ملك عبد العظيم كان عضو مجلس شورى منتخبا فى الإخوان وأمينا عاما لقسم المهنيين لمدة 14 سنة على مستوى مصر، ورئيس قسم الأشبال سابقا وقضى مع وبين الإخوان أكثر من 25 عاما، حتى صار من القيادات إلى أن بدأ يعترض على قرارات بعض القادة وسلوكيات آخرين ولم يتوقف حتى أصدروا قرارا بتهميشه وتجاهله كنوع من العقاب إلا أنه لم يتراجع عن معارضته فأقصوه من الجماعة بعد أن تركوه لشهور طويلة ماكثا فى «الجنينة» تصغير «جنة» يندب حظه. دكتور أحمد كان يتمنى أن يتم التغيير بالصندوق دون تدخل الجيش لكنه لديه قناعة راسخة بأن مرسى لا يصلح للقيادة وشخصيته كالطفل المذعن فلا يعرف يحكم وإنما يعرف يتلقى التوجيهات فقط. وأشار دكتور أحمد إلى أنه برغم السخط والكره الشديدين من المجتمع المصرى فإن جماعة الإخوان الدعوية محتاجة لإعادة تأهيل. والسطور التالية ستكشف أسرارا عن الجماعة من الداخل .. وإلى تفاصيل الحوار.. ما السيناريو المتوقع؟ الإخوان المسلمون هى فى الأساس جماعة دعوية إصلاحية تهدف إلى تربية النشأ تربية دينية، وما حدث أخيرا يؤكد أنها تركت الدعوة والتربية والشأن العام إلى شأنها الخاص وإلى استعادة ما فقد منها من سلطة وحكم. لماذا فقدته فى رأيك؟ من جراء استخدامها آلية سيئة فى الحكم وهو ما أبعد عنها القوى السياسية ثم الجمهور وأصابت جموع الشعب بالصخب من أدائها. وأين موقع الجماعة الآن من الشعب؟ حاليا توجد حالة من حالات السخط بل والكره لهذه الجماعة من جموع الشعب والرفض وبقوة. هل الجماعة كحركة دعوية انتهت فى مصر؟ الإخوان المسلمين كحركة دعوية تحتاج إلى إعادة تأهيل لأن القيادة انفصلت عن القاعدة. هل يتوقع حدوث انشقاقات؟ ستحدث انفجارات أو كما تقولين انشقاقات من القاعدة نتيجة لشحن القيادات لها وسينبثق عنها بؤر أقرب ما تكون إلى الجهادية من الإخوان وستحمل السلاح بعد انفضاض هذا المولد، وستكون منفصلة تماما عن قياداتها فتصبح الأخيرة رأسا بلا جسد. ما ملامح أو مواصفات هذا الجسد؟ سيكون هذا الجسد عبارة عن بؤر جهادية أو استشهادية أوبؤر إرهابية ستمارس أعمالا عدائية ضد المجتمع. بهذا الشكل سيغيب الفكر الدينى عن المجتمع؟ أتمنى من قلبى، ألا يغيب الفكر الدينى والفكر الثورى والفكر الوسطى الإصلاحى عن المجتمع ولا تغيب عن المشهد السياسى، لكن فى الحقيقة الفرقاء يصيرون أعداء وحاليا يباعدون بين الحالة الدينية والحالة السياسية، وكراهية الناس حاليا للإخوان المسلمين تنسحب على بقية الحالات الدينية. هل هناك وسيلة للخروج من هذا المأزق؟ الحل الوحيد هو أنهم يتركون ذكرى جيدة وهم يتركون الحكم ويثبتون أنهم فى حالة زهد عن المنصب والحكم ولم يكونوا يبغون الحكم لذواتهم وإنما للصالح العام. تقصد أنه كان على الرئيس السابق أن يعلن ذلك للشعب؟ يا ليته كان خرج على الناس خلال هذه السنة أو فى نهايتها وقال: كنت أرغب فى الإصلاح ولكنى عجزت عن تحقيقه نتيجة للأسباب كذا وكذا وكذا، ولذلك سأترك الحكم حفاظا منى على الأمانة التى أودعتمونى إليها من خلال الصندوق. كان اكتسب احترام وحب الناس ولكن تمسكه بالسلطة وتمسك الإخوان بمقاليد الحكم برغم الفشل وبرغم العمالة وبرغم سوء الإدارة والرعونة وحالة الاستقطاب فى المجتمع وهو ما ولد حالة من الكره الشديد لمرسى والإخوان من جميع الأطياف. هل تتفق مع من أسموا عزل الرئيس انقلابا؟ الانقلاب هو حركة مسلحة تباغت بها مجموعة مسلحة النظام القائم دون سند شعبى، بينما الثورة بمفهومها هى حركة شعبية جامحة راغبة فى التغيير تلزم القيادة العسكرية أو القوات المسلحة بالامتثال لرغبتها برغم وجود نظام قائم. إذن الانقلاب حركة مسلحة مباغتة والثورة حركة شعبية تستند إلى الإرادة الشعبية فالسلطة تُمنح وتمُنع من الشعب. ومن يقصى لا يحق له الرجوع؟ يحق لنا الرجوع ولكن كجند بعد أن صرنا قادة. وإن عدنا للجندية يتم تهميشنا فلا يؤخذ برأينا وإن قولناه. إذن من يقصى يحرم من كل شىء حتى إن عاد؟ ممارسة القيادة ضد صاحب الرأى التهميش ثم التجهيل لشخصه وآرائه ويسلب كل حقوقه وبعد ذلك يتم إقصاؤه. ثم بعد ذلك خصوصا فى وقت الأزمات إن احتاجوا من أقصاه يستدعوه. معنى كلامك أن الإخوان لم يمارسوا الديمقراطية؟ الإخوان المسلمين لا يعرفون شيئا اسمه الديمقراطية وبكاؤهم اليوم على الديمقراطية التى خرقها الانفلات هو بكاء التماسيح لأنهم لا يعرفون الديمقراطية ولا الشوري. إذن كان موقف الجيش مفاجئا للدكتور وجماعته؟ نعم فجميعهم كان يعتقد أن تحذيرات الجيش جميعها حتى 30-6 كانت موجهة للمعارضة خصوصا «تمرد» ومن يدعمها. ما موقفك ممن يعتصمون فى كل من رابعة والنهضة؟ أرى أنه لا قضية عادلة مطلقا للمعتصمين فى كل من رابعة والنهضة تستحق العناء. لماذا؟ لأنهم يدافعون عن نظام فاش وفاسد وأصبح مكروها. وما سبب استمرارهم فى الدفاع عن نظام فاسد وفاش؟ لأنهم للأسف مخدوعون، وإذا تحدثت إلى أحد المتظاهرين فى رابعة ستجدين أنهم منفصلون عن الواقع وأذهانهم مشتتة ولديهم إصرار على إنكار الآخر، فهم معتقدون أن كل من فى التحرير مأجورون و(شوية) كفار. ما مدى مسئولية الدكتور محمد مرسى عن الوصول إلى هذه الحالة؟ شخصيا لا أعفى مرسى من المسئولية عما وصل إليه البلد وجماعة الإخوان، وإن كنت أعترض على تدخل الجيش إلا أننى ألقى بكل اللوم على مرسى وقيادات الإخوان لأنهم بسلوكياتهم الخاطئة الفاشلة هى التى أوصلتنا لما نحن فيه ونعانى منه الآن. هل يعنى ذلك أنك رافضا لتدخل الجيش؟ كنت أتمنى أن يأتى التغيير عن طريق الصندوق. ولكن تدخل الجيش أصبح ضروريا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بسبب فشل مرسى والإخوان. كلامك هذا يؤكد شائعة أن المرشد هو الذى كان يحكم؟ مرسى لا يعرف يحكم. وتركيبة شخصيته تؤكد الطفولة المذعنة فليس لديه شخصية يحكم بها وإنما يتلقى التوجيهات فقط