الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    التعليم: منح دراسية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لطلاب الثانوية العامة.. التقديم حتى 31 مايو    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ جنوب سيناء تفعيل مقترحات الاستثمار بالمحميات الطبيعية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 17-5-2024 في الدقهلية    أسعار اللحوم والفراخ في أسواق أسيوط اليوم الجمعة    النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط مؤشرات على تحسن الطلب    «المشاط» تعقد لقاءات مكثفة مع شركاء التنمية ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية    وزير الاتصالات: دعم ريادة الأعمال لا يقتصر على وزارة بعينها بل توجه لدى كافة الجهات    الصين تتراجع مجددا إلى المرتبة الثانية كأهم شريك تجاري لألمانيا    الشرطة السويدية تطوق منطقة بها سفارة إسرائيل بسبب إطلاق نار    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية تستهدف غرب مخيم النصيرات في قطاع غزة    اليوم.. الأهلي يخوض مرانه الرئيسي على ملعب رادس    ميتروفيتش ومالكوم ضمن تشكيل الهلال المتوقع أمام النصر بالدوري السعودي    بطولة العالم للإسكواش 2024.. هيمنة مصرية على نصف النهائى    رئيس الإتحاد الدولى يدافع عن بطولة كأس العالم للأندية 2025    عيار خرطوش وجثة.. كواليس مشاجرة دامية في الشرقية    محافظ القاهرة: تكثيف أعمال الرقابة على أسعار السلع وضبط الأسواق    اختفاء موظف في ظروف غامضة بالقليوبية    استمرار القوافل التعليمية للمراجعات النهائية للثانوية العامة بملوي المنيا    رفع 42 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    المركز القومي للمسرح يحتفل بعيد ميلاد الزعيم    تاراتاتا تفتتح فعاليات مهرجان إيزيس لمسرح المرأة    أحمد السقا يطمئن الجمهور على صحة الفنان أحمد رزق    إنشاء مستشفى القوصية الجديد بطاقة 300 سرير    ابتعد عن هذه الفواكه للحفاظ على أسنانك    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    استكمال تنفيذ وتطوير منظومة المرافق بالعبور والشيخ زايد والسويس الجديدة    بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلان يكشف العلاقة بين عمرو خالد وشركة تحتضن الإخوان.. داعية المخابرات البريطانية يسقط فى عشة فراخ «الوطنية»!
نشر في الأهرام العربي يوم 02 - 06 - 2018

إعلان الداعية عن الفراخ كشف فساد الدعوة وفساد البزنس وتعمد الإضرار بالأمن القومى

عمر خالد يفاخر بإرسال الشباب المصرى إلى ليبيا لإسقاط القذافى ثم يتعاقد مع شركة دواجن لإسقاط حقوق شباب العمال فى مجازرها

تحويل القيم إلى سلعة وتحويل الاستهلاك إلى فريضة هدف الإسلام الليبرالى عند الدعاة الجدد

إستراتيجيا، لا يحتاج تدمير هوية أى مجتمع لأكثر من تحويل القيم العليا إلى سلعة وتحويل السلع إلى قيمة عليا.. هذه المهمة لا تحتاج إلى ضباط مخابرات، بقدر ما تحتاج إلى خبراء فى التسويق والدعاية والإعلان والعلاقات العامة وبهلوانات التنمية البشرية.. وهو عمل ضخم يستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال، لكن فى مصر أمكن اختزاله فى جهد شخص واحد يملك من التأثير على العقول والقلوب سطوة لا يمكن مقاومتها فى المجتمعات العربية.. مجرد رجل دين يزعم الإصلاح!!

وهكذا يمكننا أن نفك شفرة إعلان تسويق الفراخ الذى قام به عمدا وبترتيب مسبق أحد مشاهير الدعوة إلى الله.. فى شهر الصيام!!

إذا كان أكثر من 11 مليونا من مريدى التواصل الإلكترونى مع نجم الدعوة على «تويتر»، قد استشعروا الصدمة من ظهور أيقونتهم الداعية مولانا الإمام المحاسب الدكتور عمر خالد فى إعلان لتسويق صنف من الفراخ.. فإن الرعب الحقيقى يكمن فيما وراء هذا الإعلان من حقائق تتعلق بتسليع الدين وتكييف قيم التدين على قياس الفراخ ووزنها، وقهر وإخضاع 4 آلاف من العمال فى الشركة التى استدعت الداعية لعملية (تدجين) لا تقل فى أهميتها عن عمليات تسمين وتفريخ الدواجن قبل ذبحها.

الصدمة والرعب ليسا فحسب فى التفاصيل، وإنما أيضا فى الشركاء الذين قرروا تسخير الدين لخدمة بيع الفراخ.. إذ إن من بينهم أتراكا ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية يمثلون حلقة وصل ما بين تركيا وقطر، وبين الشركة المنتجة التى هى محض استثمار ضعيف لا تتجاوز قيمته 120 مليون دولار، وهو استثمار لا يتناسب مع ما تزعمه من ريادة فى العالم العربى.. ومعهم شركة للتسويق مقرها مدينة الشيخ زايد فى أكتوبر (منتجها وسلعتها) الوحيدة فى هذه الصفقة هو: الدكتور عمرو خالد ذاته.. الرجل الذى يصف نفسه على موقعه الرسمى على الإنترنت بأنه الداعية الإسلامى المعاصر والباحث الإصلاحى الحائز على الدكتوراه فى الدراسات الإسلامية تحديدا فى الإسلام والتعايش!!

الفضيحة التى نحن بصددها ليست فى مجرد إعلان دواجن أسبغ عليها الداعية المعروف بركاته، وإنما هى قنبلة فساد فى الدعوة وفساد فى البزنس واختراق للأمن القومى وهذه الأخيرة هى الملف الأخطر.. ومن هنا نبدأ.

قلوب وعقول ومخابرات

فى السنوات التى سبقت انفجار الفوضى فى البلدان ذات الأنظمة الجمهورية بالعالم العربى، كنا قد حذرنا من ‫(الاحتلال المدنى‫) الذى كان يلوح فى الأفق منذ 2002، وصولا إلى ما شهدته الشوارع فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن فى 2011.. وأفردنا الصفحات نشير فيها لوجود خلايا ناعمة نائمة تضم منظمات المجتمع المدنى الممولة أجنبيا وشخصيات عامة، منها ما يطلق عليه ‫(الدعاة الجدد‫).. وأكدنا أن هناك عملية ‫(إعادة للهندسة الاجتماعية‫) تجرى ببطء‫.. لكن بثقة‫!‬‬‬‬‬‬‬‬‬

حينها، كانت هناك عشرات الأسباب التى تدفعنا للتفتيش فى أوراق البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين‫.. وكانت المفاجأة مدوية‫.‬‬
ففى وثائق المخابرات البريطانية التى تسربت إلى صحيفة صنداى تايمز، وجدنا اسم الداعية عمرو خالد محاطا بخطوط حمراء، وفى تقرير مثير كتبه روبرت وينيت وديفيد ليبارد فى 30 مايو 2004 بعنوان: خطط بريطانيا السرية للفوز بعقول وقلوب المسلمين.. تحدث المحرران عن وثائق سرية تخص جهاز المخابرات الداخلية البريطانية MI5 تؤكد اهتمام إليزا ماننجهام بولر مدير عام هذا الجهاز آنذاك، حين أصدرت أوامر لضباطها بتقديم خطة محكمة (لتفريغ عقول المسلمين من أية أفكار تتعلق بتبنى الحدود الإسلامية)، والعمل على توفير دعاة جدد يقومون بتنفيذ هذه الخطط واستمالة أكبر قدر ممكن من الشباب المسلم لصالح الاندماج فى نمط الحياة الغربية وبالذات المتعلمين منهم بشكل جيد، والذين يمتلكون خبرات التعامل مع التكنولوجيا وبالأخص ذوى القدرات العقلية الفائقة المؤهلين لتولى مناصب قيادية فى المستقبل.

وذكرت الوثائق بالنص أنه من المهم البحث عمن يمكنه التأثير على آراء وتوجهات الشباب المسلم.. ويمضى التقرير للقول: من بين الذين تم تحديد أسمائهم فى الوثائق عمرو خالد البالغ من العمر 36 سنة (آنذاك)، وهو محاسب تحول إلى مبشر دينى أخذ اسمه يبرز على السطح فى مصر فى أواخر التسعينيات ويعيش حاليا فى لندن.. برغم أنه يوصم بأنه (شيخ الشيكات)، وبأنه شيخ ببدلة، فإن شعبيته، خصوصا بين شباب القاهرة والطبقات المتوسطة تنبع من قراره بأن يتخلى عن اللحية والقفطان الذى يرتديه رجال الدين الأرثوذكس (الأزهريون يقصدون) وأن يضع رسالته على التليفزيون وهو يرتدى بدلة رجال الأعمال بشارب رياضى معتنى به.

ومن المقرر أن تقوم الحكومة بنشر الوعى بعدد من الأئمة الذين ينطلقون من خارج العالم الإسلامى كحمزة يوسف مستشار الرئيس بوش الذى قال عنه الرئيس الأمريكى إنه نجم موسيقى الروك للجيل الإسلامى الجديد.. وصهيب ويب الداعية الأمريكى الذى قاد حملة تبرعات لأرامل رجال الإطفاء الذين ماتوا خلال هجمات 11 سبتمبر.
وقد قررت وزارة الداخلية البريطانية إقامة دورات تدريبية ممولة من الحكومة، لخلق جيل جديد من الدعاة الإسلاميين على نمط الدعاة الأمريكيين وتمويل محطات تليفزيونية وإذاعية إسلامية وبعض الصحف الموجهة لشباب الإسلاميين.
كيف يمكن أن يعيش شاذ جنسيا فى كنف الإسلام؟ وكيف يمكن للمسلمين أن يتسامحوا إزاء القيم الإباحية الغربية؟
هل يمكن أن ينجح عمرو خالد المحاسب السابق الذى لم يتلق أى تعليم دينى فى إنجاز حوار بين الإسلام والغرب؟
هذا هو ما تساءل بشأنه لامار كلاركسون، أبرز الباحثين بقسم الصحافة التابع لمركز أبحاث الديانات والإعلام بجامعة نيويورك، فى أعقاب التقرير الذى كتبته سامانتا شابيرو فى النيويورك تايمز عن عمرو خالد الذى يزيد عدد زوار موقعه على الإنترنت على عدد زوار موقع أوبرا وينفرى أشهر مذيعة تليفزيون فى أمريكا، الذى يحظى بشعبية وصفتها شابيرو بأنها لم تتح من قبل لنيلسون مانديلا أو لغاندي.. متوجة إياه ببطل العصيان المدنى المحتمل فى العالم العربى ومصر.. ومرشحة له لرئاسة مصر فى انتخابات الرئاسة2011..!
من جهة أخرى تقول الباحثة ليندساى فايس فى رسالتها لنيل الدكتوراه عن عمرو خالد المقدمة إلى كلية سانت أنتونى بجامعة أوكسفورد فى 2003 التى كان عنوانها (أشكال جديدة للتبشير الإسلامى فى مصر).. تقول الباحثة إن عمرو خالد يقدم تجربة إسلامية ديمقراطية وهو يقوم بتحدى النظام السياسى فى مصر الذى ينحو لتكريس الإسلام السنى ويحتفى بالصوفية ويرتكن إلى الكاريزما الأخلاقية على نحو ما كان عليه الشيخ الشعراوي.
إن عمرو خالد عن قصد وعمد يقوم بنشر صيغة من الإسلام أكثر تسامحا وارتباطا بالأخلاق والقيم الغربية ترقى لقيام حركة سياسية تعتنق الليبرالية!!
بعد ذلك أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى 11 يناير 2005 أن عمرو خالد المبشر الإنجليكانى التليفزيونى، يقود جيشا من ملايين الأتباع باستخدام الفضائيات عابرة الحدود وتقنيات الإنترنت.. منذ 3 سنوات أى فى 2002 قام بافتتاح متجر له فى لندن التى تخيرها كمنفى اختيارى له.. ومن هناك يقول: إنه يعيش حياة رائعة.. فى الحرية!! (لاحظ أن بريطانيا رخصت له بإقامة منظمة تدعى الخطوة الأولى تعمل فى مجال تعديل قيم الأسرة العربية).

وتمضى الإندبندنت القول: لقد عاد عمرو خالد إلى مصر خلال الأسابيع الماضية، وقد قامت خبرته بالعيش فى الغرب بتقوية منظوره للمشكلات التى تواجه الشباب المسلم، وقد صرح قبل سفره للقاهرة: إننى ذاهب الآن لبناء جسر بين الشرق والغرب.. إن خالد يعى تماما قوة ما يقول، فهدفه هم الشباب الذين يعيشون فى مصر كمواطنين من «الدرجة الثانية»، ولا يعترف بوجود مؤامرة من الغرب على المسلمين بأى شكل.

إن أهمية عمرو خالد تنبع من أن كلماته تلمس ما يشير إليه مسئولون فى الشرق الأوسط محذرين من: ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والأمية التى تشكل كوكتيلا ساما، إذا ما تم مزجه بالحكومات الشمولية والكراهية لأمريكا تحول إلى كوكتيل قاتل من شأنه أن يوقع الشباب فى قبضة أشباه بن لادن.

المثير فى هذا التقرير.. هو الكشف عن الشخص الذى سيجيب عن استفسارنا بشأن موعد استدعاء خلايا عمرو خالد النائمة إلى الشوارع.. إنه الأمريكى ريك ليتل عميل المخابرات المركزية الأمريكية الذى سبق له العمل كمستشار لقضايا الشباب فى الأمم المتحدة.. الذى يضع الخطط لعمرو خالد بشأن خلق فرص العمل للشباب فى الشرق الأوسط.. والذى قال للإندبندنت: عندما تنظر لمدى ما يفعله عمرو خالد للملايين الذين يأسر قلوبهم.. لا أعرف فردا سواه فى المنطقة بأسرها له هذا النفوذ والأثر الذى يملكه عمرو خالد!!
إن الأمريكى ريك ليتل شريك عمرو خالد، هو ذاته رئيس مجلس إدارة منظمة اسمها (أماجين ناشينز جروب) أو مجموعة تخيل الأمم.. وهى تحالف لتغيير المجتمعات يجمع ما بين سياسيين ومستثمرين ومنظمات تمويلية فى مجالات دعم الإعلام المستقل، ومنظمات المجتمع المدنى وهدف المجموعة هو التأثير على السياسات وبرامج التنمية الاجتماعية لتحقيق أهداف وثيقة الألفية الأمريكية، وهو مؤسس منظمة الشباب العالمى فى بالتيمور بولاية ميريلاند.

وقد تم تصعيده عندما تخيره المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسويسرا كواحد من القادة العالميين للغد، وتلقى جائزة روبرت شريفنر من المجلس الأمريكى للمؤسسات التمويلية (!!).. ويعمل معه فى رسم السياسات للداعية عمرو خالد رئيس مجموعة تخيل الأمم اليهودى المدعو يعقوب شيميل المسئول عن برامج تطوير الأسرة التى تدار فى فرنسا وإنجلترا وإسرائيل.. وهو المسئول عن مؤسسة صندوق شيميل لتنمية قيم العائلة لتمويل منظمات المجتمع المدنى ومؤسسة الطريق المتحد ومقرها إسرائيل، واللجنة الأمريكية اليهودية المشتركة للتوزيع الداعمة لمنظمة الشباب العالمى.

البحر و السماء و الفراخ

بحلول 25 يناير 2011 كان الداعية قد أنجز مهمته ومن فوقها أعجوبة صغيرة، إذ كان يقف وراء جيش من الشباب التابع لحملته (صناع الحياة) والتى أسسها فى 2005 و هم يقومون بالسفر للجهاد فى ليبيا وإسقاط نظام معمر القذافى.. وقد باهى بذلك بنفسه عام 2011 وتناقلت وسائل الإعلام شريط فيديو له، يؤكد فيه أنه أرسل الشباب لمساعدة ثوار ليبيا فى إسقاط القذافى.. لكن السؤال الذى يطرح نفسه اليوم فى 2018، ما الذى يدفع رجل بهذه الخطورة إلى الارتزاق من إعلانات الفراخ؟.. هل تخلت عنه القوى الداعمة أم أن ورقته قد احترقت فأصبح فى حاجة لدعم مالى من غير القوى الداعمة؟ أم أن نفوذه ومجال تأثيره يتخذ طورا جديدا؟.. طور يتخفى من وراء كيانات لا يمكن المساس بها.. عالم شركات البزنس التى تشكل سلطة أعلى من أى سلطة فى ظل الرأسمالية.. سلطة لا يمكن للصحافة أن تقربها وإلا وقعت فى مشكلات واتهامات بهدم الاستثمارات؟

أن الكشف عن تفاصيل الصلة ما بينه وبين شركة الدواجن يحمل فى ثناياه الكثير من الأعاجيب.. ولتبدأ القصة من مقترح الشراكة ما بينه وبين شركة الدواجن والذى قدمته الشركة التى تمثل مصالحه وهو مكتوب بالإنجليزية والذى ينص على مايلى: تتبع غذاءك من المزرعة إلى شوكة الطعام .. عرض عمرو خالد هذا العرض يمثل منظور الشراكة فى العمل بين إحدى شركات الدواجن والدكتور عمرو خالد تنمية الموارد البشرية والتدريب، دورات للتدريب لمدة يوم واحد فى الشهر يقوم بها الدكتور عمرو خالد تبدأ من الأسبوع الأول من مايو 2018.. وتبدأ المرحلة الأولى بعرض قيم المؤسسة ومعيار السلوك الاخلاقى وكيفية استخدامهما فى بيئة العمل، وتشمل الولاء وتشارك المعرفة والكفاءة والقيادة والالتزام والعمل الجماعى، وتشمل المرحلة الثانية التشديد على قيمة الانتماء للمكان وكيف يمكن للموظفين أن يحققوا الكفاءة فى أماكنهم من خلال إعطائهم الأمثلة على قصص النجاح، وتشمل المرحلة الثالثة إعطاء الدكتور عمرو خالد شرحا لقصة نجاح لا يعرفها أحد، وبالتالى مشاركتها أثناء الدورة، المرحلة الرابعة تشمل القيم التى ينبغى أن تخدم أهداف الشركة الرئيسية الثلاثة وهي: هدف تحسين الإنتاجية والأداء من خلال الولاء والالتزام، وهدف العمل الجماعى الإيجابى من خلال العمل الجماعى وتشارك المعرفة وهدف نمو المبيعات المربحة من خلال الكفاءة والقيادة.

سيتم عمل ورشة تدريبية كل شهر، وسيتم تقسيمها إلى قسمين: دورة نظرية ودورة عملية (على شكل نشاط يخدم معنى القيمتين اللتين ستتم مناقشتهما فى الدورة النظرية).
المرحلة الأخيرة: سيتم من خلالها تقسيم القيم إلى ثلاث منظومات كل منها تحتوى قيمتين وتستمر هذه المرحلة لثلاثة أشهر مع تغيير مجموعات الموظفين كل شهر وعليه تستمر الدورات على مدار 12 شهرا.
ملحوظة: خلال رمضان ستتوقف الدورات التدريبية وسيقام حفل سحور فى حضور الدكتور عمرو خالد.

تجمعات الإشباع المعنوى للشركة
وتشمل خطبة موحية للدكتور عمرو خالد تعطى أمثلة لقصص النجاح تتضمن حقن الحضور بالقيم العالمية للإسلام بعنوان خيركم من تعلم العلم وعلمه، والمفهوم الرئيسى بهذا الحدث يتعلق بتشارك المعرفة.. ثم مشاركة الدكتور عمرو خالد فى تكريم الموظفين.

حملة الاتصال الداخلى
تعتمد حملة الاتصالات الداخلية على الرسائل الموحية والنصح والإرشاد.. حيث ستتم حملة يتم بموجبها إرسال رسائل بالبريد الإلكترونى للموظفين كما سيتم توحيد شاشات هواتفهم المحمولة، كما سيتم إرسال رسائل قصيرة إلى هواتف كل العمال بخلاف الشعارات على المصاعد والجدران، وسيتم من خلال هذه الرسائل خدمة الأهداف الثلاثة للشركة وكأمثلة للرسائل الموحية للدكتور عمرو خالد رسالة: اجلس أمام البحر وانظر للسماء وتأمل مستقبلك واحلم حلما جديدا واسعا كسعة الأفق.

حفلات القرآن الكريم
وتشمل حضور الدكتور عمرو خالد حفلات تكريم حفظة القرآن الكريم وتكريمه للفائزين الذين يخفظون أجزاء كثيرة من القرآن وتوقيعه على كل الجوائز.

التغطية من خلال شبكات التواصل الاجتماعى
حلقات عن الغذاء الصحى، تنشر فى جروب حياتك أنت من خلال إحدى الشيفات وحلقات برامج صحتك بالدنيا، حيث ستتم مناقشة أسطورة الكوليسترول شعارها (إزاى تقدر تخس وتاكل بروتين كتير؟) مع كيفية إعداد أطعمة الشارع فى البيت باستخدام رموز الرشاقة، وسيتم وضع شعار شركة الدواجن على كل الحلقات.
كما سيتم عمل برنامج للنجاح حكاية ومن خلاله سيتم تفصيل الحلقات لإلقاء الضوء على نجاح الشركة، وسيكون للشركة 3 حلقات خاصة بها وهناك حلقة كاملة عن قصة نجاح صاحب الشركة على شكل لقاء شخصى من الدكتور عمرو خالد!!
كما سيقوم الدكتور عمرو خالد بتقديم حلقات اسمها بالحرف الواحد منها حلقة عن الذبح على الشريعة الإسلامية تشير إلى نموذج هذه الشرك.
كما سيكون للدكتور عمرو خالد بث مباشر عبر الهاتف المحمول لكل العاملين بالشركة.
انتهى عرض عمرو خالد فى خدمة الدواجن بمواهبه و برامجه واستخدام الدعوة وأدواتها لتسويق الفراخ.

إضرابات واحتقانات
لا توجد سماء يقف عندها البزنس، ولا يوجد باب لا يمكن لدعاة التدين الليبرالى اختراقه.. وهناك تعاقد ضمنى ممتد بين البزنس والتدين منذ أن عرفت مصر أخطر اختراق لأمنها القومى فى الثمانينيات من القرن الماضى.. عندما اكتوى المصريون بنار شركات توظيف الأموال .. ثم اكتشفنا من بعد ذلك شركات الواجهة.. الممول الرئيسى لجماعات الإرهاب المسلح.
وفى قصتنا هذه يوجد خيط رفيع ما بين الدعوة إلى الله وتسويق الدواجن راهن عليه عمرو خالد على رجاء الفوز بتعاقد قيمته 120 ألف دولار.
لكن ما الذى يدفع بالشركة للاستعانة بعمر خالد.. سؤال يجد إجابته فى قصة إضرابات عمال مجازر الشركة التى وقعت فى 19 مايو 2016 و التى تابعتها وسائل الإعلام عبر تلك الأحداث التى شهدتها منطقة وادى النطرون بالبحيرة، حبث قام مئات العمال فى المجازر بالإضراب عن العمل احتجاجا على تخفيض أرباحهم السنوية بنسبة 60 بالمائة.. حينها انتقلت قيادات محافظة البحيرة الأمنية والتنفيذية لمعالجة الأمر، خصوصا أن إدارة الشركة دفعت ببعض البلطجية لإطلاق الأعيرة النارية (تبين بعد ذلك أن من قام بذلك واسطة خير بين العمال والشركة و انه صاحب مشكلة تتعلق بأرضه المتاخمة للشركة) واستخدمت معهم التهديد والتلويح بتسريحهم وفق تصريحات العمال لصحف اليوم السابع وفيتو ووكالة أخبار البحيرة والطبعة الأولى.
كانت الشركة قبل ذلك قد استقبلت فى 21 نوفمبر من العام 2015 وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق الدكتور خالد حنفى داخل المواقع ذاتها فى وادى النطرون، وقرر الوزير ضم هذه الشركة لمبادرة الوزارة للحد من ارتفاع الأسعار، واتفق مع الشركة على توريد 10 آلاف دجاجة يوميا بسعر الكيلو 20 جنيها مقابل إمداد الشركة بالذرة والصويا المستوردة، وكان هذا الإجراء كفيلا بتنامى أرباح الشركة وفق تقرير مراقب الحسابات عن القوائم المالية للشركة فى 31 ديسمبر 2015 والذى أثبت وجود أرباح أعلى عن السنة السابقة، حيث حققت أرباحا بقيمة 66 مليونا و 611 ألف جنيه بعد خصم الضرائب وكانت فى العام السابق قد حققت 42 مليونا و551 ألف جنيه .. بينما ظلت أجور العمال على حالها فى حدود 9 ملايين و171 ألف جنيه.
هذه الأرباح تم توزيعها على المساهمين .. وما حصل عليه عمال المجازر كان صفرا كبيرا.. لقد أعقبت أزمة الإضرابات خروج العضو المنتدب لقطاع المجازر من الشركة.. ليسطع من بعده نجم الرجل الذى كان مديرا عاما ليصبح المدير التنفيذى للشركة، ويقال إنه كان دبلوماسيا سابقا، وهو الرجل الذى قرر أن يعيد النظر فى التعامل مع العمال المصريين.
مناخ الاحتقان داخل الشركة ما بين الإدارة والعمال كان وراء الفكرة العبقرية بإيجاد من يقوم بترويض العمال وتبييض وجه إدارة الشركة وبالمرة زيادة إيرادات التسويق فى أن معا.. هكذا أمكن للسيدة الوحيدة التى لا ترتدى الحجاب فى إدارة هذه الشركة أن تجمع عمرو خالد ومسئولين فى الشركة فى لقاء، لم يكن عمرو خالد نفسه ليقوى أن ينصحها خلاله بالتحجب.. المهم هو 120 ألف دولار، وهو المبلغ النهائى الذى أصبح اليوم ومن بعد هذه الفضيحة موضع مطالبة الشركة التى تمثل مصالح عمرو خالد.. وموضع مماطلة شركة الدواجن، هذه الشركة التى تعرف أنها تستغل شعارا يعرف المصريون أنه عنوان وطنى محترم .. لكن لا بأس بالشعار.. طالما سيزين الحلقات التليفزيونية ويساعد على التسويق والأهم أنه سيزيد من نجاحه فى حلقاته الموحية عن النجاح.
وأمام جمع من عمال الشركة ومدرائها .. وفى الهواء الطلق بأحد النوادى الفاخرة على طريق مصر إسكندرية الصحراوى فى 19 إبريل الماضى كان عمرو خالد، يؤكد للعمال أنهم سيقفون بين يدى الله يباهون بإعمار الأرض، وأن كلا منهم مسخر من قبل الله للخدمة فى هذه الشركة وأنهم سيحاسبون على ذلك.. وطبعا من باب الاحتيال أكد فى بداية خطبته الموحية: أنا لا أفهم فى البزنس ولكننى أفهم فى الدعوة!!

ظاهرة الدعاة الجدد ليست فحسب قضية تضييع هوية وتخريب أمن قومى بل باتت انتهاكا لكل قيمة أساسية فى المجتمع لقاء (السبوبة) أو التربح باسم الدين.. وإذا كان عمرو خالد قد شارك الملايين زورا وبهتانا شعار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فى انفجار 25 يناير، فها هو اليوم يشارك فى إهدار حقوق عمال مصريين ويعلمهم إطاعة (أولى الأمر منهم) على حساب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. ويقتطع لنفسه مبلغا يفوق أرباحهم السنوية أو على الأقل ربع إجمالى أجورهم السنوية.. وإذا كان هذا حال كبير الدعاة الجدد.. فما الذى يجنيه الباقون منهم .. الملفات كثيرة والفضائح لا تنتهي، والأكثر إثارة أن عمرو خالد لا يريد أن يعترف بالخطيئة.. هو فقط تنازل وتعطف وتأسف عن مجرد .. زلة لسان فى إعلان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.