أحمد سلام أكتب عنه في ذكري مولده وقد شغر مقعده في أعقاب رحيله وقد سقطت دولة الشعراء ليبقي الراكضون في فلك كل سيف للدولة لأجل بريق لايبقي وعطاء لايدوم عندما يخون الكاتب قلمه ليكتب بمداد من كذب....أنعي حال الأمة العربية التي تنبأ بموتها قبل رحيله تزامنا مع آلام لا تفارق جراء غياب صادم لمن يقودون الحلم العربي إلي حيث شاطئ الأمان . حديثي عن الشاعر نزار قباني لسان حال العشاق والثوار والأحرار عبر تجربة ثرية عنوانها نزار قباني وفي ذك...ري مولده وقد ولد في دمشق21 مارس 1923 وجدتني أسترجع تاريخاً بأكمله عبر عنه نزار قباني فما من حلم عربي صريع إلا نعاه ومن من قصة عشق يدمي القلوب إلا وعبر عنها نزار وما من نكبة ضمن نكبات كثيرة حلت بالعرب إلا وكان قلم نزار الشاعر في المقدمة لدرجة أن أشعاره تعد تأريخا لحال الوطن العربي إلي أن لقي ربه في 30 أبريل 1998 عن عُمر يناهز الخامسة والسبعين بعد حياة حافلة وتجربة ثرية, وأجدني أتذكر نزار قباني الغائب الحاضر وقد كان خير معبر عن حال الوطن العربي الجريح المثخن بالجراح ويكفي أن قصيدته" متي يعلنون وفاة العرب" قد سجلت حضورا طاغيا لصدق معانيها فما من قمة عربية يدعي إليها وإلا يتوقع مسبقا أنها بلا جدوي لأن الحضور بلا روح وبلا بوصلة وقد شخص نزار الداء يوم أن قال:- "أنا منذ خمسينَ عاما....أحاولُ رسمَ بلادٍ..........تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا.........وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!! .....ويبقي نزار قباني العاشق الثائر حاضرا في أيام الجدب التي لاتفارق الوطن العربي وقد كان بحق خير معبر عن أحوال العرب وعن العاشق إذا صُرع وعن الحبيب إذا فقد مناه و أجدني أختتم برثائه لإبنه توفيق الطالب في كلية الطب بجامعة القاهرة وقد مات في ريعان شبابه وفي يقيني أن وفاة الإبن توفيق ثم الزوجة والحبيبة بلقيس من مقدمات غياب نزار عن الدنيا التي لاطعم لها في أعقاب غياب شقائق الروح وفي رثاء إبنه توفيق قال:- مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات........ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات فكيف يغني المغني؟..........وقد ملأ الدمع كل الدواه.. وماذا سأكتب يا بني؟.........وموتك ألغى جميع اللغات.. ......تلك كانت إطلالة "عابرة"علي شاعر عربي كبير لم يزل حاضرا في الخاطر رغم الممات....سلام علي "نزار" في ذكري مولده.