يبدو أن المسئولين فى النادى الأهلى لا يعرفون، ولا يعترفون بالمثل الشعبى الدارج والشهير: «اللى يتلسع من الشوربة، ينفخ فى الزبادى»، وبرغم أن الأهلى اتلسع بل اكتوى من نار الشاب المعجزة ممدوح عيد، والذى تسبب فى فضيحة هروب ناشئ الأهلى أحمد حسن، الشهير بلقب كوكا، قبل عامين للاحتراف فى الدورى البرتغالى، وقت أن كان عيد يشغل منصبا وهميا فى قطاع الناشئين بالنادي، وقبل أن يتم استبعاده من منصبه من قبل الإدارة على خلفية تورطه فى الفضيحة، خصوصا أن أحد أعضاء مجلس الإدارة الحاليين تورط هو أيضا فى ذات الفضيحة، إلا أن إدارة النادى الأهلى لم تستوعب درس كوكا، وعاد الشاب المعجزة ليظهر مجددا فى صفقة احتراف نجمى الأهلى أحمد فتحى ومحمد ناجى جدو بنادى هال سيتى الإنجليزي، وكانت المفاجأة المذهلة أنه كان وكيل اللاعبين فى الصفقة المزدوجة، باعتباره وكيلا لشركة إنجليزية متخصصة فى تسويق اللاعبين. والغريب فى الأمر أن الكثيرين ظنوا وقت انفجار فضيحة هروب كوكا، أن بطلها ممدوح عيد لن يظهر مجددا فى النادى الأحمر، إلا أن المفاجأة أنه رافق بعثة فريق الكرة بالنادى قبل شهرين لليابان أثناء خوض الأهلى لبطولة كأس العالم للأندية، وكان كل مسئولى النادى الأهلى يعاملونه بود وكأنه مسئول رسمى بالبعثة، فيما همس الكثيرون أنه يستمد قوته داخل النادى من خلال علاقته الأسرية التى تربطه بأحد أعضاء مجلس إدارة النادي. وبعيدا عن لغز ممدوح عيد فى النادى الأهلي، فإن هناك أزمة أكبر وأهم، تلك الأزمة التى تفجرت على خلفية موافقة لجنة الكرة بالنادى على احتراف الثنائى أحمد فتحى وجدو بالدورى الإنجليزى، بإعارتهما إلى هال سيتى الذى يمتلكه رجل الأعمال المصرى عاصم علام، ومن بعدهما النجم الكبير محمد أبوتريكة الذى تمت إعارته إلى نادى بنى ياس الإماراتي، وهى الصفقة التى فجرت خلافا شديدا بين حسام البدرى المدير الفنى للفريق ولجنة الكرة بالنادي، وهو الخلاف الذى فاحت رائحته إعلاميا بعد أن خرج البدرى بعد أول مباراة خاضها فريقه فى الدورى أمام غزل المحلة يلمح من جديد إلى إمكانية رحيله من النادى. ويرى البدرى أن لجنة الكرة أرغمته على الموافقة على رحيل أبوتريكة، برغم نزولهما من قبل عدة مرات عند رغبة البرتغالى مانويل جوزيه برفض عروض احترافية سابقة للاعب كانت أفضل من الناحية المادية، ورفضت إدارة النادى وقتها كل الإغراءات المادية الكبيرة وأبقت على أبوتريكة من أجل عيون جوزيه، وأكثر ما أحزن البدرى هو موقف أبوتريكة نفسه الذى أصر على الرحيل برغم إعلان مدربه تمسكه به، علما بأن أبوتريكة كان دائما وأبدا ما يستجيب لرغبة جوزيه، ويرى البدرى أن لجنة الكرة جاملت أبوتريكة على حساب مصلحة الفريق. الأزمة عادت لترسخ وتؤكد حقيقة تقارير إعلامية كثيرة كان يكذبها الجميع فى الأهلى فى حينها، وهى أن إدارة النادى تفرق دائما فى التعامل بين جوزيه والبدري.. وأن لبن العصفور الذى كانت تجلبه للخواجة البرتغالي، نفد عندما تولى البدرى المهمة من جديد. وللتأكيد على حقيقة الأمر ، وبعيدا عن الكلام ومبررات الأزمة المالية فى النادى، فإن الأهلى فشل فى آخر موسمى انتقالات، صيفية وشتوية فى تدعيم صفوفه، باستثناء صفقة واحدة وهى التعاقد مع المهاجم أحمد عبد الظاهر هداف إنبى وهى الصفقة التى أبرمها البدرى بعلاقته الخاصة مع اللاعب الذى كان يدربه وقت أن كان مدربا للفريق البترولي، فى حين فشلت لجنة التسويق بالنادى فى تلبية رغبة المدرب فى التخلص من عدد كبير من اللاعبين الذين لم يكن البدرى يرغب فى استمرارهم وعلى رأسهم المهاجم الإفريقى دومينيك، ومعه أحمد صديق وأحمد شكرى وعدد من الناشئين، على أن يتم توجيه عائد بيعهم أو إعارتهم للتعاقد مع لاعبين مميزين، قبل أن يجد البدرى نفسه مضطرا للاستعانة بهم فى ظل النقص العددى الكبير فى صفوف فريقه الأحمر، بعد رحيل الثلاثى الكبير، وفى ظل تمرد بركات، وإصابة غالى ووليد سليمان. والحقيقة أن هادى خشبة مدير قطاع الكرة بالنادي، أوقع ناديه فى ورطة كبيرة بموافقته والضغط على لجنة الكرة على رحيل الثلاثى أبوتريكة وفتحى وجدو، بعد أن أقنع لجنة الكرة أن الدورى لن يقام ولن ينطلق. وإن من مصلحة النادى رحيل هذا الثلاثى والاستفادة من القيمة المادية للصفقات الثلاثة لتدعيم خزينة النادي، قبل أن يفاجأ النادى بانطلاق الدورى ،وظهر الفريق بلا قائد وفى ظل غياب قائد الفريق حسام غالى للإصابة، وهو الأمر الذى أكده أحد النجوم الكبار فى الفريق الذى قال ل «الأهرام العربي» بعد مباراة غزل المحلة: «لأول مرة فى حياتى أشعر بأن الأهلى فريق صغير وبلا نجوم.. بهذه المجموعة من اللاعبين الصغار لا يمكننا أن نفوز أبدا بالدورى.. وربنا يستر فى بطولة إفريقيا ولا نخرج من الدور الأول