د ب أ أعلن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ، اليوم الجمعة أن " تيار المستقبل" الذي يتزعمه سيتصدى للدعوات المشبوهة لزج اللبنانيين في حروب مذهبية ، وأن السنة في لبنان لن يكونوا بيئة حاضنة لأي تنظيم إرهابي . وقال الحريري المقيم خارج لبنان ، في كلمته المتلفزة خلال احتفال أقيم في بيروت في الذكرى التاسعة لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري "سنتصدى للتحريض والدعوات المشبوهة لزج اللبنانيينوالطائفة السنية في حروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان الى محرقة مذهبية. وأضاف " أما اولئك الذين يتوهمون بوجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان ويحاولون القاء المسؤولية على تيار المستقبل، نؤكد لهم ان اوهامهم مردودة اليهم". وتابع الحريري " كما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإننا نرفض ان نكون على صورة داعش او النصرة او اي دعوة لإقحام التيار والسنة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة". وقال "هؤلاء جميعهم يمثلون مفاهيم مدمرة وادوات لاستنزاف الدولة ومشاريع حروب لا تنتهي بين المسلمين". وأضاف " نحن مع الاكثرية الساحقة من اهل السنة في لبنان سنواجه هذه المشاريع. هذه ثوابتنا واي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري. كلامنا واضح وضوح الشمس وهو ليس معروضا للتأويل او التبرير، نؤكد على ثوابت نلتزم بها قدمنا في سبيلها الشهداء، ابتداء من رفيق الحريري الى محمد شطح، وهم لم يستشهدوا ليكون السنة في لبنان حاضنة لأي تنظيم ارهابي في لبنان". واتهم "حزب الله بأنه " يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع اقليمي خاص". ورأى أن " حماية لبنان والاستقرار الوطني أهم منا جميعا، وأي كلام عن عزل الطائفة الشيعية هو كلام باطل هدفه اختزال الطائفة بالحزب والسلاح". وتوجه الحريري " الى الحكماء في الطائفة الشيعية، إلى أبناء ومقلدي الامام الصدر والشيخ محمد شمس الدين والسيد فضل الله والسادة العلماء الذين يجاهرون بقول الحق ويتقدمون نخبة من الشخصيات والمثقفين، وخصوصا الى الرئيس نبيه بري( رئيس المجلس النيابي اللبناني ): المشاركة في الحرب السورية باتت تشكل الخطر الاكبر بين الطوائف في لبنان ". وأضاف"هناك الالاف يقاتلون في سورية والعشرات على الحدود في تنظيم "القاعدة"، هناك قرى في عكار والبقاع تتعرض بشكل شبه يومي للقصف من الداخل السوري، وهناك مواطنون لبنانيون ابرياء يدفعون ثمن التورط بهذه الحرب". مشيراً الى خطر "الاستنزاف الكبير الذي يطال مؤسسة الجيش وسائر القوى الامنية والعسكرية". وقال " إننا كما نعطي تأييدنا للمعارضة لا نحجب هذا الأمر لغيرنا بالنسبة للرئيس الأسد". ورأى أنه "يجب تحييد لبنان وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري اليهم". وقال " نحن نفترض أن معاناة الناس ومشاهد السيارات المفخخة التي حصدت عشرات الأبرياء إضافة الى مئات النعوش التي تعود من ساحة المعارك، وحالات الذعر والقلق التي تطال اللبنانيين في كل المناطق، والخسائر الكبيرة التي حلت بالاقتصاد، كافية لإعادة النظر في قرارات لم تجلب الى لبنان سوى الخراب والدمار. وأشار الى أن المتهمين الخمسة باغتيال والده هم " بحماية معلنة من حزب مسلح، ولا يمكن للدولة ان تسأل عنهم مجرد سؤال. متهم باغتيال بطرس حرب بحماية حزب مسلح ولا يمكن للدولة ان تصل اليه لتسجيل شهادته، مجرد شهادته. بعد كل ذلك يسألون لماذا طالب اللبنانيون بالمحكمة الدولية". وأضاف إن "الطرف الآخر المتهم باغتيال الحريري، وباقي الجرائم واستدراج البلاد الى الحروب الخارجية، هذا الطرف بات بنظر الواحد منكم لا تنفع معه لغة الحوار والجدل السياسي". ورأى أنه"إذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدع الحياة الوطنية لا بد ان نكون نحن المسؤولون عن الوحدة الوطنية". وتابع الحريري أن"مسؤوليتنا تحييد لبنان، وعلينا أن نزيد التزاما بقواعد الإجماع الوطني في اتفاق الطائف، وإعلان بعبدا، ووثيقة بكركي الاخيرة، التي نرى فيها خريطة طريق لجميع اللبنانيين". وعن موضوع الحكومة في لبنان قال"أردنا الحكومة خطوة على طريق الاستحقاق الرئاسي، فالدولة التي يرأسها الفراغ هي دولة برسم الانهيار". وأضاف"نرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية لأننا من مدرسة تعتبر الرئيس الماروني اللبناني رمزا للعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين الذي نعلن تمسكنا به اساسا للبنان".