كتب المفكر عزمي بشارة عدة ملاحظات على الحرب الإسرائيلية على غزة، وجه فيها تحية وتقديرا للدور المصري، كما وجه نقدا شديدا لدولة عربية خليجية كبيرة، بسبب ما وصفه بأنها لم تغير موقفها من المقاومة الفلسطينية واستمرت في موقفها السلبي تجاه المقاومة، كما كان عليه موقفها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة 2008. وقال بشارة، هناك 6 ملاحظات، هي: 1. بغض النظر عن دوافع العدوان الإسرائيلي الخارجية والداخلية، تفاجأ المعتدي من رد المقاومة وثقتها بنفسها. المقاومة الفلسطينية حية ترزق. 2. لا يمكن أن تنهي إسرائيل بشروطها ما ابتدأته. فهذه ليست جولة انتخابات على قياس نتنياهو. 3. عمق المقاومة الفلسطينية الاستراتيجي الطبيعي هو الوطن العربي، وقد فتح أخيرا بكسر الحصار الذي حال بين غزة وعمقها بالثورة المصرية، وهذا ما يجب أن يكون ويدوم ويتطور. 4. بغض النظر عن قدرة العالم العربي على تقديم الدعم الفعلي للمقاومة حاليا، وصعوبة المرحلة الانتقالية، فإن هنالك فرقا بين العزلة التي فرضت على خلال عدوان 2008، وعدم النجاح حتى في عقد اجتماع، وذلك لمنح العدوان الإسرائيلي مهلة ل"معاقبة" المقاومة وتلقينها درسا، وبين وكسر الحصار الجاري حاليا والتنافس على التضامن مع غزة. 5. لفت النظر غياب وزراء خارجية دولة خليجية وعربية عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب, ما يذكر بالدول التي لم تغير موقفها السلبي من مقاومة إسرائيل، ولن تغيره برأينا إلا إذا فرضت ذلك الدول العربية الكبيرة. وهي الدول نفسها التي تبنت موقفا سلبيا من الثورات العربية جميعها. وموقفها الى جانب الثورة السورية بعد تردد مديد، استثنائي، ولا علاقة له بالديمقراطية أو الثورات ومطالبها، بل له أهداف أخرى نتمنى ألا تؤثر على الشعب السوري الذي يحتاج إلى أي دعم يصله. 6. إلى أن نشبت الثورة السورية كان الدعم الرئيسي للمقاومة الفلسطينية، لا سيما في زمن الحصار، يأتي من إيران، وكان هذا الدعم مصيريا. ولكن إيران أوقفت الدعم لحماس منذ أشهر بسبب موقف حماس من النظام السوري. ما أثار سؤالا حول أولوية قضية فلسطين بالنسبة لها وللنظام السوري حتى عند تقديم الدعم للفلسطينيين.