منذ أن وعيت على الدنيا وبالتحديد على الحكومات والوزارات والحكام والأحكام وأنا أسمع عبارة ترشيد الاستهلاك، شد الحزام، ورشدنا وشدينا الحزام حتى أصبنا بهشاشة العظام والفشل الكلوى وفيروس سى وسرطان الأطفال وضعف فى الرئتين... وإلخ إلخ إلخ، من أمراض العالم المستوردة والمحلية. حتى بعدما انفتحنا لا مؤاخذة على أيام المغفور له السادات انفتح الفاسدون والمستوردون وشربنا الكازوزة المستوردة و«السفن أب» و«السفن أم» وأكلنا الفراخ المضروبة أيام توفيق عبدالحى وظهر مصطلح القطط السمان، وظل الشعب الغلبان يلهث وزاد سكان المقابر وتكاثروا وتناثروا ولا أنسى الرئيس الراحل عندما كان يحتفل بعيد ميلاده! ويلبس الجلابية وعباءة العمدة ويجلس مثله فى ميت أبو الكوم ويضع أمامه الإعلامية المفضلة لديه همت مصطفى ويقول لها يا همت يا بنتى، وهى تسأله: وماذا عن سنوات الرخاء يا ريس التى وعدت بها الشعب؟ وهو ينتفض غاضباً معاتباً قائلاً: ما إحنا فى الرخاء آهوه!! ويشير بيديه على المصطبة التى يجلس عليها! وأنا أسمع كلامه وأنظر حولى أبحث عن الرخاء حتى قامت الانتفاضة وخرجنا شباب الجامعة نصرخ ونقول: سيد بك يا سيد بك كيلو اللحمة بقى بجنيه! وقتل السادات واتعلم الخلف الدرس من السلف، وأصبحت الجرائم تتم «سكيتى كتيمى» وصعد كيلو اللحمة من جنيه إلى 100 جنيه والمهم أن رغيف العيش ظل على دعمه وكأنه كتب على هذا الشعب أكل العيش الحاف! صرح أحد الوزراء فى الأسبوع الماضى، أنه تم تجريف البلاد على مدى 20 عاماً وضاع منها تريليون جنيه من الفساد!! سألت صديقة بتفهم فى الأرقام يعنى يطلعوا كام دول؟ فقالت ألف مليار!! وبناء عليه يا ريت نخلى البساط أحمدى يا حكومة ونعرف بالضبط بالضبط إحنا حنعمل إيه؟ مع الوضع فى الاعتبار أن الشعب لم ير اللحمة منذ انتفاضتنا التى قال عنها المرحوم إنها انتفاضة حراااامية!