عماد أنور كانت حالة الحاج حسن خلف كبير مجاهدى سيناء هذه المرة لا تبشر بالخير.. استقبلنا فى منزله بمنطقة «الجورة»، كان وجهه يكتسى بالحزن.. وكأنه يحمل بداخلة جبلا من الهموم.. جبلا لايقل حجما عن جبال سيناء التى يتخذ منها الإرهابيون وكرا لهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. فى بداية حديثه ل «الأهرم العربى» أكد كبير مجاهدى سيناء أن الأمل لايزال فى القوات المسلحة فى تطهير سيناء من بؤر الإرهاب، لكنى أطالب القيادات بفرض هيبة القانون والتصدى للجماعات الجهادية. ماذا يحدث فى سيناء؟ للأسف الوضع فى سيناء مقلق للغاية وهناك خطورة على حدود مصر، فنحن نتعامل مع جماعات لا تجيد إلا القتل غدرا، ولا أعلم السر فى صبر قيادات القوات المسلحة على هؤلاء الخونة، لكن على ما يبدو أن هناك سيناريو لا يعرفه أحد، وربما لا تريد قيادات الجيش أن تبدأ بالهجوم، لكن أؤكد أن الصدام قادم لا محالة. هل ترى أن الوضع سيستمر هكذا لفترة طويلة؟ الخطورة فى كمية السلاح الموجودة فى سيناء، والتى أدخلتها الجماعات الجهادية طوال الفترة الماضية، وهى ليست أسلحة خفيفة، بل إن فيها أسلحة حرب، ويجب أولا سد الأبواب التى يتم تهريب الأسلحة من خلالها، ثم نبدأ فى التعامل مع الإرهابيين الموجودين داخل البلد، على أن نتخذ حذرنا تمام لأنها مجموعة منظمة تجيد القتال، وعلى القوات المسلحة أن توسع من تحركاتها. كيف؟ بمعنى أن يتدخل الجيش بحزم دون النظر إلى أى عواطف، فالكمائن الموجودة فى سيناء أنا أعتبرها «كمائن للموت»، لا لزوم لها، ويجب أن تكون هناك مداهمات وملاحقات من قوات الأمن لمثل هذه الجماعات، بالإضافة إلى تعزيز قوات الأمن فى الأماكن الحيوية. هل ترى أن الجماعات الجهادية فى سيناء هى التى تقوم بهذه الأعمال الإرهابية، أم تشاركها جماعات أخرى؟ بالطبع هناك أشخاص من جنسيات أخرى تشارك فى مثل هذه الأعمال، خاصة القناصة، وأعتقد أن جميعهم فلسطينيون، وليسوا من البدو، وهذه جماعات مدربة على أعلى مستوى، ولا تهدأ إلا بعد أن ينال الخراب من مصر. هل حاولت التحدث مع أى من قيادات الجهاديين، كونك أحد كبار رجال سيناء؟ هم يرفضون الحلول الودية تماما، ويعملون على تكفير كل من يخالفهم الرأى، وهذا بسبب تراجع دور الأزهر الذى ترك الفرصة لمثل هؤلاء، وأقول لك إن أحد شباب القبائل حرم على نفسه المأكل والمشرب فى منزل والده، حتى إنه يتحدث مع والده بطريقة غير لائقة، ويناديه «يا حج»، وهذا فكر متطرف يرفض لغة الحوار. كيف تتم مواجهة هذه الجماعات التى تمتلك كل أنواع الأسلحة؟ تجب مواجهتهم بنفس الأساليب التى يتبعونها، أولا هذه الجماعات تستخدم سيارات الدفع الرباعى للتحرك دخل سيناء، وثمن السيارة الواحدة يقترب من ال 300 ألف جنيه، ويجب على قيادات الأمن فى سيناء منع سير سيارات الدفع الرباعى فى سيناء لمدة 6 أشهر على الأقل، ثانيا تجب الاستعانة بأهالى سيناء فى التصدى للإرهاب. بما أنك قريب بالقيادات الأمنية، هل اقترحت عليهم مثل هذه الأفكار؟ نعم، جلست أكثر من مرة مع القيادات الأمنية فى سيناء، وتحدثنا فى هذا الشأن، لكن يبدو أن الجيش لديه معلومات خاصة تؤجل مداهمته للإرهابيين، وأتمنى أن يعلنها على أهل سيناء، لأننا نعيش فى جحيم وخوف ورعب، بسبب الأرواح التى تزهق يوميا من مدنيين وعسكريين، وأعتقد أيضا أن الجيش يقع عليه ضغوط خارجية، لذلك أنا حريص على كل قطرة دم تسيل على أرض مصر، وهو ما يضعه فى مأزق شديد، فى الوصول إلى العناصر الإرهابية دون المساس بأى شخص آخر. بعد كل هذه الأعمال الدامية، كيف ترى جماعة الإخوان المسلمين، وماذا تقول للرئيس المعزول محمد مرسى؟ الإخوان المسلمون جماعة أدخلت لغة الدم إلى مصر ، وخانوا البلد من خلال تحالفهم مع عناصر حماس، وحقيقة أن هذه الجماعة انتهت فى مصر، وهو ما وضح فى التصريحات الأخيرة للقيادى محمد البلتاجى، لكن لاتزال هناك أذناب يعبثون فى مصر وخاصة فى سيناء، لكنهم لن ينالون شبرا واحدا من سيناء، وأقول لهم إن مخططكم فشل وسيناء قوية بأهلها، أما الدكتور محمد مرسى أقول له: إنت راجل بسيط كنت تتلقى الأوامر من مهدى عاكف، ومصر كانت «كبيرة عليك»، وكان عليك التنحى قبل أن نصل إلى ما نحن عليه، لأنك وجماعتك كنتم تقودون مصر إلى طريق الهلاك.. وأحب أوضح معلومة وصلتنى من داخل لجنة صياغة الدستور أيام حكم مرسى، أن مهدى عاكف كان يشارك فى لجنة الصياغة، لكن فى الخفاء، وكان يجلس فى مكتبه ويستدعى رئيس الجمهورية، ويتحدث معه وهو جالس فى حين كان مرسى واقفا أمامه ويملى عليه الأوامر، ثم يهز مرسى رأسه ويخرج من الغرفة، فرئيس مصر كان فقط ينفذ تعليمات قياداته.