عقب انطلاق قناة جديدة وانتقال مذيعين إليها كانوا يعملون فى قنوات أخرى معروفة أمضوا فيها سنوات طويلة، تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة، أهمها إلى أى قناة سيكون انتماء المذيع؟ خصوصا إذا كانت جنسية رأس المال وإدارة القناة الجديدة وتوجهاتها تختلف عن الأخرى، وهل يمكن أن يتحول المذيع إلى موظف لا ينتمى سوى إلى المكان الذى يتقاضى منه راتبه, «الأهرام العربى»، طرحت الموضوع على عدد من الإعلاميين وبعض المهتمين بالإعلام فى التحقيق التالى: لا يفترض على المذيعين أن يكونوا مثل لاعبى كرة القدم تتحدد انتماءاتهم وتوجهاتهم وفقا للأندية التى يلعبون لها، وإنما الإعلامى الحقيقى هو من يقول ما يمليه عليه ضميره دون أن يخضع لسياسة أو نظام تضعه القناة له، هذا ما أكدته المذيعة جيهان منصور مقدمة برنامج صباحك يا مصر على قناة دريم ، وأضافت: وإن كنت أرى أن هناك عددا من الإعلاميين يتماشون مع سياسة المحطة التى يعملون فيها، بحيث يكون توجههم بما يخدم مصالح أصحابها، وهؤلاء تكون أعمارهم قصيرة على الشاشة، ويطلق على كل منهم لقب «الإعلامى المتحول» وأشارت: فضلا عن وجود عدد من الإعلاميين من قارئى النشرات الإخبارية يكونون مقيدين بقراءة الأخبار المكتوبة لهم، والتى تمت صياغتها تبعا لتوجه القناة. المذيعة ريهام السهلى مقدمة برنامج 90 دقيقة على قناة المحور تقول: يجب على كل إعلامى أن يكون له خط يسير عليه لا يحكمه سوى ضميره وقناعته الشخصية بما يقول دون أن يتأثر بمصالح القناة أو انتمائها لحزب معين، حتى يستطيع أن يعبر بصدق عن مشكلات الناس، وأضافت: للأسف هناك مذيعون لا يهمهم سوى المقابل المادى الذين يحصلون عليه، وهنا يتحول المذيع لموظف يؤدى ما يطلب منه، حتى قارىء النشرة عليه أيضا أن يقرأ وينقل الخبر وفقا لانتمائه الوطنى. أما الإعلامى حافظ المرازى، فيرى أنه على الإعلامى المسئول أن يعى تماما أن معتقداته وقناعته بالرسالة الإعلامية يجب ألا تت أثرا بالمكان الذى يعمل فيه، كما أتصور أن تغير مواقف بعض الإعلاميين تجاه قضايا معينة أو فصيل سياسى لا يعني ركوب الموجة أو التلون، وإنما قد تكون هناك أمور ظهرت على السطح جعلتهم يتراجعون عن مواقفهم التى اتخذوها من قبل سواء بالسلب أو الإيجاب، فمثلا قد يكون هناك أحد المؤيدين لسياسة الإخوان المسلمين قبل الثورة، وبعد توليهم الحكم يفاجأ الجميع بتحوله لانتقاد تصرفاتهم بشكل مستمر ، وأضاف: فضلا عن أننى أرى أن كل قناة تختار المذيع الذى يتماشى مع توجهاتها وسياساتها سواء كانت يسارية أم معتدلة، وأن تلون المذيع وفقا لكل قناة يعمل فيها يكون نابعا من داخله وليس من جانب القناة، لأن المبادئ لا تتجزأ والمشاهد أصبح يدرك من يسانده ومن يضحك عليه. د. ماجدة باجنيد، أستاذ بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية تقول: أول ما يتبادر إلى أذهان الناس عقب انتقال أى مذيع من قناة إلى أخرى هو المقابل المادى الذى سيحصل عليه، ثم بعد ذلك لمن سيكون انتماؤه، ولكن قد تكون للمذيع وجهة نظر أخرى تتمثل فى رغبته فى اكتساب شريحة جديدة من المشاهدين واتصالات أوسع وعلاقات أكبر، وأن هناك طموحا بداخله لم يتمكن من تحقيقه فى القناة التى رحل عنها، أو أن تكون لديه ثقافة الإعلاميين فى الغرب فى عدم البقاء فى مكان أكثر من فترة معينة، وأضافت: أما فيما يتعلق عن تحول الإعلامى إلى موظف، فأرى أن نظام العمل يفرض طبيعته وأن كثيرا من الإعلاميين وتحديدا الصحفيين فى مصر تحولوا إلى موظفين بعد أن أصبحوا يخشون الاقتراب من المحاذير التى تضعها مؤسساتهم خوفا على مستقبلهم.