خبير أثري يوضح الخسوف والكسوف عند الفراعنة

قال مجدى شاكر، الباحث الأثري، إن المصرى القديم أهتم برصد الظواهر الفلكية وإنشاء مراصد فلكية فى مدنية "منف" و"أون" لرصد بداية بدء الفيضان عند ظهور نجم الشعرى اليمانية وأحتراقه بما يسمى بالأحتراق الشروقى، وكان هناك منصب هام يسمى كبير الناظرين إلى السماء وأول من حمل هذا اللقلب هو "أيمحتب" مهندس هرم زوسر بسقارة.
وأوضح شاكر؛ أن من أقدم العصور التى نظر فيها الفراعنة إلى السماء وتعرفوا على النجوم ومساراتها وسجلوا المتحرك منها والثابت وكان لهم معرفة بالأتجاهات الأربعة الأصلية وهذا ماتبين من تحديد الأتجاهات الأربعة للأهرامات الجيزة وعرفوا كروية الأرض وأن الشمس والقمر كرويان وأن القمر عبارة عن أرض فضاء وأنه مضاء بواسطة الشمس وأنه سبب ظاهرة الكسوف والخسوف.
وتابع شاكر: "كما نرى على سقف معبد دندرة( دائرة أبراج دندرة) بمتحف اللوفر الأن التسجيل الوحيد لخسوف القمر الذى سجله المصرى بتاريخ 25سبتمبر عام 51 ق.م وفيه نقوش تظهر سريان الليل والنهار وأوجه القمر وصور أبراج دندرة بسلالم 14درجة يمثل 14يوما لينتهى السلم بقرص القمر وبداخله عين الأودجات عين حورس وصور مسار الشمس، وعرفوا أيضا ظاهرة المد والجزر وتأثير البحار والمحيطات بالقمر ودونوا ذلك على أوراق البردى وكذلك عرفوا تأثير الحياة على الأرض بالنجوم والكواكب فى السماء وعرفوا النجوم والمجرات ووضعواها فى جدوال وربطوا بينها وبين الحياة على الأرض ونظروا للشمس والقمر بإعتبارهما عينى المعبود حورس وعند أختفاءهما يتحول لمعبود حرب بلا عيون".
وأضاف شاكر، قد وردت ظاهرة كسوف الشمس فى بردية نبوءة نفرتى وورد خسوف القمر فى أسطورة الصراع بين حورس وست حيث أقتلع ست عينا من عينى حورس وعرفوا الكسوف حيث يقال إن كهنة آمون نبهوا الجنود عند محاربتهم لجيوش الفرس بهذه الظاهرة حتى لا يصابوا بالرعب، وكان للقمر دور عظيم فى الحياة اليومية والأجتماعية حيث عبده المصرى القديم فى هيئة المعبود خونسو بمعنى العابر أشارة إلى عبور المتوفى للعالم الآخر مثل القمر وكان خونسو أبنا لآمون وموت وله معبد من عصر رمسيس الثالث فى الكرنك فى طيبة وصور فى هيئة رجل له رأس صقر يعلوه هلال وقمر وكان قرد البابون أحد رموزه وفى معبد دير الحجر فى واحة الداخلة بالوادى الجديد سمى المعبد باسم ست أيعح بمعنى عرش القمر حيث تحدث ظاهرة فلكية فى داخلة فى وقت محدد وهناك كثير من الملوك والملكات تسموا باسم القمر مثل أحمس نفرتارى (مولدة القمر أو أحلاهم) وايح أحمس( القمر راضى) وغيرهم.