ا ش ا قالت جماعتان حقوقيتان إسرائيليتان إن القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين وانتقالاتهم أدت إلى تفريق أبناء عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية. وجاء في تقرير مشترك لمنظمة بتسيلم ومركز الدفاع عن الفرد (هموكيد) يقع في 42 صفحة وصدر في يناير كانون الثاني تقييما لآثار سياسات إسرائيل في تقييد خروج ودخول الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة التي تجعل من المستحيل تقريبا على سكان غزة زيارة أقاربهم في الضفة الغربيةالمحتلة. ذكرت فاطمه أبو عبيد التي تعيش في جنين بالضفة الغربية أنها لم تر ابنتها نبال مغاري التي تقيم في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات. وقالت فاطمة "راحت تدرس بجامعة النجاح وتعرف عليها شاب من غزة وصار النصيب وتزوجوا. كنا نروح عندها أنا وأبوها على غزة وتيجي عندنا. بعدين خلفت ثلاثة أولاد. وبعدين صار الحصار وبطلت تيجي عندنا. بطلنا نشوفها يعني. مرة مرضت أختها.. قعدت ستة شهور أختها وهي مريضة وماتت. ودينا لها ورقة الوفاة إن أختها ماتت. اجت من غزة لهون وما لحقتهاش.. يعني ما شافتها." وأضافت فاطمة أن ابنتها لم تتمكن ايضا من حضور جنازة والدها الذي توفي قبل ثلاث سنوات. بدأت إسرائيل تشديد القيود على حركة الفلسطينيين بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 ثم شددت الحصار الذي تفرضه على عزة بعد أن انتزعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السيطرة على القطاع من حركة فتح. ولا تمنح إسرائيل تصاريح خروج من غزة إلا لبعض حالات المرض الشديد. يحمل التقرير عنوان "الآثار المترتبة على العزلة التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة على حق الفلسطينيين في الحياة الأسرية" وكتبته نعمة بومجارتن شارون الباحثة في بتسيلم. وقالت الباحثة بمكتبها في القدس "الروابط بين الضفة الغربية وقطاع غزة وبين إسرائيل وقطاع غزة محدودة إلى أقصى حد. يعني ذلك أن حالات الضرورة القصوى التي ترى إسرائيل أنها إنسانية.. وهي حالات محدودة جدا.. المرض الشديد والوفاة وزواج الأقارب من الدرجة الأولى.. يسمح من الناحية النطرية للفلسطينيين بالخروج لزيارة أقاربهم في المنطقة الأخرى. للأسف أننا رأينا حتى في حالات تطبق عليها الشروط التي حددتها إسرائيل أن لناس لا يحصلون دائما على تصاريح أو لا يحصلون على التصريح في الوقت المناسب." في مدينة غزة لا تستطيع نبال مغاري الاطمئنان على والدتها فاطمه أبو عبيد إلا عن طريق الاتصالات لهاتفية. وقالت نبال "يعني أنا لما بأقدم تصريح ممكن أنه يطلع. ولو اترفض أول مرة بأعيد وبأقدم.. ممكن أنه يطلع. لما يترفض مرة أو مرتين وأظل أقدم بطلع.. بس بطلعش بوقتي أنا. يعني مناسبة لي بتكون هناك عرس أو خطوبة أو وفاة.. بكون انتهى الشيء.. ما لها معنى. صح بأشوفهم بس المشاركة حلوة يعني. كل اخوتي وأخواتي تزوجوا وما حضرت أي حدا." وأضافت نبال أن دخول الضفة الغربية من أي مكان آخر أسهل كثيرا من حتى محاولة دخولها من قطاع غزة. وقالت "أبسط حق من حقوق الإنسان أو البني آدم أنه يشوف قرايبه في الوقت اللي بده. يعني شو العلاقات الإنسانية بين الناس؟ الناس اللي عنده عرس في جنين من أمريكا بيستنوا لما ييجي.. اللي بموت ناس في جنين بيستنوا ابنهم من أمريكا لما ييجي.. من إسبانيا.. من استراليا.. بوصل. إلا غزة. يعني غزة ظروفها مش بس أنا لحالي." وأوضخ التقرير أن القيود المفروضة على سفر الفلسطينيين تؤثر بدرجة أكبر على النساء لأنهن اللاتي ينتقلن في أغلب الأحوال للإقامة مع أزواجهن في أماكن أخرى بعيدة عن عائلاتهن. وتقول إسرائيل إن القيود التي تفرضها على حركة الفلسطينيين وسفرهم ضرورية لأمنها. وقالت وزارة العدل الإسرائيلية في بيان "السماح بالسفر بين قطاع غزة والضفة الغربية تترتب عليه مخاطر جسيمة على الأمن."