رجل أسود من إفريقياً، نصف مسلم، نصف مسيحى، محتفظ بكنيته الإسلامية، ابتلع المغفلون الطعم، مسلم كينى أو حتى سودانى وصل إلى قمة السلطة فى القوة العظمى، والصحافة الأمريكية تنشر بين الحين والآخر أن 10 فى المائة من الشعب الأمريكى يعتقد أن أوباما مسلم! آمن أوباما بوصايا جريهام فولر، وتخلص من شعار بوش الحرب على الإرهاب، ورفع شعار الحوار مع العالم الإسلامى، وفى جامعة القاهرة خاطب المسلمين، وأعطى إشارة البداية برعاية كاملة من الليبراليين المارينز بمراكز الدراسات الإستراتيجية التى تمولها واشنطن على مدى سنوات. وكان فولر هو همزة الوصل بين واشنطن وجماعة الإخوان فى السنوات الأخيرة، والصديق المقرب لأوباما، وبدأ الشريط السينمائي بتونس، ثورة على الحليف القوى «بن على»، وحزب النهضة، ابن جماعة الإخوان المسلمين كان جاهزا، وفى ليبيا قرروا إعادة جماعات التكفير من سجون جوانتانامو الأمريكى إلى قمة السلطة مباشرة، وقبلها أداروا معركة يناير بمصر أسفرت عن سقوط حسنى مبارك، الشريك الإستراتيجى السابق، ووضعوا جماعة الإخوان فى قمة السلطة، وبات جون كيرى ومن قبله هيلارى كلينتون المتحكمين فى مسار الوضع المصرى. وبدت مصر كالتفاحة الناضجة التى سقطت فى أحضان الأمريكان، كما كان يحلم ديفيد وولش السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة، وظهر فولر، رجل الاستخبارات، سعيدا بما أنجز، لكن الشام كان له رأى آخر، فلم تسقط دمشق تحت حكم الإخوان، كما هو مخطط، وانفجر المصريون فى أعظم ثورة فى التاريخ فى 30 يونيو 2013، ليستيقظ أوباما على كابوس، كابوس قد ينتهى بعزله أو محاكمته لاتهامه برعاية الإرهاب، وخسارة موقع مصر الإستراتيجى، بينما صانع الفكرة جريهام فولر يقف سعيدا بتحقيق رؤيته المؤمنة بأن الحكم الإسلامى لن يستمر سوى عام واحد، لنصبح فى عالم بلا إسلام.. لعن الله المغفلين!