طبيعى أن يظهر داعية الإسلامى فى إعلان مستشفى علاج أطفال أو كبار أو جمعية خيرية تساعد البسطاء أو مدرسة تعلم أبناءهم أو إعلان توجيهى لسلوكيات أفضل فكل هذا مقبولا ومحمودا أما أن يظهر فى إعلان دجاج فهو أمرا يؤخذ عليه بشيئا من التحفظ ولكن ما ليس مقبولا على الإطلاق هو المتاجرة بالدين للترويج لهذا الدجاج بحجة أنها ترتقى بالروح وكأن إسلام من لم يأكل هذا الدجاج سيكون ناقصا وربما صيامه ليس مقبولا . هذا بالضبط ما فعله عمرو خالد عندما ظهر فى إعلان تجارى لإحدى شركات الدواجن مستخدما الدين والصلاة وصحة الجسد للترويج "للفراخ" وهو سلوك وفكر لايختلف كثيرا عن ما تفعله الجماعات الإرهابية بالترويج لأهدافها بإسم الدين . فلا يوجد أى مانع من مشاركة عمرو خالد أو أحد تلاميذه من الدعاه الشباب المنتشرين على أغلب القنوات الفضائية الأن فى الإعلانات لأى سلعة شرط آلا يربط ترويجه لها بكونه داعية إسلامى أو ربط السلعة نفسها بأى شعائر دينية وإدعاء أن تناولها أو شراءها يساعد على الإرتقاء بالروح فهذا أمر لايجوز لأنه لو كان الدجاج يرتقى بالروح لأصبحت المكرونة أهم أسباب الخشوع فى الصلاة والأرز سبيلنا دخول الجنة . لقد كان هذا الإعلان سقطة كبيرة لعمرو خالد .. سقطة ربما كانت كفيلة بالقضاء على الجزء الباقى من شعبيته ومصداقيته عند الشباب الذى مازال يسمعه وإن لم يكن مقتنعا بذلك فعليه أن يقرأ تعليقات متابعيه على مواقع التواصل الإجتماعى التى رفضت فكرة الإعلان وإسلوب عمرو خالد الذى تحدث عن فراخ وطنية بنفس حماسه فى الحديث عن غزوة بدر حتى إتهمه البعض بأنه رخص دينه وظهر كالسفيه الذى لايملك أى قيمة ولا يفكر فى شيئا سوى فى الربح المادى كما طالبه أخرين بالإعتذار لهم عن أنهم صدقوه فى يوم من الأيام ووصل الأمر أن ربطت بعض التعليقات بأن عمرو خالد يقدم برنامج طبخ وسما المصرى تقدم برنامج دينى كما أشاروا عليه أنه لو قدم إعلان الفراخ على إستعراض أو أغانى المهرجانات لكان أشرف له من إستخدام الدين والصلاة فى الترويج "للفراخ" . والغريب أن أزمة عمرو خالد مع إعلان "الفراخ " جاءت بعد ساعات قليلة من وقف عرض برنامجه "السيرة حياة " على قناتى المحور والفضائية المصرية وكأنه لم يتعظ من الحملة التى شنها رواد مواقع التواصل الإجتماعى لمقاطعة برنامجه معللين السبب بأنه إخوانى الهوى والهوية وأنه سبق وأرسل بعض متابعيه ومؤيديه للتظاهر لصالح جماعات الإخوان فى مصر وليبيا حتى تم إيقاف عرض البرنامج بالفعل على الفضائية المصرية مما إضطره لأن يظهر عبر اليوتيوب ليؤكد أن برنامجه سيذاع على عدة فضائيات عربية دون أن يذكر أى قناة مصرية . ونحن فى النهاية لانملك إلا الدعاء والإبتهال لله بأن يولى علينا الأصلح ويحفظ شبابنا وأبناءنا من مشايخ الدعوة للدين والدعاية للدجاج .