لا تزال أصداء الإعلان الترويجى الذى قام به الداعية عمرو خالد، عن فراخ الوطنية، وعطورعبد الصمد القرشى تلقى بظلالها على الشارع المصرى، والذى أثار غضب رجال الدين، فالبعض يرى أن هذه الأمور تعد تجارة بالدين، ولا يصح للداعية أن يقوم بالترويج لمنتج معين باسم الإسلام، أو أن يقوم بإقحام الدين فى مثل هذه الأمور. حوَّل الداعية إلى معلن الدكتور محمد وهدان الداعية الإسلامى، وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إن العمل الدعوى بعيد تماما عن الترويج لسلع أو منتجات معينة، ومن الخطأ أن يتحول الداعية إلى معلن، وإنما صميم عمله هو الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. وأضاف وهدان ل"التحرير"، أن ما فعله الداعية عمرو خالد مؤخرا من الزج بالإسلام فى أحد الإعلانات أمر مرفوض تماما، وما كان يجب عليه أن يقوم بذلك، لأنه يتحدث باسم الإسلام ومعروف عنه أنه داعية إسلامى، فالإسلام أشرف بكثير من هذه الأمور. وتابع وهدان: لا يجب على الدعاة أن يبيعوا أنفسهم من أجل التربح، لأن الكسب الذى جاء على حساب الدعوة والإسلام أمر مرفوض وبئس الكسب هو، ما حدث سقطة من الداعية عمرو خالد، كان يجب أن ينأى بنفسه عنها. وتساءل وهدان: كيف نقول إننا لدينا فراخ إسلامية، أو أرز إسلامى، أو عطر إسلامى هذا الأمر متاجرة بالإسلام، استخدمته جماعة الإخوان من قبل، وما فعله عمرو خالد جزء منه، ولو أنه تفرغ للعمل الدعوى والإسلامى لكان خيرا له. الداعية امتداد إلى رسول الله عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق، قال إن وظيفية الداعية ليست وظيفة دعائية لسلعة من السلع وإنما مكانة الداعية أشرف من ذلك بكثير، فهى مكانة النبى صلى الله عليه وسلم لأنه أول داعية فى الإسلام وهو إمام الدعاة، قال الله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وقال تعالى: (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى). وأضاف "الأطرش" فى تصريحات خاصة ل"التحرير": من الواجب على الداعية أن ينأى بنفسه تماما عن مثل هذه المهاترات، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال "المرء حيث يضع نفسه فإذا حافظ على نفسه كانت هذه مكانته" وعلى الداعية أن يتفرغ لمهام عمله وهو الدعوة إلى الله بالحسنى. وتابع "الأطرش": على كل من امتهن هذه المهنة أن يعطى لنفسه قدرها، لأن الإنسان يشرف بها، وحملة القرآن أشرف الناس لأنه أشرف العلوم. وناشد "الأطرش" الدعاة ألا يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا وسيلة دعائية لسلعة من السلع، أو عمل من الأعمال أو أن يزج بهم فيها، إلا ما يقوم به العلماء الأجلاء من الترويج لبناء مستشفى من المستشفيات أو علاج المرضى أو غيرها من الأمور النافعة فى الدين والدنيا. لا يختلف عن داعش بينما انتقد الإعلامى وائل الإبراشى، ما قام به الداعية عمرو خالد من الترويج لسلع معينة وتقديمها على أنها من الإسلام، حيث قال إن استخدام الإسلام فى الترويج لسلعة معينة، لا يختلف كثيرا عما يفعله داعش والعناصر الإرهابية فى استخدام الإسلام لتحقيق أهدافهم من أجل الوصول إلى السلطة. وأضاف "الإبراشى": لا يوجد مانع أن يروج الداعية لسلعة معينة، ولكن لا يصح أن يربط هذه السلعة بالإسلام، وما حدث مع الداعية عمرو خالد سقطة مهنية كبيرة. كان من الممكن أن يقول إنها الفراخ المفضلة لدى أو العطر المفضل، ولكن لا يمكن تقديمها على أنها تؤهل للارتقاء بالروح فى رمضان وتساعد على قيام الليل، أو أن العطر من الإسلام. خاننى التعبير خرج الداعية الإسلامى أمس، واعتذر عن الترويج لأحد المنتجات الغذائية، مؤكدًا أنه أخطأ ويتحمل المسئولية كاملة. وقال "عمرو"، في فيديو نشره عبر حسابه على "تويتر": "بمنتهى الصراحة أنا آسف وأنا خاننى التعبير، أتفهم كلامى إن أنا باستغل الدين لترويج لمنتج وده غلط وغير مقبول، وأنا باقول أستغفر الله العظيم". وتابع: "أنا مش هدى مبررات وأقول إن الشركة دى بتعمل أعمال خيرية، لكن أتحمل الخطأ بالكامل وأنا المسئول عنه، أنا بقالى 20 سنة باشتغل كان فيها إنجازات وفيها أخطاء، أنا بشر أصيب وأخطئ، والله أعلم بنيتى". وحملت الأيام الماضية موجة حارة من الهجوم على الداعية السلامى عمرو خالد على خلفية ظهوره فى فيديو إعلان دجاج "الوطنية" الذي بثه على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، وشارك فيه مع الشيف آسيا عثمان. وتحدث خالد خلال محتوى الإعلان وهو يروج لفراخ الوطنية حيث قال: "لن ترتقى الروح إلا لما جسدك وبطنك يكونوا صح مع خلطة آسيا ودجاج الوطنية". الأمر الذى لقي اعتراضًا وأثار حفيظة واستياء قطاع عريض من الشباب من الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يعود فى أقل من 24 ساعة ويظهر فى إعلان آخر لأحد أنواع العطور، وهو يقول "عطور القرشى تتفق مع قيم الإسلام".