البرلمان الأردنى ثار عندما بدأ مشروع تنمية منطقة العقبة، وقطاعات كبيرة من الشعب المصرى ثارت عندما بدأ الحديث عن تنمية إقليم قناة السويس، والقاسم المشترك بين الثائرين فى الدولتين هو الخوف من تمليك الأراضى للأجانب وعزل المنطقة المزمع تنميتها عن جسد الدولة جغرافيا وقانونيا، بالإضافة إلى جنسيات رءوس الأموال التى قد تنتمى إلى دولة متربصة أو لها مطامع عجزت عن تحقيقها سياسيا فحاولت التسلل اقتصاديا، استقرت العقبة والتنمية فيها تجرى على قدم وساق، أما محور قناة السويس فالجدل حول تنميته مازال مستمرا، المهندس أحمد جلال الدين، صاحب مبادرة اصطفاف التى تحمست لتنمية محور قناة السويس يقوم حاليا بلم شمل رجال الأعمال المصريين من خلال رئاسته لجمعية الأعمال والاستثمار الدولى، كما يقوم بجولات للخارج لإقناع الشركات الأجنبية للاستثمار فى مصر من خلال إدارته لإقليم غرب العالم الإسلامى فى اتحاد أصحاب الأعمال بدول منظمة التعاون الإسلامى، ولأنه الأكثر حماسة للمشروع واجهناه بالمخاوف التى تحيط بتنمية قناة السويس وتلك إجاباته. ما علاقتك بمشروع تنمية إقليم قناة السويس، ولماذا توجد فى بؤرة الضوء دون غيرك؟ دعنى أتحفظ على مصطلح «إقليم» لأنه لم يرد على لسانى مرة واحدة، فعندما أتحدث أقول تنمية منطقة قناة السويس، أما علاقتى بهذا المشروع فجاءت بحكم رئاستى لجمعية ضمن مجموعة من الجمعيات لرجال أعمال أطلقوا مبادرة اصطفاف، وهى مبادرة لا تقتصر فقط على دعم تنمية قناة السويس، لكنها تمتد إلى كل المشروعات الاقتصادية الكبيرة التى تستفيد منها مصر وفى مقدمتها منطقة قناة السويس، ومبادرة اصطفاف لا تهتم إلا بالمشروعات الاقتصادية ولا يوجد لها أى توجه سياسى. هذه مبادرة إخوانية التف حولها رجال أعمال الإخوان المسلمين ورفضها غير المنتمين للجماعة؟ هذا غير صحيح، فالمتحمسون لتنمية قناة السويس من غير الإخوان المسلمين أكثر بكثير من المنتمين للإخوان، ونستطيع أن نتأكد من ذلك إذا حضرت اجتماعاتنا، كما أن المبادرة لا تعرف أى توجه سياسى، قد نكون مختلفين سياسيا، لكن اصطفاف لا تعرف إلا الاقتصاد، والاقتصاد لا يعنى سوى النفع أو الضرر، ونحن حريصون على أن تنفع المبادرة الشعب المصرى بأكمله، وكل من شارك فى المبادرة وسوف يشارك يعلم جيدا أن عليه خلع ردائه السياسى وهذا شرط أساسى. لماذا هذا الحرص على دعم مشروع اختلف حوله الجميع وقال عنه الكثيرون إنه سيبيع قناة السويس للأجانب؟ دعنى أصحح ما قلته فى سؤالك، الاختلاف والجدل الدائر متعلقان فقط بالقوانين التى تحكم العمل بمشروع تنمية قناة السويس، وهناك إجماع على الجانب الاقتصادى فى المشروع، ولذلك لا علاقة لى ولا لكل المشاركين فى مبادرة اصطفاف بالشق القانونى، نحن ندعم المشروع الاقتصادى وكنا حريصين منذ البداية على الفصل بين الشقين، الاقتصادى والقانونى، ولا صحة لبيع أراضى مصر للأجانب. دعمكم للمشروع يدخلكم تحت مظلة جماعة الإخوان المسلمين لأنها الجهة الوحيدة التى تدعم المشروع؟ على الإطلاق، ليس لنا أى توجه سياسى، ولا يوجد أى غطاء سياسى للمشروع، كما أن تنمية قناة السويس ليس مشروع الإخوان ولا الحكومة ولا الرئاسة، بل مشروع مصر كلها وهى أكبر من الجميع، وأرى أن هذا المشروع سوف ينقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى اقتصاديا وهناك دول كثيرة سبقتنا إلى ذلك. ما حجم الفائدة التى تعود على مصر من هذا المشروع؟ المشروع سوف يحدث نهضة سياحية وصناعية وتجارية غير مسبوقة فى منطقة القناة، وبدلا من أن تحقق قناة السويس 5,5 مليار دولار سنويا، سوف تحقق مائة مليار دولار، هناك خدمات لوجسيتية ومصانع وعمليات شحن وتفريغ، ولك أن تتخيل حجم العمالة فى هذا المشروع الضخم، وإذا كنا نقول إن منطقة قناة السويس ظلمت فجاء اليوم الذى يأخذ كل مواطن فى هذه المنطقة حقه ويجد شباب مصر فرص عمل كريمة داخل بلدهم. الخوف من تدخل بعض الدول المتربصين بمصر إذا تملكت أراضى فى هذا المشروع وهناك تخوف أيضا من الجنسيات التى تنتمى إليها رءوس الأموال؟ مبدئيا، لا يوجد تملك أراض فى هذا المشروع على الإطلاق، هناك فقط حق انتفاع، واذا كنت تتحدث عن القانون الذى ستعمل به المنطقة فمن الممكن تعديله والاتفاق عليه، لكن المشروع الاقتصادى ثماره لمصر كلها، وبالتأكيد ستكون هناك رقابة على الأموال التى سيتم ضخها فى المنطقة، وأريد التأكيد على أن هذا المشروع موجود ومنذ عشرات السنين، وأنا شخصيا ومعى مجموعة كبيرة من رجال الأعمال بدأنا الإعداد للمشروع منذ عام 2004 وهذا يدل على أن المشروع ليس حكرا على أحد. ما ردكم كرجال أعمال فى مبادرة اصطفاف؟ كان شرطنا منذ البداية عدم الحديث فى السياسة، لذلك نجد فى مبادرة اصطفاف الليبرالى واليسارى والعلمانى وذا التوجه الإسلامى، وهناك رجال أعمال ينتمون للأحزاب المختلفة، لكن الكل يخلع رداءه السياسى قبل الانضمام للمبادرة، وجميعا نتواصل مع الأمانة الفنية للمشروع وعقدنا عددا من المؤتمرات وورش العمل وحاورنا عددا كبيرا من المستثمرين والوزارات المعنية ونسقنا فيما بيننا للترويج للمشروع وقمنا بصناعة فيلم تسجيلى عن قناة السويس يحكى تاريخها ويقدم شرحا للمشروع الجديد بمحاوره المختلفة. كان غريبا أن تدعو مبادرة اصطفاف الحكومة لمؤتمر صحفى وهذا أثار لغطا لأن المنطق يقول العكس، المؤتمر تعقده الحكومة وتدعو إليه رجال الأعمال؟ ولماذا لا ندعو نحن للمؤتمر، أعتقد أن هذا شىء طبيعى وحدث من قبل، لقد عقدنا المؤتمر بالتنسيق مع الأمانة الفنية للمشروع ودعونا رئيس الحكومة والوزراء المعنيين ونجح المؤتمر، وسواء كنا نحن أصحاب الدعوة أم الحكومة فالأهم هو النتيجة، والجميع يعمل لصالح مصر فى هذه الفترة الحرجة، واتفقنا فى المؤتمر على الترويج للمشروع وعمل شراكات مع دول عربية وأجنبية دون أن تملى علينا دولة شرطا واحدا، أياً كان حجم استثماراتها فى المنطقة، فالكل يعمل وفق شروطنا. ما الذى تقوله للمعارضين لهذا المشروع؟ أقول لهم إن مشروع تنمية قناة السويس سوف يجعل من مصر دولة رائدة, وسيحقق تنمية اقتصادية حقيقية يجعلها نموذجا أفضل من سنغافورة وهولندا وجبل على بالإمارات، وأؤكد أن الاستقطاب السياسى الحادث منذ بداية الثورة لن يحقق أى تواصل ولن يفيد مصر, وعلى الجميع أن يتخلى عن توجهه السياسى ولو قليلا ونعود جميعا إلى التفافة ال 18 يوما أثناء الثورة حتى ندفع مصر إلى الأمام.