تجمعنا نحن جيل انتفاضة طلاب الجامعة فى أواخر السبعينيات التى انضم لها فئات الشعب والشباب والشيوخ الثوريين آنذاك، ولولا انعدام التكنولوجيا الحديثة فى الاتصالات ما كان المرحوم السادات تجرأ وأسماها انتفاضة الحرامية!! .... مش كده ولا إيه.. ولو كانت القوات المسلحة قد هبطت علينا من السماء وأمنتنا وحمتنا أيامها، لكنا أصبحنا ثورة شباب السبعينيات بدلاً من انتفاضة الحرامية؟! ولو لم يؤمِن الجيش شباب الفيس بوك فى ثورة 25 يناير المجيد كان زمان النظام الحاكم الذى هو امتداد لنظام السادات ومباركاً له ولاتفاقيته الاستسلامية قد أسماها هى الأخرى انتفاضة البلطجية!! بعد أن عرفنا أنفسنا شباب السبعينيات والثمانينيات، جلسنا هذا الأسبوع مجموعة من الأطباء والمهندسين والصحفيين وخبراء التنمية البشرية وستات بيوت ممثلين عن كل أطياف الشعب نحدد موقعنا على الخريطة التى تم تصنيف الشعب بها!؟ ووجدنا أنفسنا فاهمين كويس جداً ما يحدث والتقسيمة المتينة، ولكننا لم نجدنا على الخريطة ولا فى التقسيمة! فنحن لسنا بلطجية برغم أننا كنا فى شبابنا من انتفاضة الحرامية! لكن النظام الحاكم على مدار أكثر من ثلاثين عاماً قام بتأديبنا وتهذيبنا وتقليم أظافرنا وترويضنا ورمانا فى مستنقع الكفاح من أجل لقمة العيش بين كفى الميزان، بين الشرفاء من الموظفين الكحيتى وبين الفريجية من أصحاب البزنس والفسفس والذى منه، وفوق رأسنا ثورة تطلعات تحت أقدام أولادنا الصغار! وعلينا أن نسابق الزمن ونجتر لقمة العيش ونتنازل عن راحة البال ونختبر الضمير فى كل لحظة عمل واحتكاك بالمجتمع وصبر مجبرين عليه، لا نملك إلا هو وبعض المعارك الكلامية عن نضالنا المقدس الذى كان ضد العدو الإسرائيلى الذى أصبح بقدرة الاتفاقية تطبيعاً وتسليماً وانبطاحاً وفقداناً للكرامة أمام سفر معظم جيلنا إلى براميل البترول العربية، وسيطرة جيل الآباء على رأس الهرم الوظيفى حتى شخنا وتعفنا وامتصوا دماءنا ليعيشوا هم شباباً متجدداً.!! منهم لله ..نحن لسنا فى موقع البلطجية ولسنا فى موقع الجمعيات الليبرالية الدولارية الانتهازية التى باعت الهوا الديمقراطى فى حوارى وأزقة وميادين أولادنا، من أجل هدف طلع فى النهاية «هدف سام» وأبو سام وأم سام والخالة صهيون والعم لحوود، ولسنا فى خريطة الجمعيات والجماعات الدينية التى توارت طوال 30 عاماً خوفاً من مقصلة النظام اللادينى المدنى الإباحى المثلى الذى قاد الشباب إلى أفكار الانحلال الغربى والبعد عن الحداثة العلمية البحثية، ولا نحن من العسكر الذين اقتصر دورهم فى الثلاثين عاماً على احتمال تطبيق بنود اتفاقية الهوان التى فرضت علينا التسليح والتسليم أمام تكنولوجيا سلاح وعلم العم سام فقط، حتى تظل الفجوة بين العدو وأبطال أكتوبر كبيرة وحتى لا تتكرر أسطورة تحطيم خط بارليفهم الذى ظنوا أنه لن يقهر. لم نجد لأنفسنا موقعاً على تقسيمة الخريطة التى فرضت على شعبنا إلا موقع حزب الكنبة التى لم نجد فرصة للجلوس عليها فمنا من نزل مع أبنائه فى الثورة ومنا من وقف يحرس منزله ويدافع عن ماله وعرضه وشرفه..إلخ..إلخ..إلخ. وبقى سؤالنا أين نحن؟ وخفت من الإجابة .. هل نحن فى البلالا؟ أم نحن فى الضياع؟ أم هناك فرصة أخيرة للنضال والاتجاه للهدف الأسمى والوقوف فى وجه العدو ورجاله داخل الوطن وخارجه والبحث والتفتيش فى جيلنا عن الزعيم المنتظر؟!