خلود عصام: اللعبة تعيد تنسيق الجسم وتزيد من أنوثة المرأة لعبة كمال الأجسام ليست استعراضا للعضلات المنتفخة على منصة التتويج فى المسابقات العالمية، فالمعنى الحرفى للكلمة هو (بناء الجسم) بشكل سليم . لكن الشائع عن تلك الرياضة بوصفها تعمل على زيادة حجم العضلات بشكل مخيف، جعل البعض يعتقد أنها حكر على الرجال، خصوصا أن ممارستها تتطلب تناول المنشطات التى تزيد من هرمون الذكورة «التستوستيرون»، مما يغير طبيعة جسم المرأة ويجعلها أقرب إلى الرجال . كما أن بعض أدوية تضخيم العضلات قد تؤدى إلى العقم..إلا أن عددا من الفتيات أعلن عن كسر القاعدة وأصبحن يرفعن شعار القوة أهم من الأنوثة، حيث اتجهت الكثيرات لممارسة رياضة كمال الأجسام فى صالات الجيم، ليس بغرض المشاركة فى مسابقات رياضية، لكن بهدف بناء الجسم. خلود عصام، بطلة كمال الأجسام وصاحبة صالة رياضية، تقول: إنها بدأت لعبة كمال الأجسام منذ 3سنوات، وأن حبها للعبة جعلها تركز على جسمها ليكون متناسقا عضليا مع الاحتفاظ بطابعه الأنثوى فى الوقت ذاته. وأكدت أن عائلتها عارضت فى البداية، لأن الفكرة كانت غريبة بالنسبة لهم، لكنها أقنعتهم أن اللعبة لن تؤثر عليها أو على أنوثتها بشكل سلبى، لكن العكس صحيح قد زادت – على حد قولها - من أنوثتها وجمالها. و أضافت أن العائق الثانى أمامها كان ملابس اللعبة المتعارضة مع ارتدائها الحجاب، لكنها لم تستسلم وبحثت عن بطولات عربية ومحلية لتتناسب مع الحجاب، فشاركت ببطولة العرب خلال 6 أشهر وحصلت على المركز الأول لوزن 60 كيلو جراماً، وبعدها شاركت ببطولة الجمهورية وحصلت على المركز الأول أيضا، وبعدها بطولة تجريبية عالمية وحصلت على المركز الأول بها ومنها تأهلت لبطولة العالم بروسيا، لكن للأسف لم تصرف وزارة الشباب والرياضة شيك البطولة بعد . وأشارت إلى أن عدد الفتيات اللائى يأتين للجيم للتدريب على كمال الأجسام، كبير جدا من بينهن فتيات نحيفات يردن تغيير شكل أجسادهن . وأضافت أن اللعبة علمتها الصبر والتحدى والثقة بالنفس.
المكملات الغذائية كمال حنفى المدرب بإحدى الصالات الرياضية، أكد أن عدد الفتيات اللاتى يقبلن على ممارسة رياضة كمال الأجسام ضئيل نسبيا، ولا يتعدى نسبتهن ال 5%، فأغلب الفتيات لا يأتين للجيم لبناء العضلات القوية والضخمة، لكن يأتين من أجل الحصول على جسم صحى ومتناسق، مشيرا إلى أن معظم الفتيات يخفن من ممارستها حتى لا تظهر لديهن عضلات ضخمة وقال حنفى: إن عالم المكملات الغذائية مثل عالم الأدوية، فداخل الصيدلية نجد كل الأدوية لكن ليس كلها صالح للتعاطى، وكذلك المكملات الغذائية فجميعها لا تحتوى على أضرار، لكن يتحدد نوع المكمل الغذائى المطلوب بناء على طبيعة الشخص نفسه. وأضاف، أن الفتيات يتناولن المكملات بشكل طبيعى مع الابتعاد عن تلك التى تحتوى على هرمونات ترفع من نسبة التستسيرون فى الجسم أو مكملات المحفزات، ويأخذن بدلا منها بروتينات وفيتامينات وأوميجا 3 وغيرها من المقويات العامة . يتفق معه فى الرأى، عادل نبيه استشارى العلاج الطبيعى، حيث يؤكد أن لعبة كمال الأجسام تقوى حجم العضلات وتزيدها، والمنشطات التى يتم تناولها تحتوى غالبا على بروتينات أى مجموعة أحماض أمينية وتؤخذ كمكمل غذائي، لأن الجسم يتكون أساسا من الأحماض الأمينية، ولكن يجب متابعة نشاط الكليتين باستمرار لأن التمثيل الغذائى لفضلات البروتين مرتبط بنشاطهما. وأضاف، أنه من المفضل لشكل الأنثى ألا تبرز عضلاتها، وأن تغطى العضلات بطبقة من الدهون لتأخذ الشكل الناعم ..
تغير تكوين الأنثي بينما يرى عبد اللطيف صبحى، أستاذ بكلية التربية الرياضية بجامعة حلوان، وعضو مجلس إدارة نادى 6 أكتوبر، أن أى فتاة من حقها ممارسة أى نوع من أنواع الرياضة بشكل عام، طالما أن ذلك لا يؤثر على الأجهزة الحيوية والفسيولوجية الموجودة فى الجسم، بمعنى ألا تأخذ المنشطات التى تزيد من العضلات بشكل مبالغ فيه بما قد يؤثر فسيولوجيا على جسمها، فالمنشطات التى يتناولها ممارسو لعبة كمال الأجسام، تزيد من حجم هرمون الذكورة فى الجسم، حيث يحتوى جسم المرأة على هرمون التستوستيرون، لكن بنسبة ضئيلة تكفى لتكوين العضلات، وإذا استخدمت المنشطات التى تحتوى على هرمون التستوستيرون فستتغير طبيعة جسمها، حيث ستكون عضلات جسدها أشبه بالرجل، وهناك بعض أدوية تضخيم العضلات تؤدى إلى العقم، وكل هذا يؤثر على المرأة فسيولوجيا. وأشار صبحى إلى أن المرأة إذا مارست الرياضة بدون أى منشطات وتركت العضلات تنمو طبيعيا لن تحدث مشكلة، ويمكن للسيدات أن يمارسن جميع أنواع الرياضات حتى المصارعة والجودو أو رفع الأثقال، ونحن لدينا بطلات عالميات فى رفع الأثقال، وكل هذا يندرج تحت بند الرياضات العنيفة، ولا توجد مشكلة لدى النساء من ممارسة تلك الرياضات ولكن عند التحدث عن لعبة كمال الأجسام علينا أن نتوقف ونناقشها من خلال شقين، الشق الأول هو مدى تناسب تلك اللعبة مع طبيعة السيدة، لأنه سيحدث لها تضخم فى العضلات فهل ذلك يتناسب مع طبيعتها كأنثى، والشق الثانى هو نظرة المجتمع.
وأضاف، أن المنشطات أنواع، فهناك منشطات مضرة بالأجهزة الحيوية للجسم، وهناك منشطات غير مضرة وهى المنشطات الطبيعية ومسموح بإعطائها للاعبين تحت رعاية المدرب وتحت رعاية الطبيب المعالج، لكن إذا تعاطت اللاعبة المنشطات التى تعمل على تضخيم العضلة دون إشراف طبى، فتلك المنشطات ستؤدى إلى مخاطر فسيولوجية، ومن الممكن أن تؤدى إلى العقم وأحيانا قد تصل المخاطر إلى الوفاة لأن المرأة بطبيعتها أضعف من الرجل وأجهزة مناعتها أضعف. وبالتالى فنسب الوفاة بسبب تناول المنشطات أعلى عند النساء من الرجال، لذلك لا نرى فى أوروبا نساء يمارسن رياضة كمال الأجسام بصورة كبيرة لأنهن يعلمن أضرارها وأنها مخالفة لطبيعة الأنثى.
ونوه إلى أنه يجب على الفتيات ممارسة المنازلات بطريقة طبيعية حتى تستطيع أن تدافع عن نفسها فى الشارع عند تعرضها لأى اعتداء ولكن من الصعب أن تمارس لعبة تغير من طبيعتها كأنثى وأنا لا أنصح البنات بممارسة لعبة كمال الأجسام .