أعلنت وزير الثقافة الدكتور إيناس عبدالدايم عن استرجاع مخطوط (المختصر في علم التاريخ) للمؤلف محي الدين الكافيجى إلى مصر حيث يعود عمره إلى نحو 500 عام. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزيرة، اليوم الاثنين، بدار الوثائق القومية في الفسطاط، بحضور الدكتور هشام عزمي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية وعدد من رؤساء قطاعات الوزارة؛ لكشف تفاصيل إعادة المخطوط ، والذي يحمل عنوان " المختصر في علم التاريخ " للكافيجى من بريطانيا بعد الإعلان عن بيعه في صالة بونهامس بلندن وبتدخل سريع من وزيرة الثقافة ود. هشام عزمي وبالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية استطاع رئيس دار الكتب وقف حركة البيع وتتبع رحلة المخطوط.
بدأت وقائع المؤتمر بعرض فيلم تسجيلى يحكى رحلة عودة هذا المخطوط تحت عنوان "رحلة عودة مخطوط من لندن إلى القاهرة.
وقالت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة: اليوم نحتفل باسترجاع مخطوط مهم وكنز من كنوز مصر.
وهنأت عبد الدايم رئيس دار الكتب والوثائق القومية مشيدة بالدور الكبير الذي قام به لعودة هذا الكنز من خلال المراسلات والمفاوضات وطريقته الذكية في إقناع مقتنى المخطوطة وأصحاب صالة بونهامس لإرجاع المخطوط، كما أشادت الوزيرة بجهود وزيرة الخارجية المصرية وتعاونها مع وزارة الثقافة لعودة المخطوط إلي مصر.
وأكدت وزيرة الثقافة وجود خطة عامة لمتابعة حركة البيع للمخطوطات والوثائق في مزادات العالم وأنها ستبذل مزيدا من الجهد لاستعادتها .
وردا على سؤال الأهرام العربي حول نصيب مقتنيات نجيب محفوظ التى عرضت منذ حوالى 8 سنوات فى دار سوثبى بلندن وحتى هذه اللحظة لم يجد فيها أى جديد باستثناء تدخل وزارة الخارجية لوقف حركة البيع ؟، قالت وزيرة الثقافة إن هذا الأمر يرجع لورثة نجيب محفوظ.
ومن جانبه استعرض د. هشام عزمى رحلة عودت المخطوط قائلا: بدأت هذه الرحلة في شهر أبريل الماضي عندما أعلنت صالة بونهامس للمزادات في لندن عن بيع مخطوط بعنوان " المختصر في علم التاريخ " وعلي الفور ناشدت عدة جهات من بينها اتحاد الآثريين العرب في بيان نشرته الصحف المختلفة يوم الأربعاء الموافق 25 أبريل عام 2018 والجهات المعنية بوقف بيع المخطوط لأهميته التاريخية من جهة أخرى.
وأضاف د. عزمي أن هذا حق مصر الأصيل في ملكية هذا المخطوط، وفي اليوم التالي نجحت دار الكتب في إيقاف البيع بعد أن أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ملكيتها لهذا المخطوط مدعمة ذلك بكل الوثائق التي قطعت الشك باليقين.
وتابع د. عزمى أنه كان من الممكن أن ينتهي الأمر بإيقاف البيع ولكن دار الكتب اختارت الطريق الصعب وواصلت الجهد في سبيل استعادة المخطوط مره أخري ، وهنا أشار رئيس دار الكتب والوثائق القومية رحلة المفاوضات المضنية التي تمت علي مرحلتين الأولي تمثلت في التفاوض مع مسئولي صالة البيع حيث تم تسليمهم نسخا مصوره من فهرس دار الكتب المصرية المثبت فيه عنوان ورقم المخطوط والمحضر الذي تم تحريره لدي الشرطة بمعرفة دار الكتب بالإضافة إلي شهادة من دار الكتب المصرية بأنها لم تتخلي عن ملكية المخطوط سواء بالبيع أو بغيره .
وواصل د. عزمى حديثه عن رحلة المخطوط قائلا : ومن هنا قررت صالة المزادات إحالة الأمر إلي حائز المخطوط فبدأت المرحلة الثانية من التفاوض لإعادة المخطوط إلي مصر والتي انتهت بموافقة حائز المخطوط علي إعادته لدار الكتب، وبعد النجاح في ايقاف البيع قمت برفع تقريرا وافيا لوزيرة الثقافة والتي وافقت علي الفور بسفري إلي لندن وسهلت لي كافة الاجراءات وبالفعل تسلمت المخطوط يوم الجمعة 13 يوليو وهذا اليوم يعتبر يوما فارقا في حياتى وفورعودتي إلي مصر توجهت إلي مكتب الوزيرة ومعى المخطوط وكم كانت سعادة د. ايناس عبد الدايم بعودة هذا المخطوط.
وتحدث د. عزمى عن الكافيجي صاحب هذا المخطوط قائلا: يعد علامة كبيرة حيث اعتبره السخاوي علامة الدهر وأوحد العصر وفخر هذا الوقت والزمان ، كما اعتبره السيوطي إماما كبيرا في المعقولات كلها وتنبع أهمية هذا المخطوط للكافيجى من تفرده بقيمة تراثية وعلمية كبيرة حيث يعد أقدم رسالة اسلامية معروفة عن نظريات التاريخ ويمتاز بأصلة منهجه في توضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهج قصصي.