20 يونيو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    اليابان تعرب عن قلقها العميق إزاء اتفاق عسكري بين روسيا وكوريا الشمالية    حماس تتمسك بعودة اللاجئين وترفض محاولات إسرائيل إلغاء الأونروا    خالد فودة: بعثة حج جنوب سيناء بخير.. والعودة الإثنين المقبل    مليون أسرة تستفيد من لحوم صكوك أضاحى الأوقاف هذا العام.. صور وفيديو    بعد انتهاء عيد الأضحى 2024.. أسعار الحديد والأسمن اليوم الخميس 20 يونيو    استقرار أسعار العملات مقابل الجنيه اليوم الخميس 20 يونيو 2024    وزير المالية: إنهاء أكثر من 17 ألف منازعة ضريبية تتجاوز 15 مليار جنيه خلال 10 أشهر    سنتكوم: دمرنا زورقين ومحطة تحكم أرضية ومركز قيادة للحوثيين    مزاعم أمريكية بقرب فرض قطر عقوبات على حماس    عاجل - الاستخبارات الروسية تصدم رئيس أوكرانيا: "أمريكا ستتخلى عنك قريبا والبديل موجود"    وول ستريت جورنال: 66 من المحتجزين في غزة قد يكونوا قتلوا في الغارات    انقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص في الإكوادور    سيراميكا كليوباترا يهاجم اتحاد الكرة: طفح الكيل وسقطت الأقنعة    الأهلي يحسم مصير مشاركة عمر كمال أمام الداخلية اليوم    أزمة في عدد من الأندية السعودية تهدد صفقات الموسم الصيفي    الإسكان: 5.7 مليار جنيه استثمارات سوهاج الجديدة.. وجار تنفيذ 1356 شقة بالمدينة    اليوم بداية الصيف رسميا.. الفصل يستمر 93 يوما و15 ساعة    بيان مهم من الداخلية بشأن الحجاج المصريين المفقودين بالسعودية    غرق شاب عشريني في أحد بشواطئ مطروح    ولاد رزق 3 يواصل تحطيم الأرقام القياسية بدور العرض لليوم الثامن.. بإجمالي مفاجىء    محمد صديق المنشاوى.. قصة حياة المقرئ الشهير مع القرآن الكريم    عاجل - قوات الاحتلال تقصف مربعا سكنيا غربي رفح الفلسطينية    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20-6-2024    طواف الوداع: حكمه وأحكامه عند فقهاء المذاهب الإسلامية    الإفتاء توضح حكم هبة ثواب الصدقة للوالدين بعد موتهما    عاجل - تحذير خطير من "الدواء" بشأن تناول مستحضر حيوي شهير: جارِ سحبه من السوق    ثلاثة أخطاء يجب تجنبها عند تجميد لحوم الأضحية    غلق منشأة وإعدام 276 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بجنوب سيناء    تركي آل الشيخ يدعو أسرتي مشجعتي الأهلي لأداء مناسك العمرة    منتخب السويس يلتقي سبورتنج.. والحدود مع الترسانة بالدورة المؤهلة للممتاز    مطار القاهرة يواصل استقبال أفواج الحجاج بعد أداء مناسك الحج    دراسة بجامعة "قاصدي مرباح" الجزائرية حول دور الخشت فى تجديد الخطاب الدينى    تصل إلى 200 ألف جنيه، أسعار حفلة عمرو دياب بالساحل    كيفية الشعور بالانتعاش في الطقس الحار.. بالتزامن مع أول أيام الصيف    خلال 24 ساعة.. رفع 800 طن مخلفات بمراكز أسيوط    في هانوي.. انطلاق المباحثات الثنائية بين الرئيس الروسي ونظيره الفيتنامي    مبدأ قضائي باختصاص القضاء الإداري بنظر دعاوى التعويض عن الأخطاء    تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    مصرع عامل نظافة تعاطى جرعة زائدة من المواد المخدرة بالجيزة    yemen exam.. رابط الاستعلام عن نتائج الصف التاسع اليمن 2024    إيقاف قيد نادي مودرن فيوتشر.. تعرف على التفاصيل    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    يورو 2024| صربيا مع سلوفينيا وصراع النقاط مازال قائمًا .. والثأر حاضرًا بين الإنجليز والدنمارك    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    خاص.. موقف الزمالك من خوض مباراة الأهلي بالدوري    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما مصدر الإرهاب

أثبتت أمريكا اليوم وبعد سقوط حكم الإخوان فى مصر أنها هى التى تصنع الإرهاب الموجه ليس فى الدول فقط، بل ضدها هى نفسها بشكل غير مباشر، حيث إنها وبعد عداء قديم مع الإسلاميين، بسبب أمور عديدة من أهمها تمركزها بالخليج ودعمها لإسرائيل والضربات التى وجهتها لأفغانستان فى عام 1998 ثم المرة الثانية فى حربها على الإرهاب فى أفغانستان أيضا بعد أحداث سبتمبر، ثم فى باكستان مع طالبان من خلال السفيرة الأمريكية حاليا فى مصر ثم فى العراق، ثم دعمتهم ماليا فى دول الربيع العربى.




تستمر أمريكا فى خلق أعدائها من خلال دعمها للإرهاب سواء بالتمويل المادى أو اللوجيستى كما حدث فى أفغانستان، عندما قامت بتأسيس تنظيم القاعدة لمحاربة الشيوعيين فى الحرب السوفيتية فى أفغانستان، حيث كانت تنظر إلى الصراع الدائر فى أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخرى، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتى. مولت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية ISIالمجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتى فى برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمى ب «عملية الإعصار».
وكان عبد الله عزام وبن لادن قد أسسا مكتب الخدمات فى بيشاور بباكستان فى عام .1984 ومنذ عام 1986 افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد فى الولايات المتحدة، أبرزها كان مركز اللاجئين كفاح فى مسجد الفاروق فى شارع الأطلسى ببروكلين. ومن بين أبرز الشخصيات فى مركز بروكلين، العميل المزدوج على محمد الذى أطلق عليه جاك كلونان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالى اسم «المدرب الأول لبن لادن» و«الشيخ الضرير» عمر عبدالرحمن رائد عملية تجنيد المجاهدين فى أفغانستان، وفى نهاية الحرب انسحب الاتحاد السوفيتى من أفغانستان فى عام ,1989 وظلت حكومة محمد نجيب الله الأفغانية الشيوعية لمدة ثلاث سنوات بعد الحرب، قبل أن تسقط على يد عناصر من المجاهدين. وأعقب ذلك حالة من الفوضى، فى وجود قادة المجاهدين غير القادرين على الاتفاق على هيكل الحكم، الذين واصلوا تنظيم تحالفات تقاتل من أجل السيطرة على الأراضى، مما أحال البلاد إلى حالة من الدمار.
وفى حربها المزعومة على الإرهاب اخترقت كل الأعراف والمواثيق الدولية، فى احتلالها للعراق، لا ندرى من الذى نصب الإدارة الأمريكية فى أن تحكم العالم بقوة الحديد والنار، ولا ندرى من الذى أعطاها الحق بالتدخل فى الشئون الداخلية للدول، ومن أفغانستان وباكستان والعراق إلى مصر فمن أعطى الإدارة الأمريكية الحق فى تمكين الإخوان من حكم مصر ويجيب عن هذا التساؤل الكاتب والخبير الجيوسياسى تونى كارتلوشى قائلا: إن أى شخص مازال يصدق خدعة ما يسمى ب «الربيع العربى» سيكون لديه تشويش وارتباك حول الساحة السياسية الناشئة فى مصر، حيث خرجت المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين من «الانتفاضة الشعبية» المطالبة للديمقراطية.
إذا فهم أى شخص أن المتظاهرين من أجل «الديمقراطية» تم تمويلهم، وتدريبهم وإعدادهم فى الواقع من وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، ليكونوا غطاء من أجل تمكين جماعة الإخوان المسلمين من الحكم فى مصر وجعلها بين العديد من وكلاء الغرب، فإن المعركة السياسية الراهنة ستتضح ويكون لها معنى.
ويقول الكاتب: إن الأدلة تتزايد ضد الإخوان، وتؤكد تورطهم كعملاء صريحين للسياسة الخارجية الغربية، وذلك عندما قامت حركة 6 أبريل الممولة والمدعومة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بتأييد مرسى. ومرة أخرى انخدع الشباب الوطنى فى مصر بالبروباجاندا الغربية عن طريق زملائهم المصريين المتآمرين ضد وطنهم وشعبهم.
والجيش المصرى، كما هو الحال فى كثير من الدول النامية، ربما يقبل المعونات من الغرب، ربما يتدرب مع القوات الغربية، ولكنهم فى نهاية المطاف وطنيون ويسعون بجميع الوسائل والدوافع لوضع خطوط فاصلة والحفاظ على سيادة الدولة والتحقق من طموحات الغرب داخل مصر ودائرة نفوذهم فى جميع أنحاء مصر. فكان من الضرورى للغرب الإطاحة ليس فقط بحسنى مبارك الذى رفض المشاركة بدور أوسع ضد العراق وإيران، ولكن أيضا بإحكام القبضة على الجيش المصرى نفسه من خلال سياسات جديدة، والاستعاضة عنه بالإخوان المسلمين الذين بالفعل يعملون بجد فى سوريا محاولين هزيمة واحدة من حلفاء إيران الأساسيين فى المنطقة، وهذا هو الهدف الأسمى.
وتخدم الحركات الداعية للديمقراطية، والتى تم تدريبها وتمويلها وتجهيزها بواسطة الغرب خاصة حركة شباب 6 أبريل من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، غرضا واحدا ألا وهو تمكين الإخوان المسلمين من السلطة ومنحهم «الشرعية» بحيث لا يتواجد غيرهما. وبالنسبة للأشخاص الذين لهم فعلا مطالب مشروعة سيشعرون بخيبة أمل لا محالة، إذا لم يتم سحقهم تماما بمكائد الغرب، وذلك لأن أهداف الغرب تتكشف ببطء، حيث يسعون لحرب إقليمية تهدف إلى تدمير إيران وسوريا وحزب الله فى لبنان تدريجيا لخوض حرب سنية شيعية تدمر المنطقة.
وعلى الرغم من الخطاب المتغطرس للجماعة الذى يبدو مضادا للسياسة الغربية، فإنها أصبحت منذ نشأتها المتحدث الرسمى للسياسة الخارجية للغرب. حاليا، الذراع السورية للإخوان المسلمين مشارك بضراوة، وفى الحقيقة يقود، العنف الطائفى المدعوم أمريكيا، إسرائيليا، وقطريا الذى أصبح يجتاح سوريا منذ أكثر من عامين.
وفى السادس من مايو 2012 نصت مقالة لوكالة رويترز: «عن طريق العمل بهدوء، ظلت الجماعة تمول المنشقين من الجيش السورى الحر والمتمركزين بتركيا بهدف تمرير الأموال والإمدادات إلى سوريا، والعمل على إحياء قاعدتها السنية الصغيرة والمتوسطة من المزارعين السوريين»، بينما فشلت رويترز إيضاح كيفية إعادة إحياء جماعة الإخوان، تم الكشف عنها بمقال نيويوركر عام 2007 بعنوان، «إعادة التوجيه» بقلم سيمور هيرش، أنها كانت بدعم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللاتى قامتا بتحويل الدعم لهم. وكشف هيرش أيضا أن أعضاء من فصيل سعد الحريرى اللبنانى الذى تسلم قيادته فؤاد السنيورة، كانوا بمثابة همزة الوصل بين المخططين الأمريكيين وجماعة الإخوان المسلمين بسوريا.
نوه هيرش فى مقاله بالنيويوركر عن مقابلة تيار سعد الحريرى اللبنانى بنائب الرئيس ديك تشينى فى واشنطن ليؤكد شخصيا على أهمية استخدام جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا فى حالة الرغبة بأى تحرك ضد النظام السورى الحاكم. لقد تم التحذير من أن مثل هذا الدعم يمكن أن يفيد جماعة الإخوان ككل، وليس فقط بسوريا، ويمكن أن يؤثر على الرأى العام كما هو الحال فى مصر، حيث تدور المعركة ضد مراكز القوى بالنظام المصرى التى تحاول الحفاظ على مدنية الدولة، خاصة أنه أصبح من الواضح أن الإخوان لم ترتفع أسهمهم تلقائيا فى سوريا، إنما عن طريق مساعدة الولايات المتحدة، وإسرائيل، والتمويل الخارجى والتوجيه والسلاح.
وبالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين، يزعمون أنهم حزب دينى مما يتناقض مع حركة 6 أبريل العلمانية، إلا أن مؤسسها أحمد ماهر أبدى دعمه الكامل لجماعة الإخوان. كان يجب أن نتذكر وجود ماهر بالولايات المتحدة، ثم صربيا، والعودة مجددا للولايات المتحدة فى سلسلة من التدريبات وإقامة شبكة من الترتيبات برعاية وزارة الخارجية الأمريكية قبل، وأثناء وبعد ما يسمى ب«الربيع العربى». والذى ظهر سياسيا بالتضاد الأيديولوجى بين حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان المسلمين، بينما فى الواقع يتشاركون قاسما مشتركا- فهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية والغربية.
إن إضعاف مصر قبل هجوم حلف الناتو على ليبيا كان خطوة حاسمة لضمان تدمير الأخيرة تماما وتكوين ما يسمى الآن بإمارة ليبيا الإرهابية لشحن المال والأسلحة شرقا وغربا لزعزعة الاستقرار وإسقاط الحكومات المختلفة على قائمة المهام الأنجلو-أمريكية الطويلة. قدرة الغرب على تنصيب حكومة الإخوان المسلمين فى مصر، مع نفوذها ووجودها الإقليمى الملحوظ سيكون بمثابة ضربة خطيرة ليس فقط لسوريا، بل لإيران أيضا، وبالفعل كررت جماعة الإخوان المسلمون دعواتها لإسرائيل والولايات المتحدة للتدخل الخارجى فى سوريا قبل وبعد خطاب استاد القاهرة الذى قام فيه المعزول محمد مرسى بقطع العلاقات مع سوريا تمهيدا للتدخل الأمريكى هناك.
وفى مقال لتوماس فريدمان بعنوان أمريكا تمول صراعات الشرق الأوسط بتاريخ 26 مارس 2012 كال فريدمان الانتقادات والاتهامات التى وجهها للإدارة الأمريكية، والتى أكد فيها أن الولايات المتحدة تمول الصراعات القبلية والأصولية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط تعزيزا للصراع والانقسام من منطلق نهج نفعى انتهازى بحت. وقال فريدمان: «لقد حان الوقت لإعادة التفكير فيما تفعله الولايات المتحدة بالشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن تلك المنطقة لا تحتاج من أمريكا اليوم سوى المدارس العصرية والحقائق الصعبة، ومؤكدا على أن مرض الشرق الأوسط الآن هو التركيبة السامة للقبلية والانقسام بين الشيعة والسنة، والأصولية الدينية، والنفط الذى يمثل إغراء للولايات المتحدة من أجل التدخل ودعم نظم ديكتاتورية.
وأضاف فريدمان أن المؤرخ فيكتور ديفيز هانسون، كتب فى تحليل نقدى للسياسة الأمريكية فى العراق وإيران وليبيا وسوريا ومصر وباكستان وأفغانستان «أن الشرق الأوسط» موبوء بالقبلية والنفط والتعصب الإسلامى، وهذه التركيبة السيئة تجعل الأمريكيين يشعرون بالملل من الشرق الأوسط، سواء عندما يتدخلون فى شئونه أو عندما يحاولون التزام الصمت». وتابع فريدمان أن هذا التدخل يدمر كل شىء مطلوب من مجتمع يخطط لمستقبل، بما فى ذلك مؤسسات الحكم السليمة، والسياسة المتفق عليها مع الشعب بشأن تبادل السلطة، وحقوق النساء والأخلاقيات القائمة على التعددية وحماية حقوق الأقليات والتعليم العصرى. وكتب فريدمان: «انظروا إلى مصر.. أكثر من نصف النساء وربع الرجال لا يعرفون القراءة، والشباب الذين قادوا الثورة يصرخون من أجل التعليم والحرية المطلوبين للنجاح فى العالم المعاصر.
واستكمل الكاتب: «نحن لا نقول الحقيقة للباكستانيين لأن لديهم قنبلة نووية، ولا نقول الحقيقة للسعوديين لأننا مدمنون للنفط، ولا نقول للبحرينيين الحقيقة لأننا بحاجة لقاعدة الأسطول هناك، ولا نقول للمصريين الحقيقة لأننا بذلك سنعرض كامب ديفيد للخطر، ولا نقول للإسرائيليين الحقيقة بسبب الصوت اليهودى فى الانتخابات، ولا نقول الحقيقة لكرزاى لأن أوباما يخاف من رأى جون ماكين». وأضاف فريدمان أن الولايات المتحدة لن تحقق أى شىء جيد من الانقسامات والقبلية والأصولية المعتمدة على النفط، مشيرا إلى أن التغيير ممكن وأنه يجب على الإدارة الأمريكية تقليل ارتباطها بالنفط من الأماكن التى لا تتفق مع القيم الأمريكية،و لا مغزى لإرضاء حكومة على عكس رغبة شعبها.
وقد أظهر استطلاع للرأى أجراه مركز الدراسات العربى - الأوروبى ومقره باريس أن الولايات المتحدة الأمريكية هى مصدر الإرهاب العالمى، حيث يرى 4,86 ٪ ممن شملهم الاستطلاع أى نجاح لحروب القضاء على الإرهاب بعد أحداث سبتمبر لأن الولايات المتحدة الأمريكية برأيهم هى مصدر الإرهاب العالمى وهى التى أسسته ونشرته عن طريق حروبها، والإرهابيون الكبار مدعومون ومحميون من قبلها وهى التى تقوم بتصفيتهم عندما تنتهى أدوارهم، فى حين يرى 2,8 ٪ أن العالم لم يتفق على تعريف موحد للإرهاب فكيف يمكن له أن يتفق على القضاء عليه، أما 4,5 ٪ فرأوا أنه رغم النجاح فى تجفيف منابع الإرهاب مازال الفكر الإرهابى موجودا فى أدمغة مجموعة من المرضى الطلقاء اليوم. وانتهى المركز إلى نتيجة تقول: ذكرت آخر المعلومات أن الولايات المتحدة الأمريكية قد صرفت مابين 3 - 4 تريليونات دولار من أجل القضاء على الإرهاب دون أن تتمكن من تحقيق غاياتها بسبب مجموعة كبيرة من الأخطاء التى ارتكبتها، فقد خلطت واشنطن ما بين الإسلام والإسلاميين فكانت النتيجة تكاثر أعداء أمريكا فى العالم. شنت حملة إعلامية مدفوعة الثمن على المستوى العالمى فكانت أن أساءت هذه الحملة إلى الأبرياء والمسالمين، كما شحنت نفوس أغلبية الغربيين فتحولوا إلى عنصريين.
وعلى الرغم من النفى الدائم والمستمر سواء من قبل السفارة الأمريكية فى القاهرة أو من قبل جماعة الإخوان المسلمين عن وجود علاقة لهم بوكالة الاستخبارات الأمريكية «سى آى إيه» إلا أن هناك العديد بل الكثير من وثائق «سى آى إيه» والإدارة الأمريكية تؤكد وجود علاقة ما بين الطرفين تعود إلى خمسينيات القرن الماضى وخلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، التى لعب خلالها الإخوان دورا مهما فى مقاومة المد الشيوعى.
الوثائق السرية التى أفرجت عنها سى آى إيه تؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت تراقب الإخوان ونشاطاتهم منذ عام 1947وتقول الوثيقة المفرج عنها أن عنصرا جديدا أضيف بعد الحرب العالمية مع ظهور حزب الإخوان المسلمين الذى يؤكد على الإسلام وكراهيته الشديدة للتدخل الأجنبى فى العالم العربى.
وفى وثيقة أخرى تحت عنوان «عواقب تقسيم فلسطين» بتاريخ 28 نوفمبر 1947 تذكر وكالة الاستخبارات الأمريكية أنه تم تأسيس حركة الإخوان المسلمين التى تتمركز فى مصر من الشبان المسلمين بغرض توجيه المجتمع العربى بما يتوافق مع الأيديولوجيا الإسلامية. وتم تأسيس فروع لتنظيم الإخوان فى سوريا، ولبنان، بالإضافة إلى فلسطين، والذى يعد من أكثر أفرعها نشاطا. وينظر تنظيم الإخوان إلى التغريب باعتباره تهديدا خطيرا للإسلام وسوف يواجه أى انتهاك صهيونى لفلسطين بالتعصب الدينى، فإذا ما تم إعلان الجهاد، سيصبح الإخوان رأس الحربة فى أى حملة، كما يستطيع المفتى الأكبر، باعتباره رئيسا للمجلس الإسلامى الأعلى، أن يعتمد على التأييد الجماعى لجميع أعضاء الإخوان الذين يثقون فى دخولهم الجنة إذا ما ماتوا فى ساحة القتال.
والعلاقة الحميمية بين الإخوان وأمريكا مثيرة للاندهاش والشواهد تؤكد وجود اتفاق بين الطرفين على تأمين مصالح واشنطن الاستراتيجية فى المنطقة، وأن تأمين المصالح الأمريكية الاستراتيجية بمصر مستمر منذ أربعين عاما وحتى اللحظة الحالية التى تشهد انسحاب الإخوان من المشهد.
وفى فبراير 2011 فى مقال نشرته نيويورك ريفيو أوف بوكس ذهب الصحفى الكندى آيان جونسون إلى وصف العلاقة بين الإخوان وأمريكا بأنها أكثر من حميمية. يقول صاحب كتاب «مسجد فى ميونيخ» والذى يعرض نشاط الإخوان فى أوروبا ودورهم فى تجنيد عناصر تبنت فى ما بعد الفكر الجهادى، إن ما بين الإخوان والمخابرات الأمريكية تراض حقيقى يرجع إلى الخمسينيات من القرن الماضى وهو «تراضٍ صامت» تم بمقتضاه الاتفاق على معاداة الشيوعية وتهدئة أى توترات للمسلمين فى أوروبا.
يكشف جونسون فى مقاله اطلاعه على أحد الكتب للرئيس الأمريكى السابق دوايت أيزنهاور يروى فيه تفاصل اجتماع حضره سعيد رمضان مندوب الإخوان المسلمين وصهر مؤسس ومرشد الجماعة حسن البنا وهو والد الباحث المصرى طارق رمضان الذى يحمل الجنسية السويسرية. الكاتب الكندى كشف أيضا أن «سى آى إيه» دعمت سعيد رمضان بشكل علنى وكانت تعتبره عميلا للولايات المتحدة وساعدته بالتالى فى الخمسينيات والستينيات فى الاستيلاء على أرض مسجد ميونيخ وطرد المسلمين المقيمين ليبنى المسجد عليها الذى يعد من أهم مراكز الإخوان المسلمين فى أوروبا.
وقد كشف الكاتب أيضا دور المخابرات البريطانية فى مساعدة سعيد رمضان لترتيب انقلاب ضد عبد الناصر سنة 1965 والعملية التى انتهت بالقبض على غالب عناصرها فيما عرف تاريخيا بقضية تنظيم الإخوان التى أعدم بسببها سيد قطب.
ويقول ماثيو هولاند فى كتابه «أمريكا ومصر: من روزفلت إلى أيزنهاور» إن العلاقة بين عبدالناصر والولايات المتحدة لم تكن سيئة فى السنوات الأولى من الثورة حتى أن أمريكا منحت عبدالناصر سترة واقية من الرصاص قبل خطاب المنشية الشهير وكأنها كانت على علم بمحاولة الاغتيال.
حادثة المنشية مكنت عبدالناصر وفقا لهولاند من التخلص من الرئيس محمد نجيب ومن الإخوان من خلال إصدار مرسوم يقضى بحظر الجماعة واعتبارها خارجة عن القانون، حتى أن أنتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا وصف عبدالناصر بأنه واحد منا. تحول عبد الناصر لاحقا إلى السوفييت والمعسكر الشرقى غير حسابات لندن وواشنطن وأصبح عدو الأمس صديق اليوم، وبدأت علاقة جديدة بين الإخوان وأمريكا هدفها هذه المرة القضاء على عبد الناصر نفسه.
حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا دعم الإخوان من خلال تشكيل خلايا سرية تعمل ضد الثورة وقد أقنعت واشنطن ولندن الإخوان المسلمين بالتعاون مع جماعات إيرانية متشددة، وتم تشكيل خلية «فدائيى الإسلام» التى استطاع عبدالناصر كشفها واعتقل على أثرها عددا من زعامات الإخوان مع سحب الجنسية المصرية من عدد منهم، من بينهم سعيد رمضان نفسه .1965
وبعد وفاة عبد الناصر وتراجع المد القومى نشأت علاقة من نوع جديد بين أمريكا والإخوان خاصة فى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات. فقد أكد الكاتب الأمريكى روبرت دريفوس فى كتاب بعنوان «لعبة الشيطان.. كيف أطلقت الولايات المتحدة العنان للأصولية الإسلامية» أن واشنطن دعمت الجماعات الإسلامية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهرا وسرا، مما تسبب فى ميلاد الإرهاب، مؤكدا أن أمريكا تلاعبت بالجماعات الإسلامية التى دعمتها ومولتها.
يذكر ستيفين ميرلى الباحث فى معهد هدسون بواشنطن فى دراسة مطولة عن الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة أن الإدارة الأمريكية سمحت لهم بمزاولة نشاطاتهم التنظيمية داخل الولايات المتحدة. وفى هذا الإطار، قام الإخوان فى أمريكا فى أوائل الستينيات بعمل منظمات تعمل كواجهة خارجية تغطى على هذا التنظيم السرى للإخوان فى الداخل الأمريكى. ويقول ميرلى أن هذا التنظيم السرى حقق نجاحات واسعة فى خلق منظمات راعية ودافعة لتحقيق الأهداف السامية لإخوان أمريكا.
ويذكر الكاتب أنه فى البدايات كانت مرحلة التجميع والحشد، حيث بدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدء الفاعلية الإسلامية فى أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل. يقول: «بدأ تشكيل المتطوعين، لكن بدون أى إطار تنظيمى، فهى إذن مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا فى بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخرى أو ليس لهم أدنى انتماء فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان فى أمريكا الشمالية».
ويضيف: «ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمى، حيث تم عمل مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمى تنسيقى ما يسمى بمجلس التنسيق والذى أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدى فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات، لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست فى إطار تنظيمى حتى الآن، ثم نمت هذه المجموعات لتفرز قادة لها ثم يتم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات فى غياب أعضاء المجموعة الأقل فى السلم القيادى، وعليه تم إلحاق بعض الدول التى ليست لديها مجموعة ممثلة فى مجلس التنسيق أن تنضم إلى أقرب مجموعة فى الدولة المجاورة لها، كما كان الحال بالنسبة للعراق مع الأردن وليبيا مع مصر. ويكشف: «قامت مجموعة من الطلاب ذات الانتماءات الإخوانية فى أمريكا الشمالية بالتجمع والتحشد لتكوين اتحاد الطلاب المسلمين ليكون ذا صبغة إخوانية هو الآخر ثم تكون النشاطات التنظيمية محصورة فى التجمعات والمؤتمرات العلنية والمعسكرات الطلابية الحاشدة».
أما التحرك الذى سيكون أكثر حسما للأمر فهو التحرك الذى يقوده رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب إيد رويس والذى يحظى بمساندة الكثير من الأعضاء لبدء عزل الرئيس الأمريكى على خلفية دعمه للإرهاب والتغاضى عن عمليات غسل أموال واسعة لصالح الإخوان والسماح لهم باختراق الإدارة الأمريكية ببعض عناصرهم إضافة للدور غير المبرر للسفيرة الأمريكية فى مصر التى يستخدم أوباما كل نفوذه للإبقاء عليها فى مصر رغم معرفته باتصالاتها بميليشيات مسلحة على الأرض فى مصر.
كما طالب الكونجرس الأمريكى من الرئيس أوباما استرداد مبلغ 8 مليارات دولار استلمها خيرت الشاطر دعما لجماعة الإخوان المسلمين مقابل تسليم 40٪ من مساحة مصر للفلسطينيين التابعين لأعضاء حماس، ولما أصبح خيرت وأعوانه خارج السلطة أصبح أوباما فى ورطة لعدم إتمام الصفقة، وهذا هو الحرج الأساسى فى موقف أوباما الذى أثار حفيظة أعضاء الكونجرس.
يذكر أن الوثيقة المتفق عليها والموقع عليها كل من الرئيس المعزول مرسى ونائب المرشد العام خيرت الشاطر ومستشار الرئيس للشئون الخارجية عصام الحداد نجحت القوات المسلحة فى الحصول على الوثيقة والتحفظ عليها تمهيدا للكشف عنها بعد التحقيقات، وسوف يتم التحقيق فيها علنا، وتجرى الإدارة الامريكية مفاوضات بشأن هذه الوثيقة مقابل اعترافها بعزل مرسى، بينما تصر القوات المسلحة المصرية على إعلان الحقيقة على الشعب واضحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.