احياناً قد يكون الصمت من ذهب، واحيانا أخرى قد يكون البوح من الماظ، هكذا كان ولايزال يؤمن أبو حمزة الأنصاري، أحد قادة تنظيم "القاعدة"، صمت كثيراً في أوقات كان الصمت فيه طريقه للنجاة من السقوط في قبضة الامن وقرر الان أن يتحدث، هنا في حواره مع "الوادي" يحكى "أبوحمزة" تفاصيل رحلته إلى أفغانستان وعلاقة القاعدة بجماعة الإخوان المسلمين، وكيف كانت مساعداته للجماعة حتى وصلت إلى قمة السلطة والحكم في مصر ويقول أن الإطاحة بكل من "طنطاوي" و"عنان" كان صفقة ويؤكد أن اغتيال عمر سليمان العقل المدبر للمجلس العسكري كانت مكافأة لضرب المجاهدين في سيناء .. وكان هذا نص الحوار: - كيف سافرت إلى أفغانستان ؟ .. هناك أمور أمنية لا استطيع أن أبوح بها الان، كنت سوف أسافر عن طريق أصدقائي المجاهدين في العراق ولكن غيرنا طريقة سفرنا، وذهبنا عن طريق إيران لأنها الدولة الوحيدة التي تساعد المجاهدين الدخول إلى أفغانستان. - ولماذا تعتبر إيران هي الباب الوحيد لدخول المجاهدين إلى أفغانستان برغم إن أفغانستان دولة سنية وإيران شيعية؟ .. ليس حبا في للمجاهدين، ولكن هناك مصالح .. الشيعة تكفر أهل السنة والعكس السنة تكفر أهل الشيعة، وكلنا نرى ما يحدث في سوريا وما يقوم به شيعة مقتضى الصدر وحزب الله من قتل المواطنين السنة الأبرياء هناك، وليس والجميع يعلم بأن إيران هي التي ساعدات الأمريكان في الدخول إلى أفغانستان والعراق، وقصة العداء بأن إسرائيل وأمريكا سوف يقومون بضرب إيران والعكس هذا كذب وفيلم "بايخ". - ما هي مكاسب إيران من دخول المجاهدين لاراضيها برغم أنهم أعداء؟ .. هناك مكاسب كثيرة تحصل عليها إيران من خلال مساعدة المجاهدين في دخول أفغانستان، ويعتبر أول مكسب هي إضعاف القوتين، أمريكا والمجاهدين، عن طريق استمرار الصدام والتصفية فيما بينهما علي أرض أفغانستان وتبقى إيران من بعيد هي الأقوى، إما المكسب الثاني فهو أن تشغل أمريكا في الحرب على أفغانستان وبالتالي تستطيع أن تتغلغل إيران وتنشر المذهب الشيعى في كل دول الخليج وهذا ما يحدث الآن بالفعل. - وهل ضعفت قوة المجاهدين في أفغانستان ؟ .. بل ضعفت " القوتان" أمريكا قبل سبتمبر عكس أمريكا بعد سبتمبر، والامريكان اعترفوا بذلك فيما زادت قوة المجاهدين في الدول الإسلامية وضعفت في أفغانستان. - ولماذا لم تعلنوا الحرب على إيران؟ .. القاعد مستفيدة من إيران لأنها هي المدخل الوحيد لها، فالقاعدة هي الوحيدة التي تستطيع إن تغرق إيران في الحروب عن طريق ثلاث بؤر وهى "البلوش والكرد أغلبهم سنة والاحواز العرب ولكن ليس من الحكمة أن تقوم إيران بمهاجمة المجاهدين والعكس. - بصراحة.. ماذا كان دورك في أفغانستان؟ مجرد مقاتل عادى في الصيف أما في الشتاء كنت "بعلم" أولاد المجاهدين وأدرس لهم أسس الفقه والدين. - هل قابلت "بن لادن"؟ .. لم أقابل الشيخ الشهيد أسامة بن لادن أو الشيخ أيمن الظواهري لأنهما خط أحمر، حتى عندما سقطت الإمارة الإسلامية، لم يستطيع أن يقابل أحد حتى الأمير العام "مصطفى يزايد" قال : حتى أنا نفسي لم أقابل الشيخ أسامة برغم إني كانت أعمل سكرتيره في السودان. - لماذا فكرت أن تعود إلى مصر ؟ .. الثورة المصرية غيرت أمور كثيرة وبدونها كانت العودة إلى مصر مستحيلة - وغيرك .. من المجاهدين عادوا من أفغانستان إلى مصر بعد الثورة؟ .. معظمهم أرامل مجاهدين وأولادهم وليس شباب وهم خمس أسر، عادوا عن طريق "سيف" نجل الشيخ عمر عبدالرحمن الذى تربطه علاقات خاصة مع بعض السفارات لا يعلمها أحد. - وكيف كانت العودة إلى مصر؟ .. المجاهدون يرفضون الرجوع إلى بلدهم عن طريق سفارتهم في أفغانستان لأنهم يقومون بتسليمنا إلى الأمريكان، إنتقلت إلى باكستان وسافرت إلى إيران عن طريق البر ومنها إلى تركيا وبوصولى تركيا بعد رحلة سفر 15 ساعة جاءني اتصال من الشيخ "سيف عبدالرحمن"، وقال لي أنه يبحث عنى منذ فتره طويلة ووجد لي طريقة لدخول مصر، قولت له أنني أخشى الامن، ولكنه طمأنني وأخبرني أن أتواصل مع الشيخ محمد ياسين وهو محامى الجماعات الإسلامية ومسئول عن العائدين من أفغانستان أو اليمن والشيخ احمد العراقي وهو محامى الجماعات الجهادية وقمت بالاتصال بهما عن طريق الاخوة وطالبت منهما إن يتأكدا من ملفي الامني وهل صدر ضدي أي إحكام في غيابي ، فسألا وقالا أنه لا يوجد أي أحكام ضدي، فقلت لهما ممكن أدخل مصر .. ؟ ، وأخبراني أن اذهب إلى السفارة المصرية في تركيا، وأخذت حذري لان تركيا تعتبر مصيدة للمجاهدين تقوم بإلقاء القبض عليهم وتسلمهم للأمريكان، فقمت بالاتصال بالقنصلية وقولت لهم "أنا تبع الشيخ محمد ياسين وأريد إن ارجع بلدي" فقال لي اعطنى صورة من الباسبور ونتقابل بعد أسبوع ، وبعد اجراءات لم أفهما أنتهى إلى الهدف والعودة لمصر عبر القنصلية وبتسهيلات الاخوة وسر الشيخ سيف "الباتع". - ما هي قصة اعتقالك في تركيا واتهامك في قضية تفجيرات تركيا أكتوبر 2011؟ .. بعد عودتي من القنصلية اتصلت بأسرتى وأخبرتهم برجوعي إلى مصر، وفجأة وجدت الباب يدق وعندما فتحت وجدت الاستخبارات التركية تقوم بمداهمة منزلي ويسألون عن السلاح والهدف الذي سوف نقوم بتفجيره في تركيا، فقولت لهم أي سلاح تبحثون عنه أنا أتيت تركيا لكي تساعدنى في الرجوع إلى أسرتي، فقاموا بتفتيش الحقائب المجهزة للعودة إلى مصر، وتم إلقاء القبض علي، وذهبت إلى الحاكم وأثناء التحقيق معي ، سألت عن تهمتى قال الحاكم : كنت بتتكلم مع صديق على التليفون وقالت له هتتجوز أمتي ورددت عليه قريبا .. قال الحاكم أن هذا يكفي للقبض عليك لان معني المكالمة انك ستنفذ تفجيرات الحورعين، المنطقة الشهيرة بتركيا. - هل الحكومة التركية وصلت لديها معلومات عنك بأنك ستقوم بأعمال إرهابية؟ .. بل قاموا بتلفيق لي قضية إنا و15 تركي تم إلقاء القبض عليهم وأتهموهم بأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة ويريدون أن يقوموا بأعمال إرهابية في تركيا، برغم أن الاشخاص الذين كانوا معي في القضية لم يذهبوا إلى أفغانستان وليس لهم علاقة بالجهاد. - هل سجن أردوغان أشد من سجن جوانتاموا؟ .. سجن اردوغان يطلق علية "سجن نفسي" أي يتم وضعك لمدة "سنتان" بدون حكم، ويتم وضعك في عنبر يوجد به مساجين محكومين عليهم في جرائم قتل وسرقة، عكس جوانتاموا يكون كل الأخوة في عنبر واحد. - في رأيك هل أمريكا تريد رسم زعامة رجب اردوغان؟ .. اردوغان هو رجل أمريكا الأول صنعته مثل ما صنعت "حسن نصري" لكي يسحب الزعامة من أسامة بن لادن. - كيف تم إخلاء سبيلك من سجن تركيا؟ .. تم ترحيلي إلى سجن "شعبة الأجانب" وبعدها إلى القنصلية ثم إلى كابتن الطائرة، ومنه إلى غرفة في المطار ومنها إلى منزلي في الشرقية. - ما رأيك فيما يحدث في سيناء من قيام الجيش المصري بمداهمة أماكن السلفيين الجاهدين؟ .. الأخوة الذين ظلموا في سيناء، لو أفاقوا سوف يستنزفوا الجيش المصري لأن أعددهم ليست بقليل، فالإخوة في سيناء لا يريدون أن يحاربوا جيشنا، فهم متواجدين في سيناء لمحاربة الكيان الصهيوني، فإذا زادا الضرب فيهم سوف يكون هناك رد فعل قوي ضد الجيش المصري، وسيكون هناك حرب عصابات، لأنها ليست حرب دولة إمام دولة. - هل تنظيم القاعدة له علاقة بما يحدث في سيناء؟ .. لا أعتقد، الكل يعلم إن الجهادية السلفية الموجودة في سيناء هدفها إسرائيل، فمنذ فترة ليست بقليلة كان هناك انفلات أمني كبير ولكن الإخوة لم يفعلوا أي شئ ضد الجيش، فحرب العصابات الإخوة متمكنين فيها جيدا ويستطيعون إن يقوموا بالجر والفر. - من هو المستفيد فيما حدث في سيناء؟ .. المجلس العسكري والاستخبارات وأمن الدولة وطهران، الاربعة، يعتبروها خطوة أولى لإسقاط مرسى. - هل الإخوان المسلمون كان لديهم معلومات مسبقة عن ما سوف يحدث في سيناء؟ .. الله أعلم، نحن كنا رافضين إن نتحدث عن هذا ولكن لابد أن يعلم الجميع بأننا وقفنا مع الإخوان ضد الحزب الوطني ليس تأييد للإخوان ولكن لأنهم أقل فساداً من الحزب المنحل، فالإخوان المسلمين هم من ساعد الأمريكان في دخول أفغانستان عن طريق ربان وسياف، وهم أعضاء بالجماعة، ولم يستنكر المرشد السابق مهدي عاكف ذلك ،وعندما قام الإخوة في أفغانستان بقتل ربان، قام المرشد بنعيه وقال علية البطل المجاهد، وأكثر من شمت في موت بن لادن هم الإخوان المسلمين، ولا نستطيع أن ننسى ما صرح به المهندس "خيرت الشاطر" فور مقتل بن لادن، حيث قال : لقد سقط زيل الفساد في العالم، ودائما كان يقول لأمريكا أسروا بن لادن ولا تقتلوه. - لماذا لم تتفاوض طالبان مع أمريكا، في حين أن حركة حماس قد وافقت علي التفاوض مع الجانب الأمريكي؟ .. الوضع مختلف مع حركة حماس فهي قبلت الجلوس والتفاوض مع أمريكا، خوفا من المد الجهادي في العالم. - هل أمريكا استفادت من وصول الإخوان للحكم؟ .. أمريكا هي التي قامت بتحريك الثورات لوقف المد الجهادي من جهة والمد الشيعي من جهة أخرى بعد ما أفاقت أمريكا من حرب العراق، وبالتالي كان الإخوان المسلمين هم الخيار الأمريكي لوقف المد الجهادي، لأن الأنظمة القديمة قد فشلت فيما كانت الولاياتالمتحدة خططت لها من وقف للمد الجهادي والشيعي، فساعدت أمريكا علي إسقاطها، ووقفت بجوار الإخوان المسلمين ليصلوا إلى الحكم علي أن يقوم الإخوان المسلمين في المقابل بوقف المد الجهادي والشيعي ، بالإضافة إلى حماية إسرائيل، وكان هذا عن طريق قتل الإخوة المجاهدين في سيناء، و كانت المكافأة للاخوان بتسهيل الإطاحة بكل من "طنطاوي" و"عنان" بسهولة كبيرة، واغتيال عمر سليمان العقل المدبر للمجلس العسكري - كيف تري المشهد السياسي في مصر ألان؟ .. نحن نري إن أمريكا هي التي أتت بالإخوان المسلمين وبالتالي أجد الوضع معقد، وسيكون هناك مخالفات من قبل الإخوان وسوف يضطر الإخوان لتقديم تنازلات عديدة للولايات المتحدةالأمريكية. - هل مرسى سيقدم المجاهدين للأمريكان مثل أردوغان ؟ .. لا، ولكن ممكن أن يضيق على المجاهدين. انتهي الحوار وبقى أن نشير إلي أن أحمد صلاح الانصارى حسن مواليد محافظة الشرقية ،حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية من جامعة بورسعيد ،عمل في تجارة الملابس وفى منتصف 2005 سافر إلي الكويت ومنها إلي أفغانستان ومن العلماء الذين تتلمذ علي أيديهم المشايخ "عبد الرحيم عبد الخالق" و"حامد على " و"شافي سلطان العجمي" والثلاثة من مشاهير الفكر الجهادى السلفي في العالم العربي.