صلة لها بالسياسة أو أمور شائكة، ولا توجد فيها إشارة من قريب أو بعيد لشخصيات أو أحداث بعينها وهى أغان تتحدث عن العاطفة والرومانسية والرقابة، أكدت أنها غير معترضة إطلاقا على مضمون الألبوم وتمت الموافقة على أغنياته جميعا بالفعل بتاريخ 23 ديسمبر 2013. وما خطوتك المقبلة بالنسبة لإصدار الألبوم؟ ربما أفكر فى طرح الألبوم على شبكة الإنترنت، كما أننى أمتلك عرضين من شركات خليجية من أجل طرح الألبوم، وهو الأمر المحزن بالنسبة لى، خصوصا أننى لا أستطيع أن أطرح الألبوم فى مصر، والغريب أنه فى الخارج تثق الشركات فى الأوراق التى أقدمها، بينما ترفض فى بلدى. أرى أنه يمكن لك أن تتفاوض مع الرقابة وتجد مخرجاً لهذه الأزمة.. لماذا لا تحاول مرة أخرى؟ أنا مطالب الآن بالحصول على تنازلات جديدة من بعض الشخصيات التى تعاونت معها فى الألبوم رغم أن بعضها خارج مصر والبعض الآخر توفى وأشياء من هذا القبيل، وبهذا تتمسك الرقابة بالبيروقراطية، وتبتعد عن دورها الحقيقى فى مراقبة المحتوى الخاص بالأعمال. بعيدا عن أزمة الألبوم مع الرقابة.. حدثنا عن محتوى الألبوم؟ الألبوم يضم 14 أغنية منها "معلش" و"من الآخر" و"عيشها ماتحسبهاش" و"حبيت من سنة" و"بقدر ع الدنيا" و"بينا حاجات" وكان قد تم تجديد بعضها منذ فترة، خصوصا أن الألبوم تم تأجيله قبل فترة، بسبب تزايد حدة الأوضاع السياسية، وهو ما يتعارض مع طبيعته العاطفية. وماذا عن مشاركتك فى الملحمة الفنية المسرحية "عناقيد الضياء"؟ أسافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل مواصلة الاستعدادات للمشاركة فى الملحمة المسرحية العالمية "عناقيد الضياء"، ومن المقرر عرضها على مسرح جزيرة المجاز خلال تدشين احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، يوم 26 مارس الحالى، وتستمر حتى 4 إبريل المقبل فى 5 عروض حية، واللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية تنظم العرض تحت شعار "أعظم قصة رواها التاريخ" لتروى من خلال أضخم عمل فنى مسرحى فى التاريخ عن الإسلام، قصة حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وبدايات الإسلام . وكيف ترى مشاركتك فى المسرحية؟ أنا فخور بالمشاركة فى "عناقيد الضياء" وعرض هذا العمل فى الشارقة، يعكس التزامها المتواصل بدعم الأعمال الفنية والمشاريع الثقافية التى تبرز حضارتنا العربية والإسلامية الأصيلة، وقيمنا الإنسانية النبيلة، فالشارقة تفاجئنى دائما بالتزامها بتقديم الأعمال الفنية الملتزمة فى شكلها، عميقة التأثير فى مضمونها، وبإصرارها المتواصل على أن تحمل مسئولية إبراز حقيقة الإسلام السمحة، والتعريف بالحضارة الإسلامية التى سطعت شمسها على كل العالم، ووصلت رسالتها يوما إلى معظم القارة الآسيوية، وكادت أن تعم أوروبا بأكملها ومن خلالكم نوجه التحية للشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة، لما يبذله من مجهودات رائعة لدعم الفن العربى والحضارة الإنسانية. من يشارك معك من النجوم العرب؟ سأقدم مع زملائى الفنانين، خالد الشيخ، وحسين الجسمي، ولطفى بوشناق، ومحمد عساف، عملا سيكتب عنه العالم، من شرقه إلى غربه، وسنأخذ الجمهور الذى يتابعنا فى مسرح المجاز المفتوح بالشارقة، والجمهور الأكبر منه الذى يشاهدنا عبر شاشات التليفزيون، فى رحلة مهيبة إلى الأراضى المقدسة، حيث تفتحت شجرة الإسلام المباركة، وزمن الانتصارات والبطولات التى صنعت فجر الإسلام المجيد، ونعدهم بأن يعيدوا قراءة التاريخ مرة أخرى بعد هذا العمل الملحمي" . أراك متحمسا كثيرا ل "عناقيد الضياء".. هل ترى هذا العمل سيغير نظرة الجمهور إلى الأعمال الفنية التى تعالج قضايا ملتزمة وجادة؟ بالفعل هذا العمل يدعم الفن الراقى المحترم، وستؤسس من خلاله "الشارقة" لحراك جديد فى المشهد الفنى العربي، من خلال تشجيع الفنانين العرب على إبراز المحطات البارزة فى التاريخ العربى والإسلامى، وإبراز الشخصيات والمنتجات والمفاهيم الحضارية التى تركت تأثيرا بارزا فى العالم، خاصة مع توافر الإمكانات والتقنيات اللازمة التى تساعد على جذب الجمهور، وتقديم المزيد من الخيارات الترفيهية والفنية له، حيث شارك فى التحضير ل "عناقيد الضياء" كوادر فنية وتقنية عالية المستوى، وتمت الاستعانة فى مراحل تصويره وإنتاجه بخبراء فى التاريخ الإسلامي، ومتخصصين بإعادة تمثيل المشاهد التاريخية، وفق تقنيات غير مسبوقة فى العالم العربي، إلى جانب كلمات القصيدة المعبرة للشاعر السعودى الدكتور عبد الرحمن العشماوى، وموهبة الموسيقار والملحن البحرينى خالد الشيخ، ونخبة من الفنانين العرب، وما يقرب من 720 ممثلا وممثلة ومجاميع.