السينما المصرية دائما ما تجذب نجوم العرب المميزين، فعقب انتهاء العرض الخاص لفيلم "كف القمر" الذى لعب بطولته الفنان خالد صالح ووفاء عامر وصبرى فواز وحسن الرداد وهيثم أحمد زكى وجومانة مراد وغادة عبدالرازق، تأليف ناصر عبدالرحمن ومن إخراج خالد يوسف، تساءل الجميع عن اسم الفنان الذى أدى دورى الأب والابن "ضاحى" لما تميز به من تلقائية وسلاسة فى الأداء لذلك التقت "الأهرام العربى" بصاحب الدورين الفنان الأردنى ياسر المصرى الذى أجاب عن جميع أسئلتها فى الحوار التالى .. - كيف تم ترشيحك ل " كف القمر" ؟ فى الحقيقة منذ أن احترفت التمثيل وأنا أحلم بالعمل فى مصر لأن الفن المصرى له مذاق خاص عند كل العرب ويعطى للفنان مساحة للإبداع والانتشار تختصر سنوات طويلة فى مشوارة الفنى، لذلك كان الحلم يراودنى، وفى العام الماضى، وبينما أنا متوجه لعملى فى أحد الأيام رن جرس الهاتف وجاء صوت المخرج خالد يوسف، الذى قال لقد تابعت أحد أعمالك التليفزيونية وأريدك أن تشارك معى فى فيلمى الجديد، لحظتها لم أتمالك نفسى من شدة الفرحة لدرجة أنى لم أستطع الكلام، وبدأت العجلة فى الدوران . - ما الذى جذبك فى شخصية "ضاحى" ومن صاحب فكرة أدائك لدورى الأب والابن؟ عندما جلست مع خالد يوسف اتفقنا على أن ألعب دور "ضاحى" ثم وجدته يقول إن هناك أربعة مشاهد لدور الأب أريدك فيهم، لا أخفى عليك سراً فقد خشيت أن ألعب الدورين خصوصا أنها المرة الأولى التى أقف فيها أمام عدسات السينما، وعندما لاحظ المخرج هذا قال لى اقرأ السيناريو أولاً، وبالفعل عندما قرأت السيناريو وجدت أن الأب قد أنجب خمسة أبناء لكن يظل الابن ضاحى برغم أنه ليس أكبر الأولاد فإنه امتداد لشخصية الأب، فهو يمتلك نفس الفكرة وطيبة قلبه لذلك تحمست لأداء دور الأب وأصبح الخط الدرامى بالنسبة لى يعتبر رأسى من الأب إلى الابن . - كيف استطعت فك رموز الشخصية والتعامل مع تقلباتها؟ عندما بدأنا التحضير وفى جلسات العمل الأولى طلب المخرج من كل ممثل أن يكتب تصورا لحياة الشخصية وأهم مفرداتها من وجهة نظره، من هنا فكرت فى بناء الشخصية من الداخل لأن شخصية الفلاح المصرى والعربى عموما لها خصوصية مختلفة عن أى شخصية أخرى فالفلاح حياته فى أرضه يتنفس نسيمها يفرح ويغضب معها ولا يستطيع أن يبتعد عنها، لذلك عندما تغرب "ضاحى" كان مؤمنا بأنه فى مهمة لجمع المال فقط كى يعود للأرض مرة أخرى ويبنى بيت أمه ليتم رسالة أبيه، من هذا المنطلق كانت تصرفاته مع أخوته الذين يحترمونه لصدقه وأمانته وتدينه، فالفلاح دائما ما تجده قريب من دينه، وعندما أراد أخوه أن يبدل فى التركيبة النفسية لعمله وجذبه للعمل فى التجارة رفض وأصبحت تصرفاته عنيفة لأنه شعر بالغربة داخل شخصيته لأنه يزرع ليحصد أبناؤه وأهله وليس الغرب الذى يسرق خيرات الأمة، لذلك هجر كل شىء وذهب لتعمير الأرض والزواج وإنجاب الأطفال، هذه الخلفية ساعدتنى فى فهم الشخصية من الداخل والتى انعكست على الأداء الذى خرج على الشاشة . - إتقان اللهجة الصعيدية برغم صعوبتها كيف تغلبت عليها؟ اللهجة المصرية بصفة عامة ليست غريبة على مسامع كل العرب، فقد تربينا على الأفلام والمسلسلات المصرية سواء كانت باللهجة العاميه أم الصعيدية، بالإضافة لتوفير الشركة المنتجة لمصحح لهجات كان يرافقنى لثلاث ساعات يوميا أثناء التحضير ثم أثناء التصوير مما شجعنى على النطق بشكل صحيح. - كيف كانت كواليس العمل أثناء التصوير وهل شعرت بالغربة؟ هذه النقطة تحديدا كنت أعمل لها ألف حساب لأسباب عديدة أولها أن هذه هى تجربتى الأولى فى عالم السينما برغم الخبرة الكبيرة فى الدراما التليفزيونية، لكن عالم السينما له سحر خاص، ثانيا أننى سوف أتعامل مع فنانين أصحاب تاريخ وخبرة كبيرة ولابد أن أكون فى كامل لياقتى الذهنية وهذا يحتاج إلى علاقات إنسانية بيننا حتى يشعر المشاعد بأن هناك حميمية فى التعامل بيننا، كل ذلك كان يدور فى ذهنى أثناء إقلاع الطائرة المتجهة إلى القاهرة، لكن المفاجأة كانت أقوى لأنى وجدت المخرج وجميع العاملين فى الفيلم حريصين على نجاح العمل، لذلك كان هناك جو أسرى يمتزج بروح الفكاهة، الجميع يحب بعضه خالد صالح يشعر بأنه الأخ الأكبر لنا، والفنانة وفاء عامر لديها شعور بالأمومة .. صبرى فواز شاعر قبل أن يكون فنانا، أما هيثم أحمد زكى فأعتقد أنه سيكون نجم المستقبل بأخلاقه وفنه الذى هو امتداد والده رحمه الله، أعتقد أن هذا المناخ هو بيئة خصبة للإبداع، لذلك انعكس على الشاشة . - البعض أخذ على الفيلم بعض التطويل والمباشرة فى الحوار؟ عالم السينما يحتمل جميع وجهات النظر، لكن الضرورة الدرامية كانت تحتاج لمساحة زمنية كبيرة داخل الفيلم كى تصل بوجهة نظر المخرج والمؤلف للمشاهد، وخير دليل على ذلك هو عدم شعور الجمهور بالملل برغم طول مدة الفيلم، وعن نفسى أفتخر بما قاله العالم المصرى الدكتور أحمد زويل عندما أشاد بالفيلم أثناء حضوره للعرض الخاص، أما الحوار فقد جاء بشكل ملحمى خصوصا لحظة عتاب الإخوة لبعضهم البعض عندما قال ذكرى مهما ترمى فى النيل ما ينسد، ولازم تعرفوا إن مافيش حرب من غير الكبير . - البعض فسر الفيلم على أنه تشريح للوضع العربى الحالى ما رأيك؟ برغم أن انتهاء تصوير الفيلم قبل بداية الثورات العربية، فإنه يناقش بشدة ما نحن فيه الآن من حالة الفرقة والتباعد بين بعض الحكومات، لذلك يدق ناقوس الخطر ويطرح رسالة مفادها أن هذه الأمة لابد أن تفيق من الغيبوبة قبل فوات الأوان، خصوصا أن هناك من يتربص بها منذ زمن بعيد للهيمنة على ثروات هذه الأمة، وقد طرحه الفيلم بوضوح فى مشهد الأفعى التى اعترضت طريق الأم وهى ذاهبة لزوجها فى الجبل لحظة ظهور الكنز ثم مقتل الأب وسرقة الذهب بعد ذلك، فهذا الربط يفسر ظهور الاستعمار لحظة ظهور البترول، لكن الفيلم طرح بارقة أمل فى عودة الإخوة مرة أخرى وإعادة بناء بيت الأسرة على يد أصغر الأبناء . - هل عرضت عليك أعمال أخرى بعد نجاح "كف القمر"؟ فى مصر هناك بعض العروض التليفزيونية والسينمائية التى جاءتنى قبل وبعد عرض الفيلم لكنها حتى الآن لم تأخذ الشكل الرسمى لذلك لا أحب الحديث عن أشياء لاتزال فى طور التكون، وعندما تصل إلى درجة الجدية الكاملة سوف أعلنها على الجمهور المصرى الذى أعشقه، أما فى الأردن فقد بدأت بالفعل مسلسل بعنوان "توأم الروح" أمام الفنانة صفاء سلطان وأجسد من خلاله شخصية فنان تشكيلى يرتبط بحبيبته لكن شقيقتها التوأم توقعه فى عدد من المشكلات كى تفسد العلاقه بينهم.