محمد فاروق هندي بين الرياضة والصحافة أفنى عبدالفضيل طه، شيخ النقاد الرياضيين عمره، وأخلص كثيرا فى خدمة وطنه ومهنته وأيضا الرياضة والرياضيين، عبدالفضيل طه ينتظر الآن رد الجميل بعد أن داهمه المرض وبات يعيش حياته بين المستشفيات. لعل الزيارة الأخيرة التى قام بها النجم الخلوق طاهر أبوزيد، وزير الرياضة لأستاذنا الكبير فى المستشفى تكون بداية لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى، حيث أكد الوزير الدور الكبير الذى قام به الرجل فى خدمة الرياضة والرياضيين، معلنا استعداده لتحمل نفقات العلاج الباهظة، وإذ نشكر طاهر أبوزيد على تلك اللفتة الرائعة، فإننا نؤكد حق الرجل فى العلاج بصورة إنسانية يفترض أن تكون طبيعية وبديهية، والذى كفله الدستور «حبرا على ورق»، لكن للأسف على أرض الواقع وككل شئ آخر فى مصر القوانين والنصوص لا تنفذ، ولا يتحرك أحد لتخفيف المعاناة عن شيخ كبير أنهكه المرض، ويعيش حياته فى التردد على المستشفيات من الهلال إلى قصر العينى حتى المعلمين الذى يرقد فيه الآن، دون أن يتحرك أحد للوقوف بجانبه بعدما أفنى عمره فى خدمة صاحبة الجلالة. وإذ نأمل فى التزام الدولة بكلمات وزيرها للرياضة، والاضطلاع بمسئوليتها فى علاج مواطينها كما تقول الدساتير السابقة، وأيضا الدستور الذى يتم تعديله حاليا، فعلى نقابة الصحفيين التى يعتبر عبدالفضيل طه من أقدم أبنائها أن تقوم بدورها اللائق فى مساندة أعضائها فى ظروف كهذه دون التقيد بمشروع علاج لا يلبى جميع احتياجات الصحفيين، ولاسيما عندما يتقدم العمر ويدب الوهن فى الجسم. عبدالفضيل طه الذى قدم الكثير للصحافة والرياضة المصرية، وتتلمذ على يده الكثيرون عبر جريدة المساء ومجلة الزمالك، وبرغم ظروفه الصحية الصعبة، كتب أخيرا مقالا يبدى فيه سعادته بزيارة وزير الرياضة وكلماته المشجعة، وأشار إلى مساهمته فى اكتشاف موهبة طاهر أبوزيد كلاعب عندما كان عمره 10 سنوات قائلا: "قدمه لى رئيس نادى المطرية وقال لى تذكر هذا الاسم لأنه سيكون أحسن لاعب كرة قدم فى مصر، وفعلا تابعت مسيرة طاهر أبوزيد منذ ذلك الحين حتى أصبح لاعبا بالفريق الأول بالنادى الأهلى ومنتخب مصر".. عبدالفضيل طه قدم الكثير للوطن وينتظر رد الجميل.