بدأ مشواره الفنى كراقص فى فرقة الفنون الشعبية، ذاع صيته ولكنه اكتشف أن التمثيل فرصته لتقديم موهبته الفنية بشكل لا يختلف عليه اثنان فكانت بدايته على خشبة المسرح من خلال عمل بعنوان «كلاكيت»، ولكونه عاشقاً للرومانسية وباحثا دائما عن الإنسانية انتظر طويلاً ساعياً وراء تجربة إنسانية يلمس بها مشاعر الآخرين، وكانت الفرصة عندما شاهده المخرج المصرى خالد يوسف وهو يجسد شخصية خالد بن الوليد، ليلمس فيه «ضاحى والقط» هاتين الشخصيتين ضمن الملحمة الإنسانية للمبدع «ناصر عبدالرحمن» فيتم اختياره ويبدأ التصوير ويخرج علينا «ياسر المصرى». حدثنا عن بداية ياسر المصرى وما قبل «كف القمر»؟ - أنا متخرج من كلية الموسيقى، ثم عملت فى إحدى الفرق للفنون الشعبية حتى عام 1993، فقد كانت بدايتى مع أول عمل مسرحى بعنوان كلاكيت ثم عام 1997 حيث الظهور على الشاشة الفضية من خلال أحداث العمل الأردنى عُرس الصقر ثم الاعتزال تماما عام 2007 للموسيقى والرقص والتفرغ تماما للتمثيل. كيف جاء التعامل مع المخرج خالد يوسف؟ - لقد كنت أشارك فى مسلسل «خالد بن الوليد»، وذلك أثناء زيارة المخرج الكبير خالد يوسف لتونس وقد أشاد بى وبأدائى وقد كان شعوراً متبادلاً فقد كنت من عاشقى هذا المخرج المصرى وأعماله ولأنه من كبار مشجعى الوجوه الشابة ذات الموهبة، فقد أحس بى ورأى فى شخصية وتركيبة «ضاحى»، و«القط» وعلى الفور بدأنا فى التواصل وعقد البروفات. قدمت شخصية مركبة وجمعت بين شخصيتى الأب والابن، فكيف كان استعدادك للدور وتعمقك الشديد للشخصيتين؟ - بعد الاتفاق على أداء الشخصيتين فقد أقام فريق العمل عددا من البروفات وقراءة النص أكثر من مرة، وللعلم فإن نجاح الشخصية بعد الله يعود إلى التعاون والحب الذى نشأ بين فريق العمل لنصل بالعمل إلى بر الأمان، ولا فرق لدى بين كف القمر وأى عمل آخر، فكلها أعمال الرابط الوحيد بينها هو أنا والممثل الجاد لابد أن يهتم بكل أعماله ويهتم بالفن من أجل الفن وليس لأى مغريات أخرى مثل الشهرة ولكن أهم شىء كان الوصول إلى اللهجة الصحيحة. قاطعته: فعلاً كيف جاء إتقانك للغة الصعيدية، خاصة أنها بعيدة كل البعد عن اللغة الأردنية؟ - فى ذلك يعود الفضل لمدقق اللغة عبدالنبى الهوارى المكلف من قبل شركة الإنتاج، فقد عقد الكثير من البروفات لإتقان اللغة وتجاوز صعوبتها وأيضاً المخرج خالد يوسف فقد أشرف بنفسه على اللغة لجميع العاملين، لهذا لابد أن أصرح أننى تعلمت الكثير من هذا العمل «الأخلاق قبل الفن» هذا ما أكده لى جميع فريق العمل بالفيلم، فالجميع متعاون ويسعى لإنجاح العمل بأكمله، ولعل أشهر المواقف عندما كان المخرج خالد يوسف يدعونا جميعا لكتابة تاريخ الشخصية بعيداً عن النص المكتوب حتى يزداد تعمقنا فى الشخصية، فأنا أسعى دائماً نحو الشخصيات الصعبة والمركبة الإنسانية. مساحة الأدوار فى كف القمر صغيرة جداً ولكن ياسر كان محظوظاً باختيار خالد له ليقدم دور الأب والابن؟ - اختيار خالد يوسف لى لم يكن لكونى قادراً على أداء الدور، فجميع النجوم بالفيلم قادرون على أداء الدورين بشكل رائع، ولكن القط وضاحى وجهان لعملة واحدة يجمع بينهما الإنسانية وحبهما للأرض فهما تركيبة فكرية وإنسانية واحدة، لهذا كان لابد أن يقدم الشخصيتين فرد واحد، وقد وفقنى الله فى هذا ولعل ياسر المصرى قد وفق فى هذا وكان خير حامل للمسئولية التى وضعها على عاتق المخرج خالد يوسف. دائماً ما يتم الهجوم على أعمال المخرج خالد يوسف وتتباين حولها الآراء، ألم تخش أن تكون بدايتك محاصرة بالانتقادات وبدايتك من خلال الهجوم عليك؟ - لا بالتأكيد، فكل شىء فى العمل لا يترك لى الفرصة للتردد بداية من النص، وهنا فإن النص يرتقى بذهن المشاهد المصرى والعربى، فقد تم عرض أكثر من عمل على قبل «كف القمر» ولكن لم يجذبنى النص كما فعل بى كف القمر، فأنا لا أسعى نحو الشهرة والانتشار فقط، فالجميع يدركون تماما من هو خالد يوسف والاختلاف والنقد يحققان الأفضل دائماً ويعودان بالمصلحة على الفن والفنانين من خلال تطوير موهبتهم وأدائهم، وعدم الاختلاف قد يصيب العمل والسينما بالرتابة والملل. ما هو شعورك وأول عمل لك يتم تكريمه ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية؟ - للأسف لم تتح لى الفرصة للمشاركة نظراً لظروف التصوير ولكن وجود الفنانين يكفى بالتأكيد ولكننى سعيد، فكل هذا يجعل المسئولية أكبر على عاتقى خلال الفترة القادمة ولكننى شاركت فى العرض الأول ولا يمكننى وصف شعورى، فكأننى أشهد ولادة أول مولود لى وسوف أحافظ جاهداً على نوعية الأعمال التى أقدمها خلال الفترة القادمة بحيث لا تقل أهمية عن مستوى العمل الملحمى من وجهة نظرى «كف القمر»، هذا ليس رأيى وحدى فهو رأى الجمهور، فالجمهور المصرى ذواق للفن الجيد والأعمال الجيدة. «كف القمر» يحمل أكثر من بعد، فكيف رأى ياسر المصرى العمل؟ - العمل يحمل أكثر من بعد سواء كان اجتماعيا أو سياسيا فهو كما قلت ملحمة من إبداع المبدع ناصر عبدالرحمن وأعتقد أن الجمهور المصرى والعربى أصبح أكثر وعيا والعمل بالتأكيد يخاطب وجدان المشاهد المصرى والعربى ويرتقى به من خلال علاقة إنسانية لامسة للظروف التى نمر بها كوطن عربى ومدى قوة العلاقة التى تجمع بين بلدانه من خلال إطار اجتماعى تناوله نص جيد وفريق عمل لا يستهان بهم.