إلغاء قرار تعيين أحد أعضاء الهيئة العليا بحزب الوفد    قرار جديد لوزارة الداخلية بشأن تأشيرات السفر    «تعمير» تعلن عن شراكة استراتيجية مع «The GrEEK Campus» بمشروع «URBAN BUSINESS LANE»    التعليم الفلسطينية: استشهاد 20 ألف طالب و1037 معلما بغزة والضفة منذ 2023    ماليزيا تعلن استعدادها للانضمام إلى "بريكس" فور قبولها    عون يؤكد ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة على لبنان    بالخطأ، حارس إنتر يقتل رجلا مسنا في حادث سير    التحفظ علي 2.5 طن دقيق مدعم قبل تهريبها للسوق السوداء بالفيوم    عاجل - الهيئة القومية للأنفاق تعلن مواعيد تشغيل المترو والقطار الكهربائي الخفيف بالتزامن مع التوقيت الشتوي    عاجل- أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير.. تفاصيل الدخول للمصريين والأجانب    سلسبيل سليم توضح أبرز أعمال التطوير بمحيط المتحف المصري الكبير تمهيدا لافتتاحه    اللجنة الفنية باتحاد الكرة: طولان محق ويجب الحفاظ على شكل المنتخب    رؤية نقيب الصحفيين للارتقاء بالمهنة في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    «عطية» يشدد على الانضباط المدرسي ويتابع سير الاختبارات الشهرية في أكتوبر وزايد    زاهى حواس: مكاسب اقتصادية وسياحية كبيرة لمصر مع افتتاح المتحف المصري الكبير    روزاليوسف.. ساحة الاختلاف واحترام التنوع    آية سماحة تنضم لمسلسل أحمد داود «بابا وماما جيران» في رمضان 2026    أكلات ومشروبات ممنوع دمجها مع القهوة    كيف تؤثر مرحلة انقطاع الطمث على الصحة العقلية للمرأة؟    زلزال سينديرجي يعيد للأذهان كارثة كهرمان مرعش في تركيا.. تفاصيل    فوزي إبراهيم بعد حلقة الحاجة نبيلة مع عمرو أديب: «المؤلفون والملحنون شاربين المر ومحدش بيذكر أسماءهم»    زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لخوض الحرب ضد روسيا لمدة تصل لثلاث سنوات    محافظ الفيوم يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي بطامية    لتجنب احتقان الأنف والحرارة.. أطعمة ومشروبات منزلية تقاوم البرد والإنفلونزا    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    شوبير يكشف حقيقة العرض الليبي لضم أشرف داري من الأهلي    قبل العرض الرسمي.. إليسا تطلق أغنية «السلم والتعبان – لعب العيال»    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    نجم اتحاد جدة السابق يضع روشتة حسم الكلاسيكو أمام النصر    بدء إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025 عبر استمارة تحديث البيانات الجديدة    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    حسم موقف آدم كايد من مباراة الزمالك والبنك الأهلي    ضمن «صحح مفاهيمك».. واعظات «الأوقاف» يقدمن لقاءات توعوية لمكافحة العنف ضد الأطفال بشمال سيناء    افتتاح المتحف المصري الكبير 2025.. مصر تبهر العالم في أضخم حدث ثقافي بالقرن الحادي والعشرين    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    الداخلية تعلن البدء فى إجراء قرعة الحج بعدد من مديريات الأمن بالمحافظات    صانع محتوى يدّعى تعرضه للسرقة لزيادة المشاهدات.. والأمن يكشف الحقيقة    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    محافظ أسيوط يستقبل الرحلة الجوية المنتظمة بين القاهرة وأسيوط دعما لمنظومة النقل والتنمية بالصعيد    عشرات شاحنات المساعدات تغادر رفح البري متجهة إلى غزة عبر كرم أبو سالم    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    جراجات مجانية لأعضاء النادي في انتخابات الأهلي    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    دراسة: زيارة المعارض الفنية تُحسن الصحة النفسية    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    بالأرقام.. حصاد الحملات الأمنية لقطاع الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    ميسي يكشف عن موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    استقرار اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 28اكتوبر 2025 فى المنيا    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق خيرالله: مصر تحتاج إلى رئيس ذا خلفية عسكرية
نشر في الأهرام العربي يوم 31 - 01 - 2012

الفريق ‬حسام ‬خير ‬الله ‬المرشح ‬الرئاسي ‬المحتمل ‬ورئيس ‬هيئة ‬التقديرات ‬الأسبق ‬بجهاز ‬المخابرات ‬العامة، ‬في ‬حواره ‬مع “‬الأهرام ‬العربي" ‬ يفتح ‬خزائن ‬الأسرار، ‬حول ‬سياسة ‬مصر ‬الخارجية ‬وأسباب ‬تراجعها، ‬وعن ‬حقيقة ‬دور ‬المخابرات ‬والصراع ‬ما ‬بين ‬المخابرات ‬والخارجية، ‬وأخطاء ‬المخابرات، ‬وحقيقة ‬دور ‬عمر ‬سليمان، ‬رئيس ‬المخابرات ‬السابق، ‬ويركز ‬الفريق ‬خير ‬الله ‬على ‬رؤيته ‬لمصر ‬حاليا ‬وأهم ‬النقاط ‬التي ‬يركز ‬عليها ‬في ‬برنامجه ‬الانتخابي.‬
برأيك ‬إلى ‬أين ‬ستذهب ‬مصر؟ ‬
لدى ‬قناعة ‬أنه ‬مهما ‬حصل ‬في ‬مصر ‬فإنها ‬ستبقى ‬وستنهض ‬بقوة، ‬ويجب ‬أن ‬ندرك ‬أننا ‬نواجه ‬تحديات ‬كبيرة ‬وصعبة، ‬في ‬مختلف ‬المجالات، ‬كالسياسة ‬والاقتصاد ‬وحتى ‬المجالات ‬الاجتماعية ‬والثقافية، ‬ولدينا ‬خلافات ‬واتهامات ‬بالتخوين ‬بين ‬مختلف ‬القوى ‬والتيارات، ‬بخلاف ‬تدهور ‬مستوى ‬الخدمات ‬التي ‬يحصل ‬عليها ‬المواطن ‬كالصحة ‬والتعليم ‬والمياه ‬والغذاء ‬وغيرها، ‬ولكن ‬مصر ‬تستطيع ‬النهوض ‬ولديها ‬قدرات ‬ضخمة، ‬فأرض ‬مصر ‬كلها ‬خيرات، ‬وهناك ‬عقول ‬المصريين ‬وقدراتهم ‬الكبيرة، ‬كل ‬ما ‬نحتاجه ‬هو ‬الإدارة ‬الجيدة، ‬وأشبهها ‬دائما ‬بأن ‬مصر ‬كالسيارة ‬الفاخرة ‬لو ‬حصلت ‬مشاكل ‬بالموتور ‬ممكن ‬إصلاحه ‬وتظل ‬السيارة ‬موجودة ‬تحتاج ‬فقط ‬إلى ‬من ‬يقودها، ‬ومستقبل ‬مصر ‬كبير ‬مما ‬رأينا ‬من ‬تخبط ‬حاليا، ‬ونحتاج ‬فقط ‬للإخلاص ‬في ‬العمل، ‬ومصر ‬ستنطلق ‬للأمام ‬في ‬شتى ‬المجالات، ‬ومن ‬يقتحم ‬ويحقق ‬الريادة ‬والسبق ‬يستطيع ‬تحقيق ‬مكاسب ‬كبيرة، ‬وكل ‬ما ‬علينا ‬أن ‬نبادر ‬بالخطوات ‬الأولى ‬ونتخذ ‬القرار ‬المناسب ‬في ‬الوقت ‬المناسب.‬
وما ‬أهم ‬الملامح ‬التي ‬تريد ‬التركيز ‬عليها ‬في ‬برنامجك؟
بداية ‬قمت ‬بجولات ‬عديدة ‬في ‬مختلف ‬أنحاء ‬مصر ‬منذ ‬شهر ‬مايو ‬الماضي، ‬وبدأت ‬من ‬الصعيد ‬فتجولت ‬في ‬قراه ‬ونجوعه، ‬كما ‬زرت ‬الوجه ‬البحري ‬وبالطبع ‬القاهرة، ‬وأسعى ‬لبناء ‬دولة ‬حديثة ‬قاطرتها ‬العلماء، ‬فيجب ‬الانطلاق ‬نحو ‬التنمية ‬ويجب ‬إعطاء ‬أولوية ‬كبيرة ‬للتعليم، ‬وهو ‬المفتاح ‬السحري ‬للقاطرة ‬وكذلك ‬الصحة، ‬بالإضافة ‬للحرية ‬والكرامة ‬والديمقراطية ‬واستقلالية ‬القرار ‬السياسي، ‬وعدم ‬التورط ‬بسبب ‬تصريحات ‬عنترية، ‬ويجب ‬أن ‬نبني ‬أنفسنا ‬أولا، ‬لتحقيق ‬العدل ‬والإيخاء، ‬وأنا ‬أؤمن ‬بالدولة ‬المدنية ‬الديمقراطية ‬واحترام ‬الحقوق ‬والحريات، ‬ومبدأ ‬المواطنة، ‬وتحقيق ‬سيادة ‬القانون، ‬ودينها ‬الأساسي ‬هو ‬الإسلام، ‬والديانة ‬الإسلامية ‬هي ‬المصدر ‬الرئيسي ‬للتشريع، ‬مع ‬احترام ‬خصوصية ‬الديانة ‬المسيحية ‬وحق ‬الأقباط ‬في ‬الاحتكام ‬لأحوالهم ‬الشخصية.‬
وماذا ‬بشأن ‬رؤيتك ‬للأوضاع ‬الاقتصادية؟
يجب ‬أن ‬نتبنى ‬سياسة ‬اقتصادية ‬تحقق ‬العدالة ‬الاجتماعية ‬من ‬خلال ‬توزيع ‬الثروة ‬وتحديد ‬حد ‬أعلى ‬وأدنى ‬للأجور، ‬ومنع ‬الاحتكار ‬وترشيد ‬الإنفاق ‬الحكومي، ‬ووضع ‬ضرائب ‬تصاعدية ‬على ‬الدخل، ‬بخلاف ‬الاهتمام ‬بالتنمية ‬وبخاصة ‬المناطق ‬المهمشة، ‬وخصوصا ‬الصعيد، ‬بخلاف ‬الاهتمام ‬بالزراعة ‬وزيادة ‬الرقعة ‬الزراعية ‬لتحقيق ‬الاكتفاء ‬الذاتي ‬وعدم ‬الاستيراد، ‬وتوفير ‬المياه ‬من ‬خلال ‬الاستخدام ‬الأمثل ‬للطاقة ‬الجديدة ‬والمتجددة ‬باستخدام ‬الطاقة ‬الشمسية ‬وطاقة ‬الرياح، ‬وتحلية ‬مياه ‬البحر، ‬بخلاف ‬تحديث ‬الصناعات ‬الواسعة ‬كصناعة ‬الغزل ‬والنسيج ‬والتي ‬تعد ‬من ‬الصناعات ‬المنتشرة ‬في ‬مصر، ‬كما ‬يجب ‬الاستغلال ‬الأمثل ‬للموارد ‬الخام ‬بدلا ‬من ‬الاتجاه ‬الحالي ‬لتصديرها ‬للخارج، ‬كما ‬يجب ‬أيضا ‬أن ‬نوفر ‬البيئة ‬المناسبة ‬لجذب ‬الاستثمار ‬من ‬خلال ‬القوانين ‬المشجعة ‬للاستثمار ‬مع ‬وضع ‬ضوابط ‬وقواعد ‬واضحة، ‬وتشجيع ‬السياحة.‬
وما ‬‬رؤيتك ‬بالنسبة ‬للمجال ‬السياسي ‬والعسكري؟
هناك ‬أمور ‬لا ‬حياد ‬عنها ‬في ‬مقدمتها ‬الحفاظ ‬على ‬استقلال ‬الوطن ‬وسلامة ‬أراضيه، ‬وكرامة ‬المواطن، ‬جنبا ‬إلى ‬جنب ‬مع ‬سياسة ‬خارجية ‬عاقلة ‬تقوم ‬على ‬حماية ‬المصالح ‬الوطنية، ‬كما ‬أن ‬السلام ‬العادل ‬مبدأ ‬لا ‬تفريط ‬فيه ‬وهو ‬ما ‬يتطلب ‬جيشا ‬قويا ‬يتبنى ‬الردع ‬لحماية ‬الدولة ‬وأراضيها، ‬مع ‬عدم ‬التدخل ‬في ‬شئون ‬الدول ‬الأخرى، ‬كذلك ‬فإن ‬مصر ‬هي ‬دولة ‬عربية ‬وإفريقية ‬وإسلامية، ‬وعلينا ‬إحياء ‬العلاقات ‬وتقويتها ‬مع ‬الأشقاء ‬في ‬الدول ‬العربية ‬والإفريقية ‬والإسلامية ‬دون ‬أي ‬استعلاء، ‬مع ‬احترام ‬جميع ‬المعاهدات ‬والمواثيق ‬مع ‬دراسة ‬تعديل ‬أي ‬اتفاقات ‬مجحفة ‬تتعارض ‬مع ‬المصالح ‬الوطنية.‬
البعض ‬يتساءل ‬هل ‬أنت ‬مرشح ‬المجلس ‬العسكري، ‬خصوصا أن ‬قرار ‬إعلان ‬ترشحك ‬جاء ‬بعد ‬إعلان ‬الفريق ‬مجدى حتاتة ‬الانسحاب ‬من ‬الترشح ‬لرئاسة ‬الجمهورية؟
أولا ‬الفريق ‬حتاتة ‬ليس ‬بينى وبينه ‬أى صلة، ‬وهو ‬حر ‬فى قرار ‬تراجعه ‬عن ‬الترشح، ‬ومن ‬جهة ‬أخرى ‬فأنا ‬لست ‬مرشح ‬المجلس ‬العسكري، ‬وليس ‬هناك ‬صلة ‬للمؤسسة ‬العسكرية ‬بقرار ‬ترشحى لانتخابات ‬رئاسة ‬الجمهورية، ‬فعلاقتى بالمؤسسة ‬العسكرية ‬انقطعت ‬منذ ‬عام ‬1976 ‬عقب ‬انتهاء ‬خدمتى ‬فى ‬سلاح ‬المظلات، ‬وأكرر ‬أنى لم ‬أتحدث ‬أو ‬أستشر ‬أحدا ‬من ‬المؤسسة ‬العسكرية ‬فى ‬قرار ‬الترشح ‬للرئاسة، ‬من ‬جهة ‬أخرى ‬ومن ‬وجهة ‬نظرى فإن ‬المصريين ‬يميلون ‬لاختيار ‬رئيس ‬ذى خلفية ‬عسكرية ‬لأنهم ‬فى حاجة ‬إلى ‬الأمن، ‬وقد ‬يكون ‬هناك ‬تعاطف ‬معى من ‬العسكريين ‬باعتبارى أتفهم ‬مطالبهم، ‬فخلفيتى العسكرية، ‬والخبرة ‬التى حصلت ‬عليها ‬من ‬خلال ‬عملى فى جهاز ‬المخابرات، ‬يفيدينى كثيرا ‬فى معالجة ‬المشاكل ‬والقضايا ‬التى تواجه ‬مصر ‬من ‬خلال ‬وضع ‬استراتيجيات ‬واضحة ‬وقابلة ‬للتنفيذ ‬، ‬وليس ‬اطلاق ‬تصريحات ‬عنترية ‬قد ‬تضر ‬بمصالح ‬مصر ‬وشعبها.‬
ولكن ‬لماذا ‬قررت ‬الترشح ‬للرئاسة؟
‬وماذا ‬دفعك ‬لاتخاذ ‬تلك ‬الخطوة؟ فى الحقيقة ‬لم ‬يكن ‬ذلك ‬القرار ‬سهلا ‬علي، ‬فمن ‬سيتولى ‬منصب ‬الرئيس ‬يدرك ‬أنه ‬لا ‬توجد ‬أى مغانم ‬من ‬وراء ‬المنصب، ‬ولكن ‬مصر ‬تحتاج ‬إلى ‬جهد ‬كبير ‬من ‬أبنائها، ‬ووجدت ‬خلال ‬الفترة ‬الماضية ‬مشاعر ‬قوية ‬وطلبات ‬من ‬جموع ‬المواطنين ‬التى تطالبنى بالترشح ‬للرئاسة، ‬كما ‬رأيت ‬تصريحات ‬وشعارات ‬غير واقعية ‬تصدر ‬عن ‬بعض ‬المرشحين، ‬ولم ‬أر ‬أحدا ‬يطرح ‬حلا ‬للمشاكل ‬التى تواجها ‬مصر ‬بشكل ‬علمي، ‬لذلك ‬اتخذت ‬قرارى بالترشح ‬للرئاسة، ‬بعد ‬أن ‬لمست ‬المعاناة ‬الكبيرة ‬التى يعانيها ‬شعب ‬مصر ‬بسبب ‬التهميش ‬فى مناطق ‬بعينها ‬وبخاصة ‬الصعيد.‬
انتخابات ‬مجلس ‬الشعب ‬أظهرت ‬اكتساحا ‬للقوى ‬الدينية ‬الاسلامية، ‬فما ‬رأيك ‬فى ذلك ‬وكيف ‬يمكن ‬التعامل ‬معه؟
أنا ‬أحترم ‬نتيجة ‬الانتخابات ‬ويجب ‬علينا ‬جميعا ‬أن ‬نحترمها، ‬فهى إرادة ‬الشعب ‬واختياره، ‬ومصر ‬على ‬أبواب ‬مرحلة ‬مهمة، ‬تتضمن ‬اعداد ‬دستور ‬جديد ‬للمستقبل، ‬والاستفتاء ‬عليه ‬ولا ‬يمكن ‬أن ‬ينفرد ‬أى فصيل ‬بالسلطة، ‬ويجب ‬مشاركة ‬الجميع ‬فى تلك ‬المرحلة ‬لأن ‬العبء ‬ثقيل ‬ويحتاج ‬جهد ‬للجميع، ‬كذلك ‬أطالب ‬المجتمع ‬بالصبر ‬على ‬التيارات ‬الإسلامية، ‬فإذا ‬تابعت ‬خطابهم ‬ولهجتهم ‬ستكتشف ‬أنهم ‬يتطورون ‬مع ‬مرور ‬الوقت ‬ويغيرون ‬خطابهم ‬نحو ‬الأفضل.‬
هل ‬حصلت ‬على ‬دعم ‬أو ‬تأييد ‬حزب ‬أو ‬تكتل ‬حزبى حتى ‬الآن؟
أنا ‬رجل ‬غير ‬حزبي، ‬ولم ‬أجر ‬مشاورات ‬مع ‬القوى ‬السياسية ‬أو ‬الأحزاب ‬وسأركز ‬على ‬التحرك ‬فى الشارع، ‬ومستعد ‬للقاء ‬جميع ‬القوى، ‬وأعلنت ‬أهم ‬ملامح ‬أفكاري، ‬والحزب ‬الذى يرى ‬أنها ‬تتوافق ‬معه ‬ويرغب ‬بتأييدى فأهلا ‬وسهلا ‬به.‬
وما ‬رأيك ‬بالنسبة ‬للعلاقة ‬مع ‬إسرائيل؟
هناك ‬أمور ‬أكثر ‬أهمية ‬حاليا، ‬وبرأيى أن ‬الأهم ‬هو ‬أن ‬نقوم ‬بإعادة ‬بناء ‬مصر ‬لتستعيد ‬قوتها، ‬وعندما ‬يدرك ‬الآخرين ‬أن ‬مصر ‬وقفت ‬على ‬قدميها ‬وأصبحت ‬قوية، ‬سيستجيبون ‬لما ‬نريد
كيف ‬تقيم ‬تولي ‬اللواء ‬موافي ‬رئاسة ‬المخابرات ‬خلفا ‬لعمر ‬سليمان؟
‬اللواء ‬موافي ‬رجل ‬محترم ‬وكان ‬يتولى ‬رئاسة ‬المخابرات ‬الحربية، ‬وكانت ‬هناك ‬أقاويل ‬عن ‬أنه ‬مرشح ‬لأن ‬يتولى ‬منصب ‬وزير ‬الدفاع ‬نظرا ‬لقدراته ‬واجتهاده، ‬ولكن ‬تم ‬اختياره ‬محافظا ‬لشمال ‬سيناء2010 ‬،‬ وبعدها ‬وفي ‬ظل ‬ثورة ‬يناير ‬2011 ‬تم ‬تعيين ‬عمر ‬سليمان ‬في ‬منصب ‬نائب ‬الرئيس، ‬وتم ‬إسناد ‬منصب ‬رئاسة ‬جهاز ‬المخابرات ‬للواء ‬موافي.‬
مع ‬التحاقك ‬بجهاز ‬المخابرات ‬العامة، ‬برأيك ‬كيف ‬كان ‬تعامل ‬رؤساء ‬مصر ‬مع ‬أمريكا؟
التحقت ‬بالمخابرات ‬ديسمبر ‬1976 ‬وحصلت ‬على ‬دورة ‬بالجهاز ‬انتهت ‬في ‬أغسطس ‬1976، ‬وانطباعي ‬هو ‬أن ‬الرئيس ‬الراحل ‬أنور ‬السادات ‬كلما ‬كانت ‬تأتي ‬فرصة ‬لتحسين ‬العلاقات ‬بينه ‬وبين ‬العرب ‬كان ‬حريص ‬على ‬أن ‬يفسدها، ‬ليبقى ‬على ‬مسافة ‬بعيدة ‬من ‬العلاقة ‬بين ‬مصر ‬والدول ‬العربية، ‬وكان ‬السادات ‬يريد ‬أن ‬يوضح ‬لأمريكا ‬أنه ‬ليس ‬لديه ‬غيرها، ‬وكانت ‬أي ‬مشكلة ‬مع ‬أمريكا ‬تطرح ‬مع ‬السادات ‬كان ‬يقول “‬مافيش ‬مشكلة"‬، ‬وقدم ‬تيسيرات ‬بحرية ‬وتيسيرات ‬لعبور ‬الطيران، ‬كان ‬ذلك ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬لاحت ‬فيه ‬نذر ‬المشاكل ‬بين ‬إيران ‬وأمريكا، ‬وكان ‬السادات ‬يريد ‬أن ‬يصبح ‬شرطي ‬المنطقة ‬بدلا ‬من ‬إيران.‬
أمريكا ‬نصحت ‬الشاه ‬بأن ‬يجري ‬الإصلاح ‬الزراعي ‬حيث ‬اقتطع ‬جزء ‬من ‬أراضيه ‬ومن ‬أراضي ‬آيات ‬الله ‬وبسبب ‬تلك ‬الأراضي ‬التي ‬اقتطعها ‬من ‬آيات ‬الله ‬كانت ‬شرارة ‬الثورة، ‬في ‬ذلك ‬الوقت ‬كان ‬الجيش ‬الإيراني ‬رابع ‬أقوى ‬جيش ‬في ‬العالم، ‬وكان ‬الجيش ‬الإيراني ‬يساهم ‬في ‬بحوث ‬صواريخ ‬فونكس ‬جو- ‬جو ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة، ‬كان ‬السادات ‬يريد ‬أن ‬يكون ‬هو ‬صاحب ‬الدور ‬بدلا ‬من ‬إيران، ‬وكان ‬يضعف ‬من ‬الخوف ‬الإستراتيجي ‬من ‬إسرائيل، ‬فلو ‬حدث ‬أي ‬اضطراب ‬في ‬حكم ‬أي ‬دولة ‬عربية ‬كان ‬السادات ‬يريد ‬أن ‬تكون ‬مصر ‬هي ‬الوحيدة ‬التي ‬تستطيع ‬تأمين ‬الأوضاع، ‬لكن ‬للأسف ‬جاءت ‬اتفاقية ‬السلام ‬لتبعد ‬العرب ‬عن ‬مصر ‬ولهذا ‬لم ‬تستغل ‬مصر ‬أحداثا ‬مهمة وتقوم ‬من ‬خلالها ‬بالقيام ‬بدور ‬في ‬المنطقة، ‬فأحداث ‬مكة ‬والعملية ‬الإرهابية ‬عام ‬1979 ‬كان ‬من ‬المفترض ‬أن ‬تتدخل ‬مصر ‬أولا، ‬فالحرم ‬المكي ‬له ‬قيمة ‬كبيرة ‬في ‬مصر ‬سواء ‬على ‬المستوى ‬الرسمي ‬أو ‬الشعبي، ‬لكن ‬الظروف ‬لم ‬تكن ‬مهيأة، ‬حيث ‬وقع ‬الحادث ‬بعد ‬قطع ‬العلاقات ‬العربية ‬مع ‬مصر ‬بعد ‬اتفاقية ‬كامب ‬ديفيد ‬للسلام ‬مع ‬إسرائيل. ‬
وفي ‬بداية ‬عهد ‬مبارك ‬نجد ‬أنه ‬وضعته ‬أمريكا ‬في ‬فترة ‬اختبارات ‬ربما كان ‬أولها ‬مسألة ‬تعنت ‬إسرائيل ‬وادعاءها ‬بأن ‬لها ‬الحق ‬في ‬طابا، ‬فإسرائيل ‬تدرك ‬جيدا ‬أنها ‬ليس ‬لها ‬أي ‬حقوق ‬في ‬طابا، ‬ولكنها ‬أرادت ‬أن ‬تختبر ‬كيف ‬سيتصرف ‬مبارك ‬وكيف ‬سيكون ‬رد ‬فعله، ‬كذلك ‬كانت ‬عملية ‬خطف ‬الطائرة ‬المصرية ‬من ‬خلال ‬المقاتلات ‬الأمريكية ‬عقب ‬عملية ‬خطف ‬السفينة ‬الإيطالية “‬أكيلي ‬لاورو" ‬عام ‬1985 ‬التي ‬نفذتها ‬الجبهة ‬العربية ‬بقيادة ‬الزعيم ‬الفلسطيني ‬الراحل ‬أبو ‬العباس، ‬الأمين ‬العام ‬لجبهة ‬التحرير ‬الفلسطينية، ‬حيث ‬خرج ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬آنذاك ‬رونالد ‬ريجان ‬ليسىء ‬بشدة ‬لمبارك ‬ويقول ‬عنه ‬أنه “ ‬رئيس ‬كذاب" ‬ في ‬تلك ‬الفترة ‬كان ‬مبارك ‬يحبو ‬في ‬عالم ‬السياسة، ‬وكان ‬مبارك ‬حريصا ‬على ‬إعادة ‬العلاقات ‬مع ‬العرب. ‬ المهم ‬أنه ‬يجب ‬أن ‬تضع ‬مصر ‬مصلحتها ‬في ‬الأولوية ‬الأولى، ‬مع ‬الأخذ ‬في ‬الاعتبار ‬أن ‬هناك ‬دولا ‬عظمى ‬ولها ‬مصالح ‬أيضا، ‬والمهم ‬أن ‬نصل ‬للمعادلة ‬بحيث ‬نحقق ‬مصالحنا، ‬وإذا ‬كان ‬لمصر ‬موقف ‬استقلالي ‬فتستطيع ‬أن ‬تحصل ‬على ‬مزايا ‬عديدة ‬أكبر ‬بكثير ‬من ‬أمريكا..
‬حاليا ‬العالم ‬كله ‬قرية ‬صغيرة ‬والجميع ‬يشاهد ‬ما ‬يحدث ‬في ‬مصر، ‬إذا ‬أخدنا ‬موقفا ‬في ‬قضية ‬معينة ‬ينعكس ‬على ‬قضايا ‬أخرى، ‬فإذا ‬أخذت ‬الدولة ‬موقفا ‬حادا ‬في ‬قضية ‬ستكون ‬لذلك ‬تأثيرات ‬مثلا ‬على ‬السياحة ‬والاستثمار ‬وغيرهما ‬من ‬الأمور ‬كالقروض ‬والضمانات ‬الائتمانية، ‬فكل ‬تصرف ‬تقدم ‬عليه ‬الدولة ‬يجب ‬أن ‬يكون ‬مدروسا ‬بدقة ‬من ‬جهة ‬آثاره ‬ونتائجه، ‬وأي ‬قرار ‬يكون لتحقيق ‬فوائد، ‬ولكن ‬في ‬نفس ‬الوقت ‬فهناك ‬أضرار ‬لأي ‬قرار، ‬والمهم ‬أن ‬نعمل ‬من ‬أجل ‬تعظيم ‬الفوائد ‬وتقليل ‬الأضرار، ‬والمهم ‬أيضا ‬أن ‬ندرك ‬احتياجات ‬وقدرات ‬الناس.‬ وإذا ‬نظرنا ‬للوضع ‬الحالي ‬فنجد ‬أن ‬الضرائب ‬بالداخل ‬زادت، ‬والجهات ‬الدولية ‬المانحة ‬للقروض ‬أصبحت ‬تضع ‬شروطا ‬صعبة، ‬وأشعر ‬بالقلق ‬من ‬أن ‬نصل ‬للمستوى ‬الذي ‬كنا ‬عليه ‬إبان ‬عهد ‬الخديو ‬إسماعيل، ‬حيث ‬كان ‬هناك ‬مستشار ‬فرنسي ‬وآخر ‬إنجليزي، ‬وأتذكر ‬أنه ‬بعد ‬حرب ‬1973 ‬كانت ‬مصر ‬تحتاج ‬وبشدة ‬إلى ‬المساندة ‬المالية ‬فعرض ‬عبد ‬الرحمن ‬العتيقي ‬وزير ‬مالية ‬الكويت ‬الأسبق ‬أن ‬يقدم ‬دعما ‬وقرضا ‬بمراقبته ‬وإشرافه ‬على ‬الصرف، ‬وهو ‬ما ‬رفضته ‬مصر ‬آنذاك ‬وبشدة.‬
والملاحظ ‬أن ‬العلاقة ‬مع ‬أمريكا ‬مقصورة ‬على ‬رئيس ‬الجمهورية، ‬أو ‬قمة ‬الجهاز ‬الحكومي ‬في ‬الدولة، ‬بينما ‬نجد ‬في ‬إسرائيل ‬على ‬سبيل ‬المثال، ‬فهناك ‬تواصل ‬عبر ‬عدة ‬طرق ‬كالرئيس ‬ورئيس ‬الوزراء ‬ومنظمات ‬المجتمع ‬والأحزاب، ‬ولذلك ‬لو ‬كانت ‬عندنا ‬أحزاب ‬لديها ‬تأثير،‬ ‬وهناك ‬نظام ‬ديمقراطي ‬لكان ‬الوضع ‬اختلف ‬في ‬العلاقة ‬مع ‬أمريكا، ‬وفي ‬تعاملها ‬معنا. ‬ والرجوع ‬للمجلس ‬التشريعي ‬عنصر ‬قوة ‬وللأسف ‬فمصر ‬لم ‬تستفد ‬من ‬قوة ‬الشعب ‬أو ‬البرلمان، ‬فعلى ‬سبيل ‬المثال ‬عندما ‬أراد ‬الرئيس ‬السادات ‬أن ‬يصدق ‬البرلمان ‬على ‬اتفاقية ‬السلام ‬مع ‬إسرائيل ‬كان ‬التصويت ‬الأول ‬سريا، ‬وظهر ‬فيه ‬84 ‬عضوا ‬معارضا ‬وهو ‬عدد ‬كبير ‬حيث ‬كان ‬عدد ‬أعضاء ‬مجلس ‬الشعب ‬آنذاك ‬أكثر ‬من ‬300 ‬عضو، ‬فتم ‬الاتصال ‬بالسادات ‬وإطلاعه ‬على ‬الأمر ‬بوجود ‬معارضة ‬للمعاهدة، ‬فما ‬كان ‬منه ‬إلا ‬أن ‬قال ‬لهم: ‬أعيدوا ‬التصويت ‬ليكون ‬التصويت ‬علنيا ‬برفع ‬الأيدي، ‬أصبحت ‬المعارضة ‬13 ‬فقط، ‬رغم ‬أن ‬هذه ‬المعارضة ‬كان ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬عنصر ‬قوة ‬لمصر، ‬ويمكن ‬من ‬خلالها ‬أن ‬تحصل ‬مصر ‬على ‬مزايا ‬أخرى ‬من ‬الطرف ‬الآخر ‬وكان ‬يمكن ‬أن ‬تقاوم ‬ضغوطا ‬وتمنع ‬تقديم ‬تنازلات، ‬لكن ‬السادات ‬لم ‬يستفد ‬بالمعارضة ‬الداخلية، ‬فالسلطة ‬المطلقة ‬للرئيس ‬غير ‬مفيدة، ‬لكن ‬من ‬جهة ‬أخرى ‬يجب ‬أن ‬تعمل ‬الأحزاب ‬للصالح ‬العام ‬بمصر ‬وليس ‬لمصلحتها ‬الضيقة.‬
كيف ‬ترى ‬علاقة ‬مصر ‬بالدول ‬العربية؟
مصر ‬لديها ‬عناصر ‬قوة ‬عديدة ‬تجعلها ‬مؤهلة ‬لأن ‬تقود ‬العالم ‬العربي، ‬ولا ‬أحد ‬يستطيع ‬أن ‬يجعل ‬نفسه ‬زعيما ‬بمفرده، ‬ولهذا ‬لا‬بد ‬من ‬أن ‬تكون ‬لمصر ‬علاقة ‬قوية ‬وجيدة ‬مع ‬الدول ‬العربية، ‬فكل ‬طرف ‬يحتاج ‬إلى ‬الآخر، ‬فمصر ‬تحتاج ‬العرب، ‬والعرب ‬يحتاجون ‬لمصر.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.